أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ثناء إبراهيم عبدالله السام - حول أصل كلمة دارمي















المزيد.....

حول أصل كلمة دارمي


ثناء إبراهيم عبدالله السام

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 14:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جاء بحثي بمجموعة من التسأولات حول أصل كلمة دارمي. ومن خلال مراجعتي للعديد من المصادر وجدت إن هناك عدة نظريات حول أصل الكلمة وقبل الخوض في تلك النظريات أود التعريف عن معنى الدارمي
هو عبارة عن قصيدة يتيمة . ويتيمة لان مصدرها مجهول فهي تنتشر بسرعة دون معرفة قائلها وهي مؤلفة من صدر وعجز فقط وهما
مستفعلن فعلان مستفعلاتن
مستفعلن فعلان مستفعلاتن
والدارمي يشبه القصة القصيرة المتكاملة بالمعنى وهو لون من الوان الشعر العراقي و من أكثر الاوزان سهولة والأكثر تداولا بين الناس اما المختصون في مجال عروض الشعر الشعبي العراقي فلم يتفقوا على أصل بحر الدارمي لذلك يعتبر من الالوان الشعرية الشاذة عن الاوزان الخليلية .
يقول الشاعر كلش كرهت الروح قمت أحسد الي مات عشنا أبزمن الي بيه سهلاتة كلفات

أهم النظريات حول أصل الدارمي
أهمها ان أول من كتبه هي إمرأة من قبيلة دارم التميمية كانت مشهورة بقول الدارمى ولهذا أسموه بغزل البنات
و منها ما رجع بان فتاة قروية من جنوب العراق وتدعى مي هي أول من قالت أبيات الدارمي وقيل ان دار مي كان مرجعا للأستنباط تلك الأبيات الجميلة من خلال تكرارها وحفظها.
أما البعض الأخر فيدعي ان هناك قرية صغيرة في جنوب العراق وتدعى الدارمية أو الطارمية كان أهلها مشهورين بقول قصائد الدارمي.
بعض المصادر تذكر إن الدردمة هي أصل لكلمة فارسية وتعني الفارس الاصيل الذي يتحدث لغة الشعر.
والحقيقة اني لا اجد ترابط منطقي بين هذه المعاني وكذلك اصولها فهي مجهولة أيضا. ولو كان الدارمي موجودا في الأدب الفارسي لوجدنا من يتحدث أو ينظم الدارمي هناك .
ومن خلال بحثي وجدت أن كلمة دمدمة وتعني الهمس أو التمتمة, أصل لكلمة دردمة والتي أخذت من كلمة الدرمة أو العكس وهي كلمة عامية شعبية عراقية بحتة وهي من أصول جاءت من اللغة الآرامية القديمة أو البابلية وتعني التحدث مع النفس بسبب الشجن والحزن الشديد الذي يؤدي الى التكرار وإعادة صياغة الكلام.

وبعض المصادر تعلل إن كلمة دراما وهي من أصل يوناني لاتيني قد أخذت من جذر لكلمة دردمة والتي لها نفس المصدر الصوتي وتعني قول الفعل ومنها نشأت هذه الكلمة التي أطلقت فيما بعد على المسرح الذي قسم هذا الاخير الى المسرح التراجيدى والمسرح الكوميدي. هذا الترابط والتمازج بين اللغات واللهجات لمختلف الحضارات هي أمر طبيعي وذلك لان اللغات هي متحركة وليست ثابتة ..وفي الحقيقة لاتوجد لغة ثابتة وبالمعنى الأدق أن جميع اللغات الحية تختلف وتتطور لأن اللغة هي لسان حال الشعوب الذين يتنقلون من مكان ٍالى آخر لأسباب مختلفة منها التجارة, السفر ,الهجرة والحروب وكذلك التغير المناخي والاوبئة التي تٌجبر الاشخاص على التنقل والترحال وكذلك الاكتشاف والتي هي من طبيعة البشر. وهذا التمازج يجعل المجتمعات تتلاحم وتتلاقى وعند ذاك تقترب اللغات مع بعضها البعض لتكون لغة ممزوجة ثالثة غير أصيلة.
ولو أخذنا على سبيل المثال كلمة رطنة أو رطينة وتعني القول أو الكلام كانت تطلق على اللغة المندائية أو الآرامية وكان يستخدمها مندائيو الاهواز في البداية ثم انتشرت في أرجاء العراق وخاصة في الجنوب , وتتميز الرطنة بكونها مندائية غير صافية حيث انها تأثرت بشكل كبير باللغتين العربية والفارسية. لذلك فقد وجد شعر الدارمي في العراق فقط وفي جنوبه خاصه دون سواه من الدول العربية فهو مأخوذ من اللهجة العراقية المحلية وليس من اللغة العربية التي جاءت من الجزيرة العربية أو بلاد الشام. كل ما ذكر عن ترابط الدارمي باللغة العربية هو الشاعر ربيعة بن عامر الدارمي الذي لقب بالمسكين والذي عاش في صدر الدولة الأموية الذي ذكره الفرزدق وبّين مكانته في هجاءه وليس بمدحهِ و كما جاء في الاغاني والذي قال فيه...:
أمسكين أبكى الله عينيك إنما جرى في ضلال دمعها فتحدرا
أتبكي أمراً من آل ميسان كافراً ككسرى على عداته أو كقيصرا
أقول له لما أتاني نعيه به لا بظبي بالصريمة أعفرا على أية حال فأن الدارمي فيِ اصالته هو عراقي جنوبي أصيل ولم يأتي من دول الجوار.
و يختلف الدارمي عن الأبوذية فالدارمي وكما ورد في القول سابقا أنه يحمل موضوعا كاملا في بيت من الشعر الواحد بينما تتألف الأبوذية من عدة أبيات . وقد إنتشر الدارمي بشكل كبير أثناء الحرب العراقية الايرانية وحقبة حكم الدكتاتور صدام الجائرة والتي جعلت من الناس تنطلق بالدارمي بشكل مبطن والقول ما بين السطورخوفا و تأثرا بالاوضاع السائدة وزيادة الحزن والفقر ...وهذهِ مجموعة من الدارميات المشهورة............
خل نفسك ابعز دوم بالك تذلهة *** لاتطلب الحاجات الا من اهلهة
حاير وصافح بيك ماصافحتني *** نعم اللة جفك لاح من شيعتني
جفي اعلة بابك مات من كثر مادك *** ومن كثر مادكيت كلب القفل طك
سمجه وخذاها الروج وذبه بحلك حوت *** هذا انه حالي ايصير من طيفك يفوت
لو ما اقولن عيب كل ساعه اسبك *** ناسيني خايب ليش والكعبه احبك
اتمنة انكلب عصفور وادخل غرفتك *** واختل ورى الكنتور واسمع ضحكتك
كون ابسعادة وخير عيد اليمر بيك *** وشما تحب وتريد كون الله ينطيك
انه ما همني القصاب ال علكني من جلاي.....همني الصديق الكال اوزنلي من هاي
آه العسل بشفاك لو يوصل اشفاي *** اسبوع اضل بصيف ما اشرب الماي
هم اني مثل الناس وهم عندي بطة *** راحت تغط بالماى والغطة غطة
صح إلك تهوه الروح بس ماأذله *** بالجنه لو ألكاك ماأدخلله
وهكذا نرى أن الدارمي بكل بساطتهِ وعفويته فهو فلسفة شعبية يلاقي إنتشارا ملحوظا منقطع النظير بين كل فئات الناس من مختلف الاعمار وكذلك هو حالة انسانية بحتة لافرق فيه بين ماتنطقة المرأة وماينطقه الرجل على حد سواء وهو هوية عراقية بأمتياز....








ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ثناء إبراهيم عبدالله السام - حول أصل كلمة دارمي