أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي المسكيني - صولجان الذئاب...أو إذا متّ سأشرب وحدي














المزيد.....

صولجان الذئاب...أو إذا متّ سأشرب وحدي


فتحي المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 14:11
المحور: الادب والفن
    


صولجان الذئاب...أو إذا متّ سأشرب وحدي

وأشرب وحدي
لأنّ المدينةَ خاليةٌ من دمايْ
...
وأشرب وحدي
لأنّ الحدائق مقفرةٌ
من سمايْ
...
وأشرب وحدي
لأنّ جميع الذين يحبّونني
رحلوا
باتّجاهي
ولم يصلوا
بعدُ
كلُّ القطارات أرصفةٌ
للجلوس وحيداً،
على أهبةٍ
للظلام
....
وأشرب وحدي
لأبقى وحيداً
قرنفلةً لا تملّ الوقوفَ
على حافة القلبِ
تسألهم
عن غيوم المساءِ
إذا وصلت
ومنْ
سيموت سُدىً ؟
هرماً
أو غلام
...
وأشرب وحدي
لأمسحَ أشلاءَ روحي بكفّي
وأدخلَ في ساحة القلبِ
ملتحفاً
دمعتين
من السنديان
...
وأشرب وحدي
لأنّ أبي
صادروا قلبه
ورموه
بكلّ عيون المساءِ
على دمهم
كبكاء الشتاء على أقحوان
...
وأشرب وحدي
لـأنّ المكان نحيلٌ
وكُحل البلابلِ
يرقص في الروح
يسألني
أن نموت سريعا بلا ذاكره
تكفّننا قبلتان
...
وأشرب وحدي
أكدّس في القلبِ
ألفَ قتيل جديد
وعشرين جنّه
ونصفَ جحيمٍ
ومليونَ عام
...
وأشرب وحدي
وأصبر عن بعض نفسي
وأرسلها
كي تنام بعيدا
عن الأوسمه
لن يكون هناك أمان
لأوجاعنا
لن يكون فطام
.....
وأشرب وحدي
لأصغرَ عنّي
وأكبرَ عنكم
وأمسح دمع الغيوم
بأعينكم
وأنام
...
وأشرب وحدي
على ظمأ
للقاء الحقول التي يبست
في دماي
لأحضنها
حجراً من حنان
...
وأشرب وحدي
لأجمع أعمارَ روحي
أبذّر كلّ خلودي
عليّ
وأمضي كما بسمات الثلوج
بلا زمن أو مكان
...
وأشرب وحدي
لأنّ شهيداً يمزّق غيماً
إلى مسجدين
ويسألنا: كيف متنا
سريعا
ولم نتذكّر
عيون المكان ؟
...
وأشرب وحدي
لأنّ الخمور الجديدةَ
منفيّةٌ في تفاصيل أغنيةٍ
تاه عنها اللسان
...
وأشرب وحدي
لأنّي رذاذٌ من الروحِ
تحملني الريح أنحاءَ شتّى
من القلبِ
كيف أعود إليّ
بلا نرجس
كبقايا المساء
على أقحوان ؟
...
وأشرب وحدي
لأفتح لليلِ
كلَّ مساجد قلبي
وأسكنها
واحداً
واحداً
وأشرب وحدي
لأطلق خُطّافَ قلبي
إليكم
بلا ساجدين
ولا صولجان
...
وأشرب وحدي
لأُلقي جذوريَ في كلّ شبر
من الروح
يا بلداً
من ضباب وعنبرْ
...تكثّرتُ من دون جدوى
...تفرّدت من دون جدوى
تأخّر فيّ المساءُ
عن الغيم
تاهت قواريرُ روحي
عن المرحله
...
وأشرب وحدي
حليب الحرام
...
وأشرب وحدي
لأنثر روحي بكاءً
على سنبله
نسيتها المحاريث
تحت لحاف العظام
....
وأشرب وحدي
لأنّ الشمال حزينٌ
على خطوتين من النهرِ
ضاعت مودّته
في الطريق إليكم
كأوسمة من دخان
...
وأشرب وحدي
لأنّ الحكومات ترمقني
في زجاج النهار
لكي لا أموت
بلا أوسمه
...
وأشرب وحدي
لأنجو
من الخطبة الرابعه
وأدرك
نومَ الضحى
في دمائيَ
بلا بوصله
....
وأشرب وحدي
لأنّ أراجيز قلبي
معطّلةٌ
والرحيلَ بعيدٌ
ولونَ السفرجل يسرق منّي
القصيده
بدون اعتذار
...
وأشرب وحدي
أحاول أن أفصل الروحَ
عن ظلّها
وأدخل في القلب
دون انتظار
...
وأشرب وحدي
لأنّ الدولْ
توزّع حزن الجياع
على الأغنياء
وتخنق صوت بلابلهم في بكاء
الطريق
وتوصي ضفادعهم بالغناء
...
وأشرب وحدي
لأنّ الغمام يشرّد رعدَ
الأعاصيرِ
يطرده خارجاً
كي ينام قليلا
عن الحزن في دمنا
كي يصلي
على صولجان
...
وأشرب وحدي
وأجلس في قفص الروح
أرقبهم
يعزفون على موتكَ
المنتظرْ
يشربون المدى
كي تظلّ وحيدا
كصمت الضحى
في النهار القليل
إذا متّ
جاؤوا بكلّ السماواتِ
يحتفلون
بأنّك أكثر منك
وأنّك شكل المدينه
وأنّك شعبٌ تعثّر قبل الأوان

.......................
إذا متّ
قالوا: لنا دمه
وكلّ الطريق إلى القلبِ
كلّ الخلود لنا،

إذا عشت
قالوا: رياحٌ حزينه
وذئبٌ على قلقٍ
لا نحبّ الذئاب على قلقٍ
في المدينه !



#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المركزيون...أو في المواطنة المشطّة
- الأنا الأخير...في الشرق
- الكينونة تتكلم العربية أو هيدغر في زماننا
- الحاكم الهووي أو الثورة في الوقت الضائع......
- كيف يكون إيمان الأحرار ؟
- هل يحمي القانون من لا يؤمن به ؟
- نهود لامبيدوزا... تعلق في شباك الروح
- حوار خاص مع الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني
- الفلسفة استثناء تأسيسي...لوعي آخر
- إعلان تونس من أجل الفلسفة.....قبل الثورة وبعدها
- تأويلية آبل...أو الجمع الهرمينوطيقي بين هيدغر وفتغنشتاين
- استشارات كانطية : الرجاء والوهم أو كيف تكون سعيدا بوسائل بشر ...
- استشارات كانطية - التعالي الحرّ أو في -الحرية الموجبة-
- استشارات كانطية - الرجاء الديني والكرامة الإنسانية
- لا هوية إلاّ الخيام...أو ماذا يفعل المعتصمون بالوطن ؟
- استشارة كانطية - الاحترام والقداسة : وحدها الشخصية الإنسانية ...
- العادل لم يعد إماما....أو من أساء إلى الإسلام ؟
- الربيع غيّر عنوانه......
- الضحك خارج القدر...في انتظار الوطن
- الكوجيطو المكسور...في عيادة ريكور


المزيد.....




- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين
- صلاح الدين 25 .. متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 25 م ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي المسكيني - صولجان الذئاب...أو إذا متّ سأشرب وحدي