أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفي حسن محمد آدم - تنمية الموارد البشرية وفقراء السودان














المزيد.....

تنمية الموارد البشرية وفقراء السودان


مصطفي حسن محمد آدم

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 14:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لماذا تود أن تذهب مبكراً؟ كان رد هذا المواطن المغلوب على أمره؛ أبنائي لديهم إختبارات دورية بالمدرسة، فأردت أن أتأكد من جاهزيتهم للامتحان. هنا نجد أن الاستثمار في بني البشر هو سنة الحياة، لكن هناك تعريف بسيط لتنمية الموارد البشرية الا وهو الاستثمار في التعليم والصحة والخدمات الأخرى. في بلد مثل السودان نجد أن المواطن السوداني الذي لا يملك قوت يومه يصعب عليه توفير أهم متطلبات فلذة كبده من غذاء ودواء ناهيك عن مقعد للدراسة، بينما يتحدث الذين يجلسون في كراسي الحكم عن توفر كل شيء.
لذا، بدأت أفكر جلياً في كثير من الأمور فلاحظت أن هناك عدد من السودانيين كانوا قد رحلوا عن الوطن الأم متجهين نحو عراق الرافدين دجلة والفرات باحثين عن فرصة عمل كي تسد رمق أعينهم خاصة وأن أكثرهم غير مؤهل علمياً أو مهنياً فقط الاعتماد على القوة البدنية وقليل من الخبرة، نعم خلال العقدين الأخيرين من الألفية الثانية الماضية كان العراق خصباً، فتمكن كثير من الشباب السوداني الذي عمل هناك أن يجمع شيء من المال والخبرة وفشلت مجموعة (عدم المقدرة في استغلال فرصة العمل والمال الذي صرف في الملذات الذاتية)، ما كان لهؤلاء أن يجمعوا مثله في السودان ونحن ندريأنه لم يصل كل من الخياط (الترزي)، الحداد، البراد، عامل البناء، وخلافهم الى العراق مثلاً لجمع قليل من المال.
أخذت مغتربي السودان بالعراق كمثال مع أن هناك مجموعات أخر بالأردن، ليبيا، وسورية موضوع البحث والتحليل العلمي لهؤلاء السودانيين الذين بدأت بالحديث عن أحدهم كفاتحة لهذا الموضوع حيث نجد أن أكثرهم يعمل إما حارس (ناطور باللغة الآرامية) أو عامل بمزرعة وقليل يعمل بالتجارة وأعمال أخرى.
دراستي هذه لا تخص هؤلاء الآباء الكهول بسبب أوضاع السودان ولكن تشخص وضع أبنائي الذين يؤدون واجبهم التعليمي سواء كان بالمدارس السورية أو الجامعات التي بها كل أساسيات التعليم حيث المعلم المتفرغ ووفرة الكتاب وأدوات التعليم – هذا أدى الى أن هؤلاء الصغار سوف يرفعون من مؤشر التنمية Human Resources Development Index (HDI) لدولة السودان حيث لاحظت وتحدثت مع أغلب الآباء ووجدت أنهم دائماً ينظرون إلى تعليم الصغار ويراجعون معهم دروسهم يوم بيوم مما يؤكد على اهتمامهم بجودة تعليم أولادهم، ذكر لي أحد الآباء: "فقط عندي أولادي هؤلاء ولا أملك غيرهم شيء وسوف أبذل قصارى جهدي حتى يصلوا إلى أعلى الدرجات بمشيئة الله".
يوجد في الجمهورية العربية السورية من العائلات السودانية عدد لا يستهان به، منهم من هو متزوج من سورية الأصل أو فلسطينية سورية أو لديه زوجة سودانية وبالطبع لديهم أطفال بالمدارس (اللهم حسن وضع مدارس السودان) حيث لا يوجد تبرع يومي، شهري، سنوي لتسيير أمور المدرسة "المواطن يدفع الضريبة من أجل امتيازات العدد الهائل من الوزراء المركزيين والولائيين ومدراء مكاتبهم".
لوحظ أن نسبة عالية من هؤلاء الصغار الذين يعيشون في سورية مع أهلهم يدرسون في المرحلة الابتدائية وقليل في المرحلة الثانوية (نظام اثنتا عشر سنة دراسية)(*)، لكن نجد أن مستواهم العملي (Academic) رفيع وهنالك مواظبة ومثابرة من أجل نيل العلم (اللهم شد من عضدهم – آمين).
........... نواصل..........
(*) قدمت لوزارة التربية السورية شهادتي الثانوية السودانية للمعادلة (ما قبل إنقاذ التعليم بالسودان) وكانت مراحل دراستي كالآتي: الابتدائية (6 سنوات) المتوسطة (3 سنوات) والثانوية (3 سنوات)، هنا طلبت مني الوزارة إحضار الشهادة المتوسطة حتى يتأكد المسئول من المعادلة بأنني قد درست (12 سنة)، عليه أود أن أسأل لماذا تم تخفيض عدد سنوات الدراسة من 12 سنة إلى ما دون ذلك؟ علماً بأن المستوى العلمي قد تدنى في كل مراحل التعليم بالسودان "واحد أراد أن يكتب الرقم 9 بالحروف كتبه تزعة؟!؟؟".



#مصطفي_حسن_محمد_آدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنمية الموارد البشرية وفقراء السودان


المزيد.....




- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفي حسن محمد آدم - تنمية الموارد البشرية وفقراء السودان