حينما يطلع النهار

أحمد أمين نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 01:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صرخ محمد باكيا “عايز اروح مصر يابابا” فنظرت إليه حزينا قائلا “حينما يطلع النهار”
و إذ بي كاتبا.......

سيدي الرئيس
لقد أحسست بالضياع و خيبة الأمل حينما رأيت النظام القديم يعيد إستنساخ نفسه علي صورتكم، واصبحتم ترددون كل مقالاته و تستمرون في كل إخفاقاته.
حدودنا غير أّمنه، فسيناء رهينة للعدو اللذي أملا عليكم شروطه فحملتوها لغزه حينما أمر العدو بفتح البوابات لتأمين الذهاب والإياب لرئيس وزراء مصر، و باتت إسرائيل و أمريكا راضيتان عن تعاونك معهما، و قريبا تُختار لجائزة نوبل
للسلام” الإسرائيلي” ، ولا علم لنا بما يحدث او سوف يحدث في سيناء التي رواها المصريون بدمائهم علي مر التاريخ.

شعبنا و شوارعنا بلا أمن، ُتَفض إعتصامات العمال بالقوه، و يخرب إضراب الأطباء الطامح لهيكلة عادلة للقطاع
الطبي ، و بنات مصر يعتدي عليهن في وضح النهار بلا حماية لأنهن “سافرات؟!!”، و الثوار تتعرض حياتهم و عيونهم لقناصة الداخليه او طرفكم الثالث، أطفالنا تقتل صباحا في الطريق لمدارسهم فلا تدمع لك عين و لا تعزي عشيرتنا فيهم بل هي اربعة ألاف علي الرأس و بيان متلفز لبضع دقائق، و أخيرا دستورنا اللذي طال إنتظاره، يتحكم في كتابته الجهلة و المنافقون .

إقتصاد معطل و تجري هنا و هناك و تتعامل مع كل المرابين و تقترض من البنوك و امير قطر أسوأ عورة في تاريخ البشريه ، لترهن مستقبل مصر كله.
أسوأ أموركم هو طغيان فكر الجماعه و علوه علي الأمة المصريه فضاع دور مصر و اصبحت رسول الجماعة في تنظيمها الدولي و كانت عملية غزه و سينا الثمرة المعلنه لإختزال دور مصر تحت عباءة الجماعه، و لم تسعفك الظروف لإمتداد هذا الدور حتي باكستان.
أما الطامة الكبري فهي تقمصكم لدور الديكتاتور “العادل” و مصيبة التعديلات الدستوريه التي تفضح فشلكم المقصود في إتمام الدستور، و تصنع منكم جميعا من ناحية أسوأ حكام مصر، ومن ناحية أخري تدفع البلاد إلي الهاويه وقانا الله شرها.
إن فشل إنتفاضة مصر في يناير نتج عن عدم وجود قيادة واحدة للثوره، فقد تجاهلنا السيد البرادعي و هو قادرعلي تحمل المسؤلية بشكل لا يتوفر لغيره، فهو “في نظري و لا أعرفه شخصيا” يتماثل دوره في تلك الثوره لدور علي إبن أبي طالب في ظروف الفتنه الكبري في نبل أخلاقه و حصافة رأيه و صلابة موقفه.
إنتفض المصريون ضد الفساد وإذا بنا نري ان الفساد لحق الجميع نظاما برئيسه و معارضة بكل فصائلها بلا إستناء فأفشل ذلك أيضا مسار الثوره، و جعلها نهيبة للإنتهازيين و المنافقين، و علينا الان وعي ذلك و العمل مع كل المعارضين و تجميع الصفوف دون أي حلم زائف لاتحاد قوي الثوره، مع المراهنة فقط علي خلق الموقف الثوري اللذي لا يحرق، لا يقتل و لا يغتال و ذلك كفيل بدفع القوي الثوريه للأمام.
إن الفساد لم يكن ابدا قيمة أخلاقية بل مكون مادي وأساسي في جسد النظام الحاكم، و القضاء عليه يبتدأ مع بداية تغيير النظام من خلال برنامج عمل لكل القوي “الوطنيه” و”الثوريه”.

حتي تنجح إنتفاضة نوفمبر، علينا العمل كالتالي؛


١- فرض حكم الشعب الرافض للديكتاتوريه و الطامح للكرامة و الحريه.
٢- تنفيذ احكام القضاء المصري في واقعة الإعتداء علي القانون من قبل التعديلات الدستوريه التي تخلق الديكتاتوريه العقيمه.
٣- إختيار البرادعي رئيسا مؤقتا .
٤- الفتره المؤقته تنتهي بإتمام كتابة الدستور و تشكيل مجلس شعب جديد و من ثم إنتخابات لإختيار الرئيس المصري الجديد.
٥-المهمه الأساسيه للرئيس المؤقت هي أمن مصر والبدأ في هيكلة وزارة الداخليه لتسمح لها بإحترام المصريين و الشارع المصري، و تكون مهمتها تأمين الشعب قبل الحاكم.
٦- إن الأمن القومي المصري تحدده رسالة مصر للعالم و يحميه جيشها بتأمين حدودها وإعادة الأمن لسيناء الحبيبه، و عدم التدخل في الحياة السياسيه.
٧- تشكيل جمعيه وطنيه ثوريه تضم ممثلين عن كل الثوار و عن كل قطاعات الحياه علي أرض مصر لكتابة الدستور اللذي ينظم حياة المصريين من وحي ثورتهم و علي شاكلة تاريخهم القديم و الحديث.
٨- يُختار رئيس وزراء مصر من قبل الجمعية الوطنيه، و يتم تشكيل الوزارة من الكفائات المصريه المشهود لها في مصر و العالم .
٩- مهمة الوزاره الأساسيه ، إلي جانب تصريف الأعمال ، هي تحليل أسباب الإخفاقات المزمنه و وضع الحلول العلميه والجداول الزمنيه مع تحديد الأولويات حتي تقوم الوزارة القادمه بإتمام مهمة الإصلاح.
أيها المصريون إن مصير مصر في أيديكم ، إحموا مصر يحميكم الله.
الطبيب المصري غير الفصيح
أحمد محمد أمين نصر
Sheffield
November Revolution

#أحمد_أمين_نصر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل