أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل امين - ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ( الفصل الاخير )















المزيد.....

ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ( الفصل الاخير )


عادل امين

الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولكي تنهض الأمة من واقعها المتفاقم فلابد من أيديولوجيا جديدة تصلح كمشروع بديل تجمع في خارطتها كل الفلسفات بمكوناتها:( القيادية والأدارية ) المؤهلة والتي نبعت من خضم معانات الأمة ووسطها لتشكل بالتالي الأنموذج الامثل في تحديد الادوار القيادية والادارية في منظومة العمل السياسي والمدني وكل المرافق والميادين الأخرى التي تنضوي في أطار هذين الشقين
ورغم ان كلمة ( مشروع ) تحتمل الكثير من المعاني في تعريفاتها ، فمنها مما هو غير مشروع في حقيقته فالسياسة بشكل عام ايضا تسمى مشروع وكل مشروع بحد ذاته في العلم السياسي يقصد به كل افكار او ايديولوجيا تسعى ( للهيمنة ) ... إلا أننا بصدد طرح وتطبيق دراسة بديلة لواقع حال متأزم لن تخرج بطبيعتها عن المشروع في مسوغاته الاسلامية
لأنه حتى المشروع يمكن ان يتحول الى غير مشروع في سيره ومنهاجه حتى لو كان يحمل شعاراً ومؤمناً اسلامياً كما هو الحال الواقع للأفكار والتوجهات الأسلامية المتعددة التي بين ايدينا كما نرى في العالم الاسلامي ، ورغم أن هذا ليس شرطاً في العمل السياسي بطبيعة الحال ( من وجهة نظر علمانية ) ألا أننا نتحدث ضمن حالة اسلامية قد أقرت دستورياً في ( دين الدولة ) لن نخرج في تحركنا عن المسوغات في اطار الاسلام الاصيل
أن السلطة السياسية تنتقل في حالة الثورة نتيجة لحركة اجتماعية ثورية ، والحركة الاجتماعية يمكن تعريفها بصفة عامة بأنها مطلب مشترك لجماعة من الناس يعملون بشيء من الاستمرار لتحقيق أو تطوير تغيير في بعض أو كل أوجه النظام أو الترتيب السياسي القائم في ظل مجموعة من الأفكار التي توضح عدم الرضا على الوضع القائم وتبرر الحاجة إلى التغيير وتصف الطريق إلى العلاج (1)
كما هو واجب على كل الاختصاصيين والخبراء والكفوئين من مثقفين واكاديميين بكل اصنافهم وفق هذا المضمار الذين يعتبر حالهم كما هو متصور اكثر احساساً ومعانات ومرارة لضروف وأشكال المأسي التي تمر على الوطن والمجتمع والامة ، كذلك هو أمر متعب في حال نهضتهم وتصديهم في تقديم الخبرات والمشورة والأرشاد لأيجاد البدائل الصحية الصحيحة الناجحة من اجل دفع الضرر والقضاء على الفساد والمفاسد التي ألحقت بالبلاد من غيرهم باقي طبقات وشرائح المجتمع
ذلك ان التفاوت النسبي في الفهم والثقافة المتراجعة او المحدودة والتربية العصرية المتأثرة بالأفكار الدخيلة على المجتمع والأختلافات والدوافع والولاآت الخارجية والترسبات الفكرية والمادية التي ترشحت كنتيجة للافكار الغربية المندسة قد تؤدي بمجموعها الى وجود حالة التقاعس في عموم المجتمع مما يتطلب جهود كبيرة وجبارة لتوعية المجتمع وأعادة الثقة وجهد جهيد وطاقات كبيرة ووقت غير معلوم لتجنى الثمار كنتيجة لتلك الجهود والطاقات المبذولة
كثيرة هي الدوافع والحوافز التي يمكن للانسان ان ينطلق منها في مسيرته ونهضته التقدمية في خياراته ، ولكن لن يوجد من شعار اسمى وأرقى من شعار ( الوطنية ) ذلك الشعار الذي طالما كان يمثل نشيد الانتماء والرابط الاكثر قوة بين كل الاجيال الذي لا يقبل الشك بين الانسان ووطنه للانطلاق في الميادين السياسية فهو يحمل في طياته ومعانيه اكثر وأبعد من ( مسمى ) الوطنية ، انه يضم الشعور بالمسؤولية نحو كل ما ينضوي في أطار الوطن - انه يضم مجموعة من اختلاجات - المعانات والبؤس والحرمان بتشكيلة مادته الاساسية - فهو الشعار الذي تندرج في طياته ومعانيه الكثير من المباديء لكافة المستويات الانسانية والروحية والاجتماعية لتشكل بمجموعها الممتزج نقطة مضيئة مشرقة في النفوس كانت المحفز الاول الاكثر صدارة في محركيتها ، وليس ما يذهب أليه البعض من ( اللادينية ) من ان الوطنية - ملاذ الحمقى - او كما يصفها بعض العلمانيين - الوطنية هي ( ملاذ الانتهازيين والافاقين ) ان هذا اجحاف بحق الوطنية اجحاف وعدم معرفة بماهية الوطنية ، قد تكون ترجمة الوطنية بمفهومها العام في الشارع العربي او الاسلامي مغلوطة شكل أسائة فادحة في استعمالاتها مما اعطى هؤلاء المنظرين صورة مشوبة بررها لهم مسبقاً سوء الاستعمال - لكن هذا لن يؤثر او يغير الصورة الحقيقية للوطنية - لأنها الشعار الوحيد الذي لن توقفه الحدود ( حدود العرق او حدود الدين او حدود الطبقية ) انه اطار كبير يجمع بداخله كل تلك الصور والجميلة
تجدر بالمتصدين ان تكون نصب اعينهم الروح الحقيقية للوطنية لتعكس بالتالي انموذج صحيح وحقيقي في ترجمة هذه الروح على ارض الوطن - كما يمكن وكما دأب جميع الثوار والمحررين ولمراحل عصرية تأريخية متتالية ان يعملوا وفق تجارب واحداث تأريخية في استعراضها ليحملوا من معانيها وصورها الصالحة ومبادئها النبيلة ويحذوا حذوها للخوض في غمار السياسة من اجل أحداث تغيير جذري لتركيبة نظام الدولة في عملية انتاجية جديدة تجمع بين الموروث التأريخي النبيل ومن تجاربه وبين الحالات والتطورات العلمية والتربوية والسياسية والقيادية بأيديولوجيا وافكار عصرية جديدة - منها توعية المجتمع توعية صحيحة وتحريره - تحرير العقل الانساني من قيود التبعية من قيود الرجعية من قيود الولاآت الاخرى - ضمن مكتسبات ثقافية وتعليمية جديدة وتعليمه وأحاطته بكل ما يحيط به من مشاكل وهموم ومعانات سياسية ووطنية ومصاريعها الجغرافية والاقليمية بعيداً عن الصراعات الطائفية والاجتماعية الطبقية
بأستعراض كل المواجهات والظواهر الحالية والسابقة وعكس ان الحالة الاسلامية الحقيقية بتطبيقاتها الانموذج والاطروحة المثلى في قيادة الشعوب نحو الرخاء والسعادة فضلاً عن التقدم الذي سيلحض مع هذا التطبيق وهذه الايديولوجيا الجديدة في كل الميادين والمحاور العلمية الاخرى في التأسيس لرسم نظام ديمقراطي اسلامي مستديم مستقلاً بعيداً عن ما يسمى ( بالتنوير ) على الطريقة العلمانية واللادينية في طرازها التأسيسي الذي يعتبرونه عصر الانفتاح والنهضة ما ان انفكت سياسة الدول الاوروبية عن الكنيسة وفك الرباط الديني بين العمل السياسي للدولة وبين دور الكنيسة وتدخلاتها في الشأن السياسي - ان ما نراه من وجهة نظر اكثر ادراك ان العلم هو الاساس ( فصواب العمل مقترن بالعلم الذي قاد أليه ذلك أن العمل بلا علم أمر فيه خلل ) (2)
ولكي تدرك هذه المفاهيم والمعاني : لابد من التأسي بالنظم السابقة واخذ العظة والعبر فتكون بمستوى تجريبي تمكنت من تشخيص عللها - السلبية والايجابية على السواء لينهض من جديد بأطروحة اسلامية جديدة صحيحة قد اختزلت كل التجارب التأريخية السابقة فألمعت بمسيرتها وتطبيقها - فكانت النتاج والعصارة الحقيقية لذلك الاختزال والتشخيص وايديولوجيا ناجحة بفلسفة اسلامية جديدة متطورة مواكبة للتطور العلمي والثقافي والانساني .





(1) د . كمال الاسطل - محاظرة في النظرية السياسية
(2) د . جاسم سلطان - النهضة .... من الصحوة الى اليقضة



#عادل_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتدى الصدر بين مهارات القيادة وصفات القائد
- البطاقة التموينية في سيناريو المرجعية الجديدة
- ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ... ( الفصل الاول )
- رسالة مفتوحة للأخ توفيق أبو خوصة
- سورية إسقاط ...أم إصلاح...؟
- انعقاد المؤتمر السادس لرابطة الانصار الشيوعيين في ستوكهولم
- نظرية المؤامرة... تنفض عن نفسها الغبار
- حركة الأنصار سينمائياً
- العراق المتوسط
- نعم لاتحاد الشعب...لكن‏
- الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات المجدية


المزيد.....




- لا، جامعة هارفارد لم تستبدل العلم الأمريكي بالفلسطيني
- جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا ...
- سيئول تتهم بيونغ يانغ بتدريب -حماس-
- تغطية مستمرة| بلينكن يصل إسرائيل وشرطة نيويورك تعتقل عشرات ا ...
- رحلة إلى ماضٍ برّاق... معرض لفرقة -أبا- السويدية في مدينة ما ...
- فيديو: شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام قاعة ها ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تطالب الشرطة بإخلاء الحرم الجامعي من ال ...
- كم دقيقة ينبغي أن تمشي لتعزز قوة دماغك؟
- العلماء يعثرون على عيب حيوي في اللحوم النباتية
- الجيش الروسي يحصل على قناصات جديدة تعد من أفضل بنادق القنص ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل امين - ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ( الفصل الاخير )