أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - امير عزيز - غروب الاوثان..-نيتشه-















المزيد.....

غروب الاوثان..-نيتشه-


امير عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 21:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


-1-
في كل عصر كان الرجال الحكماء, الاكثر حكمه هم من خبروا الحياه بوصفها عناء رديّ, في كل مكان و دائما كانت افواههم تنطق بنفس الصوت..صوت ملئ بالشك..صوت ملئ بالاسي...بالمعاناه من الحياه..صوت ملئ بكل ماهو معاكس للحياه! حتي سقراط اذ قال عندما اقترب موته ,ان تحيا هو ان تكون مريضا لوقت طويل"انني مدين بفرخ لسفيور اسكليبوس"(1) حتي سقراط قد ناله منها ما يكفي فما الذي يثبته هذا الامر و ما الذي يشير اليه؟ سابقا كان المرء يقول ..و بصوت عال ..و عدميونا بالاساس(2)هنا و باي درجه من الدرجات فان شيئا ما حقيقي يطل براسه, ان توافق الرجال الحكماء لهو دليل علي صحه مقولتهم , فهل سنتحدث كذلك اليوم , هل يمكن ان نقول مثلهم؟! هنا و باي درجه من الدرجات فان شيئا ما مريض يطل براسه تلك هي استجابتنا! اذن فالمرء مضطر ان ينظر اليهم من قريب اولئك (الرجال الحكماء ) اكانوا عاجزين عن الوقوف علي قدمين اكثر من ذلك..هل كانوا معاقين ,مهزوزين ,سائرين في طور تحللهم و هل يتعين علي الحكمه ان تظهر علي سطح الارض كطائر خرافي تثيره رائحه النتن؟. 1- بحسب افلاطون فان كلمات سقراط الاخيره كانت ,انني مدين بفرخ لسفيور اسكليبوس فهل ستتذكر ان تدفع له الثمن؟ ان عدم سداد الدين بمثابه لعنه لم يعد ممكنا معها الشفاء من العله, عله الحياه و هنا يبدو سقراط و كانه يقول ان الحياه او حياته كانت مرضا طويلا. 2-بصفه خاصه اتباع شوبنهاور الذي كان نيتشه نفسه واحدا منهم في شبابه.
-2- تلك المعرفه الرسميه ان اولئك الرجال الحكماء هم نماذج تحلل تخللتني اكثر فاكثر عندما كانت اكثر الادعاءات المعلومه و غير المعلومه تقول بعكس ذلك , لقد عرّفت سقراط و افلاطون كاعراض موت , كعوامل تحلل في الجسد الاغريقي ..كاغريق كذبه ..كضد اغريق..(ميلاد التراجيديا 1872) رايت بوضوح اكثر فاكثر انهم كانوا منسجمين مع ما كانوا عليه بالفعل! هؤلاء الرجال الحكماء كانوا علي نفس العلاقه السلبيه بالحياه , امر سئ ان تقف علي قدمين , ينبغي للمرء اولا ان يدرك تلك البديهيه, قيمه الحياه لايمكن تأطيرها بواسطه رجل حي لانه جزء من الجدل بشان الحياه, لانه موضوعها, و ليس بواسطه رجل ميت لسبب اخر! اما الفيلسوف فانه حين يري مشكله في قيمه الحياه التي تشكل موضوعا له فان هذا ما يمثل علامه استفهام لحكمته, قطعه من اللاحكمه في نسيج الحكمه!..ماذا و كل هؤلاء الرجال الحكماء , انهم ليسوا فقط سائرين باتجاه تحللهم , انهم لم يكونوا حكماء علي الاطلاق , علي انني ساعود ثانيه لمشكله سقراط..
-3- في الأصل كان سقراط منتميا للرعاع, سقراط كان وضيعا, و المرء يعرف و المرء يري لنفسه كم كان قبيحا, و القبح عند الاغريق موضوع لذاته, دليل علي فساد الرؤيه..علي التحلل..و هل كان سقراط اغريقيا علي الاطلاق؟ القبح وحده غالبا ما يدل علي تطور مشوه , تطور معاق بالتهجين , و هو تطور في لحظه اكتماله..لحظه موته! الانثروبولجيون بين علماء الجريمه "الكريمانولوجستس "يقولون لنا ان المجرم النموذج , وحش في الوجه , وحش في الروح , فهل كان سقراط هو المجرام النموذج؟ علي الاقل فان ذلك الراي الشهير لمختص قراءه الوجوه الذي يجد اعتراضا من اصدقاء سقراط لن يناقض تلك الفكره..غريب مر باثينا و كان يعرف كيف يقرا الوجوه اخبر سقراط بمواجهته انه وحش..بداخله يكمن كل شر و كل رغبه حارقه..اما سقراط فقد اجاب ببساطه ولا اكثر انك تعرفني يا سيدي!....
-4- لانه ليس فقط التحلل و الفوضي الغرائزيه المعترف بهما هما ما يدلان علي الانهيار في سقراط, و لكن ايضا ذلك السوبرفيتشن المنطقي..التنابذ المنطقي, و تلك الرغبه الحاده بالايذاء التي تميزه تشيران ايضا الي نفس الاتجاه, و دعنا لا ننسي تلك الهلاوس السمعيه,و ربما هي روح شريره لازمته..تم تفسيرها بحس ديني! كل ما يتعلق به كان مبالغا فيه..مثيرا للسخريه..كاريكاتير..و كل شئ يتعلق به في نفس الوقت كان مخفيا..غائما..تحت سطح! ابحث راغبا في الفهم من اي معين استقي سقراط معادلته الشهيره..العقل=القيمه=السعاده؟ تلك المعادله الاغرب التي كانت تقف بازاءها كل الغرائز الهيلينيه الاقدم!..مع سقراط فان الحس الاغريقي اتخذ مسارا متغيرا, انعطف باتجاه الجدل, فما الذي حدث بالحقيقه عندما حدث ذلك.. اولا و قبل كل شئ هزيمه الحس الانبل, مع سياده الطابع الجدلي يستولي السوقي علي القمه, قبل سقراط كان الجدل مرفوضا من المجتمع , كان ينظر اليه كعلامه علي امر سئ , المرء كان يتذلل به , الشباب قد تم تحذيرهم بازاءه , كل هذه التقديمات لاسباب الشخص كان ينظر اليها بنوع من عدم الثقه, الامور الامينه كالناس الامناء لاتحتاج الي ايضاح او تقديم اسباب, انه من غير المستحب ان تعرض صفات المرء الجيده, حيث توجد سلطه تحظي بقبول ما فان المرء لايقدم اسبابا و لكن تعليمات , الجدل كان نوعا من التهريج , لايؤخذ بجديه , اما سقراط فقد كان ذلك المهرج الذي حمل نفسه علي ان تؤخذ بجديه! فماذا حدث بالحقيقه عندما حدث ذلك؟ .... -5- يختار المرء الجدل عندما لاتوجد بحوزته طرائق اخري , يعرف المرء ان الجدل ينمي عدم الثقه , و ليس اسهل من انتزاع اثر الجدلي , في خبره كل خطيب فان الجدل يمكن فقط ان يكون السلاح الاخير, انه يتعين علي المرء ان يفرض ذاته و الا فليس لديه سوي الجدل, لاجل هذا كان اليهود جدليين..رينارد الثعلب كان جدليا...و ماذا , سقراط ايضا كان جدليا! -6- هل كان المجاز السقراطي تعبيرا عن التمرد؟التمرد ضد اهانه السوقي! اكان مضطهدا يتحقق مستمتعا بطريقته الخاصه في فرض اعماله , و اراءه المهينه متبررا باستخدام نصل المنطق القاطع؟ هل كان ينتقم لنفسه من الارستقراطيه بابهارها؟..كجدلي و كامرء يمتلك تلك الاداه القاطعه , ذلك النصل الحاد, اكان يلعب دور الطاغيه؟ الجدلي يترك لخصمه حريه البرهنه انه ليس احمقا..يضع الصراع في لجّه..يشحذَه..و لكنه لايقدم مساعده..انه من ينزع الحياه من ذكاء خصمه..او كان الجدل نوع من الانتقام في حاله سقراط؟انها اذن الطريقه التي يمكن بها لسقراط ان يتمرد, انها ما يفسر لماذا مارس كل هذا الابهار, لقد اكتشف طريقه جديده للمازوكيه, كان سيدها الاول في دوائر الاثينيين , ادخل طرقا جديده في تنابذات الشباب , كان جنسويا عظيما, لكن سقراط قدس اكثر من ذلك لقد راي اكثر من الارستقراطيه الاثينيه..لقد ادرك ان حالته, السمات المميزه له لم تعد اكثر من ذلك تشكل اي استثناء..الانهيار نفسه كان يعد نفسه بصمت في كل مكان..اثينا القديمه كانت تسير الي حتفها! و سقراط هو اول من ادرك ان العالم يحتاج اليه..طريقته..دوائه..فنه الشخصي في الحفاظ علي الذات..في كل مكان كانت الغرائز في حال من الفوضي , في كل مكان كان الناس علي بعد 5 خطوات من تجاوز كل حد! وحشه الروح كانت خطرا كونيا, ارادت الغرائز ان تلعب دور الطاغيه , ينبغي اذن خلق عدو للطاغيه , فمن هو الاقوي؟ عندما كشف قارئ الوجه الاثيني لسقراط حقيقته(ان بداخله منبع كل شر و كل رغبه حارقه) فان الايروني العظيم قد نطق بعباره تمثل مفتاحا له, قال و لكني اصبحت سيدا عليهم جميعا..اذا اراد احد ان يصنع من العقل طاغيه كما فعل سقراط فينبغي الا يكون هناك شئ اخر قادر علي لعب نفس الدور, لقد قُدمت العقلانيه ذلك الحين كخلاص! لا سقراط ولا ادعيائه كانوا احرار ان يكونوا عقلانيين او لا يكونوا, العقلانيه كانت ضروره كانت هي الملاذ الاخير, القوه التي دفع بها كل الفكر الاغريقي نفسه باتجاه العقلانيه تدل علي ضروره ملحه , امرؤ كان علي حافه,و كان لديه خيار وحيد اما ان يتلاشي او يصير عقلانيا سمجا! ان كل اخلاقيه فلاسفه اليونان من افلاطون فما دون قد شُرطّت مرضيا تماما كتقييمهم للديالكتيك..العقل=القيمه=السعاده,تلك المعادله التي تعني ببساطه ان علي المرء ان يقلد سقراط , ان يرفض الرغبه الظلاميه , و يفسح المجال لضوء النهار نهار المعرفه(العقل السببي) علي المرء ان يتأطر, ان يكون واضحا براقا, عقلانيا باي تكلفه , كل استجابه الي الغريزه او اللاوعي تفضي الي هاويه! لقد قاربت الطريقه التي مارس بها سقراط ابهاره لقد بدا طبيبا مخلصا و لكن الخطا كان في ذلك الايمان بالعقلانيه , العقلانيه باي تكلفه , انه خداع ذاتي من قبل الفيلسوف او الاخلاقي ان يتصور انه باعلانه الحرب علي الانهيار فانه يتجنب المصير ذاته , ان ذلك ابعد من قدرتهم , ان ما قد يختارونه كوسيله لمقاومه الانهيار قد يمسي تعبيرا اخر عن التحلل! لقد خلطوا التعبير بالظاهره ..سقراط كان نوعا من سوء الفهم..كل فلسفه و اخلاقيه النحسين و التطوير بما فيها المسيحيه ذاتها ليست اكثر من سوء فهم! كل حديث عن العقلانيه باي تكلفه..عن الوعي بلاغريزه..عن التروي و الرؤيه العميقه بمواجهه الغريزه لم يكن اكثر من تعبير دراماتيكي عن التحلل! ان تقاتل ضد غرائز الانسان فان هذا هو الانهيار..كما تتحرك الحياه الي الامام فان السعاده و الغريزه هما شئ واحد.
-7- هل ادرك ذلك الامر هذا الامهر بين كل مخادعي الذات, هل تحدث لنفسه بالنهايه بنفس شجاعه مواجهته للموت؟ , سقراط اراد ان يموت , م يكن الاثينيون بل كان هو من شرب كاس السم , هو من دفع الاثينيين كي يتناول كاس السم , سقراط لم يكن طبيبا , لقد قال لنفسه و بصوت خفيض ان تموت وحيدا ذلك هو الدواء الان..سقراط هو من كان زمانا طويلا مريضا!



#امير_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن كلاجئين -جورجيو اجامابن-
- بين الاسلام و التاريخ مقاربات اوليه..قبل التاسيس


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - امير عزيز - غروب الاوثان..-نيتشه-