أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري يوسف - السيِّد رئيس الولايات المتَّحدة الأميريكية باراك أوباما















المزيد.....



السيِّد رئيس الولايات المتَّحدة الأميريكية باراك أوباما


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة مفتوحة إلى رئيس أميريكا المجدّدة ولايته باراك أوباما

السيِّد رئيس الولايات المتَّحدة الأميريكية باراك أوباما، المجدّدة ولايته للمرّة الثَّانية
أرسلتُ هذه الرسالة في اليوم الثالث من تنصيبك رئيساً لأميريكا منذ أربع سنوات
أرسلها الآن ثانيةً ـ بعدَ تعديلاتٍ طفيفة ـ في اليوم الأوَّل من فوزك بولاية رئاسيّة جديدة!

تحيّة أيُّها المنبعث من خضمِّ الحياة،
ها قد أصبحتَ مرّةً ثانية رئيس أكبر دولة مهيمنة على العالم، (ولا أظنُّ أنّها ستبقى مهيمنة على العالم، إلى أمدٍ بعيد، فربَّما تتقلَّص أجنحة أميريكا في القريب العاجل أو الآجل!)، وأعود متسائلاً مرَّةً أخرى: هل ستستمرُّ في برنامج الهيمنة على مقدَّرات الكثير من دول العالم الفقيرة، مثل أسلافكَ أم أنَّكَ ستعود إلى جذورِ سمرتك الدَّاكنة الملفَّحة بشمس أفريقيا الدَّافئة، وتنثرُ هواء السَّلام والمحبّة والوئام بين البشر كلَّ البشر وتضعُ حدّاً لهذه الحروب المجنونة الَّتي تغلي بين أجنحةِ سياسات هذا الزَّمان؟! ألا تراجع أوراقكَ وأوراق الهزائم التي مُنيتْ بهذه الدَّولة العتيدة ـ، أميريكا، وإلى متى ستتشدَّق أميريكا بصناعة الحروب لرفع ميزانها التِّجاري المخلخل على حساب فقراء هذا العالم؟!

أهنئكَ يا باراك على تنصيبكَ رئيساً للولايات المتحدة الأميريكية للمرّة الثَّانية، هل تعلم أنَّ أسمكَ مشتق من البَرَكة، فهل ستجدُ سماء الشَّرق والغرب والعالم البَرَكة على يديك؟ آمل هذا، وآمل أن يترجم كلّ إنسان على وجه الدُّنيا بركاته ونعمه على الأرض ويقدِّمها للبشر كلَّ البشر.
حضرتُ مراسيم تنصيبكَ رئيساً لأميريكا، عبر التِّلفاز، بدقةٍ وشغفٍ كبيرين، وسمعت باهتمامٍ إلى خطابكَ المقتضب المكثف المعبّر الجانح نحو اخضرارِ الأمل، فهل ستترجم هذا الأمل أم أنّه سيبقى مجرَّد خطاب ساسة، وما أكثرهم في سلِّم الحياة وما أظلمهم وما أبعدهم فيما يقولونه بعد القسم، هل ستطبق ما وعدته للمواطن الأميريكي والشَّرقي والكوني أم أنَّك محاصر بجملة من الضّغوط الكونيّة واللَّونيّة والأميريكيّة، ممَّا يجعلك تنحو منحى من سبقوك في مواعيدهم الممطوطة فلم نجد على مدى عقودٍ مضَت عبرَ أسلافكَ سوى الخراب والدَّمار في دنيا الشَّرق والغرب؟!

أدهشني وصولك إلى سدّة الرِّئاسة في أقوى دولة في العالم في المرّة الأوّلى، وأدهشني أكثر في المرّة الثَّانية! أدهشني هذا ولم يدهشني في الآن ذاته، وراودتني أسئلة كثيرة، تصلح لكتابة روايات بلا نهاية، روايات مفتوحة على هواجسِ التَّأويل، فهل تنصيبكَ هو محاولة للخروجِ من الفخاخ الَّتي وقعت وتقع فيها أميريكا كي تبيِّن للعالم أنّها دولة ديمقراطيّة إلى درجة أنَّ أيَّ مواطن، كائناً مَن كان أصله ممكن أن يصبح رئيساً لأميريكا طالما هو مؤهَّل لذلك، وهل ترى أنّكَ مؤهَّل أن تكون رئيساً لأميريكا في هذا الوقت أكثر من أيِّ مواطن أمريكي قحّ ولولاية ثانية، أم أنَّ تنصيبك ناجم عن تخطيط أميريكي مدروس بدقّة للخروج من خلالك من المآزق الأميريكيّة الَّتي مرّوا فيها من سبقوك، لعلَّ أميريكا تبيِّض وجهها أمام العالم لتبيِّنَ من خلالك على أنّها دولة غير مهيمنة على العالم ولا تريد أن تهيمن على العالم فها هو شاب أفريقي يحكم أميريكا نفسها للمرّة الثَّانية، وهذا بالفعل يشير للوهلة الأولى والثَّانية والعاشرة إلى أنَّها دولة في قمّة الدِّيمقراطية، ولكن ألا يعقل أن يكون هذا تخطيطاً أميريكياً لما يشبه أفلام هوليود البارعة، حتَّى ولو كان اخراجه في سياقِ السِّياسة بعيداً عن الشَّاشة الكبيرة أو الصَّغيرة؟!

من جهتي وبكلِّ صراحة أميل إلى التَّحليل الثَّاني، حيث أرى أن ترتيبات فوزك ووصولك إلى قمّة الهرم في أميريكا ثانيّةً، ما هو إلا تخطيط بارع من أميريكا ومَن لفَّ لفّها وليس لأنَّ لديك شعبيّة ومؤهّلات وإمكانيات خارقة ممَّا يجعل المواطن الأمريكي ينتخبك، لأنّني أرى أنَّ الرَّئيس الأميريكي هو صناعة ومصالح أميريكية بحتة، تتمحور صناعته على جملة معطيات فجاءت هذه المعطيات مفصَّلة بصيغةٍ ما على مقاسك، لهذا راهنوا عليك لأنك المنقذ الأهم ـ على ما يبدو ـ لما حلَّ بأميريكا من كوارث وانهيار اقتصادي وسياسي ولما هي متورّطة فيه في سماء الشَّرق والغرب والعالم، فهل أنتَ بالفعل المنقذ المناسب لتخليص أميريكا من هذه الأوحال الغارقة فيها، وهل ستنتهز الفرصة لما أنتَ عليه من مكانة وتحقِّق طموحاتك الفردانيّة كإنسان جانح نحو العدالة والسَّلام والمحبّة والوئام بين البشر أم أنَّكَ لا تستطيع أن تخرج عن طوعِ ديناصورات وحيتان البيت الأبيض المغلَّف بضبابيّة كثيفة وازدواجيّة واضحة في الكثير من منعرجاته ودهاليزه غير المرئيّة؟

آمل أن تؤكّد للشرقِ وللعالم أجمع أنكَ ستنهج منهج السَّلام والوئامِ وتحقِّق العدالة لأميريكا والشَّرق الرَّازح تحت دخان الغرب الأميريكي المكتنف بالويلات المرئيّة وغير المرئية، وتنقذ ملايين البشر من فكّي كمَّاشة المواعيد الممطوطة الَّتي ينتظرها ملايين الفقراء والأطفال الَّذين يتضوَّرون جوعاً وبؤساً وغدراً وحرماناً في دنيا الشَّرق وكأنَّ حياتهم مؤرجحة على كفِّ عفريت طالما أميريكا لها مكاييل مخرومة، متذبذبة وغير منصفة في احلال العدالة والمساواة في عالم الشَّرق الغارق في البؤس والتَّشظِّي والاشتعال!

عزيزي السَّيد الرَّئيس،
كما تعلم ويعلم الجَّميع أنَّ أميريكا طرحت نفسها أنَّها بصدد تجفيف منابع الإرهاب في العالم، معتبرةً الشَّرق العربي والاسلامي مكمن الارهاب، فهل قضَتْ على ما اعتبرته ارهاباً، أم أنَّه بدأ يفرّخ ارهاباً مضادّاً وأصبح أكثر ممَّا كان عليه قبل مرحلة التَّجفيف، وذلكَ ردَّاً لما تقوم به أميريكا من ارهاب الدَّولة بالتَّنسيق مع صديقتها المدلَّلة اسرائيل، وفي هذا السِّياق أودُّ الوقوف عند كلمة الارهاب، فهذه الكلمة الَّتي تمَّ استخدامها بصيغة سلبية، هي ليست كذلك في كلِّ الأحول، لأنَّ الكلمة مشتقة من الفعل أرهب يرهب ارهاباً فهو ارهابي، أي بما معناه أخافَ يخيف ..، فهو مخيف، فأي كائن حي على وجه الدُّنيا لو تعرَّضَ لموقف مخيف ومرعب وارهابي سيضطرُّ أن يردّ على خصمه ويخيفه ويرهبه دفاعاً عن نفسه، ففي هذه الحالة ارهاب الآخر أو اِخافته كنوع من الدِّفاع عن النَّفس هو حقٌّ شرعي وإلا أعتبر كل مَن لا يدافع عن نفسه مجرّد إنسان جبان لا أكثر!

وهنا أتساءل هل يوجد في تاريخ البشرية أكثر ارهاباً ورعباً من اسرائيل لما قامت وتقوم به من مجازر في غزة وجنين وصبرا وشاتيلا والجُّنوب اللبناني، وعلى امتداد وجودها على أرضِ فلسطين، فهل من المعقول أن يبقى الفلسطيني بكلِّ فصائله الحماسيّة وغير الحماسية مكتوفي الأيدي أمام هذا الهول الذي يتلقَّونه من اسرائيل، لهذا أرى أنَّ ردَّهم وصواريخهم الخجولة قبل وبعد الغزو المشين الأخير لغزَّة ما هو أكثر من دفاع عن النَّفس والوجود، وأنا أرى أنَّ اسرائيل هي في خانة الارهاب، بكلِّ ما تعنيه الكلمة من معنى سلبي وقمعي وارهابي، فلماذا لا تخطِّط أميريكا والغرب والعالم أجمع للقضاء على ارهاب اسرائيل ضدَّ الشَّعب الفلسطيني المنقسم على نفسه وعلى أرضه وبيته وهوائه وسمائه ونومه وحلمه المشنفر بالعذاب؟!

لماذا لا تحلحل أميريكا مشاكل الشَّرق المتعلِّقة بالغرب بما يناسب الشَّرق وتعطي لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه، وتكون عادلة وديمقراطية ويعيش جميع الأطراف في حالة سلام ووئام بعيداً عن لغة الحروب المجنونة والمدمِّرة للجميع؟ لماذا عندما احتلت أميريكا العراق تركت حضارة العراق، ومتاحفه، مباحةً للنهب والدَّمار والخراب؟!
مَنْ أوصل صدَّام حسين إلى سدَّة الحكم، ومن طلب من صدَّام أن يبقى في وجه إيران، ومن سمح له بالدُّخول إلى الكويت؟ أليست أميريكا، فلماذا لا تحاسب أميريكا ذاتها قبل أن تحاسبه؟!!!
هل تجرّأ مواطن عراقي على مدى فترة حكم صدَّام حسين من تفجير كنيسة أو جامع أو مدرسة أو أيَّة منشأة حكوميّة أو أهليّة، أو قتل شيخ أو مطران أو قسيس أو شمَّاس أو أي مواطن عادي مسيَّس أو غير مسيَّس، ما لم يتدخَّل المواطن في سياسة صدَّام الدِّكتاتورية؟! فصدام رغم انني كنتُ وما أزال ضدّ ديكتاتوريته وبطشه وقمعه لكنه ما كان أحدٌ يستطيع أن يقتل في عهده مواطناً عادياً بريئاً في عزِّ النَّهار، ولكن في عهد الحكومة الجديدة، عهد البشارة بالدِّيمقراطية نجد المواطن العادي غير المسيَّس والمطران رمز السَّلام والوئام، يتعرَّضان للقتل على مرأى ومشهد القوَّات الأميريكية، فأين الدِّيمقراطية الَّتي صدَّعت أميريكا بها رؤوسنا ولم نحصد منها سوى القتل والطَّائفية والتَّخريب والدَّمار في بلاد الرَّافدين! فلا لديكتاتورية صدَّام ولا لديمقراطية الخراب الَّتي قدمتها أميريكا للعراق، لهذا وجد الكون برمّته كيف قدّم منتظر الزيدي فردتَي حذائه هدية للرئيس الأمريكي جورج بوش في آخر زيارة له للعراق، فأنا ضد موقف الزّيدي كموقف غير حضاري بصفته اعلامي، وكنّا ننتظر منه حواراً مع الرَّئيس الأمريكي للدفاع عن نفسه وعن عراقه ولكن مَن يعلم ربَّما ثقافة الحوار بالأحذية تناسب هكذا حالة متهرِّئة وغليانيّة على مدى السَّنوات العجاف التي قدَّمتها أميريكا للمواطن العراقي، فهل فكَّرتْ أميريكا بحلِّ عادل لما حلَّ من دمار وخراب في العراق وبإيجاد حلٍّ، يجنِّب العراق من قتل المزيد من المطارين ورجالات الدِّين والأبرياء والأطفال والشّيوخ والنِّساء في سبيل مصالح بغيضة أقل ما يمكن أن نقول عنها أنّها لا تمتُّ للسياسة والإنسانية بصلةٍ على الإطلاق؟!

العراق بلد الحضارات، وحضارته الموغلة في القدم مرتكزة على أكتاف الآشوريين والكلدان والآراميين والبابليين والسُّومريين والأكّاديين، حضارة مرتكزة على أكتاف صانعي إحدى عجائب الدنيا، أليست حدائق بابل المعلَّقة من عجائب الدُّنيا، فكيف لا يخطر على بال أميريكا إعطاء هذا الشَّعب حقّه، هذا الشَّعب البابلي الآشوري الكلداني الآرامي الأصيل، الَّذي يتعرَّض للإبادة والقمع والإضطهاد أمام مرآى القوات الأميريكية والعالم، أين ديمقراطيَّتكم وعدالتكم الَّتي قدَّمتها أميريكا للعراق وكلّ هذا الخراب والدَّمار يتفشّى في عراق اليوم، عراق ما بعد صدَّام حسين؟! لقد تاه أغلب المسيحيين والصَّابئة والتُّركمان واليزيديين وبقية الأقليات والأكثريات على وجه الدُّنيا، هرباً من البطش والقتل والدَّمار في العراق، فأين التَّحرير والتَّطوير والدِّيمقراطية، يا سيادة الرَّئيس، يا سادة يا كرام؟! مَن تسبَّب بطريقةٍ أو بأخرى في هجرة ملايين المسيحيين من بلاد الشَّرق الدَّافئ إلى بقاع الدُّنيا غير التَّراخي الأميريكي والغربي؟!
الإنسان هو غاية الغايات فأين دفاعكم عن هذا الإنسان، ألا ترى معي أنَّ أميريكا لا تملك سوى لغة الحربِ والعدوان والبحث عن تعديل ميزانها التِّجاري ولو كان على حساب جماجمِ الشّيوخ والشُّبان والأطفال وفقراء هذا العالم؟!
هناك مئات بل آلاف الأسئلة أودّ أن أطرحها عليك يا سيادة الرَّئيس، لكن الفسحة المتاحة هنا، لا تتَّسع للعبور في هذا الميدان، وأتساءلُ على سبيل المثال، مَن صنع بن لادن، ومن سانده ودعمه بالسِّلاح والمال ضدَّ روسيا أيَّام زمان؟ أليست أميريكا؟! فما العجب لو انقلب السِّحر على السَّاحر، هذا إذا كان منقلباًَ أصلاً، لأنَّ مستجدّات الأحداث لاحقاً بدَتْ أن هناك فبركة أميريكيّة ساحرة في المتاهات اللادنيّة!
مَن أوجد الحركات والتَّكتلات والأحزاب الاسلاميّة، أليست مواقف أميريكا وإسرائيل؟
هل هناك دول عربية تدعم الحركات الاسلامية والسَّلفيّة المتشدِّدة بقدر ما هي ضدّ التِّيارات والأحزاب الاسلاميّة كالاخوان المسلمين وغيرهم من الأحزاب والتِّيارات الَّتي يدعمها الغرب أكثر ممَّا يدعمها النَّظام العربي، بل يبقى النَّظام العربي ضدَّها وضدّ برامجها وتوجهاتها وأهدافها وأفكارها.
مَن صنع وهيَّأَ الأنظمة العربية بهذه الصِّيغة وبهذا المنظور أصلاً، أليست أغلبيّة سياسات السَّاسة العرب موجّهة بطريقة أو بأخرى كما ترتأيها أميريكا والغرب ومَن ورائهما، ولهذا تنفّذ الأنظمة توجُّهات الغرب على أكثر من صعيد وفي الكثير من المحاور، فتضغط على مواطنها المتشدِّد ومواطنها السِّياسي المعارض وكلّ من يخالفها الرَّأي فينشأ كتحصيل حاصل قِوى وأحزاب وتيارات معارضة للأنظمة ولأميريكا معاً، لما يتلقَّونه من قمع وكبح لتطلُّعات المواطن ـ الإنسان، على مختلف مشاربه وألوانه وأطيافه الدِّينية والسِّياسيَّة، لهذا تزداد الفجوة والهوّة ويزدادُ الصِّراع بين الأنظمة والشُّعوب العربيّة يوماً بعد يوم، وهذا الصِّراع أو الخلاف والاختلاف منشؤه وأسبابه مصالح غربية، وقد آن الأوان أن تفتح الانظمة العربية حواراً مع ذواتها كأنظمة ومع مواطنيها وتغيُّر من سياساتها الدَّاخلية والخارجية وعلى الغرب أن يفهم كيفية تغيير معادلة التَّغير والتَّطوير والتَّنوير بما يناسب الشَّرق العربي بكل أطيافه وأديانه واثنياته وليس بما يناسب الغرب فما هو تطوُّر بالنسبة للغرب ربما يعدُّه الشَّرقي تخلُّفاً ومنافياً للأعراف والعاداتِ والتَّقاليد ولهذا لا بدَّ من إيجاد صيغ شفافة ومدروسة بحيث تناسب مآسي وصلابة وتعنٌّت الشَّرق، وربما تأخذ القضية، أية قضية عقوداً وسنيناً إلى أن يقبلونها ويعتادون عليها، فليس من المعقول أن يتمَّ تطبيق برامج الغرب على الشَّرق دفعةً واحدة، لأنَّ لكلِّ قارّة ولكلِّ بيئة ولكلِّ بلد ولكلِّ دولة ولكل أمَّة خصوصيَّتها وعاداتها وتقاليدها الَّتي تصبح بمثابة معايير قانونيَّة تسير عليها، فليس من السَّهل القضاء عليها أو تجاوزها بالطَّريقة الغربيَّة، فلا بدَّ أن تنمو وتترعرع وتتشرّب القضايا التّطويريَّة والتَّنويريَّة في دنيا الشَّرق بشكل تدريجي مستساغ، بما يلائم كلّ مرحلة من مراحل التَّطوير والتَّنوير، ويصبح تطوُّرها موضوعيَّاً ومنطقيَّاً من حيث التَّدرّج التَّطوري، بحيث يناسب خصوصية المكان والزَّمان لهذه المساحة الجُّغرافية المتشابكة في هذا العالم.

لم يعجبني موقف أميريكا ممَّا ارتكبته اسرائيل من مجازر وجرائم بحقِّ الإنسانية في غزّة، جرائم تقشعرُّ لها الأبدان وما ارتكبته من مجازر وخراب ودمار في لبنان والجنوب اللبناني صيف 2006، حيث يبدو واضحاً لي ولكلِّ إنسان عاقل وصاحب ضمير حي، أنَّ موقف أميريكا هو منحاز حتَّى النّخاع لاسرائيل، فما هذه الحرب المدمِّرة خلال الاثنين والعشرين يوماً ممَّا تبقَّى من حكم جورج بوش، أليس هذا يا عزيزي الرَّئيس، تحدٍّ للأمم المتَّحدة والقانون الدَّولي والعالم، لماذا أصبح هناك هدنة وتوقّفت اسرائيل عن الحرب قبل تولِّي سيادتك سُدَّة الحكم ـ في حينها ـ يا أيُّها الرَّئيس باراك أوباما، أليس هذا اتفاق مع أميريكا محسوب بدقة متناهية، وألا ترى أن اسرائيل لم تقدِّر نهائياً مشاعر المسيحيين والاسلام واليهود حيث كانت البشرية تحتفل بأعياد الميلاد ورأس السَّنة الميلاديّة ومع هذا كانت اسرائيل تدكُّ صواريخها وقنابلها وطائراتها فوق جماجم أطفال وشيوخ وشبَّان غزة، فيما كنتُ أهيئُ نفسي لكتابة قصيدة عن السَّلام والمحبَّة والوئام، فعكَّرت الحرب مزاجي وخلخلت معالم فرحي، وإذ بي مع عالم الخراب والدَّمار والنَّار، فكتبتُ نصاً من وحي خراب الكون، بعنوان: "ماتَ الغربُ ماتَ الشرقُ ماتَتِ القيمُ"، فإلى متى سيستمرُّ موتُ القيم؟

أيُّهما أكثر ارهاباً، أن تطلق حماس صاروخاً بالكاد أن يقتل ثلاث نعاجٍ على أن يأتي في قلبِ الهدف، بينما سلاح اسرائيل يفوق الخيال، أين التَّوازن الأخلاقي في الحرب، أم أنَّ الحروب لا تحمل بين طيَّاتها ذرَّة أخلاق، فلماذا يرتكبها الإنسان، هل فقد أخلاقه وإنسانيَّته؟!!! أليس عاراً أن تستعرض اسرائيل عضلاتها وتجرِّب أسلحتها التَّرسانيّة العالميّة الفوسفوريَّة الفتَّاكة على شعب بسيط يتضوَّر جوعاً، فهل قتلت اسرائيل المقاومين أم قتلت أكثرية الشَّعب الأعزل البرئ؟
أين ديمقراطيّة أميريكا وسلام وديمقراطيّة اسرائيل الَّتي تنادي بها، وعلى أيِّ اساس تنادي أميريكا باحلال السَّلام في الشَّرق الأوسط، هل بهذه العنجهيّة المريرة سيتمُّ بناء حيثيات السَّلام؟!
ما هذا الجنون الاسرائيلي في القتل والدَّمار والخراب والغزو والقصف المخيف والمرعب إلى أقصى درجات الإرهاب، وما هذا الصَّمت الكوني، ما هذا التَّراخي الأميريكي، وما هذه القرارات الَّتي تصدرها الأمم المتحدة ولا تكترث بها اسرائيل، كأنّها قرارات صادرة من جهة غير مسؤولة وغير قادرة على تنفيذ قراراتها، لماذا لا تعاقب هيئة الأمم اسرائيل طالما لا تنصاع اسرائيل لقرارات هيئة الأمم، ولماذا لا يتم تحويل مسبِّبي الدَّمار والغزو إلى محكمة لاهاي الدَّولية ويعاقبونهم كمجرمي حرب، أم أنَّ اسرائيل في رأسها ريشة وترتعد منها أميريكا نفسها وهيئة الأمم والقانون الدَّولي؟!

ألاحظُ أن أميريكا وأوربا ودول عديدة في العالم تتدخَّل في الشَّأن الإيراني، بذريعة وجود السِّلاح النَّووي في إيران. أولاً تقول إيران بأنّها لا تمتلك أسلحة نوويّة وما لديها من طاقة نوويَّة هي مسخَّرة لأغراض التَّطوير والبناء والسِّلم، وليس من أجل الحرب وتصنيع القنابل النَّوويّة، حيث تعتبر أميريكا أنَّ توفُّر الأسلحة النَّوويّة في إيران يشكِّل خطراً على اسرائيل؟ طيِّب لماذا لا نعكس السُّؤال ونقول إنَّ لدى اسرائيل سلاح نووي ولا أحد يسألها أو يحاسبها، فإذا كان غرض أميريكا شريفاً وعادلاً فلماذا لا تنزع السِّلاح النَّووي من الشَّرق الأوسط برمّته بما فيه اسرائيل، وإلا فمن المضحك أن تهدِّد أميريكا إيران بضربة أو بعقوبات ما لم تتخلَّ إيران عن تصنيع السِّلاح النَّووي؟ ألا يوجد سلاح نووي في أميريكا؟! لماذا لا تطالب أميريكا من أميريكا بنزع سلاحها النَّووي لأنَّها تشكِّل خطراً على جيرانها؟!

من هذا المنظور أقول لكَ يا سيادة الرَّئيس، لكي يعم السَّلام والوئام بين البشر في سماء الشَّرق والغرب والعالم، على الإدارة الأميريكيّة أن تكون عادلة في التَّعامل مع دول الشَّرق ودول العالم، لا أن تهدِّدَ أميريكا إيران تارةً وسورية تارةً أخرى، في الوقت الَّذي نجد أنَّ سورية في عهد الأسد الأب والابن كانت وما تزال تجنح نحو السَّلام العادل والشَّامل، الأرض مقابل السَّلام، من دون أي قيد أو شرط وبحسب القوانين الدَّولية، والمعادلة بسيطة وسهلة وتطبيقها لا يحتاجُ لأيّة عبقريّة، وممكن تحقيق السَّلام في ليلةٍ وضحاها، ولكن لا تستجيب اسرائيل ولا أميريكا لهذا الجنوح السُّوري نحو السَّلام، بل تجنح اسرائيل إلى حالة اللاسلام واللاحرب، بل أنها تتحرّش بين الحين والآخر بسورية وسورية لم تردّ عليها وطالبت وما تزال تطالب بالحل العادل والشَّامل كما تقرُّه هيئة الأمم والقوانين الدَّولية وبرعاية أميريكا، ولكن اسرائيل لا تريد السَّلام وهي شغوفة بالحروب وبسلامها وأمنها هي وإن ذهبت دول الجِّوار في أغوار الدَّمار والهلاك فلا يهمُّها وهذه غزة مثالاً حيَّاً لما أقول! فإلى متى ستتشدَّق اسرائيل بأنّها مهدَّدة من ايران وسورية والعرب، هل أطلقت سورية رصاصة واحدة على إسرائيل منذ حرب تشرين حتى تاريخه؟!!! أي أمان وسلام تريده اسرائيل أكثر من هذا، أصلاً أنا أرى أنَّ الجَّبهة السُّورية في أمان تام على اسرائيل، فلا يوجد أي دافع ـ على ما يبدو للعيان ـ من الجَّانب السُّوري في فتح جبهة حرب مع اسرائيل، لأنَّ سورية تنتهج فعلاً منهج الحوار والتفاوض للوصول إلى السَّلام ولكن اسرائيل لاتريد السَّلام خاصة عندما ترى أنَّ الجَّبهة السُّورية هادئة وآمنة، فلِمَ ستوقِّع على معاهدة السَّلام مع سورية طالما لا تشكِّل سورية أي خطر عليها وطالما السَّلام مع سورية سيفقد اسرائيل الجُّولان المحتل، لهذا تماطل اسرائيل، وربَّما ستماطل إلى أبد الآبدين طالما لا يوجد عليها ضغط غربي وعربي وكوني لتحقيق السَّلام، فهل سنرى أملاً على يديك بتحقيق السَّلام في الشَّرق الأوسط وفي العالم، ويعيش الإنسان في الشَّرق والغرب في وئام بعيداً عن الحروب والصِّراعات المجنونة الَّتي تتوالد وتفرِّخ كأنها من فصيلة الأرانب؟! فقد شبعنا منها يا سيادةَ الرَّئيس.

ختاماً، أودُّ أن أقول لكَ انني عندما أسمع وأقرأ مصطلحات من إبداع أميريكا أضحك كثيراً، مثلاً: الفوضى الخلاقة، متى أصبحت الفوضى خلاقة يا سيادة الرَّئيس؟ هل وجدْتَ في تاريخك الطَّويل أن تصبح يوماً ما، فوضاك في مجالٍ ما خلاقة، أنا أعرف أن هناك نصَّاً شعريَّاً خلاقاً، فكرة خلاقة، رواية خلاقة، لوحة خلاقة، وئاما وسلاماً ومحبَّة خلاقة، وأمَّا موضوع أن تصبح الفوضى في عرفكم خلاقة، فهذا ما لم أستسغه ولا يقبله عقلي ولا أي عاقل على وجه الدُّنيا!
القنابل الذَّكية، لقد أصبحت في عرف أميريكا القنابل ذكيّة، لا بارك الله في القنابل الذَّكية والغبيَّة، طالما تقتل البشر في العصر الحديث، ولا بارك الله في كلِّ مَن يصنع سلاحاً ويدمِّر البشر والبشريّة، هذا القرن يا سيادة الرَّئيس يجب أن يكون قرن السَّلام بين البشر كلَّ البشر!

كم أنظر بسخرية وأسىً كبيرين عندما أراكم تطرحون بعد كلِّ تدمير، مشروع إعادة الاعمار والبناء! طيب لماذا أصلاً يتمُّ تدمير البلاد والعباد ثمَّ تطرحون أنفسكم لاعادة البناء والتَّعمير؟ أنَّكم تستطيعون أن تبنوا جسراً مدمَّراً وبناية مدمَّرة وجامعة مدمَّرة وجامعاً وكنيسة مدمَّرة ولكن هل تستطيعون إعادة بناء إنسان ميّت، هل تستطيعون إعادة روح طفل شهيد إلى جسده المهشَّم، ما فائدة إعادة اعمار غزة وجنين وصبرا وشاتيلا والجُّنوب اللبناني وبغداد، طالما آلاف الموتى تخلخلت جماجمهم تحت الأنقاض، وأرواح الموتى الشُّهداء كيف ستعيدون بناءها وإعادتها إلى الحياة؟!

وحول موضوع إشاعة وترويج وتطبيق الدِّيمقراطية في العراق والعالم العربي، فلا بأس يا سيادة الرَّئيس أن تتركوا الشَّرق والعالم العربي على حاله وتخلّفه، فهو مسرور بتخلفه وسعيد بلا ديمقراطية، لأنّه حالما تتحقَّق عنده الدِّيمقراطية بالطريقة الَّتي تتوخّونها، سيرمي مواطنه بفردتي حذائه بوجه أكبر زعماء العالم فكيف والحالة هذه لا يرميها في وجه حكَّامه، منطلقاً من باب أنّه حرّ وفي بلد ديمقراطي! هل نسيتم يا سيادة الرئيس أنَّ المواطن الشَّرقي لا يستوعب الدِّيمقراطية بطريقتكم، ولا يتقبّلها بطريقتكم، لأنّه غير معتاد عليها وليس من السُّهولة أن يتوازن معها لأنه مرّ بسنين وعقود وقرون من القمع والاضطهاد والاستبداد من قبل الاستعمار وبعد رحيل الاستعمار، جاء حكامٌ ربّما بعضهم أكثر قمعاً واضطهاداً واستبداداً من الاستعمار الرَّاحل وكأنّ المواطن في حالة قمعيّة مفتوحة عبر مراحل الاستعمار وما بعده ولهذا فليس من السَّهل أن يتقبل الحرِّية والعدالة والمساواة والدِّيمقراطية بالطريقة الَّتي ترسمونها، وبكلِّ بساطة أن العالم العربي لو طبق العدالة والمساواة والدِّيمقراطية والحرية دفعةً واحدة من دون مراعاة ظروفه الآنفة الذّكر، لدخل في متاهة وفوضى لها أول وليس لها آخر! ستكون فوضاه، الفوضى ما بعد الخلاقة، لأنه سيتجاوز الخلق والإبداع عابراً في دهاليز المتاهة، لهذا يحتاج العالم العربي إلى بناء طفل سليم وسويّ، ينمو ويترعرع في جوّ طبيعي منذ أن تحمل به أمّه في أحشائها، وبعد أن يرى النُّور، وإلى أن يغادر هذا النُّور، وكلّ هذا يحتاج عقوداً، وسنيناً بل قروناً، وهذه المهمَّة تقع على عاتقِ مجئ ساسة ومفكِّرين ومبدعين وبحاثة ومحللين على كافة مناحي الحياة، لانتشالِ المواطن من الحالة المزرية الَّتي يعيشها في العالم العربي، وإلى أن يتحقَّق هذا الأمر عليكم يا سيادة الرَّئيس أن تحقِّقوا السَّلام كي يتمكَّن هذا العالم أن يخرج من متاهة الحروب ومن شرانقه المجصَّصة ويبدأ بالبحث عن مخارج لتخلفه لعلّه يبدأ خطوة المليار ميل نحو بناء إنسان مسالم وطبيعي، عاقل ومتنوِّر وخلاق! هدفه نشر رسالة المحبّة والسَّلام والتَّنوير والحوار الخلاق بين البشر كل البشر، جنباً إلى جنب مع أخيه الإنسان في هذا الكون الوسيع!!!

ستوكهولم: 21 . 1 . 2009 صياغة أولى
ستوكهولم: 7 . 11 . 2012 صياغة أخيرة!

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصدار الجِّزء الخامس من أنشودة الحياة للشَّاعر صبري يوسف
- لمحة موجزة عن إصدارات صبري يوسف العشرين
- الفنّان حنّا الحائك سيمفونيّة لونيّة من بوحِ السَّنابل
- إصدار 20 كتاب في الشّعر والقصّ والسَّرد والحوار والنقد للأدي ...
- إصدار ديوان جديد للأب يوسف سعيد بعنوان أسلحة خاصّة بمتاريس ا ...
- كتاب جاهز للإصدار، بعنوان شهادات لأدباء وشعراء ونقّاد في أدب ...
- إصدار جديد لصبري يوسف بعنوان مقالات أدبيّة سياسيَّة اجتماعيّ ...
- الفنّان حبيب موسى ملك الأغنية السّريانيّة في العالم
- إصدار كتاب جديد: حوارات مع صبري يوسف حول تجربته الأدبيّة وال ...
- إصدار كتاب جديد: حوارات مع صبري يوسف حول تجربته الأدبيّة وال ...
- إصدار كتاب جديد لصبري يوسف: ديريك يا شهقة الرُّوح 2 2
- إصدار كتاب جديد لصبري يوسف: ديريك يا شهقة الرُّوح 1 2
- إصدار كتاب جديد بعنوان: حوار د. ليساندرو مع صبري يوسف
- إصدار الجزء الثالث من أنشودة الحياة للشَّاعر صبري يوسف
- إصدار ديوان جديد للشاعر صبري يوسف
- صبري يوسف ضيف مايا مراد للنقاش حول تجربة الأب يوسف سعيد
- لقاء الشاعر مروان الدليمي مع صبري يوسف عبر فضائية عشتار
- إصدار كتاب جديد للأديب والشَّاعر صبري يوسف يتضمَّن: شهاداته ...
- إصدار مجموعة قصصيَّة جديدة للأديب الشَّاعر صبري يوسف
- إصدار ديوان جديد للأديب الشَّاعر صبري يوسف: أنشودة الحياة، ا ...


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري يوسف - السيِّد رئيس الولايات المتَّحدة الأميريكية باراك أوباما