أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - عندما نطق ابو الهول














المزيد.....

عندما نطق ابو الهول


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 05:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ان ابا الهول الذي حير المؤرخين والاثريين بصمته وغموضه ,عندما غمروا جسمه بالرمال ولم يكن يظهر منه سوي عينيه وجبهته , وبقي فيه مدفونا وسره مدفونا معه , اعتبروه رمزا للصمت حتي أصبحت كلمة صمت ابو الهول من الامثال الشائعة , لقد لاذ بالصمت ليحتفظ بسره.
ولكنه نطق مرة سجلها له التاريخ في احدي لوحات متونه عام 1420ق.م عندما تحول الوادي المهجور الذي يحيط به الي منطقة للصيد والفروسية اطلق عليها اسم وادي الغزال .
لقد وصفت النقوش التي وجدت علي احدي لوحات المتون القديمة ,كيف كان اصغر أبناء الملك أمنحوتب الثاني يتدرب علي الفروسية بجوار معبد أبي الهول , فما نال منه التعب ماجعله يأوي الي ظل رأس ابو الهول أخذته سنة من النوم, راي فيها حلما ورؤيا ويسمع ابا الهول يخاطبه قائلا:
"اسمعني : أنا أبوك صقر الأفق المتجسد في الأرض . سأعطيك ملكي علي الارض لتكون علي رأس الكائنات الحية. ستحمل علي رأسك التاج الأبيض والتاج الأحمر لتكون علي عرشي وارثا للملك . ستكون لك الأرض التي تضيئها عين الرب بطولها وعرضها . ستكون خيرات الأرضين ملكا لك طوال سني عمرك .. وجهي متجه اليك وقلبي معك . ستكون راعيا لشئوني جميعها .
ان جميع أعضاء جسمي تتألم من الرمال التي غطت محرابي حتي غطت جسدي ولم يبق ظاهرا مني غير جبهتي وعيني.
التفت لما أقوله لك ولما أريد أن تعمله لتحقق رغبتي انك ابني وحارسي .. وأنا معك ومرشدك"
لقد تحققت تلك النبوءة التي نطق بها أبو الهول فعين الأمير تحتمس الرابع فرعونا علي عرش مصر , مع أنه لم يكن وارثا للعرش ,فقد كان له أربعة أخوة يكبرونه .
وأمر الملك تحوتمس برفع الرمال المتراكمة حول ابي الهول , وأمر بكتابة هذا الحلم علي لوحة جرانيتية التي كانت قائمة امام صدر ابي الهول تشهد علي امر هذه الرؤيا.
ان ابا الهول العملاق الصامت يشغل اهتمام العالم , فتسابق علماء الاثار ومراكز الابحاث العالمية المهتمة بالمصريات وارسلت حملات التنقيب للبحث المستمر بكل التقنيات الفنية واحدث التكنولوجيا ليكتشفوا ما يحويه ابا الهول من اسرار غامضة ومعلومات هامة تكشف عن امور كثيرة وخبايا عديدة , ومازال الكثير من العلماء ينظرون اليه بترقب واهتمام .

و كانت منطقة ابوالهول قديما من المناطق التي كان يقبل عليها الناس في العصرين اليوناني والروماني يحجون اليه ويتنزهون فيها وبنوا الرومان هناك مايشبه المسرح المدرج ,وكان مكونا من درجات كما شيدوا بعض المباني علي الطراز العمارة الرومانية ,ليخلدوا زيارات بعض الشخصيات الكبيرة التي اتت للاستمتاع برؤيته .ونقش كثير من الزوار اسماءهم وامآلهم علي ذراعي ابو الهول ,وعلي لوحات من الحجر الجيري تركوها علي مقرية من المكان, وكتب احدهم قصيدة باللغة اليونانية التي كانت شائعة في ذلك الزمان علي احدي اصابع مخلب ابو الهول يقول فيها حسب ماامكن التوصل اليه :
…...........................................
….................... فقد هلكوا ايضا
وهذه ا لجدران في طيبة بنتها الحوريات
ولكن جداري لايخشي الحروب
انه لايعرف التعرض لهجمات الحرب او يعرف ا لانتحاب
انها تجد مسرتها دائما في ا لاعياد والموائد
وفي الغناء الجماعي للشباب الذي يأتون من كل مكان
اننا نسمع نغمات الناي , لانفير الحرب
والدم الذي يروي الارض انما هو دم ثيران الاضاحي
وليس من اعناق الرجال المذبوحين
ان ماتتزين به هو ثياب ا لاعياد و لااسلحة الحرب
ولا نحمل في ايدينا السيف
ولكن كأس الأخوة في المائدة
وخلال ساعات الليل كلها عندما تشتعل القرابين
نغني الاناشيد للاله حورمخيس (حور-أم-أخت)
وتزين رؤوسنا بأكاليل الزهر....

ان جمال هذه السطور يعيد الي اذهاننا حقيقة صورة الماضي الجميل - حتي ماقبل هذه الايام السوداء المخضبة بدماء الاحرار - حيث كانوا يغنون ويلعبون في مرح وسرور في ليالي الصيف المقمرة وعلي انغام موسيقاهم العذبة , وكانوا يلهثون لسماع ابو الهول يتكلم من الزمن البعيد من خلال برنامج الصوتوالضوء بمنطقة الاهرام وابو الهول ..
ان من يذهب لزيارة ابو الهول في ضوء القمر لايمكن ان تتجه افكاره الا الي السلام , ويري فيها ذلك الهدوء وتلك العظمة خصوصا عندما يتطلع الي قسمات وجهه انه يحس بسحر المكان وروعة الزمان.
لقد مرت آلاف السنين ومازال ابو الهول جاثما في مكانه ينظر نحو الشرق وعلي شفتيه ابتسامة ساحرة , مليئة بالاسرار وا لاستعلاء , رأي مصر وهي في اوج عظمتها ويراها الآن في اسود ايامها , رأي اعداء البلاد يدنسون الارض المقدسة التي تمتد امام عينيه وشاهد علي قبح الكلام وفجر اللسان ,رافعين معاول الهدم لازالة المكان ومحو الزمان وتحولت ابتسامة ابو الهول الساحرة الي ابتسامة ساخرة
تغيرت الايام والليالي وكم مر علي مصر من مد وجزر في تاريخها الطويل وكان المصريون ينظرون دائما الي ذلك التاريخ القديم ينتظرون منه الالهام ..انهم ينظرون الي الاهرام كرمز للاستقرار والاعتزاز ينظرون الي ا بي الهول كمصدر غير محدود للحكمة وا لامل في المستقبل .
انني اخال ان ابو الهول يصرخ قائلا : انا ابو الهول حارس الاهرامات رمز مصر الخالدة سوف ابقي الي دهر الدهور رابضا في مكاني محطما كل معاول الهدم ,شاهدا علي زوال هذا العهد الاسود المخضب بدم ابنائي واحفادي مهما طال الزمن ولن يطول مراهنا علي فنائهم سريعا ونهايتهم قريبا .وابقي انا .



#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر المنكوبة بالاخوان
- هل كوتة الأقباط .. لغم فى مياة ضحلة ؟!
- الكوتا بين القبول والرفض
- مرسي في التناخ العبري..ياللعجب
- التهديد بهدم هرم سقارة
- الاقباط مسيحيون وليس نصاري
- الكراهية للمسيحيين والود لليهود
- في مسألة مسودة الدستور
- ثورة شعب مصر الاصيل
- بين المأمون ومرجان ياناس احزنون
- ايها السلفيون : آسف لانريد تهنئتكم 2-2
- اهداء الي الشيخ مرجان
- ايها السلفيون : اسف لانريد تهنئتكم 1-2
- مرثية لشباب ماسبيرو في ذكراهم العطرة
- الدراسات الموثقة للكتاب المقدس.. المحرف! (2)
- دراسة في الكتاب المقدس ال... محرف
- الابعاد الخفية لتعداد الاقباط الان
- حرق الكتب ..موروث اسلامي وجينات عربية
- من يحرق الكتاب اليوم يحرق الانسان غدا
- مصر تنتظرك لخلاصها من الكابوس الاسلامي


المزيد.....




- مصدر لـCNN: وزيرة العدل الأمريكية توجه بالتحقيق مع مسؤولين ف ...
- مصدر يكشف لـCNN موقف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من -توسيع ...
- القضاء الإسرائيلي يجمّد قرار حكومة نتنياهو بعزل المدعية العا ...
- ديمقراطيون يوجّهون رسالة إلى إدارة ترامب تطالب بالاعتراف بال ...
- هل تحدث زيارة ويتكوف لروسيا اختراقا لإنهاء حرب أوكرانيا؟
- الدعم السريع في الرمق الأخير
- عندما يصبح الحليب سلاحا محظورا.. غضب بالمنصات على موت أطفال ...
- ما أسباب تفوق الجزائر على أوغندا في كأس أفريقيا للمحليين؟
- الاستخبارات التركية توصي ببناء الملاجئ والاستعداد للحرب مع إ ...
- طحالب قادمة من المحيط الهادي تغزو شواطئ بالجزائر


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - عندما نطق ابو الهول