أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربيني المهندس - الأدب وجدلية تكرار التاريخ














المزيد.....

الأدب وجدلية تكرار التاريخ


الشربيني المهندس

الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


الفكر من أعمال العقل ينطلق غالبا من الواقع تصويرا وتحليلا غواصا في التاريخ والفلسفة .. بينما يميل الأدب لمخاطبة المشاعر مستعينا بالخيال ومستلهما للتراث .. ويختلف المفكرون حول سيرورة التاريخ واستحالة تكراره فالثورة الفرنسية ليست هي الروسية أو المصرية وإن تشابهت بعض المؤثرات .. بينما يميل البعض إلي مقولة أن التاريخ يكرر نفسه مع بعض الاختلافات في نهاية الديكتاتور علي سبيل المثال ..
ويتداخل الربيع العربي مع الخريف وتفاجئ الأمطار الجميع ليعود علم الاحتمالات أو التنبوء إلي نقطة جديدة ضاربا أخماسا في أسداس والرئيس السوري ما زال في موقعه وعودة البعض للحسرة علي عصر الديكتاتور في مصر مثلا .. وهنا يأتي دور الأدب والحكاية علي وجه الخصوص قصة كانت أم رواية لتلقي برؤيتها في الحلبة ممزوجة بالخيال ومستوحية للتراث كما يقول الأستاذ غريب عسقلاني في دراسته لقصص تدحرج الصور للشربيني المهندس والتي أعتبرها الدكتور الرمادي إجازة للأفكار منحها الشربيني لأبطاله حيث يقول .. الفكر من أعمال العقل ، والنظر في الأمور بروية ..
ويستكمل من يغص في قصص مجموعة (تدحرج الصور) للشربيني المهندس والتي يعري فيها الواقع العربي المتردي علي كافة المستويات ، يلحظ أن سبب تردي الأوضاع هو إصرارنا علي منح أفكارنا إجازة طويلة ، ورفضنا كل محاولات الإيقاظ الداعية إلي التمسك بقيمنا ، رجولتنا ، أصالتنا ، وركوعنا وجمودنا أمام الدولار ، والإمبريالية العالمية ، والإمبريالية الداخلية ، والفقر ، وسلطة التسلط ، والقوة ، والضعف .
ففي (قصة الرجل والكلب ) يصر البطل المبهم علي إعطاء أفكاره إجازة طويلة ويستسلم للون الدولار في يد الرجل ذو السنة الذهبية الذي رسم له طريقه ، وحدد المطلوب منه عندما رفع ثوبه فصار كلبا ، بل أقل من الكلب ، فللكلب القدرة علي النباح تشعر الآخر بوجوده . الوجود الذي فقده بغبائه ، باستسلامه ، بضعفه ، بتنازله عن حقه في التفكير .
.. وفي قصة ( حكاية الثيران البيض ) من ثنائية ( خيال مآته يتنفس ) يعطي الأبناء /القوة الفاعلة إجازة لا نهائية لأفكارهم ، ويستسلمون للآخر الذي ملأ رؤسهم بحياة الملوك ، ويرفضون الدين / القيمة ، والعمل / الوجود ، ويردون علي الحكيم الذي يسألهم :
ـ الصلاة والعمل يا أبنائي
ـ بكرة يحلها الحلال ، فاليوم خمر وغدا أمر .. ص 52
بعد أن مسخت عقولهم وكفروا بالشرعية وعاشوا هوس الإذلال .. ص 52
.. وفي قصة (غصن الزيتون) من نفس الثنائية نري نفس الإجازة ، فرغم تحقيق النصر في يوم الغفران الرمضاني ، يرفع فارس بني خيبان غصن الزيتون دون اهتمام بدماء كانت ماتزال ساخنة ، ولا بثكالي طامعين في نصر آخر يثأرون به لقتلاهم .. الشربيني المهندس كاتب مؤرق، يبحث عن وسائل للخروج من الأزمة، وهو المدرك لدرجة الذهول، كيف تأخذ العتمة العالم العربي الى قرار الهاوية في زمن العولمة كما يقول ا غريب عسقلاني .
والشربيني يدخل المواجهة بسلاح الوعي والفن بلغة شاعرة لبنية فنية بصرية ترصد التفاعلات فيما تتدحرج الصور، تقفز بين السطور على الورق، ما يأخذ القارئ الى الحيرة مرة والى الغموض مرة أخرى، فيذهب الى التاريخ يستدعيه على مائدة الحاضر لاستشراف العبر، أو يعود الى جذور الحكايات يتداولها من جديد، وعندما تتكاثر النوائب يذهب الى جلد الذات لدرجة الذبح والنزيف. فهل ما يقدمه كاتبنا تفكيكاً للواقع بهدف اعادة ترتيبه على صورة فسيفساء مقبولة لصورة الانسان العربي، بعد ان شوهتها عوامل الهدم وكشطت عن وجهها عناصر البهاء الايجابي.
في قصة باب صغير.. يبحث الجد بين الفضائيات عن الأخبار ضارباً عرض الحائط رغبة الحفيد في الفرجة على السوبر مان الذي يسكن التلفزيون فتظهر صور حلب الشهباء والخوف والهلع يصيب أهلها، والفوضى تضرب أطنابها فيها بعد أن حاصرها التتار، فيما القاضي يتأمل ويفكر ويعتصم بالحكمة الأثيرة (جبان يعيش خير من شجاع تحت التراب والأيام دول..) لذا لابد من الخروج من الحالة (التي جعلت عيده الغلبان يتجرأ ويطلب يد ابنته بالتفاوض مع الأعداء، وقبول فتح باب صغير يعبر منه بعض جنود التتار لاعتقال نائب السلطان وأعوانه الذين رفضوا الاستسلام. مقابل تعينه (القاضي) حاكماً شرعياً للمدينة.. تتدحرج الصور على الشاشة ويطول الحصار، ويفرض الأعداء شروطاً أخرى، مثل جمع السلاح من الخاصة لضمان عدم مولاتهم لنائب السلطان، وفرض جزية تفوق قدرات الأهالي. ما جعل الباب الصغير كبيراً مفتوحاً على مصراعيه وما جعل التتار يعيثون فساداً ونهباً، ويصادرون مزارع المشمش لتحصيل الجزية وفي الصور يهرب القاضي وقد نهب بيته وذبحت جاريته واغتصبت ابنته ،فيصحو الجد على مشاكسة حفيده الذي خطف الريموت كنترول لاستدعاء السوبرمان الذي لاشك سينتصر على التتار.
لكن الشربيني لا ينتظر السوبر مان فيأخذونا الى أقاصيصه القصيرة جداً وعلى إيقاع سريع..
فنرى الطائرات تطرز جسد الطفل الذي قذف الحجر ،لكن الطفل وعلى جناح لغة أشبه بالشعر يطير نحو سرابه الأبيض ،يحلم بالسلام مع الحمام (قصة غارة(
ونشاهد الدبابة وهي تهرس الشاب الذي يصلي الفجر حاضراً فيختلط رعب الموت مع صوت المؤذن قصة (صلاة ( فيما نرى ابراهام لنكولن كاسف البال يراقب أحفاده بقيادة بوش يعيشون فساداً في حواري العراق، يقدمون خدماتهم للصهيونية التي زينت لهم أن الصيد في العراق سهل، ويغيب عنهم أن من يطلب الحرية صيده مستحيل (قصة تمثال الحرية). ونرى كيف يداهم ذوي الأردية البيضاء والزرقاء البيوت بحثاً عن مجنون، فلا يعثرون عليه، فتعتقلون الشاعر الذي تسلق جدائل القصيدة ويسجلوا نصراً فاشلا قصة (اختفاء البدائل )
الصور تتدحرج ما يجعل القارئ في حالة لهاث، ولأن المهندس يدير لعبته فإنه ينجح لاستثمار بعض الوقت مع الحكايات ربما تساعده في ترتيب الصور من جديد.



#الشربيني_المهندس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة شمسية من الميدان
- أنا والحريري وصدفه
- الإخوان بين وارنر والربيع العربي
- معجزة سلطة تحتضر بين رام الله والقاهرة
- الرئيس بين القصرين الاتحادية والبيت الأبيض
- نحن وذكري سقوط الأندلس
- الثقافة الزئبقية والمجتمع المصري
- الحلم والكابوس
- هزيمة رومني والرئيس المصري
- الديكتاتور في ميدان التحرير


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربيني المهندس - الأدب وجدلية تكرار التاريخ