أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساري جرادات - وطن على وتر














المزيد.....

وطن على وتر


ساري جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 15:30
المحور: الادب والفن
    


وطن على وتر
هو الوطن الذي لم يباع أو يشترى ، وهو الوطن الذي تنبأ في درس اخو شلن بقصر رام الثقافي بالحالة الفلسطينية فحدث ما كنا نخشاه ، لكننا لم نعمل على منعه ، حين صور الحالة الفلسطينية بالبطيخة التي يتم التهامها مقابل البقاء في السلطة إلى جزئيات وطالب القيادة المتفرجة عليه بان يتفضلوا بالشرح عنه أو الدفاع عن موقفهم ، لكنهم لم يحركوا سوى شفاههم فرحا وابتهاجا من الضحك ناسين أن الوطن سيبقى يلاحقهم حيثما جلسوا وحلوا .
وطن على وتر هو البرنامج الذي يشبه إلى الحد الكبير رسومات ناجي العلي ، وكلاهما عاش نفس الظروف والأوضاع ، وهو البرنامج أو المسلسل أو سموه ما شئتم ، الذي ضرب في العمق وفصل الحالة الفلسطينية بموضوعية ، وبموضوعية أخرى فهناك حزب اعترض عليه لأنه نقده أو مس قياداته وكأن ذلك الكفر بالقضية لم يحصل ولم تكن هناك أخطاء ولا ويجد لنا مطالب أو صوت ، ولم يخرج فلان لالتقاط الصور قرب جدار الفصل العنصري ثم سرعان ما يغادرون الموقع ، وكأن علان لم يشارك في تلك المظاهرة لأجل أن يشتم رائحة الغاز لزيادة رصيده الجماهيري وجلب استعطاف الناس ومحبتهم له ويقول أنا بين الجماهير .
وطن على وتر هو البرنامج الفلسطيني الخالي من الشوائب والميكروبات ، البرنامج السليم من سرطان التطبيع ، والنقي من الموبقات السبع ، وهنا للتاريخ يتوجب عليه التذكير باللقاء الذي جمع كاتب نصوص البرنامج واحد الممثلين الرئيسيين فيه السيد عماد الفراجين ، حيث التقى في احد مطاعم رام الله الشقراء بأحد الإسرائيليين الذي يعمل في إحدى المؤسسات الإسرائيلية وطلب من عماد اللاجئ الذي يسكن في شقة بالأجار ، عمل مسلسل فلسطيني إسرائيلي مشترك مقابل آبار من الشواقل والدولار ، فاخبره عماد انه لا يعمل إلا لفلسطين ولن يعمل مع الذي شرده من أرضه واعتقل جاره وقتل ابن شعبه وغادر الزمان والمكان تاركا لأصحاب الكروش المستديرة شهوة جمع المال والفنادق الخمس نجوم والسيارات الفارهة ، في الوقت الذي تسلم فيه لاجئ آخر يعمل في النفخ والتقرب من بيوت الوزراء والمتنفذين في السلطات جائزة تكريم من قبل مؤسسي تلك المؤسسة الذي طردته وهجرته من بيته في يافا واردته في الأسر ست سنوات مقابل مبلغ مالي ربما سيدفعه ذات مساء على صحته طلبا من الله المغفرة على العار الذي ألحقه بإنسانه ، كون تلك الأموال تصنف في خانة الخيانة مادام الجميع متفق أن التطبيع خيانة وليس وجهة نظر .
وطن على وتر يتربع على عرش المسلسلات العربية الكوميدية الأول في القاهرة ، رغم المنع والحظر والملاحقة والتهديد وشح الإمكانيات ، ولكنكم لا تعلمون أن هذا الوطن يضرب في العمق ويفصل ويشرح الحالة وينقلها ويتجول في الميادين الأكثر ملامسة لهموم الناس ومشاغلهم ، وطن منع لأنه طلب من قيادته وقف التبذير والنثريات وضخ البنزين في السيارات التي لا تعد أو تحصى ، وطن خرج علينا يوم باتت كل الأصوات تتناسى الهم الشعبي وتبتعد بوصلتها عن فلسطين مقابل حفنة غير مباركة من الدولارات ، وطن طلب من حكومتيه ومجلسه التشريعي بالرحيل كونه يتلقى أجورا ولا يقدم أي خدمة للوطن الأكبر منا جميعا ، ليكون منظر الحالة الفلسطينية المعاشة ، علينا تكريمه لا منعه وعقابه أو نعته وتوصيفه بأشد عبارات التجريح والسب والشتم .
لسيء الحظ أنني لم التقي بأحد من طاقم وطن على وتر ، لكنني اعلم أن أول حلقة لهم كلفتهم خمسة وأربعون شيقل ( 45 ) ، وتركوا مسارح فلسطينية ضخمة كانت رواتبهم فيها تتجاوز الأربعة آلاف دولار شهريا كون التمويل حاصر أصواتهم ، وفي هذا الأمر رسالة إلى كل المؤسسات التي تكدس أموالها في البنوك وتصرفها على ورشات العمل والتدريبات والدورات والبوسترات والسفريات ومؤتمرات السمر بأن ينتبهوا للبطالة التي تضرب قطاع الشباب والخريجين الذي يعدون بآلاف وأنا واحد منهم .
وطن على وتر الذي تجاوز عدد مشاهديه عبر قناته على اليوتيوب المليون ونصف مشاهد ، ومطالبة الحكومتين بوقفه ومنع بثه هو الدليل الأكبر على نجاحه .
[email protected]
ساري جرادات
صحفي فلسطيني



#ساري_جرادات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن على وتر


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساري جرادات - وطن على وتر