أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - فتش عن - الاخوان المسلمين -















المزيد.....

فتش عن - الاخوان المسلمين -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3941 - 2012 / 12 / 14 - 10:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




الى جانب القيم الوطنية والكرامة الانسانية والحريات العامة التي أعادت ثورات الربيع الشبابية – الشعبية ونموذجها السوري خصوصا الاعتبار اليها والى فضلها في كسر حاجز الخوف المزمن والمسكون في قلوب وعقول جيليين عاصرا الاستقلال ودولة البورجوازية الوطنية خليفة الانتداب والاحتلال وأنظمة الانقلابات العسكرية والأحزاب القوموية المتوحشة لعقود خلت والحاقها الهزيمة الأولية ولانقول النهائية بالثقافة الشمولية المصادرة لحقوق الآخر المختلف والنزعة الأحادية الشوفينية المقتصرة على أحادية القوم والفئة والحزب والمنطقة والعقيدة وكل شرور ومخاطر ارهاب دولة الاستبداد بمختلف فروعها الأمنية القمعية ومخبريها وميليشياتها من أعضاء الأحزاب الحاكمة ومجموعاتها الكومبرادورية المستغلة التي شكلت القاعدة الأساسية لقطعان – الشبيحة والبلطجية - وفتح أبواب المستقبل على مصاريعه للمواطن والطبقات الاجتماعية ومختلف الفئات والأعمار وبشكل خاص للمكونات القومية والدينية والمذهبية والسياسية الأقل عددا والتي عانت صنوف القهر والحرمان والتنكيل وبالأخير فتحت آفاقا واسعة واعدة من أجل الوصول الى الهدف المنشود باعادة بناء الدولة الديموقراطية التعددية الحديثة التي بات أوانها في متناول اليد أقول الى جانب كل هذه المظاهر الناصعة والانجازات الثمينة والتحولات العميقة في الحياة السياسية فقد أفرزت موضوعيا ظواهرسلبية وتحديات ماثلة أيضا قد تهدد تلك الايجابيات والمكاسب في الراهن والمستقبل اذا لم يتم تداركها والتعامل معها بمنتهى الحذر والعقلانية ومن ثم الحسم .
من أبرز هذه التحديات جماعات الاسلام السياسي وقوتها الأكثر خبرة ودهاء – الاخوان المسلمون - التي تسللت الى الصدارة بسرعة قياسية وسيطرت على مقاليد " المجلس الوطني السوري " بفعل عوامل اقليمية داعمة ( تركيا كساحة متقدمة للمشروع الاخواني وقطر كراعية مالية له ) وتمددت بتشجيع ورعاية مباشرة من الادارة الأمريكية لتأخذ مواقع أكبر من حجمها الحقيقي على أرض الواقع الوطني فكلنا يعلم أن – الاخوان – على سبيل المثال كانوا من أضعف وأقل التنظيمات الحزبية أعضاء في جميع المناطق والمدن السورية حتى قبل اندلاع الثورة وفي عام 2008 عجز ممثلوا الاخوان القياديين ومن بينهم المرشد العام عن الاستجابة لقرار الأمانة العامة " لجبهة الخلاص " سابقا في تسمية رفاق لهم في دمشق وحلب ومدن أخرى ليتم التعاون مع رفاق مكونات الجبهة الأخرى وخاصة المكون الكردي للتنسيق في تنظيم الاحتجاجات وصولا الى الاعتصامات والتظاهرات والعصيان المدني أما الآن وفي ظل تقاعس وسكوت أطياف وأفراد من شركائهم خاصة من جماعة – اعلان دمشق – وليبراليين من أصحاب الهوايات السياسية الموسمية وقومويين انتهازيين وبسبب استثمار موارد المجلس وسخاء الداعمين استطاع الاخوان اعادة بناء تواجدهم التنظيمي في بعض المناطق ولأنهم لم يجدوا ضابطا واحدا ملتزما بهم من بين مئات وآلاف الضباط الأحرارالمنشقين عن جيش النظام عمدوا الى اخضاع عشرات من كوادرهم الجامعية المدنية لدورات تدريبية سريعة في أكاديميات عسكرية تركية وارسالهم الى مناطق ومدن في الداخل وانشاء ألوية وكتائب تحظى بأفضل الامكانيات وأفضل أنواع الأسلحة تحت أسماء ورموز دينية .
لقد شكل – الاخوان المسلمون – الذين يتمتعون بعلاقات وثيقة وتنسيق منتظم ولهم حظوة لدى الحكومة التركية جسرا لعبور مجموعات وأفراد من الاسلاميين نحو صفوف الثورة السورية بينهم سلفييون وآخرون قد يكونوا مرتبطين بمنظمات ارهابية لأسباب عديدة من أهمها حتى يتم الاستفادة من قواها بحسب ارشادات قيادة التنظيم العالمي للاخوان التي تقيم بالقاهرة وكما تدل تجربة مصر فان جميع القوى الاسلامية السياسية توحدت الآن من خلال المعركة السياسية والدستورية في وجه الليبراليين وشباب الثورة والقوى المدنية والحركة النسائية ورجال القضاء والقانون هذا من جهة ومن الجهة الأخرى حتى يصنفوا كمقبولين لتولي الحكم ويرمز اليهم بصفة – الاسلام المعتدل – أمام وجود منظمات متطرفة مثل – جبهة النصرة - .
لاشك أن – الاخوان المسلمين – في مختلف بلدان الربيع العربي حصلوا على ضوء أخضر غربي عامة وأمريكي على وجه الخصوص على الأقل حتى قبيل اعادة انتخاب الرئيس – أوباما - وركبوا موجة هذه المباركة خاصة في مصرعندما تم تأهيل الرئيس الاخواني ليكون وسيطا في أزمة غزة واستثمار ذلك لاعتبار الاخوان طرفا يدعو الى السلام مع اسرائيل واستقرار المنطقة وبالتالي الرهان الغربي والعالمي على قابلية حركات الاخوان المسلمين في بلدان الربيع العربي والشرق الأوسط عموما لتكون شريكة معتمدة تحافظ على مصالحها بديلا عن أنظمة مستهلكة فات أوانها والتناغم مع مشاريعها والانسجام مع أهدافها الأساسية : الحفاظ على أمن اسرائيل ولجم قوى التطرف وتأمين خطوط نقل النفط والغاز ووقف الثورات في منتصف الطريق كما تراها عادة الحركات الاسلامية في نهجها المحافظ حتى لاتأخذ مداها الشعبي ولاتصل الى درجة الذروة في تحقيق حكم الشعب من الشعب والى الشعب في تفكيك سلطة الدولة القديمة واعادة بناء الجديد الديموقراطي التعددي فما تم في مصر البلد العربي الأكبر والمركز العربي – العالمي لحركات الاخوان السنية ينذر بالخطر الشديد بانقلابها على حلفاء الأمس وانتاج الميليشيات الحزبية وخرق القوانين ورفض الرأي الآخر تماما كما حصل في المركز العالمي للاسلام السياسي الشيعي عندما تم ملاحقة شركاء الثورة وتنفيذ الاعدامات بحقهم وتحويل ايران الى مركز للارهاب والعدوان وتصدير الثورة المضادة باثارة النعرة المذهبية البغيضة في الخليج ولبنان وسوريا واليمن وأماكن أخرى .
أمام الحالة هذه من حق السوريين أن يستشعروا الأخطار القادمة من جماعات الاسلام السياسي ورأس حربتها الاخوان المسلمون وأن يعدوا العدة لمواجهة تحديات هذه الردة المضادة ليس لأن الادارة الأمريكية شخصت متأخرة جدا – جبهة النصرة – في عداد الارهاب بعد قرابة عامين من الثورة فقد ظهرت أصوات وطنية سورية معارضة عالية ( وصوتنا في عدادها ) منذ البداية تنبه الى هذه المخاطر تدعو الى عدم ارتهان أمر " المجلس السوري " الى – الاخوان – وتحذر من خطورة ذلك بعكس السياسة الغربية آنذاك التي ارتهنت اليهم كما ظهر جليا في ممارسات ودعوات السفير الأمريكي في سوريا السيد – فورد – وطاقمه المسؤول عن الملف السوري وحتى لو سلمنا أن السياسة الأمريكية قد تتبدل في هذا المجال بعد حادثة – بنغازي – وتطورات الملف المصري وحكاية – جبهة النصرة – فانها تكون متأخرة جدا ولكن لاشك أن حصولها من أفضل الخيارات .
نعود مرة أخرى ودوما الى التأكيد على ثقتنا الغالية بالداخل الثوري من حراك وجيش حر واعتبارهم المصدر الشرعي للقرار والحارس الأمين على الثورة واستمراريتها حتى تحقيق الهدف المزدوج : اسقاط النظام وتفكيك سلطته واعادة البناء وهم المنوطون بتعزيز الوحدة بين كل من يقف مع ذلك الهدف النبيل في المرحلة الأولى على أقل تقدير للوصول الى مرحلة الكفاح السياسي وسمتها الأساسية الاختلاف والتنافس في اطار الاتحاد من أجل سوريا الحرة لأننا مدركون لسمات ومعادلات ثورات الربيع في العفوية والافتقار الى البرامج والمشاريع والخطط الجاهزة في بلدان حكمتها الدكتاتوريات لعقود وكتمت على كل شيء وبصورة مفاجئة تفجرت المشاكل بكل أنواعها من كل حدب وصوب بعد مواجهة الحقائق عارية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الثورة والسلطة والدولة
- عندما ينتقم- المالكي للأسد - في أربيل
- في الأزمة الكردية السورية دعوة الى المكاشفة والخيار البديل
- في دحض مزاعم جماعة ( ب ك ك ) السورية
- الثورة السورية واشكالية التمثيل والقيادة
- كيف السبيل لوأد الثورة المضادة
- قراءة في - الائتلاف - الجديد
- - رأس العين - و - عين العرب - حقائق وأبعاد
- تجاوز - المجالس - أو العودة الى الأصول
- الداخل وقد حسم أمره فماذا عن الآخرين
- مبادرتنا .. ومبادرتهم
- في هذه المرة أيضا الامبريالية على حق
- التأسيس للمرحلة الانتقالية استحقاق شعبي
- - المجلس السوري - بين امتلاك الشرعية واقتناصها
- لاسبيل لوقف ارهاب نظام الأسد الا بانتصار الثورة
- القضية السورية ... واقع وآفاق
- مواقف غريبة من خارج أسوار الثورة السورية
- غليون بين اعادة : انتاج القديم و بناء الجديد
- لك المجد يا مشعل
- ولكن ماهو البرنامج البديل ؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - فتش عن - الاخوان المسلمين -