أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي بن خليفة - جنرالات الجزائر: يتمددون في البرودة .. وينكمشون في الحرارة














المزيد.....

جنرالات الجزائر: يتمددون في البرودة .. وينكمشون في الحرارة


فتحي بن خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هم عكس الفلزات، كما هم عكس كل الكائنات،، ففي وقت السلم والرخاء، وقت العمل والبناء، تراهم متمددون منتشرون متغولون، لاحقون الأذية بكل قريب وبعيد، وعندما يشتد وطيد الحرارة، زمن الشدة والحدة، تجدهم منكمشون منتكسون، كما هو حالهم اليوم، في خضم أكبر توتر سياسي عسكري تشهده منطقة شمال الصحراء الكبرى، بعد التدخل الميداني المباغت لفرنسا بدعوى الحد من معضلة التوتر، واتساع رقعة المد الإرهابي في دول الساحل والصحراء، انطلاقا من منبعه الجزائري.
من منا سينسى أن شوكة الإرهاب في جهتنا، كان من أهم أسباب ازدهارها، واشتداد عودها الدامي، العبث السياسي لجنرالات الجزائر، وحماقات أجهزتهم الأمنية المتشابكة، وها هم بعد زمن ليس بقصير من المغامرات النزقة، والمكائد المخابراتية، والعنتريات العسكرية، والإدعاءات السياسية إقليمياً ودولياً، بتملك مفاتيح قضايا المنطقة، ووهم الهيمنة والريادة عليها، يكتوون أخيراً، ويخمدون في عز سخونة الأحداث، وهم من كان يملاْ الدنيا صخباً ونعيقا: نحن لن نسمح .. لن نوافق .. الجزائر لن تقبل … وما ملة الأنظمة العروبية إلا ملة واحدة وحيدة : “تخاف وما تتحشمش”.
أنفضح المستور، وضاقت عليهم بما اتسعت،، وكانت عملية: إن اميناس، وتداعياتها المأساوية، هي القشة التي قصمت ظهر بعير النظام الجزائري، فخر راكعاً صامتاً صمت القبور.


نظام الجزائر الذي لم يتوانى في التدخل بشتى الطرق، وبكل إمكانياته السرية قبل المعلنة، لإرهاص ثورات تونس وليبيا وأزواد وسوريا، يرتعد في هذه الآونة، خوفاً ورهبة، لاستشعاره بأن أي زلة قريبة أخرى، ستهز عرشه المتكلس هزةً، لن تقوم له قائمه من بعدها، فقد تفسخ داخلياً، وانكشف وهنه وزيفه إقليمياً ودوليا.


مجزرة: إن اميناس، أبانت عن أن كل قوة، وقوات النظام الجزائري المزعومة، هي مقدرات كمية لا نوعية، تفتقد إلى روح الحكمة والانضباط والمسؤولية. وأن النظام من داخله متخبط بذعر أبانت عنه الوحشية والارتجال في التعامل مع الموقف في: إن اميناس، فكانت الحصيلة الفاجعة، ضحايا أبرياء أضعاف عدد الجناة، وإضرار بسمعة الجزائر ومصالح شعبها، تضاهي أطماع الجنرالات ومأربهم؟
الواقعة أكدت، ما سبق وأن نشرته الدراسات، بأن الأجهزة الأمنية لنظام الجنرالات، هي الأكثر فساداً في المنطقة، وبأنها هزيلة وضعيفة الأداء إزاء قضايا حفظ الأمن القومي والإقليمي، وأن أقصى حدود قدراتها و”رُجلتها” وجبروتها، هو يوم المواطن الجزائري الغلبان المغبون.
المجزرة كشفت عن أن النظام لا يسيطر على مناطقه الحدودية، ولا يتحكم فيها، وأن الأمور في تلك الجهات منفلتة بشكل خطير، عكس ما يدعي ويؤكد. وعوض لملمة الحدث واحتوائه، تمادى النظام في كشف عورته، بإدعائه النصر، وتكرار أسطورته المعتادة منذ استقلال البلاد، تبريراً لكل إخفاقاته الداخلية والدولية، خرافة: المؤامرات الخارجية، ومحاولة إلصاق اللوم على بعض دول الجوار.
المجزرة ونتائجها الوخيمة،، تزامناً وإعلان الحرب بزعامة فرنسية، على جماعات “القاعدة” و”أنصار الدين” وحركة “موجاو”، وغيرها من طفيليات الإرهاب والجريمة المنظمة، التي ترعرعت في كنف المخابرات الجزائرية، قلبت كل حسابات الجنرالات المتورطين، رأساً على عقب، وأنفلت منهم كل تقدير وتدبير.


فمن أسموه بـ : الأعور “مختار بالمختار”، أبان عن نظر ثاقب، بتكبيده للنظام، أكبر خسارة سياسية وأمنية في هذا الوقت الحرج، مع أن الجنرالات أوهموا أنفسهم والعالم بأنهم مسيطرون على الوضع، وأن عيونهم “الحادة” ترصد كل تحركات المتطرفين وإمكانياتهم.
آياد أق غالي، (المفاوض) المدلل لمافيا الجنرالات، ضيف فنادق الخمس نجوم بالعاصمة الجزائر، يصبح اليوم المطلوب رقم واحد، من طرف سيدة الموقف عسكرياً وسياسياً “فرنسا”.. وفي المقابل تنجلي الحقيقة يوماً عن يوم للعالم أجمع، وتتضح معالم من هم أصحاب الحق والشرعية في تقرير المصير بأزواد، ومن هم المجرمين والصعاليك، نتاج كواليس معسكرات تهريب المؤن والسجائر، والوقود والمخدرات والهجرة الغير شرعية، على امتداد حدود جنوب الجزائر وشمال أزواد.


ما فتئ إخطبوط النظام الجزائري، منذ نشأته المشبوهة، بعد الاستقلال التاريخي المجيد للشعب الجزائري البطل، يبالغ في تقدير حجمه وقدراته، فتطاول وتدخل في كل ما لا يعنيه، متناقضاً وعلى حساب كل ما هو داخلي، فتردت أوضاع البلاد، وتفاقمت أزماته، وترهلت سمعته في الخارج، فهرب إلى إسقاط فشلة وعجزه، بخلق بؤر توتر وقلق داخلية وخارجية.


خلق وتبنى بشراكة مع “ماجن جنون أفريقيا”، أكذوبة قومجية، أسماها: الجمهورية الصحراوية العربية، بدعوى الحق في تقرير المصير،، وبالمقابل، وفي تناقض مقيت، نراه يعادي حق الشعب الأزوادي، أصيل الأرض، وصاحب حقها الأبدي، في تقرير مصيره ؟ .. بل ونراه عاجز حتى على احتواء مطالب أبناء شعبه في منطقة القبائل، المطالبين بحقهم في تقرير مصيرهم، عبر حكم ذاتي يلبي تطلعاتهم ويحقق مطامحهم الحياتية المشروعة، وكأنما الأقدار تُلقن من تغافل بـ :كما تُدين تُدان.


سُحب البساط من تحت نعال جنرالات التهريب والعمولات والسمسرة في دماء الجزائريين وأرزاقهم، ناعتي ثورتنا الليبية: بثورة الناتو،، وثورة الدعم الفرنسي،،.. تقزم المارد الورقي مسخاً، فها هي سماء الجزائر وأراضيها مستباحة، ورهن إشارة مستعمر الأمس، بدون قيد أو شرط، ورهينة لكل أهدافه وغاياته السياسية والعسكرية، المعلن عنها والسرية،، وها هم أبناء التبني الإرهابي ينقلبون علي أبائهم الغير شرعيين، ويسقطون ورقة التوت الأخيرة من على عوراتهم ؟ وها هي الساحة الشعبية الجزائرية تزداد تذمراً وتململا .. واللا فلزات.. في بياتهم قابعون ساكتون ساكنون، ترقباً وتوجسا مما قد تُسفر عنه الأوضاع، وإلى ما ستؤول، أو بما ستأمر به “المدام”: فرنسا ؟


… انكمشوا .. وتمكشوا .. فاللهيب يستعر .. والوطيس آت ،، زمن البرودة والتمدد قد ولى،، وكأنني بملامح ثورة شعب صبور عظيم تلوح في الأفق.





#فتحي_بن_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفيسة
- تركيا : محاولة النفاذ لأوربا عبر غزة
- الأمازيغ والفلسفة
- أنا ليبي رغم أنف القذافي
- إسرائيل و الجماهيرية همجيتهم ورُقِينا
- الجماهيرية القذافية.. جماهيرية الميز والعنصرية....تيريت* ... ...
- الاٍيدز السياسي
- هو تطرف تقولون .. إذن فليكن


المزيد.....




- ماذا قال مبعوث ترامب عن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار ...
- هل ستندلع حرب قريبة بين إيران وإسرائيل؟
- ما الذي فعله كمين بيت حانون بحسابات نتنياهو أمام ترامب؟
- ماكرون: لا نكيل بمكيالين ونريد وقف حرب غزة بدون نقاش
- ماذا قال محمد بن سلمان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ...
- حريق مهول يلتهم آلاف الهكتارات في كاتالونيا بسبب موجة الحر ا ...
- عواصف عنيفة تضرب وسط وشرق أوروبا وتخلّف قتلى ودماراً واسعاً ...
- تونس ـ أحكام بالسجن بحق سياسيين ومسؤولين سابقين بينهم الغنوش ...
- 110 قتلى في فيضانات تكساس وعمليات البحث مستمرة
- الحوثيون يبثون مشاهد لإغراق السفينة -ماجيك سيز-


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي بن خليفة - جنرالات الجزائر: يتمددون في البرودة .. وينكمشون في الحرارة