الاقلية العلمانية فى مصر

محمد الخامس محفوظ

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 20:44
المحور: المجتمع المدني
    

أطلق اللفظ وأراد المعنى، والمعنى فى بطن الدكتور صفوت عبدالغنى، رئيس المكتب السياسى لحزب «البناء والتنمية»، الذى قال: «قيادات الحركة الإسلامية ترفض محاولات الأقلية العلمانية فرض وصايتها على المصريين والدستور»، حط تحت الأقلية العلمانية ألف خط أحمر، سك الدكتور صفوت مصطلحاً وصار مثلاً، الحمد لله الذى جعل فينا أقلية علمانية، حمداً أن صارت الأقلية علمانية وليست قبطية، وشكراً أن الدكتور لم ينكرهم واعترف بهم ولو على سبيل الأقلية.

وفق هذا التصريح لابد من اعتراف الدولة الإخوانية رسمياً بالأقلية العلمانية وبحقوقها كأقلية فى الدستور المقبل، يتمتعون بكامل حقوق الأقلية التى تكفلها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وقرارات الأمم المتحدة فى شأن الأقليات الدينية، كوتة مناسبة فى الوظائف القيادية، محافظ علمانى فى محافظة علمانية، وزير علمانى فى وزارة علمانية، وزارة الهجرة مثلاً لتسهيل تهجير «الفلاشا العلمانيين» إلى الغرب العلمانى، لواء شرطة علمانى، أعرف واحداً علمانياً شديداً ينفع قائداً للأمن المركزى، وهناك شاب علمانى بارع ينفع مستشاراً للرئيس للشؤون العلمانية، ولازم حتما ولابد يدخل العلمانيون كليات الشرطة والكليات العسكرية حتى لو كانوا ملتحين.

مطلوب «كوتة» فى مجلس الشعب للعلمانيين، عشرة مقاعد فى آخر صف وإنت داخل على اليمين، ومطلوب تسهيل إجراءات بناء وترميم المساجد العلمانية، لأن هناك تعسفاً بيروقراطياً ممنهجاً يشكل اضطهاداً لافتاً فى حرية العبادة لدى الأقلية العلمانية، العلمانيون أحياناً يضطرون للصلاة فى عرض الطريق بعد أن يحتل الإسلاميون صحن المسجد والميضة وكل الأماكن المكيفة واللى فيها مراوح ويتركوا العلمانيين فى قيظ الصيف وزمهرير الشتاء.

طبعاً لابد من تعيين شيخ للعلمانيين، يسمى شيخ مشايخ الطرق العلمانية، إشمعنى الطرق الصوفية، كلها طرق، ومن حقهم إنشاء حزب «العلمانيين المصريين» على أن يطعّم ببعض الليبراليين مثلما طعّم «الحرية والعدالة» حزبه بتسعة مسيحيين، ومن حق العلمانيين مقر فى المقطم، ويجتمع بذراعهم السياسية الرئيس المؤمن ويؤمن لهم حرية الشعائر الدينية.

حتماً سيطمئن عليهم «كارتر» فى زيارة خاصة ضمن جولته لتعضيد العلمانيين فى الشرق بعد تزايد هجرات علمانيى الشرق إلى الغرب المسيحى، أخشى أن يطرق تقرير الحريات الدينية الصادر عن الخارجية الأمريكية هذا العام الاضطهاد الممنهج للأقلية العلمانية فى مصر ويلوم على الحكومة الإخوانية عدم تمكين العلمانيين فى بلادهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.

الأقلية العلمانية فى مصر تُعرف بأزيائها المثيرة، يرتدون بدل مقمطة، وكرفتات مخططة، وأحذية ملمعة، يحلقون لحاهم بالماكينات الكهربية، وشواربهم رفيعة كشارب إستيفان روستى، ونساؤهم يطرقون الطرقات بكعوب عالية تجلب الصداع وألم الغضروف، وشبابهم يؤمون السينما فى حفلة منتصف الليل، أما متنفذوهم فيعينون أنفسهم أوصياء على الدستور والمصريين.

#محمد_الخامس_محفوظ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل