خير أمة أخرجت للناس!!

علاء سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 14:07
المحور: كتابات ساخرة
    

خير أمة أخرجت للناس!!
في أي عصر كنا خير أمة اخرجت للناس؟؟ في عصر البداوة والجاهلية حينما كنا نمجد أنفسنا ونفخر على العالم بكوننا اميين ونمجد الإله لأنه خصنا بذلك؟ أم في عصر ملوك بني أمية؟ أم في عصر ملوك بني العباس أم في عصر الأيوبيين أو الفاطميين أو المماليك أو المغول والتتر أو الصليبيين أو الغزوة الاوروبية الشاملة ، أم في عصر المواجهة الكئيبة الرهيبة بين اسرائيل وبين عشرين دولة عربية ، أم في عصر الثورات العربية المتساقطة علينا حينما أصبح للعروبة كل شهر وأحيانا كل أسبوع ثورة ، وقد يصبح لها كل يوم ثورة!! ، أم في عصر النفط .. النفط العربي؟ نعم ، أم في عصر النفط العربي؟ ، هذا الإله (النفط العربي) الشرير المتآمر الذي جاء الى العرب هذا المجيء الضخم الجهير المثير العالمي لكي يعلن اعلانا عالميا كونيا عن مواهبهم ، لكي يرفع كل الأقنعة والسدود والروايات والجثث والمحاريب والمنابر والقبور عن مزاياهم الاخلاقية والعقلية والانسانية والحضارية .. لكي يفرغ قبور آبائهم من كل أمجادهم المدفونة معهم .. لكي يقرأهم على كل العالم قراءة دولية بكل لغات العالم ؟ نعم ، لقد قرأ النفط العربي ، العرب قراءة عالمية وترجمهم الى كل لغات العالم وفسرهم الى كل مذاهب كل العالم وفي محاريب كل العالم ..
نعم ، في أي هذه العصور والعهود كنا خير أمة أخرجت للناس؟ وفي أي مواهبنا وصفاتنا وتفاسيرنا نحن خير أمة أخرجت للناس؟ في ذكائنا أم في أخلاقنا أم في جمالنا وأجسادنا أم في قوتنا أم في حضارتنا ومعارفنا وابتكاراتنا .. في زعمائنا وحكامنا وقادتنا وعسكريينا ام في علمائنا وشعرائنا وفنانينا ومفكرينا ، أم في جماهيرنا .. في تهذيبنا وحبنا وصداقاتنا وعبقرية علاقاتنا بالاصدقاء والاعداء .. ام في تفوق الشموس والاقمار التي تعيش فوقنا على كل الشموس والنجوم التي التي تعيش فوق الاخرين .. ؟
في اي هذه نحن خير الامم ؟ كيف جرؤنا على ان ننزل على انفسنا وفي انفسنا مثل هذا التمجيد ؟ هل حدقنا في انفسنا قبل ان ننزل هذا النص في أنفسنا .. كيف نجرؤ على قراءة او كتابة هذا النص ، او على الاستمرار في قراءته وكتابته ؟ هل فكرنا في تفاسيره ؟ ألم نخف ان يسمعنا او يرانا العالم ونحن نكتبه ونقرؤه ؟ ألا نخشى ان يرانا او يعرفنا ويفهمنا ويفسرنا اي العالم بعد ان يسمعنا ويرانا نقرا ونكتب ونتلوا هذا النص في تمجيدنا لانفسنا ، بعد ان يعلم اننا نتلو هذا النص في صلواتنا واننا نؤمن به بل واننا نعلن ايماننا به على كل العالمين بزهو اعنف من زهو من صعدوا فوق القمر حين يعلنون خطوهم فوق جبينه ، كيف نسمح لمطابعنا بان تطبع هذه الأوراق او تلك المقالات التي فيها هذا القول؟ كيف لا نخاف أن يقرأه احفادنا القادمون او يقرأه العالم الأخر؟!!!

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل