فلسفة السرقة!!

علاء سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 3985 - 2013 / 1 / 27 - 16:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

فلسفة السرقة!!

إن السرقة ليست هي فقط أن تحول أموال الآخرين على حسابك، فان ذلك هو أصغر السرقات للناس .
إن أقبح السرقات وأكبرها هو أن تحول كل جهود البشر، كل أموالهم إلى بنوك الدعاية لك، إلى الوجوه التي تثبت سلطانك وتعطيك القوة والبقاء والإستعلاء.

ما حاجة الذين يملكون حرية الإمتلك المطلقة إلى السرقة ...؟!

إن السرقة نوع من العجز والتحديد .. أنت قد تسرق إذا كنت لا تملك كل شيء، فالعاجزون والمحتاجون قد يسرقون، أما القادرون على كل شيء فلماذا يسرقون ...؟!
قد يكون الترفع عن سرقة المال ضربا من التأله، إن الإله لا يتواضع ليملك مالا .. ليكون سارقا .. إن السرقة تواضع.

الحاكم الفاسد يسرق، أما الحاكم الإله فهو فوق السرقة لأن السرقة تحديد وهو مطلق.
الحاكم الفاسد يسرق لنفسه، أما الحاكم الإله فيسرق لمجده .. يسرق لمغامراته، لمؤامراته، لطموحه، لحروبه، لدعاياته .. يسرق لأحزانه، لمخاوفه، لأحقاده، لعداواته .. يسرق ويسرق دون أن يمتلئ أو يجد أو يملك .. إذن لا بد ان يظل يسرق بلا حدود، بلا إكتفاء، مع تعاظم جوعه وفقره .
إن الفرق بين من يسرق لنفسه، ومن يسرق لمجده، كالفرق بين من يدخل حربا عالمية، ومن يقتل إنسانا واحدا .. إن ضلال الإنسان قد يرى فيمن يعلن حربا عالمية بطلا .. بينما يرى من يقتل إنسانا واحدا مجرما وعدوا للمجتمع!!!!!! .. ان ضلال الانسان قد يرى في الحاكم الذي يسرق كل شيء لمجده، لشفاء احقاده، للاستجابة لجنون طموحه، للاعلان عن كبريائه وطنية أو مذهبية أو فدائية يستحق عليها كل العبادة والموت تحت أقدامه.
الحاكم الفاسد يحرم على الشعب ان يقاوم، اما الجاكم الاله فانه يُعجز الشعب عن المقاومة ..
الحاكم الفاسد قد يسلب الشعب حريته، أما الحاكم الإله فانه يسلب الشعب رغبته بالحرية ..
الحاكم الفاسد يكذب، اما الحاكم الإله فانه يعاقبنا، اذا لم نحول كذبه إلى صلوات وشعارات وطنية ..
الحاكم الفاسد يعاملنا كخصوم، اما الحاكم الإله فانه يتعامل بنا كأننا أشياء ..
الحاكم الفاسد يعادي من يعارضون، اما الحاكم الإله فانه يصلب من يفكرون ..
الحاكم الفاسد يفقر ويذل بعضا، أما الحاكم الإله فانه يفقرنا ويذلنا جميعا ..

(الحاكم الإله : هو الحاكم بإسم الإله المتربع على العروش باسمه وبلسانه وبسيفه والذي جاء للحكم باسمه ليكون ظلا له ولكلمته ...)

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل