أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - العرب بين تليد وجديد














المزيد.....

العرب بين تليد وجديد


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 19:25
المحور: حقوق الانسان
    


سيظل قولي ساري المفعول وهو:
إن العالم العربي هو العالم الذي يُهاجَر منه ، لا إليه، فمعظم الدول العربية تنفي مواطنيها، وتُقصي كفاءاتها، وتُهجِّرُ شبابها، وكل ذلك بسبب غياب الديمقراطية بمفهومها الشامل، وليس بمفهومها السياسي القاصر، ومن بين أسباب التهجير أن معظم الأحزاب العربية هي كتائب سلطوية، أكثر منها مؤسسات خدمية ومعاهد ثقافية وفكرية!
علينا أن نعترف بأن العرب فشلوا في تطوير بناء نهضوي عربي مُرتكزٍ على أسس الحضارة العربية السالفة، وظلتْ الحضارة العربية محفوظاتٍ وأناشيدَ وطنية يُرددها طلاب المدارس في طوابير الصباح كمحفوظات تجرعوها غصبا وقهرا!
كما أن العرب لم يستفيدوا من تجارب الأمم الأخرى، ولم يدرسوا تطور العالم المحيط، ليعثروا على أسباب انتقالهم من عصور الانحطاط إلى الرقي والازدهار، وغدت دروسُ التاريخ عندهم مجرد حوادث ومعارك وتواريخ، ولم يتمكنوا من تحويلها إلى رحيقٍ مفيد فنيا وثقافيا وعلميا.
وظلَّت حضارة العرب في الأندلس مثلا بأشكالها وألوانها، مجرد تيجان وعباءات توضع على أكتاف أحفادِ مؤسسي الحضارة، ولم يتمكنوا من تحويلها إلى مصانع نسيج للآداب والفنون، ومعامل لاستحداث مضادات ثقافية حيوية،ومصادر للدخل القومي العربي.
أنا دائما أعود إلى أخبار ( أشتات) المجتمع الإسرائيلي، الذي هو مجموعات متناثرة ومتنافرة، ولكن المؤسسات اليهودية نجحت في إعادة صياغة أشتات المجتمعات باستخدام التاريخ والأدب والفلسفة ونظريات السياسة، ووضعت كل تلك الأخلاط في بوتقة واحدة وشرعت في صياغة شعبٍ جديد(طازة) وتمكنت من (لظمه) في مسبحةٍ واحدة، وتمكنت بعد ذلك من قيادته وتغيير مساره ليصبح في النهاية شعبا جديدا!
فقد وظَّفتْ إسرائيل أيضا الأحداث التاريخية قديمها وحديثها لتقوم بالصياغة، وأنا أقول أنهم لم ينجحوا حتى الآن في صياغة شعبهم فقط في إطارٍ واحد، بل إنهم نجحوا كذلك في توظيف (الشتات) في صياغة شعبهم، واخترعوا لهذه الأشتات لغة جديدة وثقافة جديدة، وربطوهم بحبلٍ صُرِّيٍّ إلى أعماق التاريخ، وأقنعوهم أنهم من السلالات المنتقاة، وأنهم هم أصل العالمين وسادتهم وأخيارهم.
وحيث أنني أواظب على قراءتهم، فإنا أرى أنهم قد انتقلوا من هذين الطورين إلى طورٍ جديد، فهم اعتادوا أن يطلبوا التعويضات عما لحق ( بأجدادهم) القدماء من ظلم واضطهاد!! ليس فقط في مجال ضحايا الهولوكوست والمجازر الروسية ضد اليهود، التي جرت في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، بل إنهم اليوم يطالبون بتعويضات عما لحق بأجداد أجداد أجداد أجداهم منذ القرن الخامس عشر الميلاد، وبالتحديد عام 1495 في أسبانيا والبرتغال، عندما أقدم المسيحيون الأسبان بإرغام اليهود على اعتناق الديانة المسيحية، مما اضطر اليهود للرحيل من أسبانيا والهجرة منها بعد أن تعرضوا للتعذيب والقتل والتشريد، وكانوا يُسمون (المارانو)أو الكنفرسوس!!
إليكم الخبر الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت يوم 24/11/2012 :
"من المقرر أن تمنح حكومة أسبانيا أحفاد اليهود السفارد ممن أرغموا على اعتناق المسيحية (المارانو) الجنسية الأسبانية، بعد أن هربوا منها منذ خمسة قرون، مع العلم بأن أحفادهم اليوم يعيشون في أمريكا اللاتينية وتركيا ولندن والقاهرة وإسرائيل، وكان الأجداد قد هربوا خشية القتل على أيدي المسيحيين الأسبان"!!
علما بأن مسلمي أسبانيا في التاريخ نفسه، ممن بقوا في أسبانيا تعرضوا لما تعرض له اليهود من قتل وتشريد ونفي ونهبٍ للممتلكات، وكانوا الأكثرية، وهم طائفة (المورسيكيون) .. هؤلاء العرب المساكين توزعتْ دماؤهم بين القبائل العربية، وأنا أعتقد بأن معظم العرب لا يعرفون عنهم شيئا!!
شكرا للباحث الأسباني مرثيدس غارثيا أرينال الذي نشر كتابا بعنوان(المورسيكيون) ومما جاء في الكتاب:
((أمر الكاردينال خيمينس عام 1499 بحرق الكتب العربية في غرناطة وأرباضها فجمعت المصاحف البديعة وكتب العلوم والآداب وأضرمت فيها النيران، ولم يستثن منها سوى ثلاثمائة كتاب في الطب والعلوم، وامرالملكان الكاثوليكيان بمصادرة كل كتب الشريعة والدين لتحرق في سائر مملكة غرناطة.
أصدرت الملكة خوانا 1511 أمرا للسكان العرب بتسليم الكتب العربية لقاضي المدينة.
أصدر فيليب الثالث عام 1609 قرار بطرد تسعمائة ألف نسمة للشاطئ الإفريقي، مات أكثر من مائة ألف في حوادث نهب وسلب وقتل( من كتاب الظروف الاجتماعية للمورسيكيين في أسبانيا تأليف جافير فلورنسو)) من كتاب مختاراتي الجزء الثاني للكاتب سيصدر قريبا
وأخيرا سأظل أتساءل:
" كيف نطلب من العرب أن يستعيدوا مجدهم التليد، وهم غير قادرين على وضع حجر واحد في مجدٍ جديد؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيانات القصف اللغوي
- إفلاس البربوغندا الإسرائيلية
- اتحادات حزبية لا ثقافية
- مناظر غزية من الحرب
- مختارة غجر فلسطين
- رئيس بلدية القدس أنت عمري
- بطون وذبائح
- انقراض صحف اليسار في إسرائيل
- من فوهة إعلام إسرائيل
- النسل الوطني المشوه
- تصفيقات أم صفقات في الأمم المتحدة؟
- ستر النساء وفضح الأوطان
- وجبة طعام في واحة الديمقراطية
- تحليلات عكس السير
- إذلال المدرسين سبب النكبات
- حمار بتسعين ألف دولار
- العنصرية في التعليم في إسرائيل
- ملك أمريكا وإسرائيل
- قصة الحاخام العاشق
- لاجئو إسرائيل ولاجئو فلسطين


المزيد.....




- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...
- شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي ...
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - العرب بين تليد وجديد