أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد صلال - الفطام السياسي














المزيد.....

الفطام السياسي


سعد صلال

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان جميع الثورات في التاريخ قد قامت على اساس بسيط للغاية هو تحطيم النظام القديم كـ ( هدف ) وليس كـ ( وسيلة ) لمرحلة ما بعد ذاك ، ودون وجود نظرية ناضجة لعملية البناء التالية ، رغم كل جهود القادة الثوريين باعطاء الانطباع بذلك والسبب هو ان ( الايقاع ) الذي تبنته الثورة كان من السرعة العالية لكي يفي بالهدف الثوري ما لم تستطع بعد انهيار النظام القديم فرملته للبدء بعملية رفع الانقاض والتخطيط للبناء المنطقي المتسلسل على اسس ( علمية الجدوى ) الى درجة ان هذه السرعة نفسها التي كان الثوار يقودون بها العربة الثورية هي السرعة ذاتها التي سوف تسحقهم بعجلاتها اذا ما حاولوا الترجل .. وليس المشكلة بهؤلاء الثوار ولا باحتمال تحضير ( نظرية بناء ) بل بالشعب نفسه ، الشعب الذي لا يتبع العربة الثورية فحسب بل يدفع بها دفعا هستيريا من اجل الخلاص من النظام التعسفي السابق وحالما يقف الشعب على اطلال النظام السابق ، لا يستطيع ان يتفهم بسهولة تقليص هذه السرعة او التأني من اجل اعادة النظر بـ ( مجمل آلية التغير ) ولهذا فان الربيع العربي نموذجا لذلك .
ان الشعب ، اي شعب اذا اريد له النجاح بعد الفشل فيجب القيام بذلك على طريقة السلالم ( سلمة سلمة ) صعودا وليس خطوة خطوة كما قد يعتقد البعض فذلك اتجاه افقي وليس نموذجا للتصاعد البناء في مضمار خدمة الشعوب المغلوب على امرها والسبب هو ان الشعب غير مستعد لقبول حتى المفاهيم الجيدة من العقلية السياسية ، فلقد تعود الحياة الخاصة به واذا ما اريد له ان يتحرر فعلينا احترام ظرفه السابق وابقاؤه مؤقتا تحت طائلة ( الفحص الحضاري الشامل ) دون المبالغة الطموحة بتطبيق نظريات كبيرة على عقليته الجديدة مثل التطبيق الديمقراطي بعد انيهار الانظمة الشمولية ، فالشعب كالطفل العزيز على النفس ، واذا اريد له ان ينمو بسرعة بدفعه لوليمة دسمة دفعة واحدة وهي فكرة حسنة بمظهرها السطحي فان ذلك قد يسبب له المرض اكثر من الصحة مهما كانت النوايا سليمة ..
ان الشعوب المتحررة من الانظمة الشمولية القاسية ليست مستعدة تماما لقبول الديمقراطية ، كبيرة السن ، عليه ما لم تعط له بجرعات قليلة وتدريجيا عبر سقوف زمنية كفيلة بان لا تؤدي به للارتباك ولا لسوء الهضم السياسي والا فانه قد يضطر نفس هذا الشعب ان يندم على ما قام به وان يستحضر ايامه الخوالي عندما كان النظام التعسفي سائدا ولكن دون اضطرابات بل قد ينقلب على ثواره ، فاذا لم يكن هناك قانون فهناك نظام على الاقل اما اذا جاءت الانظمة الثورية بما هو جديد تماما وسريع تماما فانها سوف تعيش بلا قانون ولا نظام خاصة اذا اختلط الحابل بالنابل وتفككت عرى العقد السياسي بين هذا الشعب السعيد بحريته والمنطلق بلا ضوابط نفسية وبين النخبة المؤهلة لقيادته وعندها يصبح الشعب هو الدولة والدولة هي الشعب ويصبح الوطن مستشفى عملاق لذوي العاهات الاجرامية ويقع الجميع في وحل ( الذهان السياسي ) الذي لا يغسله الا الدم لسوء الحظ .. ولهذا فان من الواجب القبول بنظرية ( التحفظ السياسي ) باعادة بناء عقلية المواطن المتحرر اولا قبل اعادة بناء الوطن ثانيا من خلال فطام عقلاني منطقي التسلسل للشعب نفسه كما هو حال التطور الطبيعي للطفل من الفطام الى الطفولة الى المراهقة الى الشباب وهكذا .. دون الزج بـ ( الديمقراطية ) كمفهوم اجتماعي اولا وسياسي ثانيا ، بلغ من النضج سنا اكبر حتى من مراهقة الشعب فكيف وهو لم يزل في مرحلة الطفولة بل ربما الطفولة المبكرة .. ؟
الشعوب ليست سيئة ولا الديمقراطية حسنة بل ان ظرف الطرفين لا يسمح بالتطابق وبما ان الشعب لا يفصل على الديمقراطية فعلى الديمقراطية ومشرعيها ومنفذيها ان يفصلوها قياسا ( متناميا ) مع الشعب النامي بدوره ضمن حدود عمره التاريخي ..لا اقل ولا اكثر كأية معادلة علمية ..



#سعد_صلال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقد السياسي
- مثلث ، الشعب ، الدولة ، العقد السياسي
- الا نانية اخلاق النبلاء
- مشروع الوسط المحافظ


المزيد.....




- مسلسل -Scrubs- يعود بنجومه الأصليين
- بحضور الشرع.. سوريا توقع اتفاقية -امتياز- مع موانئ دبي العال ...
- ماذا قال نتنياهو عن موقف -حماس- من صفقة وقف إطلاق النار والر ...
- -حنظلة- تشق طريقها من صقلية إلى غزة.. محاولة جديدة لكسر الحص ...
- عقيدة بيغن: -حق إسرائيل في أن تملك وحدها السلاح النووي-
- الاتحاد الأوروبي يطالب بـ -حلٍّ عادل- في قضية الرسوم الجمركي ...
- ألمانيا: 300 كيلوغرام من الكبتاغون في محل بيع خضروات
- مارايكه ماير.. اسم نسائي لامع في سباقات الأربعة جياد
- روسيا تعلن السيطرة على بلدتين بدونيتسك وزيلينسكي يدعو الغرب ...
- إعادة فتح الحدود بين أوغندا والكونغو تثير جدلا بشأن تمويل ال ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد صلال - الفطام السياسي