أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد محمد حسان - لكي لا تكون هيئة التنسيق النقابية ضحية ثقافة نقابية زائغة العينين














المزيد.....

لكي لا تكون هيئة التنسيق النقابية ضحية ثقافة نقابية زائغة العينين


أحمد محمد حسان

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 14:19
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لكي لا تكون هيئة التنسيق النقابية ضحية ثقافة نقابية زائغة العينين

تساهل العمال إلى حد التواطؤ عن بعثرة تاريخهم النضالي الطويل والذي يمتد إلى أكثر من مئة عام، وهم إستسلموا أمام ضغط وممارسات أصحاب العمل ورأس المال والسلطة السياسية المعادية أساساً للديمقراطية والحريات العامة، واستكانوا أمام التدخلات السياسية والطائفية والفئوية الواسعة في عمل منظماتهم النقابية ومصادرة إتحادهم العمالي وضرب وحدتهم النقابية، وإجهاض كل تحرك مطلبي لهم.

إن واقع الحركة النقابية اليوم لا يبشر بالخير، فمنظماتهم النقابية غير حرة ومستقلة وغير ديمقراطية، وهي أصبحت عاجزة عن تحقيق مطالب وحماية أعضائها ورفع مستواهم المهني والإقتصادي والإجتماعي، وأمسى الإتحاد العمالي العام الذي يمثلها رسمياً راقداً في سبات عميق هو أقرب إلى الموت السريري، ولا ينتظر سوى نعيه.

إن تقاعس وإهمال النقابات للشؤون اليومية والحيوية لأعضائها وغياب الرعاية والتدريب النقابي لرفع نسبة الوعي بين العمال، أدت إلى تدني الحس النقابي والثقافة النقابية لديهم، وإلى إنعدام ثقتهم بهذه النقابات، فتدنت نسبة الإنتساب والمشاركة، وأصبح العامل يلجأ إلى مرجعيته السياسية أو الطائفية لحل مشكلاته بدل أن ينتظر تلقي مساعدة وتضامن العامل الذي يقف إلى جانبه. وأصبحت التحركات المطلبية ليست إلا رد فعل مستمر للهزات العنيفة التي يواجهها العامل في القطاعين العام والخاص. وقبل أن يتفق العمال والأجراء والموظفين على برنامج مطلبي موحد لهم وتنظيم تحركاتهم من أجل تنفيذه، كان أصحاب النفوذ المالي والسياسي والطائفي قد أجهزوا على آخر أمل للطبقة العاملة في تحقيق تنمية حقيقية شاملة تعيد الإعتبار للقطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية، وتعيد بناء الإقتصاد الحقيقي بدل الإقتصاد الريعي والمالي والخدماتي الذي فرض قسراً على لبنان.

ما العمل؟
إن الحركة النقابية مدعوة اليوم أمام الضغط المعيشي الهائل والإهتراء في بنيتها التنظيمية، إلى إعادة بناء وتقوية هيكليتها التنظيمية وممارسة أرقى المعايير الديمقراطية في علاقاتها التنظيمية الداخلية والخارجية، والعمل على رفع نسبة الإنتساب والمشاركة في صفوفها، والتشبيك الواسع مع كافة هيئات المجتمع المدني والمنظمات والإتحادات النقابية الإقليمية والدولية. وإذا كان هذا المطلب الإصلاحي يتطلب مزيداً من الوقت والتحضير فما على الإتحاد العمالي العام والمنظمات والإتحادات النقابية سوى الإسراع في المبادرة إلى إجراءات عاجلة تعيد بناء الثقة مع عمالها بأن تدعو إلى:
1- المشاركة الواسعة والإنخراط في التحركات النقابية المطلبية التي تقوم بها هيئة التنسيق النقابية، ورمي كافة الخلافات التنظيمية والإدارية والسياسية خلف ظهر المطالب المحقة والقانونية للعمال والموظفين.
2- دعوة الحكومة اللبنانية إلى الإقلاع عن نهج المكابرة وتأجيل المعالجات واستبدال الحلول بمشاريع حلول بديلة لا تزيد الأوضاع المعيشية إلا تدهوراً، ولا تزيد التعقيدات الوطنية إلا تعقيدات إضافية تحولها من مشكلات يمكن حلها بالحوار إلى معضلات عصية على الحل.

3- المسارعة فوراً إلى وضع ميثاق مشترك للتعاون من أجل بناء تحالف إجتماعي جديد يدعو إلى حماية السلام الأهلي، وإلى تحقيق مطالب العمال ووضع سياسة إقتصادية وإجتماعية تصون لبنان من الخضات المتتالية.

4- دعوة هيئة التنسيق النقابية إلى القيام بجملة خطوات إضافية وبالتنسيق مع كافة القوى العمالية وجمعيات المجتمع المدني لحماية التحركات المطلبية، ولكي لا تجد نفسها وحيدة لا تسندها قوى أهلية وعمالية منظمة، ولكي تكون قادرة على مواجهة الهجمات المركزة عليها بهدف حشرها في موقع الدفاع عن النفس بدل الهجوم.

إن التحركات المطلبية التي تقودها هيئة التنسيق النقابية تشكل فرصة وطنية نادرة أمام كافة المعنيين بحقوق العمال ومكتسباتهم للإنخراط في ورشة وطنية حقيقية تعيد الصراع إلى طبيعته الحقيقية بين العمال والطبقات الشعبية وأصحاب النفوذ والمصالح الإقتصادية والسياسية والفئوية. وتسحب فتيل الفتنة المذهبية والطائفية والفئوية التي يذكيها أصحاب المصالح للإيقاع بين المواطنين ونقل المعركة إلى صفوفهم بدل أن تكون بينهم وبين من يستغلهم.



#أحمد_محمد_حسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا تكون هيئة التنسيق النقابية ضحية ثقافة نقابية زائغة ال ...


المزيد.....




- الحكومة المغربية تستأنف “الحوار الاجتماعي” مع النقابات العما ...
- هتصرف قبل العيد؟!.. تحديد موعد صرف مرتبات شهر أبريل 2024 بال ...
- منحة البطالة الجزائر 2024 .. تعرف على الشروط وخطوات التسجيل ...
- 3.5 مليارات دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للسعودية والبطالة ...
- البطالة في السعودية تسجل أدنى مستوى منذ 1999
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للجنة الحقوق والحريات في نقابة الم ...
- Greece: Militant protest cancels US Army Concert in Greece – ...
- WFTU-APRO Circular No 2 dated 28th of March, 202
- EUROF: reiterates its support for Jean-Paul Delescaux, Gener ...
- البطالة بين السعوديين عند أدنى مستوى على الإطلاق


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد محمد حسان - لكي لا تكون هيئة التنسيق النقابية ضحية ثقافة نقابية زائغة العينين