أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - بعد الأرز في بيروت، النسر المصري يستعد للإقلاع: استغلال الفضائيات لمآرب ثورية














المزيد.....

بعد الأرز في بيروت، النسر المصري يستعد للإقلاع: استغلال الفضائيات لمآرب ثورية


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شكراً للقنوات الفضائية! لنقلها مشهد الأعلام الأوكرانية في شوارع أوكرانيا، إلى كل بيت عربي، حيث شاهد المواطن العربي.. ومن ثَمْ(تأمل)مدينة.. لفها المطر والجليد، ومع ذلك لم ينم الناس فيها.. ووصلوا ليلهم بنهارهم، وخرجوا بأعلامهم البرتقالية الشهيرة، وفي بالهم أنهم يتحدون حكومتهم في معركة داخلية، دون أن يدركوا أنهم يشرحون للعالم الثالث.. كيف يقوم أهله بثورةٍ.. سلمية حداثية تليفزيونية! وكيف يضبطون ويُخرِجون المشهد.. كي يؤثر في مسار الأحداث، وكيف يستغلون ثورة تكنولوجيا الاتصال.. ويسخرون كاميرات الفضائيات، لمآرب ثورية!! على ما يبدو.. فهمها بعض المواطنين العرب وهي طايرة على أجنحة القنوات الفضائية! فقام المواطن اللبناني بعرض التطبيق الأول! وخرج إلى الشوارع فلم ينم، وظل مشهد الأعلام اللبنانية بلونيها الأحمر والأبيض، وشجرة الأرز تزهر في وسطها رغم شتاء بيروت، مشهداً يعطي الدرس الأول في نسخته العربية! ويقدم عرضا يشمل في مضمونه(دورة تدريبية)بقى أن يقلدها الآخرون! بعد أن يفيقوا من دهشتهم وما أصابهم من ذهول.. سببه(استكثار)المواطن العربي.. أن يفعلها بعضٌ من أهله!
وإذا كانت(الحالة اللبنانية)بالذات، لها قوانينها الخاصة، بحيث لا يمكن فهم ما حدث بلبنان على أنه(حركة شعبية خالصة)، فهي حالة معقدة يمكن فهمها في إطارين مختلفين: الأول هو ذلك الشيء(الخفي)الذي يحرك الأحداث لخدمة جهاتٍ أخرى، قد لا يكون لبنان من بينها بالضرورة! مستغلاً ضيق اللبنانيين من التطفل السوري على بلدهم، كي يحركهم ويلهب حماسهم.. ثم يستغله لخدمة مشروع ٍ.. ربما يكون مخالفا لما هو(معلن)، حيث اشتد حماس الشارع اللبناني .. لصالح هدفٍ معلن هو جلاء القوات السورية من لبنان، لكن الأحداث قد لا تقف فقط عند تحقيق هذا المطلب المشروع، فهناك إسرائيل وأمريكا وشبح الحرب الأهلية، وغير ذلك مما ستتكشف عنه الأيام المقبلة،
إلا أن الإطار الثاني الذي تفهم فيه أحداث لبنان.. ربما يكون الأهم إقليمياً، تلك اللحظة التاريخية التي تتحرك فيها جماهير شعبٍ عربي.. أنظر لماذا تتحرك.... لإسقاط الحكومة! إسقاط الحكومة؟! هل تصدقون أن هذه العبارة الإخبارية.." تظاهر الشعب من أجل إسقاط الحكومة، فدفعها إلى تقديم استقالتها"، هذه العبارة الإخبارية.. تقال الآن في كل نشرات أخبار العالم من أقصاه إلى أقصاه.. وصفاً لشعبٍ.. عربي؟ هل تصدقون ذلك؟! هذه عبارة كنا نسمعها في الأخبار عن بلادٍ أخرى.. في آسيا المزدحمة، في أفريقيا الجائعة، في أمريكا اللاتينية الثائرة دوما، في أوروبا المرفهة، في أي بقعة من كوكب الأرض.. إلا.. في تلك البقعة العربية القاتمة.. المسجونة في قلب الخريطة! لكن الأهمية الإقليمية العربية لتطورات الأحداث اللبنانية، هي أهمية شعبية.. فقد كان هناك شارع عربي آخر يتحرك على استحياء.. قبيل انفجار الوضع اللبناني، هو الشارع المصري، عندما خرج عدد من الناس قليل، رافعا شعار(كفاية)ضد الحكومة! معرباً عن غضبٍ.. كان مكتوما فانفجر أخيرا ضد.. الحكومة.. ورئيس الحكومة.. ووزراء الحكومة.. ورئيس البلد.. وابن رئيس البلد.. وأم ابن رئيس البلد..ومن في زمرتهم.. ومن سلطهم جميعاً.. منذ يوم الدين.. على رقاب المصريين! وكان العالم قد بدأ يستعد لأن يدهش! متسائلا: أين يحدث هذا؟.. في القاهرة؟!.. فقد أوشك الظن أن يسود بأن من ضمن عجائب الدنيا.. إلى جانب سور الصين العظيم، وتاج محل.... صبر المصريين!
ثم جاء المشهد من بيروت.. ليقدم الدرس الأوكراني.. بأناقة لبنانية! ويُحدِث- ربما بالصدفة- تفاعلا متبادلا بين المصريين واللبنانيين، وإن اختلفت بعض التفاصيل، فسادت ألوان العَلم اللبناني على الصورة الفضائية الحية.. المنقولة من بيروت، لتجعل من الحدثين.. لحظة مرجعية زمنيا، تصلح للتأريخ، فكما يقال(عام الفيل)، و(عام الكوليرا)، يمكن أن يقال مثلا عام لبنان، أو عام كفاية، أو عام الأعلام، أو عام التساقط المتتالي.. بالطبع تساقط متتالي للحكومات العربية!! وبينما تتسارع الأحداث في لبنان، ويبيت اللبنانيون في الشوارع.. تلقف المصريون صورة أعلام الأرز المزهر في بيروت، فإذا بحماسهم(يوشك أن يشتد)كما صار في لبنان، وإذا بأحلامهم تتصاعد جهاراً نهاراً! في المقاهي والمجالس والطرقات... وفي المقالات أيضا!! وفي كل تلك الأحلام.. يرى الرائي النسر الذي يتوسط العلم المصري.. يستعد للإقلاع! فلم يعد ببعيدٍ على توقعات أي مراقب.. عملا بمبدأ(ترونها بعيدة.. وتراها الفضائيات قريبة)! أن القنوات الفضائية.. كما نقلت مشهد أعلام الأرز ترفرف.. فوق رؤوس عشرات الآلاف من اللبنانيين في بيروت.. وبعد الدرس الأوكراني في كيفية استغلال كاميرات الفضائيات.. لتوجيه أحلام الشعوب.. إذا بها تجهز معداتها.. استجابة ً لتفاعلٍ متبادلٍ جميل بين اللبنانيين والمصريين.. واستعدادا لنقل مشهدٍ آخر.. هذه المرة من القاهرة..(أترونه بعيداً؟!).. لتتبدل الصورة- مازال حلم المقاهي والمقالات مستمراً- من شتاء شجر الأرز في بيروت.. إلى ربيع نسر ٍ يحلق.. في سماء القاهرة...



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذهنية العربية الإسلامية تكره الأنثى المتمردة النشطة عقليا ...
- مبارك: تعدّل.. متعدّلش... برضه كفاية
- الحسين كان رجل سياسة وليس رجل دين، فلماذا القداسة؟
- إصلاح الشرق الأوسط يبدأ بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر
- من لا يربيه شعبه.. كونداليزا تعرف تؤدبه!
- صفوت الشريف: الريس مقبل على-ضبط إيقاع-المعارضة المصرية!
- الرئيس مات قبل التمديد: اللي خلف مماتش، المثل من مصر والريس ...
- مآخذ على التيارات السياسية المصرية في ظل نظام يحتضر
- رحيل ماهر عبد الله الإخواني الحداثي
- عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين
- المسلسلات التاريخية فن زراعة الوهم في نخاع العرب
- الأعلانات التجارية على الفضائيات من الأسمدة الزراعية إلى الم ...
- بمناسبة الحملة البريطانية على القرضاوي لا يوجد تعريف دولي لل ...
- مبارك : أنا عايش ومش عايش
- فوضى الساعات الأخيرة في حكم آل مبارك
- أخبار مملكة الخوف الشعب السعودي بين الاستبداد والإرهاب
- استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي ...
- مصر التائهة بين مبادرة أمريكية للهيمنة ومبادرة مباركية لمزيد ...
- مصر قوة هائلة كامنة فأين توارت؟ المقاومة العراقية هدية للشعب ...
- سوق الفتاوي وفتاوي السوق في دولة الأزهر!


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - بعد الأرز في بيروت، النسر المصري يستعد للإقلاع: استغلال الفضائيات لمآرب ثورية