أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - هزيمة هتلر وإنجازات الجزيرة















المزيد.....

هزيمة هتلر وإنجازات الجزيرة


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسعى حكومة قطر إلى خصخصة قناة الجزيرة وبيعها بعد الإحراجات الشديدة التي تسببت بها لدى حلفائها في الغرب وفي الخليج. كانت بداية قناة الجزيرة صاعقة مدوية أحدثت جدلا حادا حول مصداقيتها واستطاعت استقطاب عشرات الملايين من المشاهدين في البلاد العربية وفي العالم , وغدت مصدرا هاما ووحيدا في بعض الأحيان للعديد من الأخبار المدوية . فلقد كانت حاضنة وراعية لكل رسائل ابن لادن ولها الحق الحصري لجميع ما تريد القاعدة بثه أو الترويج له. لكنها رغم ذلك النجاح الباهر فشلت لأنها خسرت أولوياتها واحدة تلو الأخرى. فبدءا من أفغانستان فشلت الجزيرة التي كانت تؤيد ابن لادن وتروج له وكان مراسلوها يوهمون الناس بأن هزيمة التحالف في أفغانستان لن تقل عن هزيمة هتلر في روسيا , وبدأت الحقائق تنجلي واحدة تلو الأخرى وسقطت القاعدة وطالبان وجرت الإنتخابات وفتحت المدارس وأخذت الموسيقا مكانها في شوارع كابول وفي بيوت الفقراء في مزار شريف , وأصبح لدى الأفغان وزراء من النساء . ( ملاحظة : من المعروف بأن بعض مراسلي الجزيرة في أكثر من دولة في العالم- معتقلين بتهمة الإرهاب- أو اعتقلوا بتهمة مساعدة الإرهاب ) .
وفي العراق كانت الجزيرة كعادتها المدافع الأول عن صدام حسين , والمروج الأكبر بعد صدام نفسه للدكتاتورية بل والمحامي الأعظم أجرا في الزود عن مواقف صدام وأفعاله . وبدأت مسيرة الجزيرة مع غزو العراق كما كانت في أفغانستان ودأب محللوها ومنظروها , وهم بالمناسبة أصحاب المسؤولية الأولى عن النكسات التي وقع فيها العرب إبان ما كانوا مسؤولين وفي مراكز اتخاذ القرار , دأبوا على الترويج لهزيمة الغرب مرة أخرى وحتى اللحظات الأخيرة كان يظن جميع مؤيدي القناة بأن النصر لا محالة آت . وأن المغول الجدد سيسقطون عند حصون بغداد . لكن الذي حصل سقوط الديكتاتور بمهزلة عسكرية تعد من أسرع الانتصارات التي عرفها التاريخ العسكري الحديث . فشلت الجزيرة ...
بعد ذلك روجت القناة للحرب الأهلية في العراق وأخذت تدعم زعامات العنف وتخصص لهم الساعات الطويلة يوميا لشرح مبررات قتلهم للشعب العراقي , لكنها فشلت معهم ضد الشعب العراقي وخرجت الجزيرة من العراق وراهنت من خارجه على تحويل الانتخابات العراقية إلى مجازر دموية لا حدود لها كما توعد المرجفون , لكن الانتخابات نجحت وبتوقيع تسعة ملايين مؤمن بالله وبالعراق وبذلك لم تستطع الجزيرة تغطية هذا الحدث الهام والمؤثر في حياة المنطقة برمتها .
وعلى صعيد القضية الهامة التي تتبناها قناة الجزيرة وتعتبر نفسها قائم مقام عليها – وأقصد بذلك القضية الفلسطينية- فشلت القناة. فمنذ نشأتها دأبت قناة الجزيرة على الترويج للعنف ومناصرة أصحابه بكل الوجوه , وكانت تزين صفحات شاشاتها كل يوم بصور القتل والدمار والنبش في الخلافات العربية القديمة ورش الملح على الجرح في الخلافات والمعارك العربية الفلسطينية مما يثير الكراهية والأحقاد بين الناس عموما , وكان لها دور حاسم في تأييد دعاة القتل على أبو عماها , لكن الجزيرة فشلت وانحسر القتل وتراجع أصحابه عن مواقفهم وآرائهم بعد ثبوت خطأهم وفشل نظريتهم .( ملاحظة : في تصريح أعلنه صلاح بو مدين وهو رئيس سلطة الأرض و الأملاك الحكومية الفلسطينية قال فيه إن الحوادث الإجرامية خلال السنوات الثلاث الماضية فاقت ما حدث في ثلاثين عاما سابقة وذلك في مدن غزة والقطاع ) .
قناة الجزيرة فشلت في إثبات مصداقيتها وشفافيتها في حادث هام جدا والمفترض أنها أول المطلعين على التفاصيل الدقيقة والحقائق في أمر جلل مثل موت ياسر عرفات . فبعد موته بعشرة أيام كما تأكد لنا ذلك , كانت الجزيرة تصر على بقائه حيا يرزق وتوهم العامة بإمكانية عودته إلى سابق عهده وتدعوهم إلى الخروج بالآلاف والدعاء بعودته سالما معافى وهي تعلم علم اليقين أن لا سبيل إلى ذلك , وتمادت في الوهم والإيهام لإعلانها فتوى شرعية أصدرها مفتي القدس أكد فيها على حرمة وكفرية من يقول أن عرفات مات , ولكن وبع أقل من أربع وعشرين ساعة من تلك الفتوى الحاسمة , أعلنت الجزيرة نفسها وفاة ياسر عرفات بشكل نهائي وتام لا لبس فيه .
ثم حاولت الجزيرة بث نار الفتنة بين الفلسطينيين عندما عزفت على وتر المؤامرة , ومفاد القصة الملفقة أن موت ياسر عرفات كان بسبب سم دس له في طعامه من قبل أقرب المحيطين به .
فشلت الجزيرة و جاءت التقارير العلمية الطبية المحايدة لتؤكد بلا لبس أن موت ياسر عرفات لم يكن بسبب السم , فشلت الجزيرة عندما أخرجت من بعض دول الخليج و المفترض أنها تنتمي إلى واحدة من تلك المجموعة الخليجية, إلا أن مناصرتها الدائمة للمطالبين بإحياء الجهاد على حساب دماء المسلمين قلب غيرهم أخرجتها من السعودية و لم تستطع تغطية أحداث جليلة كان وراءها المتشددون الذين ما فتأت تخصص لهم نوافذ يومية يطلون منها ليعبثوا بعقول العامة و يتمكنوا من تجنيد شباب متلهف للحرية و التغيير ليقودوهم نحو التهلكة.
(ملاحظة: لم توجه الدعوة إلى دولة قطر لحضور اجتماع قمة في جورجيا نوقش فيه مستقبل الديمقراطية في الشرق الأوسط بسبب قناة الجزيرة.) وبرغم ما وصلت إليه القناة من أرقام قياسية في أعداد المتابعين لها و ذلك منذ بداياتها إلا أنها فشلت في تحقيق أرباح, و المفترض أن قناة خاصة ينبغي عليها أن تمول نفسها بذاتها في عمل استثماري موجه لكنها فشلت في تحقيق أرباح تساعدها على الاستمرار و ربما كان هناك أسباب أخرى مجهولة, لعل أحدها وقف التمويل الذي كانت تتقاضاه من بعض المتصرفين في دول عربية و غيرها سقطت أنظمتها و تغير الحال عما كانت عليه فانقطعت السيولة المادية الممدودة التي كانت تصلها بطرق ملتوية.
و كان آخر إنجازات الجزيرة ملتح ٍ يتصدر الشاشة بعد استشهاد الحريري بزمن قصير يدعي المسؤولية عن اغتيال الحريري
لا لسبب بل نكاية بأهل السعودية. ثم لم تلبث الأنباء حتى كذبت الخبر و كأن قناة الجزيرة فقدت مستواها الاحترافي و لم يعد لها من مصداقية سوى تكرارها للخطب العصماء التي يلقيها الظواهري مهدداً و متوعداَ.
و هنا أيضاً فشلت الجزيرة, إلا أن الخشية الكبرى أن تسلم القناة الراية للأصوليين و تنسحب تماماً و بذلك تكون قد أدت رسالتها وحققت مآربها!!



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - هزيمة هتلر وإنجازات الجزيرة