منذ عدة سنوات قامت محطة تليفزيون بريطانية بعمل تحقيق تليفزيوني في البرازيل حول نقاط التماس بين الفقراء المشردين في شوارع العاصمة وأفراد الشريحة العليا من الطبقة الوسطي في المدينة، وفي حوالي ساعة من الزمن كانت الصور والمشاهد تتلاحق، فقد اتفقت عائلات هذه الطبقة في الضاحية موضوع التحقيق علي (بناء سور) يحيط بمنازلهم الأنيقة النظيفة لتحميهم من الهجمات المتكررة للمشردين الجياع، وكان أن التقي المراسل مع سيدة من (داخل السور) ليسألها عما إذا تحقق لها الأمن، فعبرت له عن خوفها المستمر رغم وجود السور فهي تخاف علي أطفالها وهم في الطريق إلي المدرسة وتخاف من فتح نوافذ بيتها بل وصل الحد أنها تخاف أن تجذب الرائحة الشهية لطعامهم هؤلاء (المجرمين الصغار)الذين يحومون حول السور! ثم التقي ذلك الصحافي مع صبي في السادسة عشرة من عمره ممن يفتشون في صناديق القمامة (خارج السور) وسأله عما يجول بخاطره عندما يري (هؤلاء الناس) داخل السور، وكان الصبي ممزق الثياب متسخ الوجه والشعر يفتش حينئذٍ في صندوق القمامة علي كسرات الخبز التي يلقي بها أهل ما وراء السور، فما كان منه إلا أن قذف بغنيمته من الصندوق أمام المراسل وقال غاضبا: لماذا يأكل هؤلاء وجبات ساخنة وأبحث أنا عن بقايا طعام عفنة لآكلها ولماذا أفترش الجرائد في العراء بينما هم ينعمون بالدفء تحت أغطية ناعمة؟ إنني كلما رأيت أنوار منازلهم تتلألأ من بعيد وتخيلت ما هم فيه من دفء وشبع أقسمت أن أقتلهم في الصباح !
هذه الصورة صارخة التناقض ورغم مرور السنوات لا أنساها، ولا أنسي عبارات هذا الصبي أو (المجرم الصغير) كما أسمته تلك المرأة المرتعدة رغم ما توفر لها من (شبع ودفء)! وكلما تذكرت ذلك الصبي الذي حفرت ملامحه في ذاكرتي، تداعي إلي ذهني أكثر الأمثال الشعبية المصرية إثارة للسخرية والغضب: (الفقر مش عيب)! وأتساءل إذا كان الفقر ليس عيبا فما هو العيب إذن؟! وبشكل أو بآخر فقد أجابت قمم الدول الغنية التي تعقد الواحدة منها تلو الأخري عن هذا التساؤل الصعب، فقد اكتشف (هؤلاء الناس) أن العيب ليس في الفقر وإنما في الفقراء! وبشكل أو بآخر تحاول تجربة (بناء السور) الكريهة أن تتكرر، وهذه المرة ليس بضاحية من ضواحي البرازيل وإنما يحاول الأغنياء تكرارها كونيا! لينقسم العالم إلي ـ ناس ـ داخل السور و ـ مجرمين ـ خارجه!
ففي الأشهر القليلة الماضية عقدت عدة مؤتمرات وقمم واجتماعات تحت مسميات مختلفة، يجمع بينها جميعا أن من يعقدها ويسيطر عليها هم المنتمون إلي (حزب الأغنياء)، سواء تحت لواء الأمم المتحدة المسكينة أو بعيدا عنها دوليا أو إقليميا، منها قمم روما وأشبيلية ومونتيري وتلك الأخيرة في حماية الجبال في كاناناسكيس بكندا وغيرها، ولنأخذ أمثلة تدلل كلها علي كذب ادعاءات هؤلاء الأغنياء بشأن تحقيق أيٍ مما أعلنوه في هذه القمم عن مساعدة الدول الفقيرة:
(1) في مؤتمر مونتيري بالمكسيك قال مسؤول أمريكي إن الإفراج عن رؤوس أموال ميتة في الدول النامية من موارد محلية مخبأة أو غير مستعملة بسبب الافتقار إلي بنية تحتية مالية يمكن أن يأتي بما يقارب تريليونين من الدولارات ، وهو أكثر بكثير من أي مساعدات تلقي بها الدول الغنية في وجه الدول البائسة. لقد سال لعاب الرجل أمام ثروات رآها هائلة في أراضي هؤلاء (البائسين المتخلفين الهمجيين) في أفريقيا، وكل الدلائل تشير إلي الرغبة الأمريكية العارمة في سرقة ما تبقي ـ وهو هائل ـ بعد زوال نفوذ اللص الأوروبي القديم كما عبر عن ذلك المسؤول وغيره. بقي أن نذكر أن عنوان أجندة هذا المؤتمر كان التمويل من أجل التنمية !
(2) إعلان روما بشأن الأمن الغذائي العالمي، حيث نص الإعلان علي أن الحروب والإرهاب والفساد مسببات أساسية للجوع وتوقف التنمية، والحل يكمن في زيادة إنتاج الأغذية وحماية الموارد الطبيعية والقضاء علي الفجوة الواسعة بين الدول الغنية والدول الفقيرة ، فإذا كان ذلك إقرار تلك الدول الغنية لأبعاد مشكلة الفقر والجوع في العالم ، فمن الأجدر أن يتركز التساؤل حول مسببات الحروب والإرهاب والفساد، وبغض النظر عن السبب التاريخي المتمثل في مئات السنين من النهب الاستعماري المنظم لموارد الدول الفقيرة واستعباد أبناءها لمئات السنين، مما أعاق هذه الدول الفقيرة عن التطور الطبيعي، فإن بضع أرقام تدلل علي أن هذا النهج الاستعماري لنهب هذه الدول ما زال مستمرا ولكن بوسائل أخري. فعندما أنشأت الأمم المتحدة فريق المهمات بقيادة جاك ضيوف المدير العام للمنظمة لإعداد تقرير عن حالة الجوع التي يعاني منها ملايين البشر في القرن الأفريقي، جاء في التقرير أن حكومات دول هذا الإقليم تنفق من مواردها الشحيحة ملياري دولار سنويا تتزايد باستمرار علي الأسلحة، فمن أين تشتري تلك الأسلحة؟ إن هناك من الشركات الكبري في العالم التي تؤجج عمدا تلك النزاعات الإقليمية من أجل استمرار مصانع الأسلحة في عملية الإنتاج، (فالأوروبيون لن يتحاربوا بتلك الأسلحة وإنما تنشأ هذه المصانع وعينها في دراسات الجدوي علي الدول الأفريقية المتحاربة)، وهناك تجار الأسلحة الكبار الذين يتقنون فنون إشعال النزاعات القبلية والطائفية بين تلك الدويلات في أفريقيا وغيرها من أجل استمرار تلك الأرباح الفلكية، والتي تتجه كلها ـ مرة أخري ـ لبنوك الغرب المتخم أصلا والذي بني حضارته بعقيدة النهب التي تزداد تمكنا وشراهة مع القرون، وهذا بالطبع لا يعفي حكومات تلك الدول الفقيرة من تحمل مسؤولية الفساد والطائفية وغيرها، لكنه يشير إلي الدور الخطير لمفهوم (الربح)الذي يدفع الشركات والعصابات الدولية إلي استمرار الاستغلال والنهب التاريخي للشعوب الفقيرة ولكن بوسائل حديثة.
(3) في جنوة الإيطالية التي ووجهت بمظاهرات عارمة ضد العولمة (العولمة الرأسمالية وليس العولمة علي إطلاقها) قال ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا يجب أن يكون الهدف هو شطب ديون العالم الثالث بالكامل والتي تلتهم موارد الدول الفقيرة ، لكن هذه المناشدة القادمة من الجنوب لم تتبناها القمة بالطبع وإنما (وعدت) بمكافحة الإيدز! وكان ذلك تقاعسا عن (وعد) قديم بالتفكير في شطب ديون هؤلاء الفقراء، (والواقع أن البحث والتمحيص وراء مصير تلك الديون يصيب أي باحث باليأس في أن تعم العدالة هذا العالم في المستقبل قريبه وبعيده، فما تقترضه هذه الدول الفقيرة البائسة وتحمل شعوبها وطأة فوائده وأصوله يعود إلي الغرب مرة أخري عن طريق السلاح والتهريب بيد العملاء من جنرالات هذه الدول، في سلسلة لا نهائية من الاستنزاف والإفقار المنظم والنهب الشره لموارد هذه الشعوب التعسة).
(4) وجاء البيان المشترك بين روسيا وحلف الأطلسي في روما ليعبر عن (حقبة جديدة من التعاون) يمثلها كما جاء بنص البيان الكفاح ضد الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وغيرها ، وهي كلها (مجالات تعاون) تخفي هوس التصدي للعالم الفقير الذي قد يخطط (الأشرار) فيه لتعكير صفو حياة مجتمعات الدول الغنية وحرمانها من أن تنعم بمفردها بما غنمته عبر القرون، والحرب ضد الإرهاب أصبحت مبررا رأسماليا لمزيد من ظلم تلك الدول الغنية لشعوب العالم، بما لا يدع لها فرصة لمحاولة الفكاك من مقصلة الرأسمالية وحروبها التي تبتدعها في دورات التاريخ المختلفة لمعالجة أزماتها.
(5) في قمة أشبيلية حيث بدأ الأوروبيون الخوف من سيل الفقراء المهاجر نحو الشمال، كان هوس التصدي للهجرة غير الشرعية يمثل حالة الذعر التي انتابت الأوروبي الذي بني رفاهيته عبر مئات السنين علي حساب موارد هؤلاء المهاجرين وعلي أجساد آباءهم وأجدادهم، فسيطر هاجس (بناء السور) علي عقول المؤتمرين، وتبنت الدول الأوروبية فكرة إنشاء وحدات أمنية مشتركة تلاحق اللاجئين السريين في المطارات والموانئ بشكل غير مسبوق، بل حاول بعضهم طرح فكرة إنزال عقوبات بالدول الجنوبية التي لا (تردع) مواطنيها عن الهروب والهجرة نحو الشمال، رغم إدراك مثقفيهم لمدي عبثية ولا إنسانية التصدي للفقراء دون الفقر، فقد قال خوان اندرياس يائسا وهو الناشط في حركة اليسار الموحد ومحافظ مدينة طريفا الأسبانية التي تبعد أربعة عشر كيلومترا فقط عن الساحل الأفريقي والتي يعتبرها المهاجرون الأفارقة البوابة الأولي نحو الشمال الغني قال في حديثه لجريدة الشرق الأوسط العربية لا يوجد حل لمسألة الهجرة في ظل النظام الاقتصادي العالمي الراهن لأن الظاهرة ناجمة عن تفاوت بين الشمال والجنوب والخروج من هذا المأزق غير ممكن ما لم يتغير النظام الاجتماعي الاقتصادي الرأسمالي الاستهلاكي .
(6) وفي كاناناسكيس المنتجع المختبئ بين جبال كاليجاري في كندا كانت قمة الثماني دول الصناعية الكبري (وقد انضمت روسيا المدينة للغرب بحوالي 143 مليار دولار، مكافأة لها علي تخليها عن ـ جريمة ـ الاشتراكية) والتي اختتمت منذ أيام قلائل، جاءت صفعة جديدة للمتأملين في المساعدات، حيث أعلن عن رصد عشرين مليار دولار لسد تكاليف تفكيك سلاح روسيا النووي! بينما رصد مليار واحد لمساعدة أفريقيا (ومن خبرتنا كمصريين مع المساعدات الأمريكية نعرف أن هذا المليار اليتيم سوف يعود إليهم جارا معه العديد من مليارات أخري!) وقد علق بوش الابن علي هذا الاهتمام بتفكيك السلاح النووي رغم انه نال من روسيا عن طريق المعاهدات ما يكفل ركوعها التام قائلا: من يدري ماذا يمكن أن يحدث بعد عشر سنوات .
(7) وكل تلك الدول الغربية (الولايات المتحدة والدول الأوروبية الغنية) تتعهد في الكثير من المؤتمرات بدعم الفقراء، ثم تعود إلي بلادها لتقرر حماية ودعم منتجيها ضد منتجات الدول البائسة بينما في الوقت نفسه تضغط(بل تهدد)الدول النامية بضرورة فتح أسواقها للسلع الغربية والمنتجة بتكاليف اقل بسبب توفر التقنيات الحديثة والبنية التحتية الكاملة للإنتاج الموسع والدعم الحكومي اللامحدود، وكلنا تابعنا كيف أن الولايات المتحدة التي تهدد بكل غطرسة دول العالم بالعقوبات المؤلمة ما لم تفتح أسواقها رأينا كيف ضربت بعرض الحائط مطالبات ـ حتي حلفاءها ـ بعدم دعم صناعة الحديد والصلب الأمريكية وترك أسواقها مفتوحة لإنتاج الآخرين كما ترغمهم هي علي ذلك ، ورأينا صلابة الموقف الأوروبي في عدم المس بالدعم اللامحدود لمزارعيها، حتي أن في مفاوضات منظمة التجارة الدولية توسل مندوبو الدول النامية للأوروبيين بفتح أسواقهم للمنتجات الزراعية من بلدانهم ولم (ولن) يجدوا أذنا صاغية، وبدلا من ذلك طالبت الدول الغنية الدول الفقيرة بحرية حركة رؤوس الأموال مع عدم السماح ـ بالمقابل ـ بحرية حركة عمال الجنوب نحو الشمال. وفي مجال صناعة الدواء فإن شركات الأدوية العالمية الكبري تتجاهل أمراض الفقراء في العالم مثل الملاريا والتدرن وغيرها وتنفق تسعين بالمئة من الأموال المرصودة لبحوثها علي جهود البحث في أمراض العالم الصناعي (حسب الإحصاء الذي أعلنته وزيرة بريطانية يسارية لا اذكر اسمها) بينما تقتل الملاريا مليون شخصا سنويا ويقتل التدرن مليونين، ويقتل الإيدز من اثنين إلي ثلاثة ملايين تتزايد سنويا في أفريقيا وحدها، والسبب في ذلك هو (عقيدة الربح القبيحة) التي تهيمن علي العولمة الرأسمالية المكتسحة، والتي لا يمكن في ظلها نشوء أي شكل من أشكال العدالة الدولية أبدا،حتي أن ادواردو دوريان نائب رئيس البنك الدولي وهو البنك الذي يمثل أحد أضلاع العولمة الرأسمالية اعترف بذلك قائلا: هناك ضرورة لوضع نهج أكثر شمولية للقيام بتحرير معظم الفقراء في البلدان النامية .
(8) وفي محاولات يائسة من دول العالم الثالث للتصدي لجشع الأغنياء عقدت دول أمريكا اللاتينية في إحداها اجتماعا هدفه (مقاومة ضغوط الدول الغنية) والذي مثله إعلان برازيليا، وعلي هامش هذا الإعلان انتقد المجتمعون المساعدات الأمريكية العسكرية لكولومبيا فيما يعرف باسم(خطة كولومبيا) للقضاء علي 120 ألف هكتار من زراعات الكوكايين، وهو الألم القادم إلي الولايات المتحدة من الجنوب حتي دفع واشنطن إلي تقديم مساعدات لكولومبيا قدرها 3.1 مليار دولار شريطة أن يذهب ثلثاها إلي المجال العسكري لدعم تلك الخطة، بينما لا يحلم هؤلاء المنغمسون في وحل الفقر بمثل هذه المساعدات من أجل أي شكل من أشكال التنمية الحقيقية، بل لا يطالهم من الولايات المتحدة المجاورة لهم سوي الضغط المستمر لفتح أسواقهم للسلع الأمريكية، والإلقاء بالنفايات السامة التي تضخها الشركات الأمريكية وفروعها .
(9) ومن محاولات العالم الثالثة مجموعة الـ77 ومجموعة الـ15 والاونكتاد وغيرها كثير في العالم، ولكن كل تلك المحاولات تتهشم أمام جبروت الغرب الغني حتي أن فيدل كاسترو وصف ما آلت إليه أحوال الدول الفقيرة بأنه(عملية إبادة حقيقية) سببتها الدول التي أسست الإمبريالية الحديثة. ورغم أن كوفي عنان يعتبر الممثل الأول لتبعية العالم للفلك الأمريكي، فقد وجه نداء كالصراخ في الفراغ أو كفصل من مسرحية عالمية هزلية، فقال متوسلا للدول الغنية: امنحوا سكان هذه البلدان فرصة عادلة أو خلصوهم للأبد من عبء الديون .
فبعد الثورة الرهيبة في تقنيات الاتصال بين الشعوب والأمم لم يعد ممكنا استمرار الحياة الآمنة علي سطح هذا الكوكب دون تحقيق ما يمكن تسميته عدالة دولية ، والعامل الأبرز في هذه المنظومة المأمولة من العدالة هو العامل الاقتصادي الذي يؤثر علي كل شيء عداه، والعناوين البراقة التي تعلو أجندة كل مؤتمر أو قمة يعقدها هؤلاء من مثل إزالة الجوع من العالم ، أو المساعدة في تنمية مجتمعات العالم الثالث أو تخفيض ديون الدول النامية (المتوقفة عن النمو أصلا) أو إصلاح بيئة الأرض... إلي آخره من عناوين فاقدة للمصداقية تبيع الوهم لدول العالم (النايمة) وتؤجل أشكال الانفجار المتوقع ـ اليوم أو بعد عشرين عاما أو بعد قرن من الزمان، كل هذه العناوين كاذبة تحاول أن تخفي شراهة وجشع الأغنياء الذي يمثله أخطبوط الشركات العملاقة عابرة القارات، (فالقادة المجتمعون من بينهم مثلا برلسكوني الإيطالي وبوش الأمريكي وكلاهما يمثل تلك الشركات، وغيرهما ممن مولت الشركات الكبري حملاتهم الانتخابية والتي أصطلح علي تسميتها بذلك الاسم الجميل المخادع ـ الديمقراطية-!!) فالعالم تحكمه هذه الشركات وما ينشأ عنها ويخدم أهدافها من منظمات أبرزها ذلك المثلث الدولي منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ووسط هذه الظلمة العالمية التي تواجه فقراء العالم ربما ـ حتي لا نفقد الأمل ـ نجد أنفسنا في حاجة إلي إعادة التفكير في مقولات روج لها عمدا (بتوع نهاية التاريخ) مثل: انتهي عصر الثورات والثوار أو الاشتراكية فشلت أو غيرها، ولنتذكر أن كثيرا من البشر في ظل هذا الاجتياح الرأسمالي يعودون إلي الماضي للبحث فيه عن ملاذ، وسواء اتفقت معهم أو اختلفت، فليكن من حق البعض إذن أن يبحث عن ملاذه حتي ولو في.. نزق الثوار!