أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله احمد المصري - أهم نتائج الاستفتاء . . .المعارضة المصرية ظاهرة فضائية















المزيد.....

أهم نتائج الاستفتاء . . .المعارضة المصرية ظاهرة فضائية


عبد الله احمد المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهم نتائج الاستفتاء . . .المعارضة المصرية ظاهرة فضائية

كشفت نتائج الاستفتاء على الدستور المصري الجديد - بمرحلتيه الأولى في الخامس عشر من ديسمبر الحالي، والثانية في الثاني والعشرين من الشهر نفسه - عن حقيقة مهمة، وهي أن المعارضة المصرية الراهنة هي مجرد ظاهرة (فضائية) لا علاقة لها بالشارع وما يعتمل داخله من مشكلات وتعقيدات وطموحات وأماني.

فالحقيقة أن الميدان الحقيقي الذي برز فيه أقطاب تلك المعارضة هو استوديوهات القنوات الفضائية التي فتحت لهم أبوابها وأبواقها، وقالوا ما شاء الله لهم أن يقولوا – بالحق حينا وبالباطل أحيانا كثيرة – عن النظام الحاكم ورئيسه وعن الدستور الجديد الذي صوروه في أسوأ صورة، وأشاعوا عنه عشرات الأكاذيب والأباطيل. وظلت القنوات الفضائية على مدار الأسابيع السابقة على الاستفتاء تبث برامجها على مدار الساعة لهدف واحد فقط هو اسقاط الدستور.

ونتيجة لذلك تخيل كثيرون من شدة ذلك الضغط الإعلامي المكثف أن المعارضة المصرية تملك ناصية الشارع وتتحدث نيابة عن غالبية الشعب، حيث ظلت غالبية قوى المعارضة تتحدث عن أن الدستور الجديد قد صنعه فصيل واحد، وأنه لا يمثل غالبية الشعب، وأنهم باعتبارهم يمثلون هذا الشعب يتوقعون رفضا حاسما وحازما لهذا الدستور، بل ذهب بعضهم إلى حد القول بأن الشعب لن يسقط الدستور فقط، وإنما سيسقط الرئيس أيضا.

ونتيجة لتلك الصورة الإعلامية المغلوطة عن الشارع السياسي المصري، ظن العديد من وسائل الإعلام العالمية أن المعارضة المصرية ممثلة فيمن سموا أنفسهم جبهة الإنقاذ تمثل تحديا كبيرا للنظام الحاكم بحكم امتلاكها شرعية كبيرة في الشارع المصري، وفي هذا السياق يذكر الأستاذ فهمي هويدي في مقال له بجريدة الشرق القطرية بتاريخ 18/12/2012 أنه اتصل به هاتفيا من اسطنبول مراسل للتلفزيون التركي الناطق بالعربية ليسأله عن تداعيات الإنذار الذي قدمته «جبهة الإنقاذ» في مصر إلى الرئيس محمد مرسي، وأصيب الرجل بالإحباط حينما قال له الكاتب الكبير إن الساحة المصرية تحفل بالعناوين الكبيرة التي قد يكون لها رنينها، إلا أن أوزانها الحقيقية على الأرض مشكوك فيها. عندئذ قال المراسل: هل تعني إن تهديدات جبهة الإنقاذ لن تؤثر في مستقبل الأوضاع في مصر في الفترة المقبلة؟ في الإجابة على سؤاله حاول الأستاذ فهمي هويدي إقناعه بأن الصور التي تعرض على شاشات التلفزيون أو العناوين التي تبرزها الصحف لا تعبر عن الحقيقة بالضرورة، وهي في أحسن حالاتها تسلط الضوء على أحد جوانب الحقيقة التي ينحاز إليها المنبر الإعلامي، بعدما أصبحت أمثال تلك المنابر جزءا من حالة الاستقطاب المخيمة على الساحة المصرية.

لقد كشف الاستفتاء على الدستور الحجم الحقيقي والوزن الفعلي للمعارضة في الشارع، حيث أنها شبه غائبة عن الشارع، وعن اهتمامات الرجل العادي، وكشف كذلك أن الصراع السياسي في مصر هو صراع نخب بامتياز، وأن أولئك المعارضين قد لا يعلمون شيئا عن معاناة المواطنين البسطاء وأحلامهم البسيطة أيضا. ويمكن القول إن هذا الاستفتاء قدم للقاموس السياسي مصطلحا جديدا وهو ما يمكن أن نسميه (المعارضة الفضائية): ونعني بمصطلح الفضائية هنا المعني المباشر له أي أن المعارضة تدير معركتها السياسية في الاستديوهات المكيفة في الفضائيات المختلفة، كما نعني به معنى آخر غير مباشر ومجازي وهو أن المعارضة بالفعل تعيش في فضاء مغاير تماما للفضاء الذي يحيا فيه غالبية المصريين، وبالتالي فهؤلاء المعارضون أشبه بكائنات فضائية غريبة هبطت على واقعنا المصري المعقد والملتبس.

إن ما أسفر عنه الاستفتاء يكشف عن انفصال حقيقي بين المعارضة والشارع، ويكشف في ذات الوقت عن تهافت الخطاب الذي تتبناه، واغترابه عن واقع المجتمع المصري، ومن أدلة ذلك ما صرح به الدكتور محمد البرادعي لصحيفة دير اشبيجل الألمانية من أن سبب انسحاب القوى الليبرالية من الجمعية التأسيسة يرجع لأن من بين أعضائها من ينكر محارق اليهود على يد النازي "الهولوكوست"، وقوله في سياق آخر إن الدستور المصري الجديد لايتيح حرية العقيدة إلا للديانات التوحيدية فقط، وكأن المجتمع المصري مليئ بالديانات المختلفة غير التوحيدية. ومن الأدلة الأخرى على انفصال المعارضة عن الشارع أن محافظة كفر الشيخ وهي معقل المعارض البارز حمدين صباحي قد وافقت على الدستور بغالبية الثلثين تقريبا، وهي المحافظة التي حصل فيها حمدين صباحي نفسه على ما يزيد عن نصف أصواتها في انتخابات الرئاسة، وهو ما يعني في التحليل النهائي أن صباحي قد فقد رصيدا كبيرا من شعبيته في مسقط رأسة، وبالتالي فقد فقد شعبيته في المناطق الأخرى.

إن الحملة الفضائية الشرسة التي شنتها المعارضة على الدستور قبل الاستفتاء عليه، وحشدها الضخم لأنصارها من أجل التصويت برفض الدستور كانت كفيلة بإسقاط الدستور برمته وبغالبية كبيرة، بيد أن وعي الشارع من جهة، وافتقاد المعارضة لوجودها ومصداقيتها واغترابها عن واقع المواطن البسيط من جهة أخرى جعل الغلبة في النهاية لإقرار الدستور بأغلبية قاربت الثلثين تقريبا، وأزعم أنه لولا تلك الحملة المنظمة لتشويه الدستور وتحريفه، وميل المعارضة لاستقطاب جانب كبير من الأقباط، لتجاوزت نسبة الموافقة الثمانين بالمائة.

وينبغي أن أشير في هذا السياق بأن الاستفتاء باعتباره عملا انسانيا بالأساس لم يكن خاليا من الأخطاء، فقد وقعت بعض التجاوزات التي تحقق فيها الجهات المعنية، غير أن تلك التجاوزات لا تؤثر بحال في المعدلات العامة للنتيجة، بالصورة التي أعلنتها المعارضة وبالغت في تضخيمها، وهو ما يكشف مجددا عن عقم منهج المعارضة في التعامل مع الأحداث، حيث تعلق فشلها الذريع في الشارع على شماعة التزوير، ولا تكلف نفسها جهد البحث عن أسباب أفولها بين الجماهير.

على كل الأحوال ينبغي على المعارضة أن تراجع خطابها الآن وأن تبدأ مرحلة جديدة من العمل السياسي البناء الذي يهدف إلى إعادة بناء الوطن، والدخول في حوار مجتمعي حقيقي مثمر وفعال، بحيث نتجاوز تلك الحقبة الصعبة والمؤلمة من تاريخنا، من أجل تقدم مصر وازدهارها. هذا إن كانت بالفعل تريد أن تكون عاملا فعالا في نهضة الوطن.



#عبد_الله__احمد_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نريد أن يتكلم أحد باسم الشعب. . . . دعونا نقرر
- الصادقون الفائزون . . . والكاذبون الخاسرون
- تأملات على هامش الانتخابات المصرية: لن يخون المصريون دماء ال ...
- خواطر حول الثورة السورية: شعب أبي ينتصر وطاغية غبي يحتضر
- المرأة في بر مصر


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله احمد المصري - أهم نتائج الاستفتاء . . .المعارضة المصرية ظاهرة فضائية