أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم سلاك - ما حقيقة ما سمي ربيعا عربيا؟














المزيد.....

ما حقيقة ما سمي ربيعا عربيا؟


ابراهيم سلاك

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بداية أتحفظ على تسمية الربيع بالعربي ، فالحراك الشعبي لا قومية و لا ديانة له ,هو انتفاضة ضد مختلف اشكال التسلط والقهر والحرمان والبؤس المتراكم لسنين من الحكم الديكتاتوري الذي مارسته عصابات متحكمة في الاقتصاد والسياسة و الثقافة والاعلام وسخرت مختلف اجهزة القمع للتنكيل بكل صوت حر مدوي قد ينطلق من حين لأخر. انتفاضة عفوية صنعت نفسها بنفسها بعيدا عن الاحزاب السياسية و النقابات المدجنة ، لأنها بدورها افرزت لنفسها قيادات مافيوية تتمتع بالحرية الكاملة في النهب و التسلط شان مختلف اجهزة الدولة القمعية .
تولدت الروح الثورية والسيكولوجية الجمعية المتمردة من واقع البؤس و الظلم والحرمان والفاقة والبطالة والاحساس بالغبن ، والضحك على الدقون والاستخفاف بالعقول وتصغيرها وتحقيرها من قبل انظمة الاستبداد بمؤسساته الاعلامية وقنواته التلفازية المملة المطلة صباح مساء، ومبارياتها الكروية المتلاعبة بالعقول كما تتلاعب الارجل بالكرة المستديرة ، المخفية للملايير المختلسة لحفنة تشكل امتدادا لعصابات النهب البري والبحري . انطلقت الشرارة الاولى من واقع بوزبال بعد ادراكه انه يعيش في قبر يستحيل داخله تنفس هواء الحياة والعيش الكريم. انطلق بوزبال بعيدا عن ببغاوات الايديولوجيا الفارغة من الروح الانسانية وقيم الحب والجمال غير مبال بسموم واحقاد ودموية الضلاميات الرجعية ، غير مكترث بالتحزبات القومجية والشوفينية و الوصوليات القومية التي باعت تاريخها وتاريخ غيرها مقابل كرسي مسنود على ظهر السلطة.
هبت العاصفة وليست الثورة ، واستطاعت اقتلاع العروش والجالسين عليها ، حاملة اياهم الى مزابل التاريخ غير مأسوف عليهم . الزمن اذن خريفا للعواصف وليس ربيعا مزهرا كما توهمته الوهابيات البترودولارية المتأمركة ، المهرولة الى قطف ثمار السلطة بخدعة الصناديق والدساتير تارة ، وبالسلاح والبنادق والطائرات والصواريخ ثارة أخرى ، في جو قاتم ملبدة سماؤه بغيوم الحرائق و الانفجارات . انها ليست ثورات ، بل هبات ومقدمات لتحول تاريخي عميق لن يرحم النظام العالمي بأكمله ، فالتصدعات و الشقوق تسبق انهيار البناء المتهالك المتآكل وهو شرط اكتمال الثورة واساس بناء عالم جديد .
الذئب الامريكي الإمبريالي فطن الى خطورة الموقف ، فلم يتردد في استعمال اوراقه الرابحة بدعمه للإخوان وما دار ويدور في فلكهم لكبح جماح العاصفة ، مستغلا تلك الملايين المعذبة في الارض المجندة و المجيشة والمؤطرة بثقافة القطيع المتحركة بأوامر المرشدين والشيوخ ، وهي الفاقدة لإرادة السيادة على نفسها ، ففي مصر اسرعت في انسحابها من ساحة التحرير الى جنح الظلام لعقد الصفقات ، وفي المغرب تخاذلت جماعة الاوهام و أحلام اليقظة و انسحبت من حركة الشارع في منتصف الطريق ، في الوقت الذي تسلل و تسلق جناح المصباح المنطفئ الى دار المخزن ليتمخزن و يتفنن في تبرير قمع الاحتجاجات ويساهم فيها من موقع السلطة بلا هوادة وبشكل لم يسلم منه حتى أحد برلمانيها ، في صورة كاريكاتورية. فلتحيا الحكومة الملتحية ! على دمقرطة القمع .
هبات الشعوب وان استطاعت تحطيم الزعيم الاله المقدس واحدات ثغرة في النظام العالمي فهي ليست سوى خطوة وبداية وبواكر انتفاضة عالمية لان وحدة التاريخ العالمي اصبحت حقيقة ساطعة ، فما يحدث في بلدان التبعية لا ينفصل عن ازمة البلدان الديمقراطية التي لن تنفع معها الاصلاحات و الترميمات فالنظام العالمي استنفد طاقته الترقيعية و بالمقابل غير قادر على نهج اساليبه التقليدية المتمثلة في الاستعمار المباشر كشكل من اشكال حل ازماته الداخلية . على الشعوب اذن ان تحرر نفسها من اوهامها وتنجز ثورتها الثقافية قبل ان تخطئ موعدها مع التاريخ ثانية .



#ابراهيم_سلاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السقيفة
- ملاحظات حول الاصلاح البيداغوجي بالمغرب
- أية نقابة لنساء و رجال التعليم ؟
- جدلية الكوني و الخصوصي حول حقوق الإنسان
- مشروع الدستور المغربي : التناقض يعكس التردد في الاختيار الدي ...
- رسالة الى حركة 20 فبراير
- المهدي بن بركة حي لايموت
- بومية : التحالفات الهجينة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم سلاك - ما حقيقة ما سمي ربيعا عربيا؟