نشيد العائلة الوطني أو ثيلاسيميا الشجرة

سراج محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 07:15
المحور: الادب والفن
    

لم أستطع أن أحافظ على حياتي كما ينبغي لخيمة أن تفعل
رغم أني اعتقدتها جريدة أول مرة
ستشي بالاصفرار يوماً
لم يكن بمقدوري أن أعلبها
ليس للاعتبار نفسه
بل لأني لست سمكة
والعائلة ليست نهراً
العائلة صداع في فكرة الدم
يكبر ولا يكبر معه الرأس
يكبر ولا يلاحظ أحد حجمه
الأمر لا يرتبط كثيراً بفرضية ( البيوت أسرار)
ربما يتعلق بي على نحو مفرط من التركيز
لا أدري لمَ أمعن النظر طويلاً بالأشياء العابرة
الحيوانات التي تدهس وهي لا تدري على الطريق مثلاً
الخطاط الذي يلحن باليافطة
النساء المغمى عليهنّ من الأناقة
المركبات الطويلة وما تحمله من عبارات التوكل خلفها
ملصقات العجائز على مركبات الأجرة
العجائز اللاتي يتمتعن بسرعة البديهة والبكاء بلا دافع
كم تمنيت أن تكون تلك الخيمة دعوة مفتوحة للتشرد المجدي
أو أي شيء غير ساحة العرضات
كم تمنيت أيضاً أن يكون الوعي بالجهة التي يجلس فيها السائق
أن أكون أنا السرب الذي لا يبرر الهجرة بالطيران
السرب الذي يصر على الانتظام رغم وعي البنادق
لمَ لا أفسر الفخاخ على أنه اهتمام زائد
لمَ لا أقول أنه نزهة بنية الصيد
لماذا عليّ أن أبرر الازدراء بالقرابة
كيف لك أن لا تشمئز وثمة من يعبث بأنفك
كيف لك أن لا تقضم أظفر الحيرة إلى المرفق
حين تسقط ولا يهم أحد باحتوائك
عندما تكون الفيزياء الوحيدة المتفضلة عليك
من أي صباح خالٍ من التحية
من أي خجل حتى من الفرحة
يمكنك أن تدين للعائلة بالانتماء عبره
لمَ عليّ أن أمرض لمجرد النية بالإساءة
لمَ لا أحمل الموت على سبعين محمل
وأنتظر ؛ لأعرف طعم الموت وأقرر
ربما يكون الموت بريئاً في النهاية
بريئاً من كل المخاوف والأوجاع المنسوبة إليه
الموت لا علاقة له بأخي
أخي فقط خذلني سبعين مرة ولم يعتذر
ربما لا صلة لهذا بالعقائد و لا يخص الأخلاق من قريب
إذن لمَ لا أعرّف الازدراء على أنه صورة محتملة للعنف الناسك
لكن ما معنى أن تقتل ويكون القاتل غير متعمد
ألا يشبه هذا إلى حد ما أن يعبث أحدهم بك ويكون قصده شريفاً
ما علاقة الشرف بالقصد يا ترى ؟
كيف لي أن أفهم الأشياء خارج فعلها
إن ما يجعل الشيء مهماً هو فعله لا الشيء نفسه
أنت لست الله لتفعل ما تشاء فأتحمل
أنت بعرة فقط
هكذا وبلا نعجة
سوف لن أبررك على أنك عشبة طويلاً
ولن أؤول القرآن لهذا مجدداً
لا تجبرني أن أصدق أنه وثيقة تاريخية وحسب !

#سراج_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات