أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد صلال - مشروع الوسط المحافظ















المزيد.....


مشروع الوسط المحافظ


سعد صلال

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 13:39
المحور: الادب والفن
    


مشروع الوسط المحافظ :
الوسط المحافظ مشروع انساني شامل ، يرتبط بعميق النفس الانسانية قبل ان يكون مفردة سياسية .
انه محاولة لتشذيب العاطفة البشرية نحو رقي منظم من التربية التي تستلزم منه الارتفاع دون اسراف او ضغط ليكون الانسان انسانا بمعنى الكلمة قدر الامكان فان ذلك صعبا عليه فليحاول ، وان كان صعبا عليه فليحاول ثانية لان اليأس معناه العودة الى الحيونة بحكم الماكنة الاستهلاكية الاباحية الهائلة التي يتعرض لها يوميا مع التقدم التقني والتخلف الاخلاقي .
انه مشروع شخصي للغاية قبل ان يكون اجتماعيا شاملا والسبب هو انه لمصلحة الانسان الفرد اولا قبل ان يتطرق الى العلاقة التي تربطه بالاخرين مهما كانت مكانتهم بنفسه ، فالمستهدف الاول بالخير في هذا المشروع هو الانسان الفرد نفسه وما يحمله من تراث من الغث والسمين .. من السئ والحسن .. من اللوثة والنظافة فاذا كان الامر كذلك فلماذا لا يحاول ان يرفع من روحه الغالية اوساخها وان يحاول على الاقل ان يطهرها بنفسه علما بان ذلك سوف لن يكون محل مناقشة من قبل الاخرين خشية الاحراج وسوف لن يكون من القسوة ما يجعله مطبقا لقوانين الرفعة الاخلاقية بجرة قلم ولا بين ليلة وضحاها بل البداية المتواضعة والتدريج والتصاعد البطئ دون المبالغة بطموح فوق طاقته ..
انها محاولة فقط .. ولكن يجب ان تستمر مهما كانت بسيطة فالمحيط الهادئ الهائل على الكرة الارضية ، ليس اكثر من مجموع عدد معين من قطرات ماء .. لا اقل ولا اكثر ..
ان سباق التسلح النفسي الذي يعيشه الانسان الان في عالم اليوم وخاصة في العراق بمضمار الانتعاش المالي الخاص به شخصيا وبعائلته ومستقبله تحت ضغط العجلة الحضارية والتقدم التقني السريع بعدد السلع الاستهلاكية اضافة للشبكة الخرافية من سرعة ايصال المعلومة بين جهات العالم الاربعة قد قفز بحافر الغيرة الشخصية من قبل أي منا لان يلهث نحو ما لدى غيره من هذه الفاتورة الاستهلاكية مقرونة بالتحلل الاخلاقي التدريجي الذي بدأ معه الفرد بالارتباط بقانون الدولة عموديا ، على حساب العلاقة الافقية باخوانه من عائلته واحبابه وشعبه طالما ان هذا القانون يستطيع ان يوفر لها الحماية الامنية والرعاية الاقتصادية اللذان يوفران له بدورهما ، المتعة والسفر والاستهلاك فكان بذلك منشغلا بهذا السباق مع اخوانه بنفس المجتمع بل احيانا بنفس العائلة اكثر من ان ينشغل بالمنظومة الاخلاقية الخاصة به والتي يتعامل من خلالها مع سواه ، حتى لو كانوا قريبي الصلة منه نسبا او حسبا ..
لقد تحول الانسان العراقي ، طالما هو محل حديثنا الان الى لاعب اساسي في فريق المعاصرة الاستهلاكية على حساب المعاصرة الاخلاقية ..
لقد اصبح النجاح بالنسبة له هو المال اولا ، طالما انه القوة الاولى بهذا العالم علما بان المال احد مفردات القوة وليس القوة الاولى في تاريخ البشرية الاخلاقي .. وبما ان المال هو الرب الواقعي للانسان المعاصر ليليه مباشرة السلطة باي شكل من اشكالها ، وهكذا هي التربية التي يكرسها الاعلام والتعليم والتربية والعولمة وحتى الاسرة ورب الاسرة احيانا لسوء الحظ ، فان الناتج هو الانسان الحيوان اخلاقيا الذي لا يقاوم الذات في خيرها بل يقاوم الخير في ذاته ..
ان مشروع الوسط المحافظ دعوة طوعية هادئة ، شخصية مهذبة لاي منا ان يتنبه لموقعه من الجغرافية الاخلاقية المعاصرة بالضبط ، وان يعرف مكانه تماما من خارطة العقائد المتطرفة التي تجعله لاهثا مزمنا خلف الاقتصاد الاستهلاكي باعتباره نجاحا اجتماعيا وبخدمة مشروع سائد اسمه ( ابتذال بلا حدود ) او خلف تطرف عقائدي ديني لم يرتضه حتى الرسل والانبياء ، فلا افراط ولا تفريط ولا تقديس شعيرة على حساب عقيدة ولا وثنية جديدة لطقوس دينية او مذهبية او دنيوية ملحدة .. على حساب السؤدد السامي للايمان النقي الذي جاء به هؤلاء الرسل والانبياء والمصلحون في جميع مراحل التاريخ ..
نحن لسنا تلاميذا نجباء لهؤلاء الرسل والانبياء والمصلحين حتى الان ما لم نعرف بالضبط ماذا ارادون في اعمق اعماقهم دون قشور تعلقنا به دون لب ..
انها اذن الدعوة لصالون الذات المنفردة التي تراجع ذاتها بصراحة وشجاعة وتصميم على اعادة ترتيب الاثاث الاخلاقي لاي منا .
انها وقفة .. وربما هي الوقفة الاكثر خطورة بتاريخ أي منا علما بان ذلك لا يدعو للتردد او الخوف ، فالبقاء لمن شاء بعد هذه الوقفة ان يكون كما يريد ان يكون ، مسألة شخصية للغاية ولا لاحد على احد وصاية سوى محاولة الاقناع ، فان فشلت فلا بأس ..
انها محاولة لا اكثر ولا اقل ..
ليس من حقي ولا احدا سواي ان يطالب الناس فوق طاقتهم ، ولكن من واجبي قبول رفضهم ان كنت على خطأ ..
ان مشروع الوسط المحافظ هو الاعتدال والتسامح بالخطاب والمحادثة والاستماع الجيد قبل الحديث الجيد وقبول النصح قبل عرض النصح والاهتمام باصلاح الذات قبل طرحه الاخرين خشية ان يكون المتحدث اولى باصلاح ذاته فكيف يكون له ما اراد لسواه وهو اجدى له اولا ؟
انه مشروع الرمادية الملتزمة عن دراية وسبق اصرار بان المبالغة عموما ، اخطر من الاعتدال وان نتائجها ليست محمودة على العموم ، كمبدأ تفاهم وفعل اخلاقي حتى قبل معرفة ما سوف نتفاهم عليه او ما سوف نفعله بتفاصيل حياتنا اليومية ..
اما المحافظة ، فهي ليست كما يعتقد البعض ، أي التمسك بنمط محدد من الاخلاق او المعايير الاخلاقية المتفق عليها سابقا ثم المضي بها الى اجل غير معلوم باعتبار ان ذلك هو المحافظة على الاخلاق بل ان هذا يعني بالضبط ، الرجوعية ، او الرجعية كما يطلق عليها البعض الاخر ...انها امر آخر ..
انها المحافظة على التطور الطبيعي للنمو الاخلاقي .
اما المقصود بذلك فهو ان التاريخ البشري ومنه الشعب العراقي يحمل مع تراكم الزمن كما معينا من الاخلاق التي تتطور هي الاخرى مع تطور الحضارة البشرية ، فما كان محرما يوما ما مثلا ، لم يعد كذلك او على الاقل قد خفت حدة تحريمه مع الزمن ، وما كان حلالا يوما قبل خفت حدة تحليله هو الاخر مع الزمن وبالتالي فان الناس ابناء الزمن باخلاقهم اكثر من ان يكونوا ابناء الاخلاق بازمانهم ..
اذن فالمفردة الاخلاقية بحد ذاتها ليست مهمة قدر الشريحة التاريخية التي تكون بها ، فمثلا سفور المرأة او التحاقها بالتعليم الاكاديمي او عملها خارج المنزل ، وكذا حال الرجل عندما لم يكن لديه من عمل اساسي الا القتال والدفاع عن القبيلة وما شابه فاذا تقدم الزمن تخلى هذا الرجل عن سلاحه وجلس خلف منضدة ، واصبح بجانب زميلته المرأة على منضدة قريبة منه بنفس الدائرة الوظيفية وهكذا فان المفردة الاخلاقية ( العمل بالنسبة للمرأة مثلا خارج المنزل ) ليست بحد ذاتها مهمة بقدر موقعها على سلم التاريخ .
والواقع انني هنا لست بصدد البحث عن هذه التفاصيل قدر اهتمامي بنقطة محددة هي ان المفردة الاخلاقية مهما كانت في المنظومة الاجتماعية عبارة عن كائن يتقدم بالسن مع الزمن .. وهي كذلك لبعض الظواهر الاجتماعية المستحدثة مثلا ، كارتداء السروال بالنسبة للمرأة مثلا ، باعتبارها مفردة اخلاقية حديثة الولادة قبل فترة قصيرة من الزمن ، ولكن بعد حين تتقدم هذه المفردة بالسن حتى تصبح ناضجة ثم قد تشيخ لتموت بعدها ، ثم لتنشئ سواها اما خلال حياتها او بعد وفاتها لتتعرض هي الاخرى لنفس دورة الحياة ..
اذن فالقاموس الاخلاقي الاجتماعي عبارة عن مجموعة مفردات تعيش حياتها من الولادة حتى الوفاة خلال الزمن ، وقد يطول عمر مفردة معينة الى عدة قرون وقد يقصر الى عدة سنوات فقط كما هو حال بعض الصرعات بالموضة مثلا .
أي ان العملية عبارة عن نمو طبيعي تمر به المفردة الاخلاقية ، وهذا ما اردت التركيز عليه بصورة خاصة .
ان البعض منا يحاول ان يوقف مفردة اخلاقية عند سن معين لتمسك بها باعتبارها مناسبة له على انها خالدة وهذا خطأ تطبيقي ، يضطر معه الناس للتحايل للعودة بها الى عمرها الحقيقي ، وهؤلاء هم الرجعيون او الرجوعيون ، والبعض الاخر يحاول ان يجعل من المفردة الاخلاقية الجيدة الطفلة ، سيدة باية طريقة كانت ، سباقين بها زمنها طموحا منهم برفعها فوق طاقتها الطبيعية بالنمو ليصدموا لاحقا بقلة نضجها عند اقرب محك ، ليصدموا هم ايضا بها ويخيب املهم بانفسهم قبل ان يخيب املهم بها ، وهؤلاء هم الطامحون فوق العادة او المتطرفون كما في حال الفكر الشيوعي بمرحلة الشيوعية او الحالمون بالطوباوية الاجتماعية حيث اعتبار الانسان مشروعا محتملا من النقاء الدائم لاقامة المدينة الفاضلة ..
ان مشروع الوسط المحافظ يعتمد ببساطة بعد هذا التمهيد على ( واقع ) الانسان مع مفرداته الاخلاقية ضمن الشريحة التاريخية التي يعيشها ، أي انه يحترم السن القانونية التي تكون عليها المفردة الاخلاقية في موقعها التاريخي ، فلا يعود بها للخلف حيث التخلف ولا يتقدم بها للامام حيث الاحلام الوردية ، فالحالين سيترتب عليها التحايل آجلا او عاجلا من قبل الناس باعتبارهما ليسا واقعيين ، ببساطة ..
الناس واقعيون عموما ، وهذا اقصى ما يستطيعون فعله امام اية عقيدة اخلاقية ، اللهم الا من النخبة القائمة على قمة الهرم الاخلاقي ( الارستو ) ، وهو على اية حال طموح مشروع مهما كان حجم تطبيقه الواقعي .
الوسط المحافظ يعني احترام التسلسل الطبيعي لحياة الاخلاق في المجتمع مع الاحتفاظ دائما بانظف ما في المفردة الاخلاقية في حينها ، وضمن تاريخ حياتها الواقعي وتحت شروط شريحتها المتراكمة مع الزمن .
انه احترام الحتمية الاخلاقية بالتطور الطبيعي .. وليس التوقف من جانب و لا الهرولة من جانب آخر .. انها المحافظة على السير الهادئ ضمن التاريخ الهادئ .
ان الحرية الكاملة في حقل الاخلاق الانسانية ، حيونة بكل ما في الكلمة من معنى ..
الحيوان وحده ما يمارس حريته الكاملة ، وكذا المجنون والطفل قبل الوعي الاخلاقي .. فاي انسان محترم يجب ان نكونه اذا كنا احرارا تماما باخلاقنا ؟
ان احترام النفس يستلزم شئ من اختزال هذه الحرية لكي تكون هذه النفس محتشمة جليلة .
ان الصوم النفسي ..
انها العبودية الشرعية الوحيدة التي يجب ان يكونها الانسان الانسان الحقيقي ، لكي يضحي احيانا حتى برغائبه وطلباته لكي يكون ساميا فوق تراهات الرعاع من طلاب المتعة باي ثمن حتى لو على حساب اخلاقهم ..
انني هنا لا اقصد عدم البحث عن المال او المتعة او الدنيويات بجميع اشكالها بل اقصد تماما البحث عنها مباشرة بعد البحث عن احترام الذات فاذا تحقق الاول لابأس من الثاني .. ولكن ليس العكس ..
الانسان ثمين باخلاقه الرفيعة اولا ، فاذا كان هناك ثانيا بعد اول.. فلا بأس باي امر آخر .. وبذلك يصبح السبيل مفتوحا امام الجميع لان يتمتعوا بحريتهم بعد اخلاقهم .. وليس قبلها ..

ان الشعب العراقي ، قد مل حياته حتى واصبح الامر السياسي بالنسبة له عبارة عن قضاء مكتوب على جبينه ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم منه ومن منتسبيه ، صغيرهم وكبيرهم ..
هذا هو الحال الواقعي بالنسبة للشعب العراقي عندما يلقي بنظره المتعب على هذا الكم الهائل من الساسة والسياسيين والبرامج والشعارات ، وكأن جميع ما في العالم المعاصر من سياسة قد تكثف فجاءة ليكون برنامجا اسطوريا من اجل خدمته .. فضاع عليه الاخضر واليابس .
انه شعب متعب من الاساس ، ولا يريد الا القدر المعقول من الصراحة و شئ من النزاهة وقليل من الحكمة واي قدر من احترام النفس لدى قياداته .. بعد ان يأس من المشاريع الحقيقية الطموحة ..
ان النظام السابق لم يترك الشعب العراقي محطما ببنيته التحتية من الناحية الطبيعية فحسب ، بل محطم النفسية ايضا ليصبح على سلبيته عموما ، فاقد الثقة بالاخرين وخاصة البرامج الجاهزة المستوردة التي فقدت مدة صلاحيتها ..
لقد فقد الثقة بالانتخابات ومجالس المحافظات والبرلمان والحكومة والقضاء والتشريع .. ولم يبق له الا الانتظار السلبي على امل محتمل ، ولو قدر لهذا الشعب ان يلملم اغراضه ويرحل ليترك الجمل بما حمل ، لفعل ذلك ..
ان امر مخجل بمعنى الكلمة .
ليس من العيب على الاطلاق ان تكون هذه الجهة السياسية او تلك على قدر من الشجاعة لتعترف باخطائها وليس مستعابا ان يقول احدنا ، انني اسف كنت احاول وفشلت بخدمة هذا الشعب ليكسب احترام الشعب نفسه ، وانا على يقين من ذلك .. بدلا من النفاق السياسي والخوف من الاعتراف بالفشل او على الاقل الاعتراف بان هناك من هو اقدر على خدمة الناس منه ..
جميعنا معصومون من الخطأ .. وجميعنا عل حق .. وجميعنا لا نتنازل ابدا عن مقصورة القيادة .. وعلى الشعب ان يعدل من نفسه هو ، ليتناسب مع اخطائنا وان يفصل نفسه على قدر قماشنا ..
انني اعتذر من هذه اللهجة الانفعالية .. ولكنه سياق الحديث نحو عاطفة صفراء .
لم يستقل أي مسؤول عن طيب خاطر .. ولم يتقدم احد يوما ما وهو بموقع المسؤولية ليعتذر عن سوء ادارته لموقع وظيفته ، ومع ذلك فان العراق وضمن سبع سنوات بعد سقوط النظام السابق لم يتخط حاجز عقلية النظام السابق الا قشورا ، باستثناء بعض الاستثناء ..
ان الشعب العراقي اكرم من ان لا يسامح معتذرا عن تقصير غير مقصود ، مهما كان واعف من ان يحاسب مخطئا بعمل ما في أي موقع قيادي اذا اعترف بذلك ، بل سوف يكون محل احترام الناس لصراحته وشجاعته وعلى الاقل احترامه العقلية الذكية للمواطن العراقي الذي اصبح في كثير من الاحيان اذكى من ساسته وقيادته حتى عل صعيد التحليل السياسي ..
فمن السذاجة الاعتقاد ان العراقيين ، بسطاء تحليل سذج تركيب ..
لقد خبرتهم عيوب قياداتهم ، وطحنتهم قسوة مسؤوليهم وعجنتهم حذلقة ساستهم ، وخبزتهم سذاجة منظريهم ولم يعد بالليل ما يدبر من امر ..
جميعهم تقريبا قادة ، فلا مبرر للتذاكي والاستخفاف بالناس وقدرتهم على فهم الظاهر والباطن من الشعارات السياسية .. ولولا انهم ملتزمون بلقمة عيشهم واحترامهم لانفسهم لكانوا اكفئ من الكثير من اعضاء البرلمان العراقي وقيادات الحكومة ..
من السهل ان يكون الانسان ( حراميا ) ولكن من المستحيل ان يكون محترما .. والناس تعرف تماما ما اعنيه الان .. !!
ومع ذلك فهناك المتناثر الشريف في هذه السوق ، ولكنه الصمت الخافت الذي يحتاج المعاضدة وعلى الناس ان يرفعوا هؤلاء القلة النخبة من المحترمين ليرتفع صوتهم وتتعزز وحدة كلمتهم ليبدأوا العمل الحقيقي الحرفي لمهنة السياسة ثم القيادة على اصولها التي يريدها الشعب العراقي والتي ترفع رأسه عاليا امام الامم الاخرى ، وقد كفاه خيبة امل ..
لقد تعرض الشعب العراقي للسلب والاهانة سابقا ، فلماذا يتعرض للسلب والاهانة ثانية ؟
والادهى من ذلك انه يعيش حالة طوارئ مستمرة ، بحرب لا ناقة له بها ولا جمل .. فمن غير المنطقي ان يتقاتل البعض على ارضه، بمواطنيه ، وكأنهم قطع من الشطرنج الدموي علما بان من يريد ذلك عليه بلا منة ولا فضل ان يختار موقعا اخر كارض حرام للقتال وان يختار جنود غير الشعب العراقي ليضحي بهم ..
يكفي الناس ما هم عليه وما كانوا به ، فلماذا هذا الشعب بالذات يجب ان يكون بوابة تارة واخرى منطقة القتل للارهاب العالمي وثالثة لتصفية حساب بعض من دول الجوار ورابعة لربح مالي سريع لبعض الكتل السياسية المحلية وخامسة لطموح غير شرعي لابناء الشوارع السياسية وسادسة وسابعة ..
من غير المعقول ان يكون العراق مختبرا وابناءه محل تجارب ..
يجب التوقف جديا عند هذه النقطة ومن غير العفة على الاطلاق المساهمة بذلك من قبل أي منا مهما كان موقعه متواضعا في هذا العراق ..
اننا لا نطالب على اقل تقدير الا بالحياد دون الانغماس بهذه الجريمة المنظمة ، فان كانت الشجاعة فالقول بذلك دون الاختلاف مع الدستور وقوانينه وضمن الطرح السلمي للمناقشة ..
بعد هذا يصح لنا القول ان الانتخابات ، مهما كانت ، هي خطوة سليمة رغم العثرات والعيوب على ان يتولى المرشحون وكتلهم وتياراتهم واحزابهم مسؤولية التحضر بالطرح الانتخابي لكي يكونوا قدوة امام الشعب بالاليات الاعلامية التي يسوقون بها افكارهم ومرشحيهم ، فاخلاقهم قبل انتخابهم .. وان يعتمدوا جميعا شارة الوطن العراقي ابا وسيدا ثم لهم كامل الحق كابناء له وليسوا آباءا عليه ان يطرحوا اختلاف وجهات نظرهم الشرعية بخدمة الناس ، وهذا حق .. فمن حق أي منا ان يقدم مشروعه بالطريقة التي يراها مناسبة لخدمة شعبة وعراقه علما بان ذلك لا ينفي على الاطلاق سلامة موقفهم باختلاف وجهات نظرهم وليس بالضرورة خطأ احدهم على حساب الاخر فمن اراد ان يرتفع امام الناس ، ليس من الاخلاق ان يوطئ سواه بل ان يرتفع بذاته ليجد بعد حين ان الاخرين دونه دون قصد منه ليسوا لانهم ادنى منه بل لانه اعلى منهم ..
ان مبدأ ( تصفية الاخر) يعني البقاء على الرابية ولكن السير قدما بالارتفاع يعني القمة ..
اما لماذا الاهتمام بالانتخابات بحد ذاتها بالنسبة للوسط المحافظ وكوادره ، فهو ان تتولى هذه النخبة الخيرة المسؤولية التطبيقية للفكر الوسطي المحافظ وان تمارس ما وعدت به من موقع مؤثر على ساحة الخدمة الشعبية اكثر مما لو انزوت هذه الكوادر تحت مظلة التنظير والتحليل فقط ..
على من يجب بنفسه القدرة ان يخدم ، عليه ان يرتدي بزة الخدمة وان يكون في موقع الخدمة وهذا هو الهدف من اية محالة تحسين الوضع الانتخابي لكادر الوسط المحافظ وعلى أي مستوى ممكن تشريعيا وقضائيا وحكوميا ..
على الاخلاق وكادرها بالوسط المحافظ بالذات ، ان يكونوا ضمن حدود ( الفعل ) الخدمي للسياسة وليس مجرد حدود ( القول ) الخائف للسياسة النظرية .. ولهذا فانه الواجب وليس الفضل من قبل أي من ابناء الوسط المحافظ ان يتقدموا خطوة كبيرة نحو الواقع ، فاما ان يكونوا مرشحين او ان يكونوا ناخبين وفي الحالين فانه الواجب الاخلاقي ، اما اذا تعرضوا لعدم الترشيح بسبب قلة الاصوات وما الى ذلك من معايير التقييم الانتخابي الخاصة بقانون المفوضية العليا للانتخابات فهذا لا يخصنا نحن بل يخص المفوضية ذاتها لانه بالنسبة لنا عبارة عن بداية نجاح ، لتتكرر المحاولة الثانية والثالثة وهكذا حتى يعلم الجميع باننا نستطيع ان نكون كما نريد دون ان نخسر قيمنا .
اننا نعلم اننا قلة ولكننا على حق .. ونعلم ان الناس لا تثق الا قليلا بنا وبغيرنا ومع ذلك فسوف نحاول وسوف لن نتغير وسوف لن نخسر انفسنا من حالة معينة اسمها ( انتخابات ) على حساب اخلاقنا ..
سوف يعلم الجميع بعد حين ليس بعيدا اننا عائلة حسب وليس بالضرورة عائلة نسب ، وان افراد هذه العائلة ليسوا من التهالك وليسوا من الالحاف .
وكما هو مشروع حديث العهد ، فانه قريب للاخطاء ايضا وان التأني عليه افضل من رفضه بالكامل دفعة واحدة .. اما عندما اقول لفظة كوادرنا ، فانا اقصدك انت بالذات اذا احببت ان تكون احدنا ، وليس لنا غيرك انت بالذات يا من تتفضل بقراءة هذه السطور ، فلا تتنصل عن مسؤولية قرارك وكن واضحا مع نفسك وليس بالضرورة ان تكون عضوا بتيار الوسط المحافظ ولا حتى ان تعلن تأييدك بل حتى ليس بالضرورة ان تصوت لاي من كوادر الوسط المحافظ باي مكان من العراق باية انتخابات فالمهم وهو هدف التيار الاساسي ان تكون انت على قدر من مسؤولية نفسك وان تربيها على الخير والقوة والاخلاق والوضوح المتحضر الذي لا يسبب احراجا ادبيا لاحد ، وبذلك تكون احدنا دون قصد منك ..



#سعد_صلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد صلال - مشروع الوسط المحافظ