البصرة والسرطان ... وصمت عجيب !!

كرار الحجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 17:45
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

بينما كنت جالساً مع بعض الأصدقاء وإذا بمكالمة هاتفية لأحدهم وبمجرد الرد رأيته قد انقلب لونه ومن نبرة صوته عرفت أن هنالك حدث مؤلم ... بعد أن انتهى من مكالمته واستفسارنا منه عرفنا أن احد أقرباءه مريض وهنا تبادر إلى ذهني وقبل أن يذكر نوع المرض تبادر إلى ذهني بسرعة السرطان وفعلا هذا هو ما أصيب به ... الحقيقة أن مفردة سرطان أصبحت في مناطق البصرة ومنها ناحية الشهيد عزالدين سليم واسعة الانتشار وعقدة نفسية كبيرة لها صداها في حياة الناس ... ففي ناحية عدد سكانها يصل الى 100 ألف نسمع سنويا بعشرات الحالات التي أصيبت بهذا المرض العضال وبمختلف أنواعه واغلب الحالات تكون نتيجتها الوفاة خصوصا وان فترة التشخيص غالبا ما تكون متأخرة جدا بعد أن استشرى المرض واكل الأخضر واليابس بسبب عدم وجود أخصائيين ولا مراكز تخصصية ولا علاجات ... وأسباب كثيرة أخرى منها الحالة النفسية التي يعانيها المصاب حيث لا جدوى في العلاج والتي ينتج عنها يأس كبير إذ لا مجال للشفاء إلا ما شاء الله ... هل تعلمون أيها الأعزاء إن حالات الإصابة بأمراض السرطان في البصرة وصلت الى في عام 2010 إلى 2538 كما يذكر في التقارير الرسمية التي غالبا ما تكون غير صحيحة واقل من المعتاد من اجل غايات معروفة , علما أن هذا العدد يزداد إلى الضعف في كل عام بينما كانت الحالات في العقود السابقة اقل من ذلك بكثير وهذا ما يدهش المختصين وتعود أسباب هذا الانتشار الواسع كما يقول المختصون إلى استخدام الأسلحة المحرمة في حرب التسعين وحرب عام 2003 الحاوية على الإشعاعات إضافة إلى ما يؤكده مختصون بأن استخراج النفط في محافظة البصرة له اثر كبير خصوصا وان الاستخراج يتم بطرق قديمة تؤثر على البيئة بشكل كبير , بالرغم من كل ذلك يقابل الأمر بصمت عجيب من جميع الأطراف التي لها علاقة بالأمر كمنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والدولة العراقية المسؤول الأكبر ... فبدل أن يتم التعامل مع الأمر الواقع ومحاولة القضاء على الاسباب ومحاولة وضع سبل للعلاج نرى تجاهل كبير للأمر حيث يقول احد طلبة كلية الطب انه واجه صعوبات جمة في الحصول على معلومات تخص المرض ومنها الإحصائيات الخاصة بأعداد المصابين وبعد ذلك اعتمد على معلومات حصل عليها بطرق خاصة ... إننا بهذه الحالة نكون كالنعامة بالضبط وندفن رؤوسنا هربا من الخطر اعتقادا بأن هذا هو طريق النجاة , أليس من المفروض أن تعطى صلاحيات للمختصين بأجراء إحصائيات كاملة عن المرض ومعرفة الأسباب لمحاولة إزالتها ... أم أن البصرة لا تستحق ذلك لأنها تعودت أن تكون بقرة حلوب يستخرج نفطها ولا تستفيد منه إلا بفتات قليل وكثير من المصائب !!! أين ممثلو البصرة في البرلمان أين مجلس المحافظة من هذا المر ؟! أين من يقف مع أبناء البصرة في محنتهم التي تتزايد يوما بعد يوم ولم نر من يتحدث عنها ... بل أن الجميع منشغل أو متجاهل لها لأنها البصرة ... لأنها تعطي كل شئ فتلبس الآخرين ويتعرى أبناءها وتطعم الآخرين بينما يجوع أبناءها ... أهكذا يقابل الكريم ؟؟!!! ليس لدي إلا الكلام وهو اقل شئ استطيع أن انتصر به لمدينتي عسى أن الفت نظر من بيدهم الأمر ... فربما تداوى جراح أبناءها ليعيشوا كما يعيش الآخرين لأنهم يستحقون كل الخير فهم منبع الكرم والطيبة والنخوة والشهامة ...
كرار الحجاج

#كرار_الحجاج (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل