أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - احمد محمود القاسم - حوار أدبي مع الكاتبة والشاعرة المغربية فاتحة يعقوبي















المزيد.....

حوار أدبي مع الكاتبة والشاعرة المغربية فاتحة يعقوبي


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 11:20
المحور: مقابلات و حوارات
    



ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات، الثقافية، التي أقوم بها، منذ فترة بعيدة، مع مجموعة من السيدات العربيات، من المحيط الى الخليج، بهدف تسليط الضوء عليهن، والى إظهار رقيْهن ومدى تقدم المرأة العربية، وفكرها، وقيمها، ومبادئها، واحترامها للرجل، وخصوصيته، وَأتناول في هذه اللقاءات أيضاً، بشكل عام، دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، إضافة إلى معرفة، الدور والنشاطات الشخصية، التي تقوم بها، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي، والاجتماعي، وأفكارها، وهواياتها، وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة أيضا، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع كاتبة وشاعرة مغربية، وهي سيدة تتصف بالقوة وبالذكاء والجرأة والصراحة والطموحات الجيدة، الكاتبة والشاعرة المغربية، فاتحة يعقوبي، شاعرة مغربية حديثة العهد، بكتابة الشعر والقصة، لكنها كاتبة وشاعرة رائعة، ومبدعة، وخلاقة، رغم صغر سنها، فهي لا تتجاوز الثلاثون عاما من العمر، إلا أنها، تكتب بمداد ذهبي، وقلم ماسي، وتمتاز أشعارها وكتاباتها بالرقة والرومانسية، والكلمات الموسيقية العذبة، والخيال الواسع، والعواطف الجياشة، والجمل المعبرة، والجميلة، قالت لي: إليك هذه القصيدة من قصائدي، قبل أن تبدأ حوارك معي، قد تنعش ذاكرتك، وهي بعنوان: (تراتيلُ عاشِقةٍ) أرجو أن تنال إعجابك:
لستُ ساذَجةً، ولستَ الرّجُلَ الوَحيدْ، لكِنّكَ عُقْدةُ ناري، كُلّما هاجَمَني صَقيعٌ شَديد، ألْتمِسُ الدِّفءَ منْ حَناياكْ، عَقْربُ الوقْتِ سامٌّ وأنْت بَعيدْ، لكِني أهُزُّهُ برَعْشةِ شوقٍ، فغَيْرُكَ أنـــــــا لا أُريدْ، لسْتُ ساذَجةً، بلْ عاشِقَةٌ أُلْهِبُ عُشْبَ صدْرِكَ بشَفَتي فَيَغْدو نَضيدْ، أَثْـــــــــأرُ مِنكَ، أُشْعِلُكَ مَحْرَقَةً فَتَطْلبُ المَزيدْ، فوْقَ أطلالِ جَسَدِكَ أسْتَعيد، أمْجادَ حَرْبٍ، عَلى فيها التّنْهيدْ، كنْتَ فارِساً مِغْواراً، منْ نوْعٍ فَريد، شِفاهي أسْكَرَتْكَ، حتّى حَسِبتَها نَبيذاً تَليد، أنَسيت ....؟؟ وتَقولُ اليوْمَ أَنّي ساذَجةٌ، أَكانَ لقانا ذاكَ، رقْصَ الغَواني لَيلةَ عيدْ، أمْ مَعْزوفَةً أبْطالُها، عَصافيرٌ تُنْشدُ التّغْريدْ، أتَحْسبُني أتَوسّلُ الّلقاء؟ أعْلَمُ أنكَ عَنيدْ، وأعْلمُ أنّي بيْن كَفّيْ عَينيْكَ، قُبْلةُ شَوق، في شِفاهِ نَبضِ الوَريدْ، ذُيولُ أنْفاسي بِقُرْبِكَ، تُذيبُ الجَليد، وأنتَ تَنْصَهِرُ كالْحَديدْ.
بعد أن سمعت قصيدتها، حقيقة، نالتْ إعجابي كثيراً، جرى حديث بيننا مطول، فسألتها وقلت لها:
@ من هي السيدة فاتحة يعقوبي؟؟؟
# قالت: فاتحة يعقوبي مغربية الأصل، عاشقة لوطني الحبيب، من مواليد العراق الغالي، سنة 1981م متزوجة، أم لطفلين، عدت للدراسة بعد مدة من الانقطاع، سببها تكوين أسرة، والهدف الآن نيل شهادة الصحافة والإعلام إن شاء الله، أنا إنسانة عادية، تحب الخير، للجميع، أؤمن بأن الحياة مبادئ، وقيم إنسانية، أعشقها، وعلى يقين، بأنها فانية، أحاول أن أعيشها براحة وبطمأنينة، برضى عن النفس، لا التفتُ للوراء، ولا امسك ما يسقط من عيني، وقالت أنا أؤمن بالعدالة، والتنمية، وأؤمن أن المرأة، لها دور فعالٌ، وكبير جداً، في إصلاح المجتمع، والبداية الأساسية، من داخل البيت، أؤمن بالقيم الأخلاقية، والطهر، والتشبث بتعاليم ديننا الحنيف. وهواياتي الكتابة، هذه الهواية التي سمحتْ لي، أن أطلق العنان لخيالي، وأعطتني مساحة كبيرة جداً، من حرية التعبير أيضا، وأحب مطالعة كل ما ينَّمي ثقافتي، ويضيف لمعلوماتي، وأحب ألسفر، لأنني أجد فيه متعة وفائدة، أتمنى إن يطيل الله بعمري، حتى ازور العالم كله، وأشاهد كل ما خلق الله، وأبدع في كونه، وأحب صنع الحلويات وأكلها أيضا هههههه.
قالت: وهذه قصيدة، من قصائدي بعنوان: (نَفَثَتْكَ أَنْفاسي) : أرجو أن تنال إعجابك أيضا:
أَصابَ قَلْبي الإعْياءْ، فَافْعَلْ ما تَشاءْ، أَيْقَنْتُ أنّك لا تُدْرِكُ، مَعْنى الْحاءِ وَالباءْ، وَأَنّكَ كَالْمَخْمورِ، يَتَبَعْثَرُ في كُلِّ الْأرْجاءْ، وَأنَّ قَلبكَ فُنْدُقٌ، تَسْكُنُهُ كُلُّ النّساءْ، تُجَمٍّلُ تَجاعيدَ نَبْضِكَ، بِالسَّمْراءِ والشّقْراءْ، أَسْمَعُ ضَحِكاتِهن، هَمَساتِهن، وَحَتى وَقْعَ خُطُواتِهن، بلا حِذاءْ، أُريدُ كَنْسَ أصْواتِهن، من كوخِ ذاكِرَتي، يا ليتني صَمّاءْ، شَهْوَتُكَ شَرِهَةٌ، لنْ تُشبِعَها أَيّةُ حَسناءْ، الذّميمةُ تُثيرُ فُحولَتَكَ، مِثْلُها مِثْلُ المَيْساءْ، فَأنْت تَعْشَقُ، الْكائِنَ المُجْمَل من النّساءْ، شَرْقِيٌ أنت، بِمشاعرَ هَوْجاءْ، طَعَنْتَني وَألْبَسْتَني، تاجَ الْغَباءْ، فَجَّرْتَ يَنابيعَ إحْساسي، فَيْضاً من دِماءْ، عَصَفَتْ بِوُجدي ذِكرياتي الْبلْهاءْ، حَتّى صَرَخَ الوَتَرُ، أَلَماً وَتعالى صَوْتُ الْبُكاء، جَنَحَ الظّلامُ، الْتَحفَ رُوحي بِكُلِّ سَخاءْ، غَزَلَ نَهاري حَتّى أصْبحَ مُدْلَهِمّاً، بِوَجَعِ الْمَساءْ، أُدَنْدِنُ بِأنْفاسي، وَأَشُدُّها لِتَشْهَقَ في فَضائِكَ لَحْنَ الوَفاءْ، تَنْفُثُني زَفيراً ، يُؤَكّدُ أنْ لا وَفاء، قَد امْتَزَجَ لَماكَ بِمُوثاتِ كُلّ النّساء، زَفَرَتْكَ أنْفاسي، فَمِنْ أيْنَ يَأْتي الاشْتِهاء.
@ قلت لها: ما هي عُلاقة السيدة فاتحة، بالكتابة، والقراءة، وهل لديك كتب منشورة، او مقروءة ؟؟؟؟
# ا قالت: أنا عاشقة للكتابة حدْ الثمالة، وللمطالعة أيضاً، خاصة، الأدب العربي، بكل أنواعه، لغتنا العربية جميلةٌ جداً، كلما صيغت، برقي، وإتقان، وبجمالية في الإبداع، الكتابة بالنسبة لي كالهواء، الذي أتنفسه، لدي ديوان أول بعنوان:(ترنيمة عشق أخيرة)، وديوان آخر، ورواية تحت الطبع.
قالت:وهذا نص من قصة لي تحت الطبع، أرجو أن ينال إعجابك: بَعد أن قرصها جُوع الحب، واشتَّد صقيعُ الشتاء في حناياها، خُيلَ لها، أن بين كفي عينيه مدفأة، قامتْ تهيئ نفسها، فقد قررَّتْ غزو ليلته، اخفتْ شفاهها التي اصفرَّتْ من الحرمان، بأحمر الشفاه الداكن، واللامع، وارتدَتْ معطفاً وَبَري، فقد أَخذ البرد كفايته منها، حتى ملَّها، لكن هانتْ، فهي ذاهبة إليه، فهو عُقدة نارها، ستلتحف جسده، لتدفأْ، ولعَّل آهات النشوة العالية، ستذيب الجليد، الذي تكدَّسَ في بُعده، بحثتْ عن حذاء ترتديه، يليق بلون معطفها، لكن، كل أحذيتها في حداد ترتعش من الصقيع، اختنقتْ في تابوت الظلمة، فمنذ زمن، لمْ تر النور، أخذتْ تختار أَيها يليق، وهي كالمتسولين في حضرة عينيها، الكل يريد ان ترتديه، لعله يحظى ببعض النور، خارج العتمة، عادتْ لعدوتها تلك، التي تعكس ما اختزلته العيون من شجن، أطلقتْ سراح شعرها، وتركته يرتخي على كتفيها، كستائر الليل الحالك، وهمَّتْ بالخروج، كل قطعة في قبوها سعيدة، أنها لن تكون فيه، أحسَّتْ بابتسامة ألآرائك، والسجاد، والثُريات، حتى مدفأتها التي طالما كانت الركن المفضل لها، ابتسَّمتْ بألم، يؤكد أن دفأها لم يكفِ، فبادلتهم الابتسامة، وتَمْتَمتْ أنا عائدة، أقفلتْ الباب، وعزفَ حذاؤها سيمفونية اللقاء، حتى أوقفتْ سيارة أجرة، سألها عن وجهتها، فقالتْ له: حي الهوى، شارع الحب، عمارة الونس، رقمها وقتي متغير.
@ قلت لها:ما مضمون ما تكتبه السيدة فاتحة، وما هي الرسالة، التي تود ايصالها للقاريء؟؟؟
# قالت:أنا التي يصرخ قلمها بوجع النساء، بهيامهن، بحبهن، بأحزانهن، بعشقهن، يتردَّد صداهن بداخلي، أحاول أن أكون لسانهن الحاكي، شهدتُ على عقد قران قلمي، بالكلمات، واستمتع بكل ما ينجبان من حروف شرعية، لعَّل الرجل، يفهم ويشعر، بعذاب المرأة، عندما تعشقْ، وعندما تفرحْ، وعندما تحزنْ، وفي كل حالاتها تحتاجه قُرْبها، لا غنىً لها عنه، ولا غنىً له عنها.
قالت وهذا نص لي، من قصة أدبية تحت الطبع، أرجو أن تنال إعجابك:
كان يناجي عتمة الليل في عينيها، ويشاكس ذاك النبض بعزف له، على وتر الحس المرهف، حتى يلتئم من تلك النتوءات الواضحة، وحتى تقبله كما هو، بغيرة بحر، يهوى موجاته، وان ثارتْ وهاجتْ بين يديه، كتسونامي، رافضةً الخضوع، كان له معها أوقات، أشرقتْ في كفيه، حتى اخترقتْ جدار فؤاده، يداعب غرفتها، متفقاً مع شمس النهار، تعكس له بريق المرآة، فيتجول ضوء قلبه، بين حيطان المكان، وبين الشراشف والوسائد، حتى يصل لعطرها الأخَّاذ، متمنيا لو يحظى بقربها، يَقْبل أن يُدفن، في قبر هواها إلى الأبد، حتى إن كان مصيره حياة البرزخ، في مسائه، وقت الظلمة، لا من نور سوى ضياء القمر، والنجوم، كان في ليله قمران، قمر في السماء، لا يعنيه، وقمر أمامه، يراه قريب حد الالتحام، رغم عدم القدرة على الالتحام، لجنونه مذاق، فالشمع لغة يُرسل ضياءه تارةً، وإطفاءه تارة أخرى، مُعلناً الوجود، أو ربما الاحتراق، ولهب الحب المنبعث من غرفته، حتى يرى بدره، فيشهق شهقة المخنوق، بعد أن هبَّتْ النسائم، لتسكن رئتيه، وتعيده للحياة. سكبَ الحبَّ في إناء قلبها، حتى إمتلأ عن آخره، وبدأ بالفيضان، التحفها في زوايا عميقة، أخفتهم جُدران الخطيئة، تنسحبُ من شراشف النقاء، خِفيةً، حتى تقودها قدميها إليه، ظلَّ تراشق الهوى بينهم، والتمادي في لعب عدة أدوار، واقتناء الكذب الأبيض، فلقاء المحبوب، جنون الهوى بلا منازع، أو ضوابط، بدأتْ تتسرَّبُ من سراديب الطفولة والبراءة الخجولة، لتكون في قاع بئر، تشرب منه، لتروي عطش الاحتياج، لأوقات الهناء، أشعلتْ في جوارحه نار الوَلَهْ، والحب القاتلة، وأصبحت نسمة تهب في أرجائه، كلما اشتاقتْ، أوراق الزهور لنداها، حتى ذاك اليوم، الذي غيرَّتْ السحب لونها، وارتدى قوس قزح، رداء الحداد.
@ قلت لها: ما هو رأيك بثقافة المرأة المغربية، وهل انت راضية عنها؟؟؟
# قالت: في المغرب الحبيب، المرأة المغربية مثقفة وواعية، كونها مطلعة دوماً على الأشياء الجديدة، بنقاشاتها السياسية، والرياضية، والثقافية، والاقتصادية، وأيضا، اطلاعها على ثقافات الغير، ولطالما وقفتْ جنباً إلى جنب، مع شقيقها الرجل، وأريد التأكيد على أن الجهود المبذولة من طرف المرأة المغربية، لها صدىً طيب، في كافة أرجاء العالم العربي، كونها تعمل بذلك، على تشجيع النساء، سواء مغربيات، أو عربيات، لأننا نستمد قوتنا من بعضنا، على اعتبار، أن تجاربنا مكملة لبعضها، بعيداً عن التنافس والانفصال، وإن وجد بعض النساء الغيورات من نجاح غيرهن، فالشاذ لا يُقاس عليه، لا زلنا نطمح أن تُعمَّم الثقافة والوعي أكثر، وان تنعدم الأمية في وسط النساء، خاصة في البادية، وان يتحررن من الخُرافات التي تقيِّد تطورهن، لا يمكن أن أختم وأقول، إن كل الألوان براقة، وجميلة، هناك بعض الغيوم والسواد، الذي سينقشع ويتغير، ليكون الصفاء، والثقافة، والوعي، من بين أهم صفات المرأة المغربية في المستقبل. قالت لي: إليك هذه القصيدة بعنوان: (ثَوْرَةُ بَوْح): وهي من قصائدي، أرجو أن تنال إعجابك وتقديرك:
حبيبي، ارْحَمني وارْأَفْ بي، اهْجُرْ أفكاري، فاسْمُكَ، يُزْهِرُ في شَفَتي، يَسْرِقُ نورَ الشّمسِ، يُدْفِئُ أحْضاني، نَعمْ، مَسحورَةٌ أنا بِك، أُخْطِئُ في رِجالِ الأرْضِ، وأنْطِقُ باسْمِك، مَجْنونَةٌ أنا بِك ..لا نَومَ يُداعِبُ أهْدابي، لا مَطَراً يُطْفِئُ نيراني حبيبي...إذا مرّ بي ألمٌ، أبْحثُ عنك، عن لَحنِ الناياتِ بصوْتِك، فَعَواصِفي تَهْدَأُ بين يديْك، أُصبحُ نَسْمةَ عِطْرٍ..ألْهو بِثَغْرِكَ، وأُداعِبُ خدّيْك، سَلْ صورَتَكَ المرْسومةَ في ذِهْني، سَلْ عَنّي نورَ عَينيْك، تَعرفُ أني نَجْمةُ صُبحٍ، تنْتظِرُ بِصَمْتٍ، قُبلةَ شَفتيْكْ، إني فَصْلٌ شَتويٌ...ينْتظِرُ بِشَغَفٍ، دِفْءَ يديْكْ، حبيبي، آهٍ لو تَشعُرُ كم يَهتزُّ كَياني، إذا وَطأَتْ قدماكَ مَكاني، آهٍ من قَلبي...تغْمرُهُ الفرْحَةُ، تُمْطِرهُ، تَملَؤُني شَوْقاً، تَسْتأْثرُ بِحَناني، تُنْسيني ألَمي، تَمْنحُني جَناحاً، لأُحَلّقَ بيْن الأغْصانِ، هو قلْبي يَبوحُ بِما يَهْوى، يُعْلِنُ أنّكَ تَجْري في أوْرِدَتي، مَجْرى الدّمِ في الشّريانِ، حبيبي، أعْلمُ أنّكَ أقْوى مِني... أنّكَ رَجُلَ النّسْيانِ، أنّك تُبْحِرُ وحْدَك، خارِجَ خارِطَةِ الأزْمانِ، الثّوْرَةُ في كُلّ مَكان، الفَوْضى تَمْلَأُ جَسَدي..عقْلي خارِجَ دائِرَةِ الأكْوان، فَخُذْ بِيَديَّ وأْذَنْ، بِولادَةِ فَجْري الولْهان، قلْبي هامَ بِحُبّك، روحي تُنْشدُ قُرْبَك، فاظْهَرْ يا رَجُلَ الماضي، يَكْفي كِتْمان، نِلْتََ قَصَبَ السّبْقِ، وحَسَمْتَ مَعْرَكةَ المَيْدان!!
قالت هذه قصيدة أخرى لي بعنوان: (لَمْ أُوْلَدْ مِنْ رَحِمِ فِكْرِك)، أرجو أن تنال إعجابك أيضاً:
ارْحَلْ عَنّي، لَسْتُ قَلماً مُطيعاً بَيْن أَنامِلِكْ، وَلا وَرَقَةً يُضاجِعُها حِبْرُكَ النّازِيّ، وَلا نَظّاراتٌ تُلْحِفُ عُيونَك، عَنْ دَهاليزَ شَوْقِكَ الخَفِيّ، ارْحَلْ عَنّي، لَمْ أُوْلَدْ مِنْ رَحِمِ فِكْرِك، وَلَمْ يَتَبَنّني خَيالُكَ الشّجِيّ، ارْحَلْ عَنّي، لَمْ أَعُدْ أَطْمَعُ أَنْ أَلْعَبَ دَوْرَ شَهْرَزاد، في لَيْلِكَ ألْهَني، حِكاياتُ الْحُبّ في مُعْتَقَداتِكَ شَيءٌ وَهْمِيّ، وَأنا امْرَأَةٌ تَنْسُجُ منْ خُيوطِ الشّمْسِ، كَلاماً حِسّيّ، وَمِنَ الْقَمَرِ، جَواهِرَ الْعِشْقِ، كَمَنْ بِهِ مَسٌ جِنّيّ، وَقَصائِدي لَيْسَت قِطَطاً ضالّةً، تَجوبُ الّليْلَ، تَطْرُقُ الْحَنايا، بَحْثاً عَنْ حِضْنٍ، أوْ دِفْءِ سَريرٍ وَبَرِيّ لَنْ أَكونَ مَزْهَرِيّةً، تُجَمّلُ بِها رُكْنَكَ الْبَهِيّ، ارْحَلْ عَنّي، أنا امْرَأَةٌ ضاجَعَتْ السّحاب، أَنْجَبَتْ مِنْهُ مَطَراً مَنْسِيّْ، امْرَأَةٌ راقَصَت الْوَجَع، حَتّى عَشِقَ، تَطايُرَ شَعْرِها الْغَجَريّْ، امْرَأَةٌ تُدْرِكُ الْفَرْقَ، بَيْنَ الْعِطْرِ الصّينِيّْ، وَالْعِطْرِ الْباريسِيّْ، ارْحَلْ عَنّي، فَرُجولَتُكَ قَدْ كُسِرَتْ، عَلى حائِطِكَ الّلازَوَرْدِيّْ، وَساعِداكَ أَصْبَحَتْ، كَقَرْنٍ عاجِيّْ، وَمَشاعِرُكَ، كَكافِرٍ مُلْحِدٍ عَصِيّْ، فَلْتَرْحَلْ عَنّي.
هذه هي الكاتبة والشاعرة الرائعة والمبدعة، فاتحة يعقوبي، وكلماتها المُمتعة والعذبة، والحالمة، والموسيقية، المشبَّعةٌ بفنون الحب، والعشق، والدلع، والهيام، والصور التعبيرية الرومانسية، التي تشعل في جوانحك، حرارة العشق والسُهاد، وتُنعش بروحك وإحساسك الدفء والحنان، وتحيي بك الأمل، وتبعث بك الحياة، وتجعلك تعيش مع الحبيب بخيالك، لحظات عشق وحب دافئة، تقربك من الواقع كثيراً، فتعبر عن أحلامك وإشجانك، وسعادتك، بكل ما في الكلمات من العذوبة الصافية، والنقاء الطاهر، فإلى شاعرتنا وكاتبتنا المتألقة والخلاقة فاتحة يعقوبي، كل التقدير والاحترام.


انتـــــهى الموضـــــوع



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعرة المغربية فاطمة السرغيني والمرأة المغربية
- حوار مع الشاعرة اللبنانية ايلدا مزرعاني
- حوار مع الشاعرة المغربية نوال الزياني
- حوار مع الملكة السومرية العراقية رفاه توفيق
- حوار مع الشاعرة مليكة مزَّان، في حوار ساخن ومثير
- حوار مع الأديبة والاعلامية هدى الريس
- حوار جريء جدا مع اليمنية الهام مانع
- حوار ثقافي مع شاعرة مغربية مقيمة في جنيف
- حوار مع الشاعرة ليلى شغالي من بلاد الشنقيط
- حوار مع شاعرة فلسطينية مقيمة في الامارات
- حوار اجتماعي صريح وجريء، مع الأميرة اللبنانية هدى جلبوط
- حوار مع شاعرة من الصحراء المغربية
- لقاء وحوار مع شاعرة ومناضلة سياسية اردنية
- حوار ثقافي مع الكاتبة اللبنانية الشابة رشا مكي
- حوار، مع نجمة مغربية متألقة، في سماء المغرب
- السورية ليندا عبد الباقي: ما يحدث في سوريا هو:قتال بين قابيل ...
- لقاء وحوار مع الأستاذة المغربية وداد لصفر
- لقاء وحوار مع الاستاذة الفلسطينية أمال مدارسي
- حوار مع التونسية فتحية الهاشمي والوضع التونسي
- حوار صريح وجريء مع الكاتبة الفلسطينية سحر ابو ليل


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - احمد محمود القاسم - حوار أدبي مع الكاتبة والشاعرة المغربية فاتحة يعقوبي