انماط الايمان واشكاله وانواعه وشخصية المؤمن

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 17:21
المحور: المجتمع المدني
    

اشكال الايمان وانواعه

هناك من يؤمن بالله ايمانا انقياديا تبعيا استسلاميا فيأخذ بما ينقل عن الله من اقوال مأخذ التقديس والتسليم المطلق دون فهم او تساؤل او تدقيق او تفسير او استيعاب
يكون هذا الشخص ضعيف الثقة بالنفس مهزوز الشخصية متردد فاقد لارادة الحياة ويكون امعي انقيادي خاضع لبرمجة الغير وتسييرهم ويكون دائما مصفقا خلف الصفوف للسلطة والمهرجانات وساعيا وراء المظاهر وتوافه الامور وفارغ العقل وضعيف النفس
يتظاهر هذا المؤمن بالورع والتقوى ويتصنع بالسلوك الحسن عكس خلقه الطبيعي ولكنه عند المحك وفي اوقات المواجهة والتحديات ومتطلبات اثبات الذات فانه ينكشف زيفه وتصنعه وتظهر حقيقته بالشكل السلبي المعاكس لظاهره
وهذا الشخص هو مثال للعامة من الناس المؤمنين المتدينين
وهناك شخص يمثل القلة النادرة من المؤمنين وهو الذي يؤمن بالله ايمانا واعيا عارفا مفكرا صاحيا من منطلق وجهة نظر شخصية خاصة لا تبعية ولا انقيادية ولا تقليدية ولا نمطية
يكون منسجما مع الله في داخله انسجاما روحيا متقمصا شخصية الله في سلوكه وتعبيره عن وجوده بكل المجالات والاحوال
هذا الشخص يفكر ويحسب ويجتهد ويقيس ويقرر بما تمليه عليه مفاهيمه الخاصة استنادا لاسس ايمانه وهذا الشخص متحرك فاعل متجدد ومجدد وحداثي لكن ميزته انه ذو فكر خيالي وهمي في اغلب الاحيان كثير التامل والحلم والخيال والتصور ولا حدود لطموحه وسعيه نحو التملك والسيطرة والقيادة والسمو والرقي ولا يرفض الحقيقة والواقع اذا ما تعارض مع خياله وحلمه واوهامه ويكون دائما مقداما شجاعا كريما ذو عزيمة قوية ومبادرا وطليعيا ومتنبها ويقظا وذو تركيز ذهني عال ولديه ذكاء اجتماعي وقدرة تواصلية وتفاعلية عالية
ويكون مقدم في كل المواقف لا يعرف الخوف ولا التراجع ولا تهمه الخسارة ولا يفكر بالهزيمة ولا يعرف الاحباط ولا الياس انما متفائل متامل كل الوقت هدفه النجاح والتميز
هذا الشخص متسامح ودود محب حليم متزن عقليا ونفسيا اجتماعي بطبعه ومن ميزاته الاساسية انه يكره الالتزام والخضوع للسلطة ويكره الانغلاق والنمطية والانحباس والروتين
وقد عرف هذا النوع من الاشخاص قديما بالكهنة والحكماء والفلاسفة وكبار رجال الدين
-------------
الايمان بالله نوعان نوع باعث على الحركة والتفكير وبذل الجهد والعمل والانتاج والبحث والاستكشاف والتامل والطموح والتجديد وتغيير الواقع نحو الافضل والبناء والابداع وتعلم الحياة واكتساب مهارتها
ونوع يعمل العكس تماما فانه باعث على الكسل والخمول والقعود والتسلط والتجبر واغتصاب حق الاخر بالحياة والاستعباد والاستغلال وعدم البحث عن الجديد والتفاعل مع الحياة من اجل التغيير والبناء والعمل والانتاج ويكون هذا النوع من الايمان سبب للتخلف والانحطاط وانهيار الحضارة وسبب للفناء والعدم واوضح دليل على هذا الايمان هو الايمان برب الاسلام
-----------
الله رمز وجداني غيبي روحاني مطلق الصفات الى حدود خارج حدود المادة حيث مساحة الوعي والادراك
وليس الله هو خالق الكون بالشكل الذي يفهمه الانسان بعملية الخلق انما ينسب اليه خلق الكون
ومصطلح الخلق هنا مصطلح مجازي للدلالة والمعيارية والنسب فقط
والخلق ليس المقصود به الصناعة او الايجاد من عدم انما المقصود به التكوين والتشكيل واقامة الهيئة وتحقيق الوجود
-----------
عندما يكون الانسان غبيا وجاهلا ومتخلفا ورجعيا يكون الهه كذلك
وعندما يكون متسلطا ومتطفلا واستغلاليا وانتهازيا ومغتصبا يكون الهه كذلك
وعندما يكون مجرما قاتلا منعدم الضمير والاحساس والاخلاق والقيم ومواصفات الانسانية يكون الهه كذلك
وبالتالي فان الله يتبع في صفاته صفات خلقه
وهذا ما نلمسه ونراه من اله العرب والمسلمين عكس ما نراه من آلهة بقية البشر

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل