سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 15:18
المحور:
المجتمع المدني
الدولة الاسلامية مولود ميت
الانسان المعاصر مرتبط فكريا ووجدانيا واخلاقيا باسباب حياته
واسباب الحياة المتوفرة بالعصر الحديث هي اسباب مادية تقودها العلوم الطبيعية والتقنيات التصنيعية والانتاجية والبرامج الفكرية والمناهج العقلية والخبرات التراكمية للانسان في كافة المجالات وبالمختصر الاجمالي ان الحياة المعاصرة حياة مادية بشكلها الغالب ويكاد يكون المطلق
ومن هنا فان الايدولوجيات الغيبية المستندة على مبدأ توجه الجماعة ومنهاج الاغلبية انقيادا وتباعا خلف السلطة صاحبة القرار والتحكم بثروات الحياة التي تسبب مواصلة الحياة للانسان قد فقدت جدواها وسيطرتها وفقدت معناها وقيمتها وقناعات الانسان بها واصبحت مجرد معتقدات روحانية واساطير تراثية خارج تكوين الشخصية للفرد وتشكيل ثقافته ومنهاجه الحياتي وخارج دائرة التاثير على اخلاقه وقيمه وسلوكه
ومن هذا الفهم نستدل على ان الايدولوجيات الغيبية ( الدينية ) حتى لو استلمت السلطة بقرار الاغلبية في الوقت الراهن فانها لن تقدر على تقديم ما يتطلب منها اتجاه المواطن ولا تقدر ان تفرض نفسها بوجدان المواطن ولا بثقافته او بتفكيره او بسلوكه او باخلاقه وقيمه كونها تفتقد لمفاتيح حياته ولقدرة توفير اسباب حياته
الدين في العصر الحالي لا يمتلك الاجوبة ولا الحلول على التحديات المادية المتغيرة والمتسارعة والكبيرة والكثيرة ولا يمتلك التقنية ولا القدرة الادارية للانتاج والسلوك الحياتي العام في ظل تشابك وتعقيدات الحياة وزيادة اعداد السكان ومصالحهم وحاجاتهم
اذن الدين اصبح اداة قديمة تراثية حضارية مكانها متحف الحضارة الانسانية ولا تصلح هذه الاداة لا ستعمالها في آلة الحضارة الانسانية الحديثة لتدوير عجلتها على طريق الحضارة بالسرعة والقوة والكفاءة المطلوبة حسب مقتضيات العصر
اقول هذا لمن يراهنون على قيام دولة اسلامية تحكمها الشريعة الاسلامية المشتقة من الفكر الغيبي علهم يعيدون حساباتهم ليكتشفو ان الدولة الاسلامية لئن ولدت ستكون مولودا ميتا غير قابل للحياة والنمو والاستمرارية والفعل والانتاج وتبوء الموقع الحضاري الازم والواجب في نسق العصر الراهن
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟