الخزانات القديمة بواحات تافيلالت

المحجوب قدار

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 08:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تعد تافيلالت أحد الحواضر العلمية الهامة في المغرب الأقصى التي كان لها الفضل في ظهور علماء ومشاييخ كبار حتى اعتبرت تافيلالت منطقة العلم والتقوى. وتزخر المنطقة بتراث مخطوط مهم من إنتاج علمائها أو من إنتاج علماء آخرين، يتوزع بين الخزانات الخاصة والخزانات العامة التي من ضمنها خزانات الزوايا حيث اشتهرت قراها بالعلم. كما أشار محمد حجي(الحركة الفكرية في عهد السعديين) إلى أن تافيلالت كانت تحتوي على "خزائن كتب هامة خاصة وعامة ...وتآليف مفيدة ومصنفات غريبة الخطوط الرائقة البديعة والإبداع في التنميق والتجليد النفيس بالذهب المحلول الخالص الشيء الذي يحق أن تسمى لأجله أمهات خزائن العلم على الإطلاق". ويفسر هذا التعدد بالازدهار الذي عرفته الحركة العلمية والثقافية في المنطقة عبر تاريخها، والاهتمام الذي أبداه السكان بالكتاب على مختلف طبقاتهم. فأما خزانات الزوايا فهي كثيرة الانتشار في المغرب كما في الواحات الفيلالية، وإن كان معظمها قد نهب فإن بعضها المتبقي يتوفر على تراث مخطوط مهم. أما الخزانات الخاصة فترجع في الغالب الأعم إلى العلماء الكبار خاصة القضاة منهم. وقد كانت المنطقة تتوفر على عدد كبير من الخزانات الخاصة كخزانة أسرة ابن طاهر السجلماسي الحسني والتي يقول فيها محمد حجي "لقد تسلسل العلم في الشرفاء آل ابن طاهر الحسنيين أجيالا عديدة ولما انتقلوا في عصر السعديين من سجلماسة إلى مدغرة جددوا بها مراسم العلم، وأسسوا مكتبة اشتملت بالخصوص على أمهات كتب التفسير والحديث "؛ وهناك خزانة ال الفضيلي الخاصة، وخزانة الشريف العلوي سلامي مولاي عبد السلام الواقعة بقصر اخنوس، والغالب أنه كان أكثر من ذلك. فهذا النوع من الخزانات التي ظهرت بالمغرب بداية من القرن 14م بلغت ذروتها مع العصر السعدي، حيث تنافس العلماء وموظفو الدولة في اقتناء الكتب وانتساخها فأصبح " كل مسكن بارجة ثقافية في ذاته " كما يقول بذلك شوقي بنبين. لكنها اليوم في وضع لا تحسد عليه فغالبية المخطوطات بهذه الخزانات تم نهبه، أما الباقي منها فمحفوظ بطريقة عشوائية لا تساعد على بقائه بحالة جيدة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل