مسيرة الثورة يلزمها حرية واستقلال كي تواصل المسير

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 14:32
المحور: المجتمع المدني
    

الثورة والحرية والاستقلال ثالوث بناء الحضارة

الثورة تعني التغيير نحو الافضل في كل جوانب الحياة
ومن اجل التغيير يجب اولا ان يتغير الانسان قائد الثورة والمسمى ثائر
وتغيير الانسان يشمل كل جوانب شخصيته بمركباتها الثلاث وهي الجسد والنفس والعقل
تغيير الانسان باتجاه ان ان يكون كفء وقادر ومؤهل ومعد للقيام بمهام الثورة من واجبات والتي تشتمل على الفكر والحركة الفاعلة المنتجة وارادة الحياة والمثابرة والاجتهاد والطموح والمواصلة
عملية التغيير تترجم من خلال بناء الشخصية اي بناء قدرات اضافية لما هو موروث وتفعيل القدرات الاساسية الموروثة بنفس السياق والنسق مع القدرات الاضافية ذات الجدوى والواجب والحضور الازم حسب متطلبات العصر وحكم الظرف وحاجة الواقع هذا بالاضافة الى تطوير وتحديث كافة القدرات سواء كانت جسدية او عقلية او نفسية
القدرات الجسدية من قوة عضلات وقوة عظام واعصاب واوتار ولياقة حركية وتناسق واتزان وتلاؤم وتوافق مع المكان والظرف بافضل حالة ممكنة بهدف زيادة الانتاج وتقنيته واضفاء الاحساس بالثقة بالنفس وحالة الرضى عن الذات بتاكيد الذات وتحقيق الوجود بوضع بصمة على مساحة الوجود واشغال الحيز الوجودي بكفاءة واقتدار والسيطرة والتحكم والتمكن والتركيز من اجل مضاعفة الجهد الفاعل المنتج ومواصلة الحياة بوتيرة تصاعدية تطويرية تحديثية نحو قمة التطور والرقي
وعن القدرات النفسية والتي تنضوي في اطار ارادة الحياة مثال الثقة بالنفس والاقدام والشجاعة والمبادرة والقيادة والادراة والطلائعية والعمل التطوعي والايجابية والكرم والعطاء والحب والتسامح وكافة القيم الانسانية العامة الهادفة لتوطيد الاواصر الاجتماعية من اجل بناء فكر جماعي وعمل جماعي واهداف جماعية
وعن القدرات النفسية ايضا ذات السمة الاخلاقية واهمها قدرة استيعاب الادوات الحضارية الحديثة والتعاطي معها بما يجب والتفاعل معها وبها واستعمالها في عملية الانتاج الحضاري ومنهج الحياة اليومية ومثال هذه الادوات هي الحرية والديمقراطية والعدالة والسلام والمساواة
اما عن القدرات العقلية والمقصود بها الذهنية الكامنة في الجهاز العصبي المتمركزة في الدماغ ومن اهم هذه القدرات هي قدرة الاستيعاب والفهم والتمييز والادراك ووعي الامور بحقائقها وجوهريتها
ثم قدرات الابداع والبحث والاستكشاف والربط والاجتهاد والاستنتاج والبرمجة والادراة والتقرير والاسقاط والتقاطع والتوازي والمواءمة والتوافقية والتناسخ والتبيان والمنهجة
وبعد تشكيل وتفعيل وتطوير واعداد وتاهيل هذه القدرات يجب ان يأخذ صاحبها الفرصة الكاملة للحياة بحرية كاملة واستقلالية بالتصرف والقرار ضمن منهاج حياتي علمي متطور مبني على اسس مادية واقعية حقيقية وتحت قانون وضعي متلائم مع المكان والزمان والظرفية الانسانية الخاصة والعامة
والحالة هذه هي حالة اعداد الانسان اذ يتم من خلالها تصويب الاتجاه وتصحيح الخطوات وتقويم الشخصية وتطويعها وترويضها بمسير الحضارة الواجب مع العامة والعمل المشترك والمتناسق في اطار حضارة انسانية شاملة وفي سياق المساهمة الايجابية الفاعلة في ادارة وتسيير عجلة الحياة على طريق الحضارة التقدمية الراقية
والبداية في كل هذا المعمعان تنطلق من الفرد صاحب القرار والارادة وموضوع الانسان المنتج الفاعل والباني والمكون والقائد والمدير وصاحب المنهج والفكرة والقدرة والهدف والخطة والحضارة
على الفرد ان يبدأ ويأخذ زمام المبادرة في بناء شخصيته جسديا ونفسيا وعقليا متحررا من كافة القيود المانعة والحواجز الرادعة مهما كانت صبغتها سواء كانت دينية او عقائدية او اجتماعية كالعادات والتقاليد والاعراف والموروثات القبلية
كل فرد له خصوصية مستقلة متميزة في تكوين شخصيته ولذا فهو له ذات الخصوصية في مسيرته الثورية اذا لا يتفق شخصان بنفس الطريق على مساحة الثورة ولكن الاهداف واحدة فالاشخاص كلهم يلتقون بالاهداف تلك المحطات الاخيرة والمركزية والاستراتيجية لكافة سبل الثورة الفرعية
ومن هنا فان كل ثائر يمتلك ارادة الثورة ويمتلك القدرة الثورية يطلب الحرية مسبقا قبل المسيرة لان الحرية توفر له الاستقلالية بمسيرته والتميز والابداع والقدرة الاعلى للانتاج والعطاء
والحرية هنا هي روح الثورة وسبب ديمومتها ونموها وعطائها اذ لا ثورة بلا حرية واستقلالية
والحرية الفردية هي التي تولد الحرية الجماعية او ما يسمى الحرية الوطنية لتعود الحرية الوطنية حاضنة للحرية الفردية واطارا واقيا لها من التعديات والتفسخ والانهيار
اذن الثورة والحرية والاستقلال مثلث يشكل اطارا لعملية التغيير والبناء والتطور والتقدم والرقي وبموجب هذه العملية تنتج حضارة الانسان

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات