نهاية العالم ..

محمود غازي سعدالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 16:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل ستكون الليلة 21-12-2012 هي نهاية العالم والقيامة الكبرى التي اعلن عنها الكثير من المنجمين وكما جاء في تقويم حضارة المايا ؟ في حين بات الكثير من وعاظ المسلمين المنافقين يسارعون لاستغلال الخبر احسن استعمال وتوظيفه لصالحهم .. هل ستقوم قيامة العالم ومعظم بل وجل الرسالات السماوية وغير السماوية ايضا تتحدث ان الارض تملأ قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا _حتى اننا سمعنا دائما من ابائنا وأجدادنا وأمهاتنا الجليلات وهم كانوا دائما ايضا يرددون مقولة بالكردية , انه يأتي زمان _كورك وميه دي بيكفه جةرين _ اي فيما معناه ان الذئب والحمل الوديع سيتآلفان ويعيشان في وئام ..
هل ستقوم قيامة العالم في وقت باتت المنظمات الارهابية تسيطر على اجزاء كبيرة من مالي , والعديد من الجماعات المتطرفة باتت تنتشر على رقع جغرافية متنوعة في البلدان العربية وبعد خريف عربي عاصف ؟؟
هل ستقوم نهاية العالم والعراق مقحم حتى الاذنين في الخلافات السياسية وباتت الاصوات تعلو لإقامة كيانات قومجية وطائفية وعلى اساس دينية , وبات الصراع يفضي الى انهار من الدماء تسيل كل يوم ,, هل ان قيامة العالم ستقوم ولا زلنا ننكر ونغض الطرف عن من سبقنا بأشواط كبيرة في الانسانية والعدالة وحقوق الانسان ,ونقول نحن خير امة اخرجت للناس ولسان حالنا يقول العكس وبات القوي ينتهك حقوق الضعيف والغني يغض الطرف عن الفقير , ونفاق الوعاظ على اشده على منابر ألنفاق؟؟
جاء مما جاء من الاحاديث في صحيحي البخاري ومسلم الكثير من الاحاديث ولست هنا لأقيم الكتب وصحة ما جاء فيهما من عدمه, ولكن حديث قيام الساعة بات عالقا في ذهني وقد بت متيقنا اذا قامت قيامة الساعة فكما ذكرتم_ القريشي النيسابوري, وإسماعيل ألبخاري رضي الله عنكم ستكون على اساس هاتين النقطتين "
1 _ إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدا.
2- حديث تقوم الساعة والروم أكثر الناس: عَنْ اَلْمُسْتَوْرِدِ اَلْقُرَشِيِّ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَقُولُ: « تَقُومُ اَلسَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ ألناس فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: لَئِنْ قُلْتُ ذَلِكَ، إِنَّ فِيهِمْ لخصال أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ اَلنَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ, وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ, وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ, وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وضعيف وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جميله وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ اَلْمُلُوكِ ..
قد لا ينفع التشبيه هنا ولكن من باب التقريب حال العالم وصناعته وقيامه وفناؤه حاله حال مخرج كبير له الباع الطويل في صناعة الافلام السينمائية وإخراجها فيخرج لنا بقصة جديدة وفيلم جديد لانهاية له مقتطع الاجزاء لم يفهم المشاهد منه شيئا وضل يضرب اخماس في اسداس !!!!
اين نحن من قيام الساعة والفتن تملأ الأرض ..وتنتهك حقوق المساكين .. وظلم الملوك لازال في اوجه في مجتمعاتنا وبلداننا المتخلفة .. وان جاء احدهم لمنع ظلم ملك طاغ مجرم .. انقلبنا عليه وأنكرنا الاحسان والمساعدة .. عذرا يا حضارة المايا فتوقيتكم لم يكن مصيبا ودقيقا .فلا زالت الذئاب والوحوش الضارية تنهش في لحوم النعاج والحملان الوديعة في العراق وغير العراق ,,, المطلوب ان نلتفت لأنفسنا ونراجع اخطائنا ونحاول تصحيح الاخطاء ولا نبقى واقفين حائرين لا نعي ما نفعل وما نفكر فيه , فيبقى الفراغ والهوة في اتساع فيعدو تفكيرنا وكلامنا وإعمالنا جلها لغوا باطلا لا نفع فيه ومجرد هراء. ولحين قيام الساعة ..



محمود غازي سعدالدين
بلجيكا

#محمود_غازي_سعدالدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل