أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - نداء إلى بهية الحريري















المزيد.....

نداء إلى بهية الحريري


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيتها النائب و الشقيقة الحزينة, كلما سمعتك تتحدثين غصت في أعماق حزنك و استشفيت مدى إخلاصك و وفائك. سيدي النائب و المرشحة لتولي القيادة عاجلاً أم آجلاً إن الشعارات الوطنية و النوايا الحسنة و الأخلاق الحميدة مطلوبة و ضرورية للاستمرار في مسيرة الحفاظ على أمن و سلامة الوطن لكنها في الحقيقة غير كافية و لا تستطيع تلك الأمور وحدها الصمود و الاستمرار. إن كل التحالفات الساسية و الاقتصادية و الأدبية بل و العائلية حتى الدولية و الإقليمية بل و الجنسية السعودية لم تستطع الحفاظ على حياة أبرز قادة لبنان بعد الحرب الأهلية بل والمناورات السابقة و التكتيكات التي جمعت عقلية الاقتصاد م عقلية السياسي لم تساعد رفيق الحريري على الاستمرار و كلفته حياته. لم تستطع حمايته فكيف ستحمي من هو دونه حتى و لو كانت شقيقته النائب في البرلمان,لم تكن تلك التحافات قادرة على حماية حلمه و مشروعه الوطني و هي الآن غبر قادرة كذلك.
و في الوقت نفسه نرى أناساً أكثر معارضة و أقل موالاةً مثل وليد جنبلاط استطاعوا النجاة بأرواحهم و حتى أولئك الذين أعلنوها حرباً واضحة المعالم و معارضة شرسة و رفعوا لواء العداءو سقطوا في أحضان أشد الخصوم استطاعوا النجاة بأرواحهم مالإشارة هنا إلى ميشيل عون.
إن بهية الحريري بحاجة إلى ذكاء أكثر و لا يكفي ما تعلمته من دهاء شقيقها لأنه دفع أمواله و سنوات عمره ثم حياته و لم يتمكن من تحقيق حلمه فإذا كانت الشقيقة مرشحة وقادرة على لعب دور ريادي و قيادي على مستوى الطائفة السنية و حتى على صعيد الوطن فينبغي عليها تغيير الاستراتيجية والكف عن التلاعب في الألفاظ بين المعارضة و الموالاة لأن تلك الشيفرة لم تعد كافيةلحل عقدة التسلط بعدما حاول الحريري طيلة ثمان سنوات الإبقاء على شعرة معاوية و إيجاد التوازن بين الاستقلال الذاتي و التبعية للأشقاء. نجح في إعمار بيروت لكنه فشل في بناء مشروع سياسي مرافق لأن الرؤية لم تكن واضحة بل لم تكن صريحة بما فيه الكفاية, فالمعادلة الصعبة بل و المستحيلة التحقيق هي وجود شخصية سياسية قوية و مؤثرة من الطائفة السنية داخل نظام سيطرت عليه الأجهزة الأمنية و حولت مركز القرار السياسي من رئاسة الوزراء إلى مكاتب قادة الأجهزة الأمنية هذة الأجهزة ذات الخلفية العسكرية التي لا ترى أبعد من الرصاص و البسطار العسكري و لا تستطيع التحاور أو التشاور أو النقاش حتى لو أرادت فلقد أمضت ما يقرب من العقدين على رأس القرار بكل أبعاده و محاوره الداخلية و الخارجية و ربما كانت تفعل ما تراه صواباً في بداية الأمر.لكن تراكم المصالح و تضخم الثروات داخلياً و خارجياً لا بد أن يجعل تلك السلطة مدفوعة نحو فعل أي شيء لتحافظ على مكاسبها المالية في الإبقاء على السيطرة التامة لزيادة المكاسب في المستقبل.
إن إعادة التجربة بنفس الشروط و الظروف السابقة لابد أن يكرر نفس النتائج و التأكيد هنا من أجل الآخرين في الطرف المتردد و المحايد.
أيتها النائب و الشقيقة الحزينة لا يوجد عاقل على وجه الأرض يرفض أن تكون العلاقة بين سورية و لبنان علاقة مميزة و حميدة لذلك فإن العزف على هذا الوتر لا يغني و لا يسمن من جوع, و إن كثرة التأييد له ربما توحي برغبة مخالفة لظاهره.
إن التفكير الهادئ و المتزن من قبلك يا سيدتي لابد و أن يسير نحو التشاور مع عدد من السياسيين الوطنيين و المفكرين من كافة الأطياف و الإنتماءات للخروج بخطة وطنية و منهاج سياسي شجاع واضح و صريح يحدد معالم المرحلة القادمة. و ذلك بوضع عناصر و ظروف مساعدة للتجربة الجديدة غير تلك التي أدت إلى استشهاد الحريري وعشرين من أبناء الوطن الأبرار.
إنني أرى أنك و كافة اللبنانيين الأحرار المدافعين عن لبنانيتهم و عروبتهم حتى لحظة كتابة هذا المقال غير قادرين على تحديد برنامج عمل سياسي تراتبي يحدد الأولويات و يطرح الحلول, إن مطالبكم الحالية غير كافية و مترددة لأنها لا تستجلي المستقبل و يجدر بنا جميعاً تجاوز مرحلة الصدمة و الاندهاش و مرحلة الانبهار فيما تحقق إلى الآن والانطلاق نحو برنامج عمل سياسي يأخذ بعين الاعتبار مخاطر اللحظة الحالية يستشف آفاق المستقبل القريب لبناء لبنان حر قوي مستقل قادر على الوقوف كرجل شامخ يمد يده للأشقاء باحترام متبادل.
وفاءً لأولئك الشبان المؤمنين بوطنهم و الخائفين على غدهم قَدٍّموا لهم برامج انتخابية سياسية واضحة منذ الآن, سَلحوهم بمعارف أساسية تقود إخلاصهم و وفاءهم لبلدهم, لا تكرروا أخطاء الماضي بطرح الشعارات الفضفاضة بل قدموا لهم طروحات مدروسة لا تنطوي على الغموض و العموميات لذلك لابد من وجود أجندة سياسية محددة المعالم لا تتوارى خلف المسلمات و البديهيات.
إن شعب لبنان ليس أقل شأناً من شعوب دول عربية أخرى لا يقل عنها عراقة أو حضارة, هذا الشعب المعتز بوطنه والمنتمي إلى أمته العربية لا يقل شأناً عن دولة مستقلة حرة لا يتدخل أحد في شؤونها كدولة قطر مثلاً أو دولة أخرى عربية عريقة كدولة البحرين أيضاً تؤكد على قدرة الدول الصغيرة أن تكون حرة و مستقلة.
أقول للسوريين و اللبنانيين انظروا إلى دولة البحرين كيف أدارت أزمتها مع قطر إبان اختلافهما الحدودي على جزر مشتركة انظروا إليها كيف استطاعت حل خلافاتها الإقتصادية مع دولة جارة كبرى شقيقة كالسعودية رغم تفاقم الخلاف بينهما حول منطقة الجارة الحرة رغم ما بينهما من أواصر التاريخ و الجغرافيا و المصيري و الانتماء العربي المشترك.
إن لبنان الثقافة و الحرية و الحضارة قادر على استعادة دوره الريادي في الوطن العربي كمنارة عربية للفكر و التنوير و لن يعجز أبناؤه عن إدارة أنفسهم و أمنهم مع حفاظهم على احترام لأشقاء و منع الإضْرار بهم من داخل لبنان بل و حتى الدفاع عنه من الضغوط الخارجة عن إرادتهم.
إن السوريين حكومة و شعباً لن يسيروا عكس منطق التاريخ وخلافاً لحكم العقل و لابد لهم من الإقرار الكامل بقدرة اللبنانيين على إدارة مقدرات وطنهم و أنفسهم مثل بقية شعوب الأرض, إن عروبة لبنان لا يُخشى عليها بالنظر إلى التاريخ و ذلك الإجماع من قبل كل اللبنانيين على وحدة الوطن و حتمية انتمائه لأمته.
لذلك أقول يا سيدتي للسوريين نيابة عنك لا تخافوا أن يكون لبنان خاصرتكم الضعيفة فشعب لنان الحر القوي هو الضمانة الأكبر لحماية سورية.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا سيدي العقيد أصواتنا غير مسموعة
- مسلمات العقلية العربية بين التخلف والديكتاتورية
- قصيدة الناقوس
- شمولية التطبيق ومصالح الحكام هل يمكن تطبيق الشريعة كاملة؟!
- قصيدة أمل مفقود
- امرأة تتحدّث
- إلى ضحايا الحلّة
- هزيمة هتلر وإنجازات الجزيرة


المزيد.....




- مقتدى الصدر يهاجم صدام حسين: -أمر نجليه بقتل والدي وحكم شعبه ...
- تونس.. تعرض منزل رئيس أسبق للسرقة للمرة الثانية في بضعة أشهر ...
- قوات الأمن السورية تعتقل أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلس ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. زاخاروفا تطالب بحماية الصحف ...
- تجمع حاشد في طوكيو لدعم -يوم الدستور الياباني- (فيديو)
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات الفيديو المثير للجدل فوق كوبري أ ...
- لافروف يدعو إلى تسوية الخلافات بين الهند وباكستان بالوسائل ا ...
- الجزائر.. إيداع المؤرخ بلغيث الحبس المؤقت عقب بث قناة لحوار ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لا يرتبط بالانتخابات ...
- واشنطن بوست تكشف السبب الحقيقي وراء غضب ترامب وقراره إقالة و ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - نداء إلى بهية الحريري