ملكية العقل المبدع

عبد الهادي حسين هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ملكية العقل المبدع

إن من يملك العقل المبدع عليه أن يحتل مركزا مهما لضمان حقوقه الفكرية في التأليف بفضل نتاجه العقلي. ويكون هذا الناتج ذو مردود اجتماعي مهم وكبير في ردم الفجوات الحاصلة اجتماعيا والخروج بها من مأزقها وظلامها بعقله المبدع المتنور. لأنه طوع كل مفردات الحياة الاجتماعية المتردية إلى مفردات اجتماعية مرغوبة لنمو الواقع الاجتماعي علميا وأدبيا. لتقويم الإنسان ورفعه إلى مستوى نهوضه لبناء الحياة المتجددة نحو الأفق المميز حيث لايمكن النهوض الفكري إن يحصل ما لم تكن هناك حاجة للتطور الفكري وإنمائه . لأن الإنسان في كل حلقات هو الأساس باعتباره الكنز الذي لاينضب معينه ومن هنا يمكن القول لاقيمة لأي نمو أو تطور فكري أن لم يكن هناك قيمة للإنسان أي لافائدة للعقل المبدع مالم يكن هناك إنسان يفهم كل ما مطروح إمامه . إن الناتج الفكري يشكل عنصر هام في بناء المجتع وتقدمه ليصبح أساس لإرساء أسس النمو والتقدم حيث تقاس شعوب العالم بمدى تعلمها وثقافتها وإبداعها الفكري باعتبارها ملك شخصي لايجوز تجاوز هذه الخطوط والالتفاف على المفكرين وسرقة حقوقهم . وتعتبر مثل هذه التصرفات خيانة ذاتية للشخص الذي يجعل من إبداع المفكرين الآخرين مصدر للارتزاق أو الشهرة حيث يفقد المجتمع المعيار الحقيقي بين الإبداع الفكري ولصوصية المدعين بالإبداع. لأن الأول جهد بشكل كبير في بناء الحياة الاجتماعية بحالاتها العلمية والأدبية والطرف الثاني حاول تقمص العقلية الإبداعية. ولأجل ضمان هذه الملكية يجب ان تسن قوانين لضمان سلامة وحقوق النشاط الفكري لأنها الأساس الكبير في نمو وتطور كافة علوم الحياة وليس خافيا باعتبار الإبداع الأدبي والعلمي يشكلان مرتكزات أي تطور في مختلف اتجاهات الحياة ولأي أمة كانت . فالإبداع الفكري هو نتاج عقل الإنسان المبدع المتنور فالحفاظ على هذا الإبداع العقلي ولأجل إنقاذ الباحثين والمؤلفين من النهب والسرقة باعتبار حقوق المؤلف والباحث حقوق شخصية لايجوز التجاوز عليها لأنها ملك شخصي في حين هذه الحقوق كانت في الماضي منتشرة وشائعة ولانجد من يحاول نهبها أو سرقتها . كون الملكية الفكرية بالغة الأهمية من جانب وكونها مسألة حساسة وخطيرة وتزداد حساسيتها وأهميتها نتيجة التطورات الكبيرة الحاصلة في جميع مجالات الحياة خصوصا التكنولوجيا والابتكارات التي يحصل منها ظهور وسائل جديدة متقدمة ومتطورة لتبادل المعلومات الحديثة وتزداد أهمية التكنولوجيا لدورها الكبير في تنشيط الواقع الاقتصادي الدولي وما تحققه من موارد مالية هامة نحن لانريد التعمق في مجالات واسعة منها الحقوق الفكرية وملكيتها الخاصة في نواحي التجارة والصناعة . بل ندخل عالم حقوق الملكية الفكرية (الأدبية والعلمية) التي لها دور كبير في ضمان حقوق الأدباء والعلماء والمفكرين، وعليه إن يكون شغلنا الكبير في حماية حقوق المؤلفين وضمان سلامة حقوقهم المعنوية والإنسانية والأخلاقية من التطورات الحاصلة في عمليات التزوير للوثائق والشهادات .




عبد الهادي حسين هادي

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل