أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - لطفي حداد - مانديلا .. سيد قدره














المزيد.....

مانديلا .. سيد قدره


لطفي حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1155 - 2005 / 4 / 2 - 12:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ولد نيلسون مانديلا عام 1918 في منطقة ترانسكاي في إفريقيا الجنوبية. وفي عام 1944 انتمى إلى حزب "المجلس الوطني الإفريقي" ووضع خطة التحرك التي تبناها الحزب عام 1949. وبمشاركة أوليفر تامبو أنشأ عام 1952 أول مكتب محاماة للسود في جنوب إفريقيا.
اعتقل مانديلا عام 1960 على إثر مذبحة شاربفيل، وحُظّر المجلس الوطني الإفريقي. وبعد الإفراج عنه عام 1961 بدأ حركة مقاومة سرية اعتقل على أثرها مجدداً وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، زيدت إلى السجن المؤبد بعد محاكمته بتهم أخرى.
أفرج عن مانديلا بدون شروط في 11 شباط/فبراير 1990 ليشغل منصبه كنائب رئيس للمؤتمر الوطني الإفريقي وأعلن عن وقف الكفاح المسلح بعد مباحثات مع الحكومة وانتخب بعد عام رئيساً للمؤتمر الوطني الإفريقي.
نال مانديلا جائزة نوبل للسلام عام 1993، وانتخب رئيساً لجنوب إفريقيا في 10 أيار/مايو 1994 وبعد خمس سنوات تخلى عن الحكم بعد انتهاء ولايته رافضاً تجديد ترشيحه لرئاسة الجمهورية مبتعداً عن القيادة ليسمح للآخرين بالنمو.
لم يغير مانديلا موقفه السياسي وهو سجين في جزيرة "روبن" وقد رفض العروض بالإفراج عنه مقابل التخلي عن الحياة السياسية.
عند قراءة السيرة الذاتية لمانديلا (الواقعة في أكثر من ثمانمئة صفحة) نكتشف الراحة النسبية وتوفّر الحقوق الأساسية للسجين كالقراءة والكتابة والمراسلات وحرية التنقل ضمن أمكنة معينة..
فقد خصّص طعام حمية لمانديلا بسبب وضعه الصحي، وسمح له بمتابعة دراسته بالمراسلة للحصول على درجة الإجازة في الحقوق من جامعة لندن وكانت كتب الحقوق تصله عن طريق السفارة البريطانية. كذلك أعطي طاولة وكرسياً وكانت زنزانته تبلغ ثماني أقدام طولاً بسبع أقدام عرضًا ولها نافذة صغيرة ثبتت عليها قضبان تشرف على الساحة. وسمح لمحاميه وزوجته أن يزوراه عدة مرات.. كذلك هناك صلوات يقيمها كهنةٌ أيامَ الآحاد، ومشاركات أدبية بين السجناء خصوصاً أعمال شكسبير، ومن الألعاب الرياضية كان مسموحاً لهم بمباريات الركبي والكريكيت وكرة المضرب، وأنشأ السجناء حديقة صغيرة قرب الباحة وكان مانديلا يقضي أوقاتاً طويلة هناك.
وسمح للسجناء أيضاً بشراء آلات موسيقية والعزف عليها ومشاهدة أفلام قديمة غير سياسية.
* * *
من اللافت للنظر أن مانديلا سجن نتيجة عنف واستمر مؤمناً بضرورة العنف المسلح والمقاومة الدموية حتى خروجه من السجن فهو سجين سياسي أكثر منه سجين رأي وموقف.
* * *
يقول مانديلا: إنها مأساة أن تضيع زهرة أيام حياتك في السجن لكنك تتعلم الكثير ويكون لديك الوقت للتفكير ولتنأى بنفسك عن نفسك وتنظر إليها من بعد وترى تناقضات ذاتك.
* * *
هل كان مانديلا شيوعياً!! هذه إحدى التهم الموجهة إليه.. وقد كتب:
إن الشيوعيين فقط هم الذين كانوا مستعدين لمعاملة الإفريقيين معاملة البشر الأنداد، وهم الذين كانوا مستعدين ليأكلوا معنا ويتحدثوا ويعيشوا معنا ويعملوا معنا. إنهم الجماعة السياسية الوحيدة التي كانت مستعدة للعمل مع الإفريقيين لتحصيل الحقوق السياسية والموقع الاجتماعي. وفي الوقت نفسه يقول: أنكر بإصرار أنني كنت عضواً في الحزب الشيوعي في جنوب إفريقيا منذ عام 1960 أو في أي وقت آخر.
* * *
عندما احتفل مانديلا بعيد ميلاده الخامس والثمانين، رفض إطفاء الشموع في الحفل قائلاً: "إنني كرّست حياتي لإضاءة الشموع لا العكس".
وحين سئل إذا كان يعتقد أن التاريخ كان منصفاً بالنسبة له أجاب: "لا يعنيني التاريخ لأنه ليس حالة مجرّدة، بل إنه حالة معقدة وأحياناً صارخة، وأحياناً أخرى عقيمة. ما يعنيني هو الناس، أولئك الذين يفترض أن يعيشوا أفضل وبحرية".
الحرية كانت هاجسه في سنوات سجنه.. كيف يخون الإنسان نفسه حين يحطّم حرية الآخر، وماذا تعني الحرية حين لا تكون للجميع؟!

كتب مانديلا لزوجته عندما سجنت:
"ربما تجدين أن الزنزانة مكان مثالي تتعلمين فيه معرفة ذاتك، حيث تراجعين بواقعية وانتظام تفاعلات عقلك ومشاعرك فلدى تقييم تقدمنا نجد أننا نميل إلى التأكيد على عوامل خارجية مثل موقع الفرد الاجتماعي، وتأثيره، وشعبيته، وثروته، ومستوى تعليمه... والتأمل المنتظم، حوالي 15 دقيقة في اليوم قبل النوم قد يكون مفيداً جداً. ربما تجدين صعوبة في البداية في تحديد النقاط السلبية في حياتك لكن المحاولة العاشرة قد تؤتي أكلها، ولا تنسي أبداً أن القديس هو خاطئ لا يملّ المحاولة".
* * *
وأختم الكلام عن مانديلا بهاتين الجملتين اللتين كان يحبهما:
● أنا سيّد قدري.
أنا قبطان روحي.
● الجدران الأشد هولاً تلك التي تنمو في الذهن.
* *



#لطفي_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ساتياغراها- غاندي
- الطوفان- إلى عارف دليلة
- رياض الترك
- ملف الأدب العربي الأميركي المعاصر -حسن نعواش
- بحث في الأصولية الدينية
- ملف الأدب العربي المهجري المعاصر - جون عصفور
- ملف الأدب العربي الأميركي المعاصر
- ليلة عشق


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - لطفي حداد - مانديلا .. سيد قدره