أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف ميرة - الفتاة / المرأة بين قفص العائلة والزوج














المزيد.....

الفتاة / المرأة بين قفص العائلة والزوج


يوسف ميرة

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 19:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لطالما عانت المرأة المغربية/العربية من ظلم الأفكار الذكورية التي كانت ومازالت تغيب حقوقها في أبسط الأمور، والتي أنتجتها مجتمعات قبلية عبر مجموعة من التقاليد والعادات، ورغم تحرر المرأة من مجموعة من القيود في زمننا الراهن، إلا أن هذا لم يكن نتيجة لاختيار ذاتي عبر اقتناع المجتمع العربي الذكوري بهذا التحرر، والتحرر في نظري الذي لا ينتج عن اقتناعات أصحابه، لا يصير سوى خطابات تمرر في الأفق عبر الصحف والإذاعات والجمعيات...
ولعل ما يفسر ذلك، استمرارية بعض التمثلات والسلوكات المقيدة لحرية المرأة، والممارسة تحت ذريعة مجموعة من المسميات المفاهيم المنبثقة من داخل المجتمعات القبيلية كمفهوم "الشرف" مثلا، حيث نجد أن المرأة تصبح من داخل هذا المفهوم سجينة لقفصين، الأول يخصص لفترة ماقبل الزواج والثاني لما بعده، وهذا في حالة كان هناك زواج أما في غيابه فتبقى عبئا على نفسها وعلى المجتمع.
- قبل الزواج (القفص العائلي):
تولد الفتاة/المرأة طفل صغير لا يعرف ما يريد ولا كيف يحصل على ما يريد، وعندما يصل هذا الطفل إلى حقيقة كونه فتاة/امرأة لها حقوق طبيعية، كسجد له رغبات عاطفية وبيولوجية، وحقوق إنسانية في إطار علاقات اجتماعية؛ يصطدم بكون أنه ولد في مجتمع ذكوري يحرم هذه الحقوق، ويجعل منها آليات سلطوية تضمن له حق التدخل.
فالفتاة المغربية/العربية تتعرض منذ صغرها للوصاية من جميع فئات أسرتها، وحتى أصغر الأطفال، لأنها بالنسبة لهم تحمل شرفهم الممثل في "البكرة"، وهكذا فلا يحق لها أن تملأ فراغا عاطفيا أو رغبة بيولوجية أوتتصرف بإرادتها أو تتخذ قرارا دون موافقة العائلة، وهي بالتالي تكون قد سلمت جسدها لعائلتها بإرادتها أو من دون إرادة، وهذه الحالة لن تنتهي إلا مع الزواج، ولهذا يصبح الزواج عقدة المرأة في هذا المجتمع.
ـ بعد الزواج "قفص الزوج":
الزواج هو بمتابة حفظ "الشرف" عند هذه المجتمعات، وهو كذلك النتيجة المقر لمدى فعالية وصاية العائلة؛ هل استطاعت أن تحافظ على شرفها عبر الحفاظ عن "البكرة"، أم أن الفتاة تمردت عن هذه الوصاية وسلمت نفسها لرغبتها؟
ففي الحالة الأولى تلقى رضى الأسرة والزوج، وتستمر الاحتفالات والأهازيج للتعبير عن ذلك، حيث نجد في الأعراس المغربية مثلا مسألة "التزيان"؛ عبر الرقص بسروال العروس المليء بدم البكرة، وترديد أهازيج تحمل عبارات تؤكد بأنهم نجحوا في حراسة شرفهم الذي كانت تحمله ابنتهم، لتنتقل بذلك من قفص العائلة إلى قفص الزوج الآمر والناهي والمعيل... حيث لا يمكنها مواجهة المجتمع من دونه.
أما في الحالة الثانية تصبح :
ـ منبوذة من طرف كل العائلة لأنها أضاعت شرفهم وحطت من قيمتهم داخل المجتمع،
ـ منبوذة من طرف الراغب في الزواج بها لأنه لا يحب أن يتزوج بامرأة سلمت لرغبتها مع غيره قبل أن تعرفه، مع العلم أنه مارس مع الكثير من غيرها قبل أن يعرفها،
ـ منبوذة من طرف نفسها فلا تجد سبيلا آخر غير اختيار "الذعارة" وبيع جسدها الذي تسبب لها في هذا الوضع.



#يوسف_ميرة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السفراء/الرحالة المغاربة في أوربا، اصطدام أفكار الطين بفكر م ...
- إشكالية التحقيب المغربي/الإسلامي
- حين تصبح الجريمة جهاد
- موجة الحداثة وحقيقة الفكر العربي
- الحل في العقل
- الجهاز المخزني المغربي في التاريخ، ماذا تغير؟


المزيد.....




- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...
- حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشا ...
- رسم -شعر عانة- لامرأة عارية وتوقيع ترامب برسالة عيد ميلاد جي ...
- “هام وعاجل” Link التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الجزائر 2 ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف ميرة - الفتاة / المرأة بين قفص العائلة والزوج