أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - مبارك : أنا عايش ومش عايش















المزيد.....

مبارك : أنا عايش ومش عايش


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 881 - 2004 / 7 / 1 - 08:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أظن أن مصر وحدها.. دون سواها في أرجاء الدنيا.. التي تعيش هذه الأيام تلك التجربة الفريدة في مطلع القرن الحادي والعشرين، تجربة لعبة القط والفأر بين الناس والريس، كلا الطرفين (الريس والمواطنين) ينقل إلي الآخر رسالة (أنا قاعد علي قلبك.. حتروح مني فين)! فبعد تطاير أخبار مرض الرئيس هنا وهناك، وبعد أن أصبح من المتعذر إخفاؤها محليا ودوليا، أمام فضول الإعلام بكل أجنحته المرئية والمسموعة والمقروءة، وبعد أن أصبحت المبررات التقليدية لعجز الرئيس عن القيام بواجباته غير مقنعة، مثل الأنفلونزا وإجهاد الصيام وخلافه، صار الإعلان عن شيخوخة الرئيس أمرا لابد منه، وهنا بدأت اللعبة التي تضحك العالم (وتسليه)، وبغض النظر عن حكاوي الصراعات المتأججة علي إرث الحكم في مصر، فإن المصريين الذين يتهمهم المؤرخون ـ زورا ـ بالنفاق، يتابعون أخبار الرئيس باهتمام، ليس بالضرورة علي طريقة (خلصنا اعمل معروف)! ولكن ربما لأن (رحلة ألمانيا) تبدو لهم كأمل أخير، وجاءت معالجة وسائل الإعلام المصرية لهذا الحدث في غاية الطرافة! فقناة النيل للأخبار أجرت مع الرئيس اتصالا تليفونيا عبر الأقمار الصناعية من مستشفاه في ألمانيا، وكان مرتديا روبه الأزرق ويبدو وكأنه يحاول إخفاء الإعياء، لكنه كان لقاء (لذيذا) للغاية! بدا فيه الريس وكأنه يغني أغنية عمرو دياب (أنا عايش ومش عايش)! المذيعة تقول له (قلوب كل المصريين معك سيادة الرئيس وتتمني لك الشفاء والعودة) وهو يرد عليها بالقول (أنا برضه مشغول بإدارة البلاد، لكن اعتبروه أسبوع راحة.. إنتو إيه.. مبترحموش؟ علي كل حال سلامي للمواطنين! وإن شاء الله أنا راجع، يعني إذا منفعش العلاج الطبيعي.. حيعملولي عملية الدسك، لكن أنا راجع)، اللطيف في الأمر أن المذيعة تعرف أنها تكذب، والريس يعرف أنها تكذب، وهي تعرف أنه يعرف أنها تكذب، والمشاهد يعرف أن الجميع يكذبون عليه! والفضائيات العربية الأخري نقلت جزءاً من اللقاء نقلا عن قناة النيل للأخبار، بينما يحضر الجميع ملفاته للحدث الجلل، الذي يشبه صرخة الميلاد بعد مخاض عسير! لكن حتي لو الريس عاند، حيروح فين؟! دي حاجة متنفعش معاها قوة البوليس والأمن المركزي والقنابل المسيلة للدموع! فالحال أن الرئيس يعاني من عجز الشيخوخة والكهولة حتي لو حمل معه صبغة شعره إلي ألمانيا، ألمانيا التي يري البعض أنها قد تدخل التاريخ المصري من أوسع أبوابه، ذلك الذي نسميه نحن المصريون (باب الفرج)! المسألة مسألة وقت، ونحن في مصر نعامل الوقت ـ علي عكس البشرية كلها ـ باحتقار! وأسمينا طريقة تعاملنا مع الوقت بهذا الاسم القبيح (الصبر)! لكن الطرفة الأخري التي جاءت من التليفزيون المصري ـ الذي يعمل فيه آلاف المصريين ـ كانت حين نشط لاستطلاع رأي جمهور الشارع في حكاية مرض الرئيس وسفره للعلاج، وهو ما ذكرني بفيلم (البداية) عندما سخر من تحفيظ رجل الشارع البسيط لما سيقوله عندما تدور الكاميرا، وأدي أحمد زكي هذا الدور بإتقان مبهر، حيث كان عاملا جائعا بائسا مطحونا، وعندما دارت الكاميرا راح يردد كالببغاء مدحا متتاليا سريعا للحكومة والرئيس باعتباره إله الخبز والرغد! علي كل حال راح المواطنون يدلون بدلوهم (المتفق عليه قبلا بالطبع) في أمر مرض الرئيس، تمنوا له الشفاء والعودة سالما معافي، إضافة إلي بعض (التحابيش) من مثل (مصر من غيرك ولا حاجة، احنا من غيرك نضيع،..إلخ)، لكن أجمل تعليق حقا، الذي جاء بالفعل بليغا رغم بساطته، كان من رجل بسيط يبدو أن منتج البرنامج لم يفهم الرسالة من كلامه، أو ربما فهمها ومررها بخبث باعتبارها تحتمل التأويل، ويمكن له النجاة إذا استغبي! إذ قال المواطن البسيط: الريس.. ربنا يخليه.. ربنا يخليه.. نجا من كل محاولة فاشلة قبل كده.. لكن المرة دي إن شاء الله.. إن شاء الله.. ربنا حيتولاه !!

الهجوم علي أغاني مطربات الفيديو كليب علي طريقة: نفسي فيه.. أتفو عليه!

هل توجد بين ثقافات البشر ثقافة مزدوجة كالثقافة العربية؟ هل توجد أمة (تتحدث) عن الفضيلة ليلا ونهارا كأمة العرب؟ ثم هي في سريرتها تتعامل بشبق مع كل أوجه الحياة طوال الوقت، وخاصة المرأة؟ من منكم لم يعرف (آخرين) في مجتمعه يشاهدون في سرية تامة ـ أو هكذا يعتقدون ـ فضائيات الجنس التي تأتي من الغرب (المنحل)، ثم في صبيحة اليوم التالي يكونون من أبرز المهاجمين لانحلال الغرب وهلاك الفضيلة فيه، محذرين من (الغزو الثقافي)!، من منكم لم يشاهد (آخرين) في مجتمعه وهم يستمتعون بخفة ظل وجمال نانسي عجرم وروبي وغيرهما من المطربات الجدد، ثم في صبيحة اليوم التالي يهاجمون بشدة فتيات الفيديو كليب، وأغانيهن التي تحمل (إيحاءات)، وكأن الأغاني القديمة ـ المحترمة ـ لم تكن تحمل وتنقل إيحاءات؟ الفرق أن تلك الأغاني القديمة كانت تنقل لك (الحب والشوق والرغبة والشهوة) سمعيا، أما الجديدة فبحكم التطور تنقل لك نفس المعني بالصورة. المثير للاستغراب أن أحدهم قد يكون في غاية الحماس وهو يهاجم المطربات (الجميلات بالذات!) ثم إذا بدأت أغانيهن علي التليفزيون لا يقاوم النظر إليهن والاستمتاع بكل (إيحاءاتهن)، نساء ورجالا، (وإلا كيف عرف سيادته تلك التفاصيل التي ينتقدها ما لم يكن أمعن النظر حتي ذاب فيها!). لم أصادف حتي الآن ـ إلا القليل ـ قدم نقدا موضوعيا لظاهرة أغاني الفيديو كليب، الجميع ينتقد فقط (الإيحاءات) أو الرقص في تلك الأغاني، وقد يكون مقبولا ومنطقيا إذا كان هذا الاستهجان ينطلق من نقد للأساليب الفنية أو درجة الابتكار أو غير ذلك، ولكن ربطه بالفضيلة هو الذي يخليه من الموضوعية النقدية للفن، إذ لماذا هذا الربط المفتعل بين الفضيلة كقيمة عليا وحاجات البشر العاطفية الطبيعية؟ الفضيلة تتمثل في احترام حقوق الغير وعدم السرقة والقتل والاعتداء علي الآخرين..إلخ، فلماذا عند العرب تتمثل الفضيلة فقط في القهر الجنسي والعاطفي؟ لم ينتقد هؤلاء ـ أدعياء الفضيلة عمال علي بطال ـ ركاكة كلمات الأغاني أو حصرها في وصف مشاعر (حب المراهقين) دون غيرها من أحاسيس الإنسان العميقة؟ ولم ينتقدوا سطحية الصورة المطروحة للحب علي طريقة (من غيرك مقدرش أعيش، وعشانك أعدي بحور.. وغير ذلك من عبارات الحبيبة الصغار)، لا أدري ما الذي يريدون منعه بالضبط؟ هل يريدون منع الغناء والرقص والفن؟ والذي هو بالضرورة يعبر عن مشاعر الإنسان وأحاسيسه وأحدها الحب؟ هل يريدون منا أن نستمع فقط للأناشيد والتراتيل حتي تكتمل فضيلتنا كما يرونها ونصبح ملائكة علي سطح الأرض؟ (حتي الملائكة قد تضجر من حياة قفر خالية من الغناء والرقص!)، من يصدق ادعاءاتهم بأنهم غاضبون من جمال ورقة وخفة دم روبي؟ هل تحبونها ثم تهاجمونها علي طريقة.. إتفو عليه.. بس نفسي فيه!!

شخصية فضائية

عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري الذي حاز ـ عن جدارة ـ لقب أكثر رئيس وزراء نال كراهية المصريين، كلفه الرئيس مبارك بإدارة شؤون البلاد، بصفة مؤقتة إلي أن يعود من رحلة علاجه في ألمانيا، وهو الذي في وجود مبارك علي أرض مصر، خربها بالاتفاق معه! وبعد أن يئس المصريون من إزاحة رئيس الجمهورية الذي يعاندهم ويرجع إليهم (بعد كل مرة)، تواضعت أحلامهم لتقتصر علي الحلم بالخلاص من رئيس الوزارة، لكن من نكد الدنيا علي مصر أن يرأس وزارتها عبيد ليس من صداقته بد ُ، فعاطف عبيد أمسك بتلابيب مصر في عهد قبيح، دمرت فيه حياة المصريين وشوشت ثقافتهم وانهار اقتصادهم وقلت قيمتهم في الداخل والخارج، واشتهر الرجل بتصريحاته الفضائية الكوميدية، فقد صرح علي شاشات القنوات التليفزيونية المصرية بأن مصر (تتمتع باقتصاد قوي وديمقراطية مبهرة وحرية تجلب لها الحسد)! وربما كانت تصريحاته هذه هي السبب الذي جعل بعض المصادر تقول عنه إنه لا يفيق من الخمر! وربما كانت هي السبب وراء النكات التي أصبح بطلا لها، بل.. ألا تعتبر تصريحاته عن حسد العالم للديمقراطية المصرية، سببا معقولا وراء تغيير بعض المصريين لاسمه، من عاطف عبيد إلي.. عاطف بانجو؟!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى الساعات الأخيرة في حكم آل مبارك
- أخبار مملكة الخوف الشعب السعودي بين الاستبداد والإرهاب
- استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي ...
- مصر التائهة بين مبادرة أمريكية للهيمنة ومبادرة مباركية لمزيد ...
- مصر قوة هائلة كامنة فأين توارت؟ المقاومة العراقية هدية للشعب ...
- سوق الفتاوي وفتاوي السوق في دولة الأزهر!
- الحساسية تجاه مناقشة قضايانا دليل علي افلاس سياسي
- هل يفلح مشروع مستقبلي منفرد لدولة عربية بمعزل عن المحيط الجغ ...
- امريكا تهدد دول العالم بالعقوبات اذا لم تفتح اسواقها لها بين ...
- حول موقع مصر في المشروع الاميركي لدمقرطة العرب: المسألة القب ...
- المثقف المصري وأوان المواجهة الشاملة مع العائلة الحاكمة في م ...


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - مبارك : أنا عايش ومش عايش