الدجاجة التى فقست لنا كل أفراخ الشر!

محمد الخامس محفوظ

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 14:36
المحور: المجتمع المدني
    

من يقرأ اعترافات المتهمين فى التنظيم الإرهابى المعروف إعلامياً باسم خلية مدينة نصر، ويقارن بينها وبين الاعترافات التى أدلى بها المتهمون فى تنظيم الإخوان الإرهابى الذى كان يتزعمه سيد قطب فى عام 1965 لن يجد فرقاً كبيراً بين هذه الاعترافات وتلك. حتى فى أدق التفاصيل. وكأن تنظيم مدينة نصر الجديد جاء ليكمل ما فشل فيه التنظيم القديم من نسف بعض المنشآت الحيوية ومهاجمة مؤسسات الدولة المهمة. واغتيال بعض كبار المسؤولين الذين وضعهم التنظيم على قوائم الكفر والفساد!

هى إذن حلقة جديدة فيما يمكن أن نسميه بالإرهاب «المتوضئ» الذى ينحرف فى تفسيره لبعض الآيات القرآنية، لتكون مبرراً له فى القيام بعمليات إرهابية ضد خصومه من السياسيين لقد بدأت جماعة الإخوان هذه السلسلة من العمليات الإرهابية التى جرى تعميدها فى محراب الدين خطأ وخطيئة فقاموا باغتيال النقراشى وأحمد ماهر والاثنان من رؤساء الوزارة السابقين. كما اغتالوا القاضى الخازندار قبل أن يقوموا بنسف وإحراق عدد من المنشآت والكيانات الاقتصادية المملوكة لليهود المصريين باسم الجهاد حين قرروا خوض الحرب فى فلسطين من حارة اليهود فى مصر ليجد هؤلاء اليهود المبرر الذى يدفعهم للهجرة إلى فلسطين مستبدلين بالجنسية المصرية الجنسية الإسرائيلية!

وإذا كانت سيناء قد أصبحت فى هذه الأيام مرتعاً للجهاديين من المتسلفين والذين قرروا نقل نشاطاتهم الإرهابية إلى داخل البلاد بعد أن ضاقت بهم السبل هناك، فإن ذلك ما كان ليحدث لو لم يجدوا التشجيع الذى وصل إلى حد التدليل من رئيس مصر وجماعته الإخوانية حين أصدر قراراً رئاسياً بالعفو عن كل المحكوم عليهم أو ينتظر أحكاماً بالإدانة فى قضايا إرهابية جرى ارتكابها باسم الجهاد الذى كانت جماعة الإخوان وقادتها أول من رفع رايته فى مصر.. ليتوجهوا بسلاحه- كما كان مفترضاً- إلى صدور المحتل الغاصب فوجدناهم يتوجهون به إلى المسلمين من أمة لا إله إلا الله، كما يحدث الآن فى الصومال وأفغانستان ومالى والعراق والغريب أنه فى كل مرة كان يحدث فيها عمل إرهابى بتلك «الأيادى المتوضئة» كانت قيادات الجماعة تسارع بنفى علاقتها بهم فتقول إنهم «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»!

هكذا خرجت كل الجماعات الإرهابية التى تبنت الفكر الجهادى والقتل باسم الدين من عباءة الإخوان المسلمون. الجماعة الأم التى تحاول الآن تبرئة نفسها من كل عمل إجرامى مدعية الوسطية والاعتدال بينما هى فى واقع الأمر- وكما يؤكد تاريخها- كانت الدجاجة التى فقست لنا كل أفراخ الشر!

#محمد_الخامس_محفوظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات