أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فطي امريرت - امراة على مشارف الموت














المزيد.....

امراة على مشارف الموت


فطي امريرت

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


احاول الان استجماع ما لدي من قوة والتغلب على الضعف لكن لا استطيع;اريد الخروج من هاته الدوامة المبهمة فلا اجد مفرا..انا التائهة بين الضعف والقوة بين الضحك والبكاء لا رغبة واضحة تعتريني.
اريد الهروب من هؤلاء الذين تراقبني وجوههم بطريقة لا مفهومة….تلاحقني الصراعات القابعة في نظراتهم المتراقصة بين الحزن والسرور ايما ادرت وجهي;والحمة تعتريني;اشعر بالبرد حينا لاعود واحس الحرارة والضيق حينا اخر…وانفاسي متقطعة وجسدي جامد لا يتحرك ونظري شاخص امرره عبر جدران هذه الغرفة او بالاحرى عبر سواد هذه الغرفة;وكاني نزلت من كوكب اخر وكاني فقدت ذاكرتي…امراة على حافة الموت على مشارف الهاوية.

اريد تحدي الضعف;اريد الحصول على القوة;لكن لا استطيع والحائمون حولي كل وما يجول في خاطره…فانا الان فوق سرير الالم والحسرة والحيرة والتردد انتظر ساعة البدء والالم يضاجعني;ولابد ان الناظر الي يتساءل حول ما ستفعله هذه الجثة الجامدة الان;هل تملك القوة كي تصمد وتهزم ما بها ام لا….ا?!!
اشعر الان بدوار شديد وبارتخاء في كل اعضائي,وعيناي تهمان بالانغلاق,والالم يعصر اوردتي,يغرس انيابه في بدون رحمة….احس بجسدي يتمزق وقلبي وكانه توقف عن الخفقان,ذاكرتي تغيب حينا وتحضر حينا اخر,تسافر عبر دروب ماضي ,هذا الذي لا اعرف ما اقوله عنه..لم اجد طيلته تفسيرا لوجودي ولا لما عشته,وقد اختصر القول ان سطوره كتبت بمداد من الالم والحسرة والعذاب,لاجدني في النهاية وحدي الا ذكريات خلت تهجم علي دائما فانصاع لها سابحة بهذا الفكر المثقل في بحور الاسى..انه الحزن في لذته والانشغال في روعته والالم في سعادته,انها النفس عندما تتطلع لتسمو فوق كل الرداءة والسخف فلا تستطيع..انها انا عندما صمدت وساصمد…..
لابد ان المخدر بدا يعطي مفعوله الان,اصبحت ارى الوجوه حولي ضبابا وصوت الطبيب بدا يتلاشى ودموع الممرضة المساعدة بدات تختفي عني رغم اني احسها هنا بين ضلوعي حرقة امراة عاجزة رغم ادعاء القوة تشبهني……
قرار اجراء العملية لم يكن بالسهل علي,لكن لم يعد باليد حيلة كل الابواب اغلقت بوجهي ولم اجد غيرها مفرا فيا لحسرتي. كم تعذبت وكم سهرت وانا افكر علني اجد مخرجا……
عندما يستسلم كل الى نومه ويهيم مع احلامه,انا وحدي اتلوى وسط الالم..والصمت يذبحني ولا اجد مكانا لجسدي النحيل وسط كل هذا…ابكي اتمزق وقليلا ما يغلبني النوم او بالاحرى اغلبه فانام .
الوقت يمر بسرعة وانا ما عدت استطيع مسابقته وعندما استحيل وحدي بعد يوم من الفرح المزيف ها انذا في غرفتي وركبتاي داخل فمي اعصر الفكر العن الوقت امقت التقاليد اعهر الخوف..الى متى الخوف الى متى ….
مخيلتي تقودني دوما الى بداية الحكاية عندما كنت عائدة ذات ليلة ممطرة الى غرفتي بعد يوم من الكدح والعذاب مع الة لا يربطني بها سوى دريهمات اتقاضاها اول كل شهر لا احسها الا وقد تلاشت وعلي الاقتراض ريتما تجود علي قوة عملي باخرى وتستمر الحكاية ويستمر التعب والاحتقار…..
كنت عائدة والتعب يقتلني لاجدني بين يدي من لا يرحم لم يكن بالمقدور ان انفذ ابدا ابدا صرخاتي لم تجدي وحتى الاستنجاد ما كان نافعا الكل يسرع الخطى كل يهرب ليحتمي من المطر وانا شريدة اتمزق
لم ينفع الاستنجاد في شيء تعبت اتضرع اليه ليفلتني وما كان منه الا ان سحبني الى مكان مهجور بهامش المدينة ليقتل كل معالم الحياة في داخلي ليغتصبني ليغتصبني وليخبرني اني فقط امراة ولا شيء اني جسد ولكل مريض الحق في تمزيقه وما من محاسب وما من منقذ
كل شيء مر بسرعة وكانه كابوس وكانه اعصار…..انه الحقيقة انه الالم انه انا عندما اغتصبت وتركت في الخلاء اصارع الخيبة الملم اطراف ثوبي واتحدى الجرح كي انهض
هرب مني الفكر ما عدت اعرف ما العمل ماذا ساخبر والدتي ان قلت شيئا عما حدث ستنتحر وانا سيذبحني اخوتي لانه وبمجرد ان يسيل الدم اصير انا المذنبة لا الضحية انا جالبة العار انا من بحث عن الرجل واغواه كي يغتصبني ويذبحني…كان يجب ان اصمت اذا وانتهى
مر شهر الان والصمت سيد وحدتي لا اكلم غير الحسرة والعذاب غير كوابيس ذاك اليوم تزورني وتقض المضجع علي …انا الوجيدة والمعذبون حولي كثر .
مر شهر واكتشفت المفجع اكثر فانا احمل في داخلي نطفة تكبر معي كل يوم انا حامل اذا كم رائعة هي الامومة وكم مفرحة هي لكن كيف لي اتحدث عن الروعة الان كيف ..يجب ان افكر في حل لاتخلص منه لا مكان لك في هذا العالم ولدي فانا لا استطيع اخفاءك في دواخلي طوال العمر عليك ان لا توجد كي تستمر الحكاية ويستمر الكذب وينتصر الزيف ولالم لمن هن مثلي هذا ما يجب ان يحصل وهذا ما يحصل مع كثيرات مثلي لا مكان لنا وسط من لا يشبعون الا بالدم من لا يجدون غير المعذبات لتحقيريهن وجعلهن سبب المصائب والخيبات .
يا قلب مزيدا من الدموع يا قلب مزيدا من الالم يا قلب مزيدا من العذاب يا قلب الى متى الخضوع لهذا السخف الى متى الانصياع لهذا العهر يا قلب متى تشرق الشمس متى نقول لا بعلو صوتنا متى يكشف الحجاب عن احتضاراتنا.
انا الان اغيب والمخدر انهى كل قوتي وسيشرع الطبيب خفية في اجراء العملية ساتخلص من طفلي سابتر قطعة مني و
انها بداية الماساة لا نهايتها…….
امراة على مشارف الموت



#فطي_امريرت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امراة على مشارف الموت


المزيد.....




- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...
- في ليبيا: السوريون يواجهون أوضاعا إنسانية وقانونية صعبة في ظ ...
- Maturity: ألبوم لنادر بن عن المنفى والإنتماء بإيقاعات الفولك ...
- الرابط متوفر من هنا.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأو ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فطي امريرت - امراة على مشارف الموت