أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالسيد مليك - لبنان والفتنة الطائفية














المزيد.....

لبنان والفتنة الطائفية


عبدالسيد مليك

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 22:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عشت حياتي ارسم للبنان مكانة خاصة في مخيلتي وذاكرتي، كبقعة من الجنة ليس فقط من خلال الافلام العربية القديمة التي تصوّر في لبنان فتعطي انطباعاً انها باريس الشرق بل من خلال سفرائه من المثقفين والفنانين وترسخت هذه الفكرة عندما قابلت في الرابعة عشرة من عمري والد احد اصدقائي الذي جال في دول العالم، فسألته: اي هذه البلاد أعجبك؟ فأجابني قبل الانتهاء من سؤالي يرد بقوة لبنان، واضاف انه يتمنى ان يزوره مرة اخرى بعد انتهاء الحرب فيه. هذه المشاعر الجياشة جعلت للبنان مكانة خاصة عندي كانت تدفعني الى التفكير في زيارته، لكنني كنت اخشى ان يكسر ما خلفته الحروب الصورة الجميلة التي رسمتها عنه. ولفتني أن لبنان يختلف في تركيبته الثقافية والسياسية عن كثير من دول المنطقة، وذلك بتنوع فئاته السياسية وجامعاته ذات المستوى العالي، ما ساهم في اكساب اللبنانيين وعياً وفكراً سياسياً اكبر من دول المنطقة التي عاشت من خلال طبقة حاكمة واخرى محكومة سواء من خلال الانظمة الملكية او انفراد الحزب الحاكم بالهيمنة السياسية. وعلى الرغم من ثقافة ابناء هذا البلد الجميل ووعيهم السياسي العميق من خلال تجاربهم العملية في الحرب الاهلية والفرز الطائفي، لم ينجُ لبنان من انصياع ابنائه لقادتهم سواء السياسيين منهم او الدينيين، وهذا ما ظهر جلياً في حادث اغتيال اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات (السني) على يد نظام خارجي يقال انه (علوي) وفي منطقة الاشرفية وهي منطقة (مسيحية). وبذلك يكون مخطط مكتمل الاركان لاشعال الفتنة في لبنان التي لن يكتوي بنارها سوى اللبنانيين سواء أكان بمزيد من الفرز الطائفي او التدهور الاقتصادي والتفكك الاجتماعي.
فما يستطيع ان يميزه الانسان لا يستطيع ان يميّزه الرصاص للتفريق بين علوي او سني او مسيحي، ولا يستطيع ان يميز بين ظالم او بريء، رجل او امرأة، شيخ او رضيع. لقد توقعت مع كثيرين منذ سنوات ان المنطقة تتهيأ لحرب عالمية ثالثة، اما من لا يزال ينتظرها فهو غافل انها وسطها، لكن بأدوات مختلفة عن سابقاتها واساليب غير تقليدية، وعلى من يعارض هذه الحقيقة ان يجيب عن سؤالي: ما هو مصدر كل الاسلحة المكدسة في الشرق الاوسط التي يمتلكها الافراد والتيارات السياسية والدينية والقبلية...؟ وما هو مقدار الدمار الذي نجم عن هذه الاسلحة ولا يزال يحصد الارواح ويخرب الاقتصاد؟
ان تماسك لبنان لعدم الانغماس في انفاق الحرب المظلمة في المنطقة يجعله بارقة أمل للخروج من الخريف العربي الذي طال أمده. وتحسست شخصياً هذا البارق في فرح وهي طالبة لبنانية (شيعية) في كلية الصيدلة قامت بحملة تبرعات مع ستين طالباً وطالبة من زملائها لسيدة (مسيحية) تعيل طفلين، استشهدت في حادث الفتنة الاخير وذلك من منطلق انساني بحت والشعور بالمواطنة اللبنانية. هؤلاء لا يمثلون شريحة من الشعب اللبناني، بل هم بذرة امل في نبذ الطائفية. وان كانت هناك حفنة من اصحاب التيارات المختلفة عملوا على تنفيذ اجندات خارجية في تقسيم لبنان طائفياً، لكن هناك اجيال قادمة سيجعلها عشقها لوحدة لبنان وحريته قادرة على هدم اسوار الطائفية. حفظ الله لبنان وجنبه شر الفتن والطائفية واعاده بسواعد اجياله الجديدة من المفكرين الى دوره الرائد في المنطقة ارزة ترفرف في سماء الديموقراطية.



#عبدالسيد_مليك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي الرئيس المصري ام المسلم
- مصر بين العزل السياسي والجغرافي
- الانتخابات المصرية بين المدنية والدينية
- التاريخ يعيد نفسه
- مجلس الشغب
- دوله الاخوان المسلمين


المزيد.....




- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟
- نتنياهو أبلغ بابا الفاتيكان بقرب التوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على كل الأقمار الصناعية بجودة عا ...
- بعد استهداف الكنيسة في غزة.. اتصال بين البابا ونتنياهو ووفد ...
- قادة مسيحيون في زيارة -نادرة- للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في ...
- الفاتيكان يكشف ما قاله البابا لاوُن لنتنياهو حول الكنيسة في ...
- بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس يدينون قصف الاحتلال كنيسة الل ...
- دول الساحل تشتعل مجددا و-نصرة الإسلام والمسلمين- تهدد عواصمه ...
- واشنطن تقبل تفسير نتنياهو أن قصف الكنيسة في غزة حدث بالخطأ
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالسيد مليك - لبنان والفتنة الطائفية