ابراهيم الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 13:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل المقاومة حرام؟
ما من شعب احتلت ارضه على مدى التاريخ الا وقاوم من اجل استرداد حقوقه بكل الوسائل، وها هو الشعب الفلسطيني منذ بداية المشروع الصهيوني على ارض فلسطين، يناضل من اجل دحره ودحر الدولة المحتلة لفلسطين، ولكن الاشقاء العرب لا يريدون مقاتلة العدو الصهيوني الذي يُدنس المسجد الأقصى، ولكن كذلك لا يريدون دعمم المقاومة التي نذرت نفسها لتحرير الارض الفلسطينية.
وكأنه لا يكفي هذه الامة ما حل بها من هزائم، وهي لحد الان لا تعمل من اجل ان يكون لها مكانا رفيعا بين الامم، ويبدو انها لم تتعلم من دروس الماضي، وهذه الدروس تحتم عليها عدم السماح للقوى الخارجية السيطرة على المنطقة، لان المنطقة العربية ما زالت محل اطماع دول مختلفة من اجل السيطرة عليها ومحاولة اخضاعها لنفوذها.
يبدو ان الانظمة العربية لا تريد الثأر لهزائمها المتلاحقة مع اسرائيل، وهي تملك من السلاح ما يمَكنها من تدمير اسرائيل، ويجب على هذه الانظمة اخذ العبر والتعلم من مقاومة الشعب الفلسطيني الذي لا يملك الطائرات والدبابات، ولكن يبدو ان الاسلحة التي تُكدسها الجيوش العربية منذ حرب 1973 والتي لم تدخل منذ هذا التاريخ في اي حرب مع العدو الصهيوني، هي ليست لمحاربة اسرائيل، وانما لقمع الشعوب التي تطالب بحريتها.
ان الحروب الخاطفة التي شنتها اسرائيل في السابق على الدول العربية لم تعد في الوقت الحاضر ممكنة، وكما نرى بأن المقاومات تصمد امام الة الحرب الصهيونية اكثر مما تصمد جيوش هذه الانظمة، وان هذه الانظمة بضعفها وعدم امتلاكها للارادة جعلت من دولة الاحتلال تعتقد بأنها دولة قوية لا يمكن التغلب عليها.
ولكن ها هي القوة التي لا تُقهر، تُهزم امام صمود وارادة مقاومين قرروا الشهادة والدفاع عن شعبهم وحقوقهم، وكماان الشعوب اصبحت لا تخاف حكامها المستبدين، وانها قد كسرت هذا الحاجز، فان المقاومة ايضا اصبحت لا تخاف هذا العدو الذي لا يفهم سوى لغة القوة لثنيه عن غيه وعدوانه ودحره عن ارض فلسطين.
لم نسمع من اي زعيم عربي القول بأنه يجب تسليح الفلسطينيين، وهنا يجوز السؤال، هل المقاومة اصبحت حراماً، هل مقاومة المحتل ومجابهته اصبحت محرمة، وهل دعم ومد المقاومين بالسلاح لاسترجاع حقوقهم المغتصبة والدفاع عن النفس اصبح من المحرمات، ان العرب يصنعون الاستثناءات التاريخية من خلال تخليهم عن المقاومة من اجل استرجاع الحقوق العربية، ويبدو ان العرب نسوا دينهم الذي يسمح بالدفاع عن الحق ومحاربة الظلم، وكذلك نسوا القانون الدولي الذي يسمح بالمقاومة من اجل استرداد الاراضي المغتصبة بكافة الوسائل.
بلا شك ان اسرائيل لا تقيم وزنا للاجتماعات العربية وعبارات الادانة التي أدمن عليها القادة العرب، وذلك لان العدو الصهيوني يعرف ان جعبهم خاوية من اي فعل ضده، ويعرف هذا العدو بأن العرب ليس في استطاعتهم فعل اي شيء على الارض سوى ادخال المساعدات الانسانية والطبية.
زعماء دول ما يسمى بالربيع العربي قالوا ويقولون طوال الوقت بان ما كان متاحا من قبل، لم يعد متاحا اليوم، وان الوضع يختلف عما كان عليه قبل الربيع العربي، وان عرب الامس ليس كعرب اليوم، ولكن على ارض الواقع لم يتغير أي شيء، ولم يتغير العرب، ولكن الذي تغير هو الاشخاص، ولكن السياسة السابقة والتي كانت متبعة بقيت على حالها، وهذه السياسة اتسمت وما زالت تتسم بالضعف والخنوع امام الغول الصهيوني.
ان الذي يحصل هو در الرماد في العيون، ولم نرَ قطع العلاقات مع هذا العدو أو التهديد بالغاء الاتفافيات الموقعة معه، ولم نسمع أن اي دولة عربية ضغطت على واشنطن لاجبار اسرائيل على وقف عدوانها، لان الانظمة حسب قول زعماءها لا تملك هذه الامكانات، لا الامكانات السياسية ولا العسكرية ولا الاقتصادية، مع العلم انها لو ارادت الفعل فهي قادرة على عمل الكثير، ولكن تنقص هذه الانظمة وقادتها الارادة، وان قدرة هذه الدول تقتصر فقط على الوساطات ونقل الشروط للطرفين بهدف وقف اطلاق النار دون اجراءات عملية ضاغطة على هذا العدو، وهذا بالضبظ ما كان يحصل في السابق.
العدوان الاسرائيلي أدى الى القتل ودمار البيوت على رؤوس ساكينيها، ان اطفال ونساء وشيوخ غزة انتظروا الدعم الذين يحميهم من طائرات العدو التي زرعت الموت والدمار، ولكن العرب أثروا على الدعم الانساني والطبي فقط لكي لا يُغضِبوا هذا العدو، لان امكانات العرب لا تسمح بمجابهة الكيان الصهيوني.
إذا كانت الانظمة الدكتاتورية السابقة كانت غير قادرة على المجابهة ووقفت ضد اي مقاومة تريد محاربة اسرائيل، بسبب عفونة هذه الانظمة وفسادها وارتهانها لواشنطن، فلماذا لا يقوم العرب الجدد الى دعم المقاومة بالسلاح وهي قادرة اي المقاومة على مجابهة العدوان، ولكن يبدو ان المقاومة ضد اسرائيل اصبحت محرمة ولا يجوز الجهاد على ارض فلسطين، ولكن هذا الجهاد يجوز في اماكن اخرى اكثر اهمية لهذه الدول.
ابراهيم الشيخ
كاتب وصحفي فلسطيني
#ابراهيم_الشيخ (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟