أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيوا علي اغا - الحضارة الاسلامية مفهوم واستخدام !!















المزيد.....

الحضارة الاسلامية مفهوم واستخدام !!


هيوا علي اغا

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 17:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مفهوم الحضارة الاسلامية هو مفهوم ظل مبهما وکباقي الامور المتعلقة بالاسلام ، بات من يدافع عنه باستقتال ومن ينتقدها لحد الدمار . لاشك ان کاتب هذه السطور کان من اشد المنتقدين لکلمة " الحضارة الاسلامية " باعتبار ان ليس هانك حضارة في التاريخ تنسب الى الدين . ولکن وللحقيقة فان الحضارات التي مرت عبر التاريخ تسمت ايضا بمسميات مختلفة ، فالحضارة الفرعونية تسمت باسم عائلة حاکمة ، علما انه من البديهي انه من الصعب ان يظهر عالم على ان يظهر علماء من بين العوائل المالکة عبر التاريخ . وهکذا الحضارة الصينية لاتعني بانه کانت موجودة على کل بقعة من دولة الصين الحالية .. وحضارة اليوم تسمى الحضارة الغربية ، علما ان اليابان کانت اول من اشترك في بنائها وهکذا انضمت اليها کوريا الجنوبية والصين نفسها . ولکنها بدأت من اوروپا وانتقلت الى امريکا لذا اخذت طابع الغرب من وجهة نظر المراقب الاسيوي وقس على هذا الحضارة اليونانية والاغريقية والبابلية والاشورية والساسانية والهندية الخ .
في الحقيقة ليست هناك حضارة بدون تطور معرفي علمي بحثي اکاديمي بعيد عن التعصب والعنصرية ، في شتى مجالات العلوم کالرياضيات والفيزياء والهندسة والطب والفلك الخ ، ان هذا التطور المعرفي ينتج عنه الابداع ، وهذا الابداع ينعکس على شتى مجالات الحياة العمرانية والمدنية وباقي وسائل ترفيه الانسان .. لذا وبما ان اساس الحضارة هو العلم ، فمن الواجب ان نعلم بان العلم لم يکن يوما ما ملکا لاحد بل هو ملك الانسانية والعالم لم يبخل يوما بعلمه لخدمة الانسانية .
کدليل بسيط على کلامي هذا من ان العلم لم يکن ملکا لاحد بل هو ملك الانسانية ، انقل هنا جملة من شرح حياة احد العباقرة الذين مروا في تاريخ البشرية واسسوا الى علوم تدرس الى اليوم ، وهو العظيم الخوارزمي ، ارجوا من القارئ الکريم ان يقرأ النص الاتي بکل دقة وحيادية ((( ساهم الخوارزمي في الرياضيات، والجغرافيا ،و علم الفلك، وعلم رسم الخرائط، وأرسى الأساس للابتكار في الجبر وعلم المثلثات ، أعتمدت بعض أعماله على علم الفلك الفارسي والبابلي، والأرقام الهندية، والرياضيات اليونانية . نظم الخوارزمي وصحح بيانات بطليموس عن أفريقيا والشرق الأوسط ))) . وفقط لزيادة الاستشهاد ، فان عباقرة کنيوتن واينشتاين وغيرهم کانوا ايضا مٶمنين وينتسبون الى اديان سماوية ، ولکن لم ينسب اي شخص علمهم الى الاديان التي کانوا يٶمنون بها !
لقد اصبح العلم ، ومنذ القدم ، متنقلا بين المجتمعات فهو يبحث عن الهدوء والاستقرار ليعطي الابداع والتقدم . واينما انتقل العلم انتقلت معه الحضارة . ومن المستحيل ان تجد طرفي المعادلة هاتين منفصلتين عن بعضيهما ، بل ان العلاقة بينهما طردية. وکدليل على صحة ذاك ، ليقرأ القارئ تاريخ الحضارات ، سوف لن تجد في اي من الحضارات في التاريخ ابداعا في مجال واحد .. فعلى سبيل المثال الحضارة الفرعونية التي تميزت باداعاتها الهندسية في صناعة الاهرامات ، ولکنها في نفس الوقت اشتهرت بالطب ، وکذلك في علم التحنيط والفلك والري والخ من مجالات المعرفة .
الحضارة الاسلامية وهذا الصراع حول هويتها ، هو في الحقيقة بسبب المسلمين انفسهم ، فکعادة المسلمين الذين يضخمون الامور على اکبر مما تتحمل ويداخلون في القضايا ويغالون فيها بحيث يتيه المتلقي عن حقيقة الامر ، وتتشوه الحقيقة ويفقد الموضوع مصداقيته.
في حقيقة الامر، قام المسلمون بجعل مفهوم الحضارة الاسلامية يدل على ان تلك الحضارة قد خرجت من رحم الاسلام ، وفي حقيقة الامر المسألة على العکس بالضبط ، فتلك الحضارة قد خرجت من منطقة کانت تدين اکثريتها بالاسلام وتسمى بارض الاسلام . ان اعتبار المسلمين لتلك الحقبة کونها حقبة اسلامية نابع من عدد من الاسباب ، منها کون الانسان المسلم يعتبر دائما القديم هو افضل من الجديد ، وهذه العقلية موجودة لدى شعوب اخرى ايضا بنسب اقل . ان الناظر المحايد لتلك الفترة يجدها مقارنة بالعصر الحالي ، ان ذاك العصر اکثر تحللا وبعدا عن الدين من حياة المجتمعات الاسلامية اليوم ، وهذا موضوع يحتاج الى تفصيل في مقال اخر .
اذا لو اردنا انصاف تلك الحضارة التي ظهرت يوما ما في الدولة الاسلامية وکانت عاصمتها بغداد ، فاننا سنقول عنها " الحضارة الاسلامية " ... على ان لايتم استغلالها وتحريفها بانها حضارة ولدت من رحم الاسلام .
ولکن لماذا بالضبط لايجوز النظر اليها بانها ولدت من رحم الاسلام کدين وقرآن . السبب بصراحة واضح وبسيط ، اولا لنقرأ سيرة العلماء في ذاك الزمان فسنجد مثلا انهم درسوا الفقه والدين بجانب الطب والفيزياء والفلك والرياضيات الخ . حسنا هل دراستهم للفقه هي سبب کل هدا اللغط ؟
اولا الجامع لم يکن مکانا للعبادة فقط والا لسمي مسجدا وهو التسمية القرآنية لمکان العبادة الاسلامية ، ولکنه سمي جامعا لانه جمع کل شيء فيه ففي زاوية کان هناك درس الفقه ولکن في زوايا اخرى کانت دراسة الفلك واخرى الرياضيات وبعد الطب وهکذا . سبب اختيار الجامع يعود حتما لامور الاتصالات وتعقيدها في ذاك الزمان وکذلك مسألة الحصول على قاعات التدريس ومأکل ومشرب العالم وطلبته الخ . والى سنوات ليست ببعيدة کانت الناس تذهب الى الکتاتيب في القرى في الدول الاسلامية لغرض الحصول على التعليم الاولي وکم من النابغين من عصرنا الحالي کانوا خريجي الکتاتيب من مثل طه حسين وغيره .
نعم ان تعلم العالم للفقه لايعني ان علمه علم ديني ، ولا استخدامه للمصطلحات الدينية في کتاباته ، من مثل اذا شاء الله او بقدرة الله او غيره ، فهذه امور تعود الى الف العادة . في الحقيقة انه لمن السهل جدا معرفة مصدر علم بالاستناد الى مبادئه واساسياته . نعم فاذا نظرت الى شرح الخوارزمي او جابر بن حيان او الرازي ، فسوف لن تجد استنباط علمهم من ايات قرآنية . للدقة مرة اخرى هناك فرق ان تقول ان الله شاء وصنعت الالة الکذا وبين ان تقول بما ان الآية القرآنية تقول کذا فانني استطعت ان اصنع الشيء کذا منه .
ارجو من القارئ الکريم ان يتمعن جيدا في هذه المسألة وينظر اليها بعقلانية وليس بروحانية ، والسبب ببساطة لان هذا لايعني ان القرآن حق او ليس حق ولا علاقة له باثبات وجود الله من عدمه ، هذه الامور التي افنى المسلمون قرون من حياتهم في هذه المعضلات دون تغيير قشة من هذه المواضيع ، انما انه يعني اظهار الحقيقة بان اختراعات العلماء في عصر النهضة الاسلامية لاعلاقة له بنص القرآن ، وانما على العکس هم استطاعوا بکل حرفية وذکاء الجمع بين علمهم الذي خدموا به البشرية وايمانهم الذي خدموا به انفسهم وعقيدتهم وروحهم .
لقد کانت بغداد و کحال نيويورك قبل قرن من الان ، هي قبلة الناس من الباحثين عن المال او المعرفة او البحث والتطوير او الامان والاستقرار وحتى المجرم والعابث وغيره . فالاستقرار الواضح والتطور الاقتصادي والمعرفي ، عدى عن اتاحة الفرصة واحترام الاخر دون النظر الى معتقده . کل هذا کان سببا في جذب اکبر عباقرة ذاك الزمان الى بغداد ، ليرفدوا المسيرة الانسانية بعلومهم ، في شتى المجالات . وهذا ماحدث بالضبط في امريکا بعد ان اکتشفت من على يد کولومبس . حيث رأينا هجرة الکثير من العقول الى تلك الارض لتجعل منه احدى ارقى الامم او ارقاها في عصرنا الحديث ، وابسط مثال على تلك العقول ، اثنان من اکبر عباقرة التاريخ واصحاب نظريات کانت سببا في ما لدينا اليوم من تطور في الکثير من المجالات ، الا وهما اينشتاين السويسري – الالماني ، وکذلك نيکولا تيسلا الصربي المولود في مملکة النمسا والمجر .
المغزى من الموضوع ، هو انه اذا اراد المسلم ان يعيد الاعتراف بتاريخه وتبني فکرة الحضارة الاسلامية من قبل اخوته من المثقفين والعلمانيين من ابناء جلدته ، قبل الاجنبي ، عليه الاعتراف بان الحضارة الاسلامية لاتعني ان هناك حضارة اسست على اساس نصوص دينية اسلامية ، وانما حضارة نشأت في منطقة کانت تدين اکثريتها بالاسلام .. وفي نفس الوقت اشترك الکثير من غير المسلمين في رفد تلك الحضارة بعلومهم ومعرفتهم وطاقاتهم الخلاقة . يکفي هنا ان يعرف المسلم " طبعا بعد ان يبحث بنفسه" ان اکثر، ان لم نقل الکل ، اطباء الخلفاء العباسيين على الاقل کانوا من غير المسلمين .

هيوا علي اغا
هولندا



#هيوا_علي_اغا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغايا هولندا .... والپرلمان العراقي !!!!!!!!!!!!
- قاضي القضاة .... منير حداد


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيوا علي اغا - الحضارة الاسلامية مفهوم واستخدام !!