أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحال إغرم - سكان جماعة أم الربيع بمريرت تحت رحمة النهب والاغتصاب















المزيد.....

سكان جماعة أم الربيع بمريرت تحت رحمة النهب والاغتصاب


رحال إغرم

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يبدو أن الشك سينتابك أبدا، وأنت ذاهب إلى عمق الأطلس المتوسط، بأن الجو والطبيعة هناك يمتلكان من الخصائص الجمالية ما يمكن أن يفتن ويستهوي كل عابر منها. فالطبيعة لا زالت بكرا تتشدق بمفاتنها الجغرافية والتضاريسية وتتباهى بمنابعها المتدفقة مياهها عبر الزمن والعابرة بأخاديدها ووديانها لكل بلاد المغرب، إنها تشكل في حقيقة الأمر القلب النابض للمجتمع المغربي الذي ينفث على الدوام نفحات الحياء في نفوس أبناء هذا الوطن ككل.
غير أن الريبة والدهشة سيداهمانك بكل تأكيد ما أن تلتقط أذنيك وأحاسيسك عامة أخبار قاطني هذا الربع من الأرض، فتعددها وتشابكها وغرابتها سيدفعانك إلى السفر بعيدا بخيالك في مغامرات متعددة أبطالها سياسيون ومثقفون وموظفون وإداريون على خشبة مسرح الجماعة القروية أم الربيع بكل مكوناتها الإدارية والمؤسساتية، بينما الضحايا الذين يستمد منهم هؤلاء بطولاتهم ونجوميتهم ليسوا سوى سكان المنطقة وفلذات أكبادهم وثرواتهم وأراضيهم المغتصبة في تواطؤ وصمت مريع داخل الأوكار المظلمة للهرم المؤسساتي القائم على الشؤون العامة للمنطقة.
إن فضيحة ما يعرف ب: رئيس جماعة أم الربيع و6 مستشاريه. لا زالت أصداؤها لم تخمد بعد، بعدما هزت الرأي العام المحلي والوطني نظرا لارتباطها الوثيق بالفساد والارتشاء ونهب المال العام وثروات سكان مغبونين لا يحوزون كرأسمال سوى الفقر واليأس والبؤس والحرمان، حيث شكل تعاطي القضاء المغربي مع هذه النازلة درسا نموذجيا للقضاء النزيه الذي يروم القيمين على الشأن العام بالمغرب إلى ترسيخه وتثبيته كمشنقة لا تتصيد سوى البؤساء والبسطاء منزوعي السلاح.
فالحكم على السبعة أعلاه بالبراءة وإعادتهم إلى مناصبهم من قبل محكمة الاستئناف بمكناس، بعدما ثبت في حقهم كل المنسوب إليهم خلال أطوار وأشواط البحث والاستنطاق بردهات المحكمة الابتدائية بخنيفرة، إنما أريد من ذلك، في حقيقة الأمر، تزكية وإباحة الفساد والنهب وحماية المفسدين وذوي النفوذ الذين ينادي الشعب المغربي بالقضاء عليهم، ومن ثمة إعادة الأذهان إلى الماضي المجيد للبشاوات والقواد والشيوخ والمقدمين وأصحاب النفوذ بالمغرب.
ذلك أنه حينما نُهب المال جرجرت الحمير بأعالي الجبال نهيق الغيث والمحاسبة امتد بعيدا إلى كل ربوع البلاد، وقوبل داخل مؤسسات السلطة والعدل المغربية بشن تحركات واسعة النطاق في صفوف الكلاب والذئاب المرابطة بمسرح الجريمة لنبذ كل أشكال العداء فيما بينها بهدف الالتحام والاصطفاف جميعا على مائدة واحدة ليس للتفاوض حول حيثيات هذه القضية فحسب، وإنما لقيام العدل بالقسط والميزان بينها بشكل هادئ بعيدا عن كل الخصومات والتشنجات التي توقظ الحمير من سباتها، وهكذا وُشح هؤلاء بأوسمة البراءة والتنويه بالجرائم التي اقترفوها ثم تُـليت بقرارات التشجيع على النهب والرشوة المتعمدين مع سبق الإصرار والترصد، إنهما كانا عونا وسندا للفاسدين والمرتشين في كل الصعاب والمحن وضمانة لهم في الانتخابات المقبلة.
وحتى يتأكد العزم، أي نهب المال العام واستغلال السكان وتذليلهم وتركعهم، الذي يرومه هؤلاء المسئولين، طفت إلى السطح فضيحة بل جريمة ثانية أكثر بشاعة من ذي قبل ويتعلق الأمر بالتحرش الجنسي واغتصاب فتيات في عمر الزهور بأروقة مؤسسة تعليمية داخل المجال الترابي لنفس الجماعة وبطلها هذه المرة رجل تربية وحارس عام الداخلية (دار الطالبة) بهذه المؤسسة التعليمية، بينما ضحاياه لم يكن سوى تلميذات ينحدرن من المناطق الجبلية المحيطة، دفعت بهن قسوة الطبيعة وعسر الظروف الاجتماعية والمعيشية من جهة والبحث عن منافذ آمنة للارتقاء الاجتماعي والإفلات من براثين الجهل والفقر من جهة ثانية، إلى توطين زنازين شبه سكنية تحمل اسم الداخلية بهذه المؤسسة، والتي ليست في حقيقة الأمر سوى براكات أو مخابئ، أعدها العمال الصينيون من قبل، لتخزين المواد الأساسية التي كانوا يحتاجونها في عملية بناء سد تنفنيت على نهر أم الربيع، دون علمهن وأوليائهن بأن هذه الأوكار تحوي في غياهبها وحوشا آدمية تتسكع وتهرول لنهش أجسادهن الفتية.
هذا إذن ما فطنت إليه عبقرية مسئولي هذه الجماعة إلى تقديمه مشروعا نموذجيا للرفع من شأن المنطقة وفك عزلتها، في الوقت الذي تفتقد فيه كل المنطقة الواقعة تحت نفوذ هذه الجماعة إلى أدنى المقومات الضرورية للحياة من انعدام الطرق المعبدة والمرافق الصحية والمدارس والكهرباء والمياه الصالحة للشرب، فكيف تنبأت بالمقابل بنجاح مثل هذا المشروع في منطقة خالية من السكان لا يجاورها سوى واد أم الربيع من جهة وجبال شاهقة من جهة أخرى؟
ما هي الإجراءات المتخذة من أجل سلامة وأمن هؤلاء النازلات بهذه المؤسسة الواقعة في هذا القفار الخالي من السكان؟
مَن أذن لهذا الوحش الذكر أن يكون مسئولا على مراقد خاصة بالفتيات ؟ ألا يعد الإقدام على هذا الإجراء جريمة تستحق العقاب؟
كيف شُرع ذلك الأمر الذي لا وجود له ولا تقبله كل الضمائر الحية حتى في السجون؟ أليس ذاك عملية إجرامية منظمة تستهدف هتك عرض المنطقة ككل وضربها في عمقها النفسي والكياني؟
إنها، بدون شك، الهدية الكبرى التي قدمتها الجماعة كنصيب لأبناء المنطقة، من إجمالي الأموال التي ضخت في صندوق الجماعة وجيوب مسئوليها مقابل تشييد مشروع السد هناك، بهدف تشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي.
إنه الجزاء الذي ارتأى هؤلاء المنتخبون تقديمه إلى المحليين لثقتهم العمياء فيهم وتنصيبهم لنهب ممتلكاتهم وخيراتهم.
إنه رسالة بليغة على مدى الغطرسة والتهجم الفاضح والانتهاك الصارخ لحرمة الأهالي بهدف تكميم أفواههم وردع كل طموحاتهم والإبقاء عليهم حيث هم كائنين في غياهب الجهل والحرمان.
إنه الحصن المنيع لشل قدراتهم الذاتية والموضوعية الرامية إلى النضج الاجتماعي والسياسي الذي من شأنه تعبيد الطريق أمامهم للإنعتاق من ظلال الأسياد إلى دفئ أشعة الشمس الذهبية.
تتناغم الطبيعة والمجتمع إذن بالأطلس المتوسط على إيقاع تناقض حاد، يسعى من خلاله هذا الأخير إلى إضفاء القبح والبشاعة على جمال الطبيعة الخلابة وصدرها الفسيح والرحب في شبه عملية ممنهجة للانتقام من جغرافيتها، التي تعبق بالحياة وتملأ النفوس راحة وهدوء، عبر استنزاف ثرواتها وتطويع أبنائها والزج بهم بعيدا خارج مدار الحياة أي أمواتا على قيد الحياة تحت سطوة الفقر والجهل والخصومات والنزاعات المدمرة للذات. ليبق السؤال الأخير يحوم حول كيفية تعاطي الجماعة القروية أم الربيع باعتبارها المشرف على هذه المؤسسة أولا، والنيابة الاقليمية للتعليم باعتبارها السلطة الوصية إقليميا على التعليم ثانيا مع هذه النازلة، وهل ستطال يد القضاء كل من ساهم من قريب أو بعيد في اقتراف هذه الجريمة الشنعاء؟ أم أن الجميع سيتواطئ على الكتمان والانطواء بعيدا عن الشمس، ويُتوج الجناة بأكاليل الشجاعة والنصر المريب؟



#رحال_إغرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت ظلال الأرز الأطلسي
- نيابة الحاجب : ثانوية يعقوب المنصور الاعدادية بأكوراي على صف ...
- المغرب: علي بابا وفوضى -الانتخاب، الاستفتاء-
- جمعية تيسوراف للتعاون والتنمية بمريرت: العمل الجمعوي، القانو ...
- حركة 20 فبراير فرع مكناس تقاطع دستور الترهيب


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحال إغرم - سكان جماعة أم الربيع بمريرت تحت رحمة النهب والاغتصاب