أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - مستجدات الوضع السياسي في العراق وسياسة الحزب الشيوعي العمالي العراقي















المزيد.....


مستجدات الوضع السياسي في العراق وسياسة الحزب الشيوعي العمالي العراقي


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حوار مع سامان كريم عضو المكتب السياسي حول:
مستجدات الوضع السياسي في العراق وسياسة الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الى الامام: في الاجتماع الموسع السابع والعشرين للجنة المركزية تحدثتم عن الاوضاع السياسية في العراق، واشرتم بشكل مسهب بأن هناك مستجدات اثرت على مسارات الاوضاع السياسية في العراق، ما هي هذه المستجدات؟

سامان كريم: قبل ان أتحدث عن المستجدات السياسية, اود ان اشرح ثلاثة محاور مختلفة: المحور الاول هو ما أفرزته العملية السياسية في الفترة الماضية اي الانسحاب الاميركي من العراق وتاثير هذا الانسحاب على موزاين القوى بين مختلف القوى والحركات الاجتماعية, وثانيا: على اثر هذه الافرازات والنتائج كيف تواصلت الامور في صيرورتها واستمرايتها في قلب الصراع السياسي بين مختلف القوى الحاكمة والمعارضة, والتي ادت بمجملها الى التوازن الموجود بين تلك القوى في المرحلة الراهنة التي نعيشها بكل تفاصيلها واخيرا: اعني بالمستجدات, المرحلة الراهنة وما تؤهله هذه المرحلة من النتائج والافرازات السياسية في خضم الصراع الموجود الذي يجري امام اعيوننا. حين نتحدث عن المرحلة الراهنة, اعني بها تلك التحولات السياسية العميقة التي شقت قوى ودول وحركات سياسية برجوازية مختلفة في المنطقة الى شقين مختلفين: قسم مع المحور التركي - الخليجي وقسم اخرى مع المحور الايراني في المنطقة. براي هذه الفقرة هي التي تهمنا في هذه المرحلة.
وفق هذا التصور. بعد الانسحاب الامريكي وقبل ذلك بمدة حاولت كل القوى الاجتماعية وحركاتها السياسية والحزبية ان تملي فراغ هذا الانسحاب وكل حسب قدرته وامكاناته المادية والعسكرية والاجتماعية, الفوز في هذه المرحلة كان من نصيب الاسلام السياسي بقيادة حزب الدعوة او كتلة دولة القانون حيث السلطة بيدها والدعم اللامحدود من قبل النظام الايراني أضافة الى ضوء اخضر امريكي بالتراضي او عنوة. هذه البنية رسختها دولة القانون في المرحلة الراهنة اي بعد الانسحاب بفعل السلطة التنفيذية التي بحوزتها من جانب ودعم ايراني قوي وضعف امريكي وغربي وضعف نفوذ محوره الاقليمي في العراق مقارنة بالنظام الايراني كل هذا ادى الى سيادة هذه الحركة على المقدرات السياسية والاجتماعية في البلاد الى حد كبير ولو ليس بشكل راسخ وثابت.
في هذا الاطار العام تحدثت عن المستجدات السياسية في العراق. حيث اولا وعلى اثر ثورتي تونس ومصر وما افرزتهما الثورتين من الدروس والعبر للطبقة العاملة وللقوى الاقليمية والدولية والمحلية البرجوازية على الحركات الاخرى في ليبيا واليمين والبحرين وسوريا... حيث نجح الغرب بقيادة امريكا الى استثمار هذه الحركات لصالحها لحد الان نجح في ليبيا وفي اليمين وفي البحرين ونجح في اجهاض ثورتي مصر وتونس بانسجام تام مع القوى البرجوازية الاكثر رجعية مثل الاخوان المسلمين كحركة برجوازية للاسلام السياسي والسلفيين وحتى القاعدة الارهابية مثل ما نراه الان في سوريا... في التحليل الاخير ان تجاذب واستقطاب القوى الدولية والاقليمية على استمثار هذه الحركات لصالحها في خضم اوضاع عالمي جديد اي تقسيم العالم مجددا بين القوى الكبرى في العالم.
هذه الاوضاع بمجملها وخصوصا الوضع السوري وما افرزه من استقطابات دولية واقليمية حادة, ادت الى تغيرات وتحولات سياسية عميقة في العراق. حيث انشقت على اثرها كتل وقوى مختلفة, وابعدت قوى برجوازية مختلفة عن بعضها البعض من جانب واقتربت قوى اخرى عن بعضها البعض من جانب اخر. نرى شق منظمة البدر عن المجلس الاعلى الاسلامي ونرى شق عصائب الحق عن التيار الصدري ونرى ابعاد التيار الصدري نفسه عن كتلة دولة القانون والتحالف الوطني ونشهد على انشقاقات داخل القائمة العراقية, البيضاء والحرة ناهيك عن بروز اختلافات كبيرة في الرؤية داخل هذه القائمة التي ادت الى تقزيمها وتقسيمها على المحورين في المنطقة. وهكذا نرى ايضا ان قوى الحركة القومية الكردية ايضا ليست بعيدة عن تاثيرات هذه المستجدات, منها تقارب بين حركة التغير والاتحاد الوطني من جانب وابعاد الديمقراطي عن الاتحاد الوطني من جانب اخر... في اطار العام نرى ابعاد الحكومة وسلطتها التنفيذية عن دائرة النفوذ الامريكي الى حد كبير وتموضعها في دائرة النفوذ الايراني بشكل اكثر رسوخا نتيجة لتلك المستجدات السياسية.
على اثر هذه المستجدات نرى ان كل القوى السياسية لديها برامجها وتحركاتها الخاصة بها وفق سياسية واستراتيجية المحورين المختلفين في المنطقة. حيث تقاربت قسم من القوى الحركة القومية الكردية اي الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني مع قسم من الحركة القومية العربية داخل القائمة العراقية, ونرى التوجهات والتصريحات السياسية لقادة القائمة العراقية, مختلفة تماما مع توجهاتها التي سبقت هذه المستجدات والتحولات, وهكذا نرى تصريحات حركة التغير وقيادتها وهكذا نرى تقارب قوي بين المجلس الاعلى وكتلة دولة القانون بحيث نرى خطابا سياسا واحدا, ونرى تراشق التصريحات بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي حيث وصل الامر الى اعادة كتابة التحالف الاستراتيجي بينهما وبراي ان هذه الاستراتيجية اصبحت من الماضي, وفي طرف اخر من القائمة العراقية نرى تقارب قسم منها ولو لحد الان ليس منظمة في اطر سياسي بديل بل يعمل في ظل القائمة العراقية مع كتلة دولة القانون وبالتحديد مع المالكي... المجلس الاستشاري العربي واعضاء برلمان العراقية في كركوك والى حد ما في صلاح الدين وديالى...
من الطبيعي ان كل القوى السياسية تحاول ان تطبق وتحقق برامجها وسياساتها في ظل المستجدات السياسية الحالية, عبر تقزيم او ترويض قوى اخرى. نرى حزب الدعوة بقيادة المالكي الذي يقود كتلة دولة القانون والتي تعمل بمثابة حزب واحد تحت قيادة المالكي يحاول تطبيق سياساته بشكل اكثر رسوخا وانسجاما وفق اطر سياسي اسلامي - قومي وبالتالي محاولاته لطبع الدولة بطابعها الاسلامي القومي. وفق هذا التوجه وفي ظل الأوضاع الجديدة يحاول المالكي اقصاء كل الاطراف الاخرى من حلبة الصراع السياسي على حسم الدولة. عليه نرى محاولاته لتطهير كافة مؤسسات الدولة من معارضيه او من الذين لديهم دعم او تأييد من امريكا حيث نرى تطهيرات كبيرة داخل وزراة الداخلية بحيث وحدت صفوف هذه الوزراة على اساس الولاء لسياساته وتوجهاته, ونرى الخلافات حول مجلس المفوضة العليا والمدراء العامون في النزاهة والبنك المركزي وكلها مرتبطة بهذه الاوضاع الى حد كبير, وتقوية نفوذها في المناطق المتنازعة عليها عبر استقدام قيادة عمليات دجلة, وتقزيم نفوذ القوى الكردية في الجيش, واخيرا شماعة اجتثاث البعث التي ترفعها مثل المطرقة على رؤس معارضيه. ان المالكي وكتلته يهدف الى بناء الدولة وفق مصلحة وسياسة المحور الايراني – السوري.

الى الامام: هل بمعنى اخر ان مسار الاوضاع السياسية تغيير بفعل تلك المستجدات، مثل الانسحاب الامريكي من العراق والعملية السياسية التي ارست على اسس المحاصصة؟

سامان كريم: اذا تقصد بالمسار السياسي البنية الطائفية والقومية والمحاصصاتية , فلحد الان ان هذه البينة باقية في مكانها ولكن في ظل ظروف واوضاع سياسية جديدة تزعزعت هذه البينة ولم يبقى منها شيئا مادياً ملموسا وخصوصا على الصعيد الطائفي. حيث حلت استقطابات حول المحورين في المنطقة محل التقارب والابتعاد القوى على اسس اطائفية. اي ان القوى البرجوازية ادركت بالفعل ان القضية اكثر استراتيجية هي التي تعنيها قبل طائفيتها وقوميتها, بحيث وصل الحد الى بقاءها او استقوائها مرهون بنجاح سياسات محورها في المنطقة, وليس طائفتها او قوميتها. ان هذه الاوضاع ترمي بالطائفية الى احضان الفترة الماضية, ولكن ليس على اساس تجاوز الاطر الايدولوجي والفكري بل على اساس الاوضاع السياسية. اذا ننظر الى المستقبل القريب نرى فعلا ان مسار الاوضاع السياسي وفق هذا المفهوم تغيرت بالفعل. لذا نرى مثلا اصواتا كثيرة في صفوف كتلة دولة القانون وحتى كتلة المواطن والقائمة العراقية, يعبرون عن هذا التوجه, للمثال عزت الشابندر يقول ويتردد بصورة مستمرة انه مع كتلة وتحالف عمودي وليس افقي في العراق اي بمعنى اخر انه يريد كتلة يتضمن فيها المكونات االعربية والكردية والطائفة السنية والشيعية على حد قوله.
اذن ان القضية ليس الانسحاب الامريكي وليس البينة المحصصاتية التي بنيت عليها العملية السياسية برمتها, بل المستجدات التي اثرت على قلب تحولات سياسية عميقة ليس في العراق فحسب بل على صعيد المنطقة بمجملها, وسنرى تغيرات كبيرة في قلب موازين القوى في الفترة القادمة ووفق ما سيؤل اليه الوضع السوري. ان الوضع السوري ليس وضعا محليا بل هو وضعا مؤثر على العالم باسره حيث تجري في سوريا حربا عالميا مصغراً بالوكالة. ليس هناك قوى مؤثرة في العالم وفي المنطقة لم ولن يؤثر عليها الوضع السوري ومايترتب منه من النتائج السياسية والاجتماعية.

الى الامام: صراع المالكي - البرزاني، الذي يحتدم كل يوم، هل هو صراع من اجل اي منهم يمتلك الأهلية بتمثيل الطبقة البرجوازية في العراق والرأسمال العالمي، الذي طالما يفسره العديد من المحللين السياسين هو ان الاول يريد المزيد من الامتيازات ويتحجج بأستقلال كردستان والثاني يبغي أرساء الدكتاتورية في العراق؟ ام هو صراع اقليمي وتنفيذ لاجندات خارجية مثلما يفسره البعض الاخر؟

سامان كريم: في ما يخص الصراع بين الحركة القومية الكردية بقيادة البارزاني والحركة الاسلامية - القومية بقيادة المالكي هو صراع حول طابع الدولة في اطاره العام, ولكن ضمن هذا الاطار يهدف كل منهما تقزيم الطرف المقابل حول الصلاحيات الفدرالية والمادة 140 وموقع قوات البشمركة وقانون النفط والغاز... حيث يهدف المالكي الى مركزة الدولة والبارزاني يهدف الى صلاحيات واسعة تقترب من الانفصال, هذا الصراع له ماضيه ولكن في ظل المستجدات الحالية التي تحدثنا عنها بشكل تفصيلي اعلاه, اتخذ هذا الصراع مناحي مختلفة.
الصراع الحالي وفي الظروف الجديدة هو صراع من اجل بقاء العراق في دائرة نفوذ المحور الايراني - السوري وتقوية هذا المسار من جانب المالكي, واخراج العراق من هذه الدائرة وتغير محوره نحو المحور التركي- الخليجي من جانب البارزاني. حول هذا الامر نرى كل التغيرات والتحولات والانشقاقات والتقاربات السياسية, ابتعاد الاتحاد الوطني والتغير والعصبة الاسلامية الكردية من الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني, ونرى ايضا تقارب القائمة العراقية او جزء منها بقيادة علاوي من البارزاني. وفي ظل هذه الاوضاع اتخذت كل المشاكل العالقة بين الاقليم والمركز منحى جديدا.
اود ان اوضح شيئان: الاول: حول الاجندة الخارجية. براي ان استخدام هذا المفهوم غير مناسب وغير دقيق. ماهي الاجندة الخارجية؟ ليس هناك "اجندة خارجية" للقوى والحركات البرجوازية, بل لديها برنامجها وسياساتها واستراتجيتها الخاصة بها, وتعمل على تحقيقها. من هنا ترى هذا الطرف من القوى البرجوازية ان تقاربها مع هذا المحور او ذاك يحقق لها اهدفها. هذا هو الموضوع. ان هذا المفهوم هو مفهوم التيار القومي الذي تؤطر كافة مفاهيمه في اطار القومية و"الوطن القومي". ولكن هذا المفهوم هو اساسا منافيا للواقع الموضوعي ومتاقض معه.
والشئ الثاني: حول الديكتاتورية: ان حكم وسلطة ودولة البرجوازية مهما كان شكلها ونوعها سواء كانت اسلامية او ليبرالية او برلمانية او رئاسية... هي دولة وحكومة ديكتاتورية طبقية برجوازية. ان دولة البرجوازية هي دكتاتورية, ربما دكتاتورية فردية سافرة مثل حسنى مبارك وصدام حسين او ربما دكتاتورية تعددية والتي تسمى بالديمقراطية اي تغير السلطة داخل اطار العائلة والاحزاب البرجوازية كل اربعة سنوات او اكثر مثل ما نراه في امريكا او في تركيا او في الهند.
حول هذه النقطة اي ديكتاتورية البرجوازية ليس هناك اي خلاف بين البارزاني والمالكي بل بالعكس انهما متفقان تماما حول بقاء وضمان بقاء سلطة البرجوازية كطبقة, لا بل متفقان تماما حول اطلاق السوق حريته باسرع وقت ممكن, واستغلال الطبقة العاملة والجماهير الكادحة بابشع صورة.

الى الامام: كيف ستؤثر نتائج الانتخابات الامريكية على مسار الاوضاع السياسية في العراق والمنطقة؟ فالمرشح الجمهوري ميت رومني يتهم اوباما بأنه عرض المصالح الامريكية في العراق الى خطر بسحب جميع القوات الامريكية، وايضا هناك ضغط من الهيئة الحاكمة الامريكية على اوباما لانتزاع المعادلة السياسية في العراق من احضان الجمهورية الاسلامية، خاصة ان الازمة السورية تتعمق كل يوم وتأخذ ابعادا اقليمية ودولية اكبر الى جانب اقتراب الجمهورية الاسلامية في ايران من الحصول على السلاح النووي؟

سامان كريم: الانتخابات انتهت وفاز اوباما. براي ان تاثير الانتخابات ومن يفوز ليس له اثر كبير على مسار الاوضاع السياسية في العراق. لان العراق الحالي ليس العراق قبل اربعة سنوات او قبل انسحاب القوات الامريكية منه. ان الوضع السياسي العراقي يستهلم قوته من دول المنطقة وخصوصا ايران بالدرجة الاولى وتركيا بالدرجة الثانية.... بالتحديد اريد ان اركز على نقطة وهي ان وضع العراقي الحالي وانسجام القوى المختلفة حول قيادة المالكي، وتطهير مؤسسات الدولة من معارضيه واعفاء الكثيرين من الذين لديهم ولاءات مختلفة لامريكا او تم تعينهم من قبل الادارة الامريكية السابقة سواء كان في السلك العسكري او وزارة الداخلية او المالية والنفط.... وتقزيم كتل وقوى اخرى ذكرناه انفاً... كل هذا ادى الى تموضع العراق في دائرة النفوذ الايراني. اذن ان فوز اوباما في دورته الثانية, لا يؤثر كثيرا على المسارات السياسية وقلب موازين القوى لصالح هذا الطرف او ذاك.
ارى ان امريكا تعامل العراق والحكومة العراقية كطرف في دائرة النفوذ الايراني, وليس كطرف لم يحدد محوره. ان محاولات زج العراق في اللجنة الرباعية حول الوضع السوري وزيارات الوسيط الدولي الى العراق واخيرا شراء الاسلحة الروسية رغم معارضة امريكية... كلها تؤشر الى ان النفوذ الامريكي في العراق تقلصت الى حد كبير لصالح ايران... ان امريكا تعرف ليس بامكانها ان تقلب موازين القوى في العراق لصالحها في هذه المرحلة, ولكن بامكانها تشجيع قوى اخرى لاضعاف المالكي وكتلته, وذلك في سبيل اخراج العراق من دائرة النفوذ الايراني وهذه سياسية اختبرتها واشنطن ولم تفرز عن اية نتيجة ايجابية بالنسبة لها. هذه السياسية التي سيمت بقطع اوصال ايران, لحد الان لم تثمر الى اية نتيجة في العراق بل بالعكس ادت الى نتيجة معاكسة. عليه ان امريكا والمحور التركي – الخليجي ركزوا كل ثقلهما السياسي والمعنوي والمالي على سورية لتغير الاسد وبالتالي, انظلاقة من سورية اي بعد حسم هذه القضية لصالحهم وهذه ليس قضية محسومة, يتحركون على العراق والقوى الاخرى المؤيدة للنظام الايراني.

الى الامام: بعد الانتفاضات الجماهيرية في المنطقة وانحسارها بأشكال مختلفة، كيف تنظرون الى هذا الانحسار على الاوضاع السياسية في العراق وخاصة الطبقة العاملة؟

سامان كريم: براي بعد أن تدخل الناتو في ليبيا انحسر المد الثوري وتم تحويله الى المد الرجعي على اثر بناء حركات "كونترا" اسلامية وارهابية رجعية من قبل امريكا والغرب باموال خليجية ودعم تركي, وبعد اجهاض الثورة في مصر وتونس على اثر فوز الاسلاميين بدعم امريكي وغربي ملموس... قلبت موازين القوى لصالح البرجوازية بصورة عامة. اي ان الدولة البرجوازية ليس في حالة الخطر في هذه المرحلة. ولكن قبل سقوط مبارك كان الدولة البرجوازية في مصر وعلى صعيد المنطقة كانت في موقع خطر, هذا بغض النظر عن مَنْ مِنَ القوى البرجوازية تفوز بالسلطة.
ونحن شاهدنا انحسار الاحتجاجات الجماهيرية في العراق على اثر تلك التحولات, حيث تحولت الثورة الى الحروب الداخلية والقتل والدمار وتفشي اشد الافكار رجعية, حيث حولوا الثورة الي ظاهرة اجتماعية مخيفة, بدل ان يستقبلها الناس يبتعدون عنها. تمكنت البرجوازية العالمية والمحلية من تلطيخ الثورة باشد الافكار رجعية بعيدة كل البعد عن معاني الثورية بل تعاكسها.
ان اية احتجاجات جماهيرية في العراق براي لا تنطلق من الوضع الاقليمي السابق, بل اما تنطلق بصورة عفوية مثلا حول الغاء البطاقة التموينية او يجب ان تكون منظمة من قبلنا وخصوصا احتجاجات ونضالات الطبقة العاملة يجب ان تكون مدروسة ومنظمة بدقة سواء كان من ناحية الرؤية السياسية والرؤية التنظيمية وتوازن القوى. هذا يجب ان يكون علمنا ووظيفتا الاصلية.

الى الامام: ما هي سياسة الحزب تجاه الاوضاع السياسية الحالية في العراق, وماهي اولويات هذه السياسة؟

سامان كريم: الاوضاع السياسية في العراق معقدة للغاية, تتشابك فيها المصالح الدولية والاقليمية المختلفة هذا من جانب وان طابع الدولة في العراق لحد الان لم يحسم, وكل القوى الحاكمة والمعارضة تحاول الفوز بالدولة وبالتالي ان الصراع الرئيسي لحد الان هو الصراع حول حسم هوية الدولة.
ان الحزب وكما ذكرنا في بيان الاجتماع الموسع الـسابع والعشرون للجنة المركزية للحزب حول مستجدات الوضع السياسي وسياسة الحزب, يؤكد في البداية على تحقيق استراتيجيته اي الحكومة العمالية. ولتحقيق هذا الامر وتحويل الحزب والحركة العمالية الى قوة سياسية مقتدرة ركزنا على اربعة محاور او اربعة خنادق او ميادين طبقية لمواجهة الوضع السياسي الراهن والقوى البرجوازية الحاكمة التي تقف وراء هذه الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية. وهذه هي كالتالي:
اولا: النضال من اجل الدفاع عن معيشة الطبقة العاملة والجماهير المحرومة وكسب حياة لائقة ومرفهة لجميع السكان. سيناضل الحزب، وكجزء من الحركة العمالية، في تقدم النضال الاقتصادي والاجتماعي للطبقة العاملة وتطوير المنظمات العمالية الجماهيرية، وترسيخ تقاليد واشكال النضال العمالي الثوري والاشتراكي، وتحديدا المجالس العمالية . كما إن من مهام الحزب واستراتيجيته السياسية هو ان يقود وينظم الاتحاد العمالي ضد البطالة. براي هذه قضية مهمة للنضال ضد الفقر والبطالة.
ثانيا: الحريات السياسة والاجتماعية والفردية المدنية: صد الهجمة البرجوازية الحاكمة لسلب الحريات السياسية والفردية والاجتماعية والمدنية وبالتحديد حرية التنظيم والاضراب والصحافة والتعبير عن الراي. الحريات السياسية غير المقيدة وغير المشروطة. والوقوف بشكل حازم ضد انتهاكات حقوق المراة ومحاولة تركيز دونيتهن في المجتمع على كافة الاصعدة الاجتماعية, والنضال في سبيل تحقيق المساواة التامة بين الرجل والمراة, وفصل الدين عن التربية والتعليم. الدفاع الصارم لمطالب الشباب في الحريات الفردية والمدنية. والوقوف بحزم ضد اسلمة المجتمع وقمع الحريات الفردية والمدنية.
ثالثا: الخدمات: النضال في سبيل توفير الخدمات المدنية العامة سمة اساسية للنضالات الجماهيرية خلال الفترة السابقة, وخصوصا النضال في سبيل توفير الكهرباء والمحروقات ومياه الصرف الصحي وضمان البطالة. عليه ان تنظيم الاحتجاجات الجماهيرية حول المطالب الفورية وتوضيح رؤيتها وقيادتها, تقع في صلب الوياتنا.
رابعاً: القضية الكردية: ان القضايا العالقة المختلفة بين السلطة المركز وحكومة الاقليم, كالمادة 140, استثمار في حقول النفط, وضع البشمركة... وكلها في اطار الفدرالية الحالية للاقليم واصبحت شماعات سياسية مختلفة لتاجيج الصراعات القومية, تتطفل عليها الجانبان ولا تمت بصلة بمصالح الجماهير سواء كان في كردستان او في العراق. حيث اصبحت سرطانا متلهابا تتعاش عليه مختلف الحركات البرجوازية الرجعية. يجب ان تنتهي هذه القضية بأسرع وقت ممكن عبر اجراء استفتاء جماعير عام وحر, لجماهير كردستان حول البقاء ضمن العراق الحالي وبحقوق متساوية او الانفصال عنه وبناء دولة في كردستان.
براي هذه الميادين المختلفة للصراع السياسي لحركة الطبقة العاملة والحركة الشيوعية والجماهيرية... ان العمل الشيوعي المباشر في هذه الميادين وتوضيح رؤية الحركات الاحتجاجية سواء كانت عمالية او غيرها وتنظيمها وقيادتها... هي مهمات وأولويات فورية امام الحزب قادته وكوادره ولجانه ومؤسساته المختلفة ليكون حاضرا ورائدا في قلب الصراع السياسي وبالتالي تحويله الى قوة مقتدرة.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد الثورة!
- بعد الويلات و المعاناة تم خصخصة الكهرباء في غفلة الجماهير!
- حول مشروع مسودة قانون الاحزاب.
- حول الأوضاع الراهنة في العراق
- سياسة الشيوعية اتجاه الوضع السوري
- في اليوم العالمي للعمال دولة رئيس الوزراء , يحاول إبعاد العم ...
- التنظيم الشيوعي واللجان الشيوعية
- الضرب على الوتر القومي -العرب- و -الكرد- سلعة متعفنة !
- الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الخامس لحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- التحزب الطبقي... بصدد تجربتنا في العراق
- حول التحزب الطبقي وتوجهنا السياسي
- حول المستجدات السياسية في العراق على هامش قضية طارق الهاشمي
- حول الوضع السياسي في العراق
- بمناسبة حل منظمة -مؤتمر حریة العراق-
- قيادات شابة، هي حاضر الحزب ومستقبله!
- مصر الى اين؟!
- حوار جريدة -الشيوعية العمالية- مع سامان كريم
- سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- النضال ضد البطالة
- مصير - الربيع العربي- مرهون بحضور الطبقة العاملة كقوة مقتدرة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - مستجدات الوضع السياسي في العراق وسياسة الحزب الشيوعي العمالي العراقي