أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار عبد العليم - تجليات ديمقراطية إخوانية الجزء الثاني















المزيد.....

تجليات ديمقراطية إخوانية الجزء الثاني


مختار عبد العليم

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 11:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربما يعلم الكثير من شعوبنا العربية مما تعودوا عليه وألفوه حتى حفظوه عن ظهر قلب من آليات تزوير الاستفتاءات والانتخابات من مثل: ملء كشوف الناخبين بأسماء المتوفين والمهاجرين، حشو الصناديق باستمارات انتخابية جاهزة، رشوة الفقراء بالمال والطعام استغلالاً لفاقاتهم وحاجاتهم ليدلوا بأصواتهم كيفما يروق للمزورين، تبديل صناديق بصناديق بعد تسويدها، فرز الأصوات في الظلمة والظلام، تزييف إرادة الناخبين بأساليب ملتوية، الضغط على الناخبين بآلة القمع الأمنية، الاستمارة الانتخابية الدوارة وهكذا.
ووفق هذه المعايير الملوثة الخأونة المدلسة الراسخة في وعي أصحاب القيادات الخاوية التي تستند عليها دائماً في تمكينها من مقاليد الحكم ونظراً لضعفها وهشاشتها بدأت جماعة الإخوان المسلمين ألعاب المواءمات والمساومات واللف والدوران والخداع والكذب بصفقات مشبوهة حقيرة مع المجلس العسكري الذي ناهض الثوار منذ التاسع عشر من مارس 2011 وهو الموعد الذي نصب فيه هذا المجلس بالاشتراك مع هذه الجماعة فخ الثورة المضادة بالاستفتاء على بعض مواد دستور 71 مستخدماً تعطش ونهم هذه الجماعة لعمليات البيع والشراء والغش في الموازين؛ وذلك لعلم هذا المجلس المنصرم بقوة خبرتها التنظيمية لها وعبادة القائمين على تلك الجماعة بخسران الموازين وكفرهم بالقسط فيها؛ فدشنوا معاً بدء حلقات مسلسل اختطاف الكعكة المصرية في ثوبها الجديد بعد الثمانية عشر يوماً من الخامس والعشرين من يناير حتى الحادي عشر من فبراير من عام 2011؛ حيث قفزت تلك الجماعة المعيوبة على ظهر هذه الثورة المجيدة بعد مرور وقت من بدايتها عندما تيقنت من نفاذ رصيد الدكتاتور مبارك المخلوع واقتراب الشعب بثورته من النجاح وإزالة رأس ذلك النظام العار على جبين مصر والمصريين.
وعلى هذا النسق البذيئ اضطر الشعب المصري مؤخراً إلى خوض مرحلتين من الاستفتاء على مشروع دستور رقيع أعده بعض حفنة من إخوان الشياطين ليخدم مصالح هذه الجماعة الممسوخة من فكرة أزلية أممية لا علاقة لها قط بأي نظام قطري أو أقليمي منفصل بمصالحه ومقدراته عن الوهم المعشش في رؤوسهم وقلوبهم المريضة بقيام ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية لتنتهي حلقة أخرى من مسلسل الإخوان المسلمين الهزلي مع شديد الاعتذار لمصطلح الهزلية من الناحية الفنية الإبداعية؛ فهي في حقيقة الأمر مهزلة لا ترقى أبداً لمستوى الهزلية فقد استخدموا طريقة اللعب على الحبال باستعمالهم لمفهوم الديمقراطية حبلاً يلفونه حول عنق الشعب المصري محاولين خنق أنفاسه حتى لا يتفوه بعدم شرعية هذه الجماعة على أرض الواقع لأنها وحتى هذه اللحظة هي جماعة محذورة في نظر القانون ولم تُسوى أوضاعهم القانونية فعلاً.
غير أن الإخوان المسلمين لم يكتفوا بهذا القدر وغيره من الأدوات التقليدية في تزييف العمليات الانتخابية والاستفتائية منذ الاستفتاء على بعض مواد من الإعلان الدستوري والذي تفتق عن عبقرية سياسة المجلس العسكري المصري في التاسع عشر من مارس 2011 كما ألمحت من قبل مروراً بانتخابات مجلسي الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية ووصولااً إلى الاستفتاء على مشروع الدستور المصري في الخامس عشر من ديسمبر 2012؛ فقد أبدعوا إبداعاً عظيماً وأضافوا الترهيب والتدليس بشتى أنواعه ومن تلك التدليسات وعلى سبيل الأمثلة لا الحسر:
1 استخدام منابر المساجد في هداية الناس إلى نبوءاتهم الشريفة؛ فالمساجد ملك للمسلمين والإخوان يستخدمون أملاك المسلمين لصالح المسلمين بكل تأكيد، فهم يستبدلون المثل المعروف: " لا يحك جلدك مثل ظفرك" بلا يحك جلدك مثل الإخوان المسلمين وأما غير المسلمين فهم على المحك دائماً؛ فعندما يريدونهم في وقت من الأوقات كشركاء فهم إخوة لا محالة وعندما يريدونهم في تسخين الجو فهم نار الهشيم لا محالة. ما أعظم هذه الآلية الميكيافيلية البديعة! وما أفظعنا من أناس جاحدين!
2 مَن يخالف توجهاتهم فهو إلى النار بكل ثقة ووثوق؛ ففمن المؤكد ومما لا يدع مجال للشك أنهم هم الفاهمون الواصلون المتخطون لكل شائبة في طريق الوصول إلى رب العالمين فما أتقاهم وما أكفر غيرهم!!!
3 توزيع البركات والنفحات من أموال وإطعمة على الفقراء والمساكين فهم بالزوفة والجملة والكثرة التي تسمح لهم باكتساح المشهد الديمقراطي غير المسبوق؛ فما أكرمهم! وما أبخل غيرهم! وما أرحمهم بالناس وما إغلظ قلوب غيرهم!
4 خروج ميليشياتهم المسلحة إلى الشوارع ضد المجرمين الذين يعارضون شرع الله الذي يحمونه بتفويض خاص لهم لكي يعرف كل كافر بأنهم له بالمرصاد فعندما يصل إلى الصندوق يؤمن بأن الله حق. فما أشجعهم من مؤمنين وما أجبن غيرهم من زنادقة فاسقين خارجين على شرعية وكالتهم لحفظ أمن الله على الأرض.
5 امتلاكهم لناصية الإفتاء بكل ما هو حرام عندهم فهو الحرام وكل ما هو حلال عندهم فهو الحلال فإذن يكون من تمام حقهم إبعاد القضاء وتدميره، فلا عدل غيرهم ولذلك فهم الذين وضعوا الأستاذ والإداري والموظف موضع القاضي لإتمام عملية الاستفتاء على خير وجه. فما أعدلهم وما أظلم غيرهم وما أصلحهم وما أفسد غيرهم!
6 هم المؤمنون بأن العقل السليم في الجسم السليم ولذلك فهم يمارسون كل أنواع الرياضات القتالية والتنشيطية؛ لذا فهم وبخبرتهم الرياضية العظيمة كانوا يعطلون طوابير الاستفتاءا على مشروع الدستور باستخدامهم لعبة الطابور الطائر بحيث يتبادل رواد نعم للدستور أمكنتهم في مقدمة الطوابير فيخرج واحد أو واحدة ليحل في المكان آخرون لسد الطريق أمام تحريك الطوابير في بؤر انتخابية يعلمون تمام العلم أنها خارج كتلاتهم التصويتية وبعيد عن سيطرتهم؛ وكأنهم في إحدى المباريات الرياضية التي يضيع فيها اللاعبون الوقت ليمر دون فائدة على الفريق الخصم حتى يتململ الناس من إطالة وقفتهم لساعات فيتراجعون، كذا إغلاق أبواب بعض لجان الاستفتاء في نفس تلك البؤر قبل الموعد الرسمي المحدد فيما يتراوح ما بين ساعتين إلى خمس ساعات حتى لا تزيد لا الشيطانية. ما أبرعهم! وما أبله غيرهم! وما أقواهم وما أضعف غيرهم!
7 دخولهم إلى قلب اللجان للمراقبة والتوجيه بصفتهم الحاكمين المسؤولين عن كل شيء حتى لو كانوا طرف في المنافسة فهم الأدرى بخبايا الأمور والأحرص على مصالح الناس الأميين لينوبوا عنهم بوضع نعم التي يملكونها كصك لدخول الجنة والاستقرار فيها. فما أحنهم! وما أقسا غيرهم! وما أشفقهم! وما أغبا غيرهم!
8 إغراق بعض اللجان وخاصة الموجودة بالريف والقرى بالاستمارات الانتخابية غير الممهورة بالخاتم الرسمي ليقوموا هم بختمها بمعرفتهم وتوقيعها بنعم الجنة. فما أذكاهم! وما أغبى غيرهم!
9 تفريغ بعض الصناديق في أماكن غير رسمية مثل محلات السوبر ماركت؛ فكلها أرض الله وهم وحدهم الذين يملكون الأمر فيها. فما أدراهم وأعلمهم! وما أجهل غيرهم!
وبعد فهذه هي بعض نقاط تجليات الإخوان المسلمين والتي يريدونها راسخة كديمقراطية إسلامية من وجهة نظرهم بالطبع إذ سارت على هديها خطوات الاستفتاء على مشروع دستور مصر الجديد في مرحلتيه الأولى والثانية فلماذا يتضايق الإخوان من نجاحهم الباهر في التضليل والتعتيم وضياعهم لكل نقطة دم بذلها مواطن من أجل تحرير نفسه من أمراض العبودية والتخلف والانحطاط الإنساني وكل نقطة عرق بذلها مواطن في البحث عن روح لإرادته ليبعثها من جديد؟!!!!
وعلى كل حال فليس غريب على الدكتور محمد مرسي أن ينشرح صدره وتنفرج أساريره وهو يخطب خطاب عرش الإخوان بإعلانه المزيف كفعلتهم الاستفتائية الشنعاء نجاح الشعب الباهر في بدء عصر جديد منفتح على ديمقراطية إرشاد مرشد الإخوان!!! فهو مقتنع تمام الإقتناع أن مَن انتخبه من الشعب قد انتخبه ليرأس هذه الجماعة كصورة فارغة من المضمون يحركها أساطين تلك الجماعة من التجار والفجار باسم الدين والمتعدين على أعراض اللحمة الوطنية المصرية الشريفة؛ إلا أن هذا المشهد الممتلئ بالمسخرة والهبوط الفكري والإنساني البشع وهذا الرئيس وجماعته ومحركوه من رؤوس تنظيمهم غير القانوني يذكرني بمشهد مبارك المخلوع وهو يطلب من الشعب الثائر على دكتاتوريته بإمهاله إنهاء مدته التي يكفلها له الدستور ثم يحيل نفسه إلى التقاعد بعدها وإلا ستكون الفوضى الدائمة؛ حيث كان مبارك وأعوانه فقط هم المصدقون بأن دستورهم ما زال قائماً ولم يسقط بعد ها ها ها يا لها من خيبة خائبين!!! فما كان من الثوار في ذاك الوقت أن يرددوا ورائي حين وقفت في لحظة من اللحظات المجيدة على إحدى منصات الثورة وهتفت بهتاف ساخر رهيب أعجبني للغاية وأنا أرتجله في اللحظة المذكورة وردده عشرات الآلاف خلفي: " الدستور لفوه لفوه، وحطوه مطرح متحطوه"
وهكذا تعيد الأيام دورتها ويشيع الإخوان بحماقتهم عن دستورهم نفس ما كان يشيعه مبارك حول دستوره!! غير مصدقين أن اللعبة لن تبقى طويلاً لكنني أعيد بإعادة دورة الأيام غير مدعي بطولة لا سمح الله فأنا مثلي مثل غيري من العشرات والعشرات مما كانت تُتاح لهم الفرصة بكل ديمقراطية حقيقية في صدر أيام ثورتنا المجيدة للتعبير عن ما يشعر به ويحسه نحو وطنه ومواطنته وأقول بنفس الحماسة والصدق: "الدستور لفوه لفوه، وحطوه مطرح متحطوه".



#مختار_عبد_العليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات ديمقراطية إخوانية
- تحقيق.
- إخوان متلوّنون كاذبون .


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار عبد العليم - تجليات ديمقراطية إخوانية الجزء الثاني