أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الشيخ - الملهاة الفلسطينية التي لا تنتهي














المزيد.....

الملهاة الفلسطينية التي لا تنتهي


ابراهيم الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل ما يعيشه الشعب الفلسطيني من مشاكل اقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات، ناهيك عن الاعمال العدوانية التي تقوم بها الالة العسكرية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين من اذلال وهدم البيوت ومصادرة الاراضي وتدنيس المقدسات، بالرغم من كل هذا فان الاطراف الفلسطينية تمعن بالانقسام ولا تجد ارضية مشتركة للحوار بينها.
كلما تنفس الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج الصعداء من تقارب الفريقين المنقسمين، الا ان الاخبار تطالعنا كل يوم باخبارسيئة باستحالة انهاء حالة الانقسام التي استفحلت، وكلما طالت تبدو المصالحة بعيدة المنال.
ان تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاخيرة قد اظهرت مدى وعمق التناقضات والاختلافات السياسية بين الطرفين التي تميز المشهد الفلسطيني، والذي يبدو قاتما في ظل عدم اي اهتمام عربي ودولي بما يجري في فلسطين ويتم التركيز على الازمة السورية والاوضاع في مصر.
تصريحات عباس اثارت ردود فعل قوية من قبل حركة حماس التي تتهم السلطة بعدم جديتها في الوصول الى حل بانهاء الانقسام واجراء المصالحة الفلسطينية، وبوضع شروط لانهاء الانقسام باجراء انتخابات في الضفة وغزة حيث ترفض الحركة تنظيمها في القطاع الذي تسيطر عليه منذ منتصف 2007 تسيطر عليه.
الاتهامات المتبادلة والتراشق الاعلامي بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس يعيد الطرفين الى المربع الاول و الى احياء هذا الانقسام الفلسطيني من جديد وتعميقه والدخول في نفق يصعب الخروج منه بسرعة، لأن كل جهة تشكك بشرعية الطرف الاخر، فحماس تعتبر الرئيس محمود عباس منتهية ولايته وبأنه رئيس غير شرعي، وكذلك السلطة بدورها تعتبر اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة ايضا غير شرعي، حيث حذر عباس بالقول“ انه من يستقبل رئيس الحكومة المقالة التابعة لحماس كرئيس وزراء فهو يساعد على تقسيم الصف الفلسيطني، وهذا يدل على ان السلطة لا تعترف به كرئيس وزراء مقال ويعتبركلام عباس تحذيرا الى الجهات الخارجية بأن لا تعترف به، وان السلطة الشرعية هي السلطة الفلسطينية في رام الله.
اما عن الانتخابات المزمعة والتي تثير الجدل بين الاطراف الفلسطينية، فحماس ترفض هذه الانتخابات لاسباب عدة ومن اهم هذه الاسباب هي ان هذه الحركة غير مستعدة للتخلي عن سلطاتها في غزة في حال خسارتها هذه الانتخابات، ولانها تعرف أيضا بأن شعبيتها قد تقلصت وقد تأثرت بسبب الحصار الذي فُرض على قطاع غزة من قبل اسرائيل بعد فوزها في الانتخابات التشريعية التي جرت في مطلع عام 2006.
السلطة الفلسطينية تريد تنظيم هذه الانتخابات ظنا منها بأنها ستنهي حالة الانقسام وسيجري توحيد الصفوف بين الضفة الغربية وغزة وبالتالي توحيد المواقف من كيفية مواجهة العدو الصهيوني وتحديد ثوابت وطنية في حال تجد المفاوضات مع اسرائيل، فالسلطة تراهن على الفوز في هذه الانتخابات، لأن حماس لا تملك الشعبية التي تؤهلها بالفوز، وهي تراهن ايضا على استرجاع السلطة التي فقدتها في غزة وتوسيع سلطتها القائمة في رام الله، لتكون هي المسؤولة والناطق باسم كل الفلسطينيين في حال ذهابها لاي مفاوضات مع اسرائيل.
اسرائيل بالطبع تحارب اي تقارب بين الجانبين وهي المستفيد الاكبر من هذا الانقسام، ولكن من الممكن ان لا تضع العراقيل امام المصالحة ان ضمنت بان السلطة الفلسطينية ستفوز في هذه الانتخابات، ليتم بعد ذلك اخضاع حركة حماس لقرارات السلطة الفلسطينية التي تمثل النهج المعتدل والمقبول من قبل اسرائيل والقادرة على الوصول الى حلول وسط معها. إلا ان هذا الاحتمال صعب تحقيقه بسبب تعنت حماس من مسألة الانتخابات، لشعورها بأنها ستفقد السيطرة على قطاع غزة لصالح السلطة الفلسطينية.
فوضع حماس يبدو صعبا بسبب انقسامها على نفسها ما بين الداخل والخارج والتناقضات التي تشوبها، حيث ان حماس الخارج مرتهنة للقرار والمال القطريين، وحماس الداخل مرتهنة للدعم الايراني، فمن الصعب اتخاذ مواقف موحدة من المصالحة ارضاءا لضغوط هذه الاطراف المتناقضة سياسيا.
اما السلطة الفلسطينية المرتهنة للمساعدات الامريكية والاوروبية وبعض الدول العربية، فهي من جهتها تواجه ضغوط تُمارَس عليها من قبل هذه الاطراف من اجل عدم التقارب مع حركة حماس، والا ستفقد هذه السلطة المساعدات التي بدونها لا تستطيع الاستمرار طويلا في ظل ازمتها الخانقة، وبالتالي لن تقدرعلى دفع رواتب موظفيها، ناهيك عن الضغط الشعبي الذي يزداد يوما بعد يوم بالمطالبة بتحسين الظروف الاقتصادية المتردية، وهذه المطالب ايضا لا تخلو من المطالب السياسية كرحيل رئيس الوزراء سلام فياض وتغيير سياسة السلطة ونهج المفاوضات التي تتبعه وعلاقاتها مع اسرائيل.
ان ارتهان السلطة الفلسطينية وحركة حماس لجهات اقليمية ودولية قد اضعف مواقفهم واصبحت قراراتهم بعيدة عن الاستقلالية، مما يزيد من تفاقم الازمة وافقادهم البوصلة الصحيحة.
ان نشوء سلطة فلسطينية نتيجة لاتفاقيات اوسلو كان اجراءا مؤقتا لحين قيام الدولة الفلسطينية، الا ان هذا الهدف قد طال ولم يتحقق في ظل انسداد الافق السياسي وعقم المفاوضات، من جهتها استغلت اسرائيل هذا الوضع لاهدافها، من خلال التنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية، واصبحت السلطة في اطارها العام أداة للابتزاز من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية واسرائيل لتقديم مواقف لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني.
الفلسطينيون قبل اتفاقات اوسلو لم يكن لديهم سلطة، ويبدو ان لعبة السلطة قد اعجبتهم واحبوا ممارستها حتى ولو تحت حراب الاحتلال، ولم يكتفوا بسلطة واحدة واصبح لديهم سلطة اخرى في غزة، واصبحت السلطة ملهاة للقيادات الفلسطينية التي نسيت على ما يبدو الهدف الرئيسي وهو ازالة الاحتلال لا التعاون معه ومهادنته.

ابراهيم الشيخ
كاتب وصحافي فلسطيني



#ابراهيم_الشيخ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- انطلاق أول أيام مناسك الحج وتوافد أكثر من مليون مسلم إلى مكة ...
- السعودية.. مدير مكتب محمد بن سلمان يعلق على وفاة والد سعود ا ...
- رئيس المجلس الرئاسي اليمني: زيارتي إلى روسيا ستعطي دفعة قوية ...
- للمرة الأولى منذ 3 سنوات.. وزير الدفاع الأمريكي يتغيب عن اجت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن الطرق لمراكز المساعدات في غزة -مناطق ق ...
- كتائب -محمد الضيف- تعلن بدء عملها المسلح ضد إسرائيل من الجول ...
- روبيو: مصالح البلاد ستحدد السياسة الخارجية الأمريكية وليس ال ...
- عراقجي: تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية هو خطنا الأح ...
- إلغاء إرث التنوع.. هيغسيث يمحو اسم رمز المثليين من الأسطول ا ...
- كيفية استعادة صحة الأمعاء بعد تناول مضادات الحيوية


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الشيخ - الملهاة الفلسطينية التي لا تنتهي