أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 15:15
المحور:
الادب والفن
1.
ماتتْ تلك التي شكتْ لوعةَ الفراق
وأرادتْ من الله
أنْ يبيّنَ الحوبةَ في المفارقين حبيباتِهم
والغائبين.
ماتتْ وهي تغنّي
من على شاشةِ تلفزيونِ بغداد
مثل لُعبةٍ كبيرةٍ جميلةٍ دون روح
تماماً دون روح مثل بغداد:
مدينة المُتخَمين والمُعدَمين والأرمن واليهود،
مدينة الملاهي والباراتِ والكنائس والمساجد،
مدينة المعتزلةِ والمتصوّفةِ والملاحدة.
2.
لم يستجب الله- بالطبعِ - لأغنيتِها الجميلة،
فلم تظهر الحوبة
على المفارقين والغائبين أبدا
وبقوا كالأشباحِ سعداء أبدا.
لكنَّ المطربةَ غنّت الأغنية
لسبعين عاماً أو تزيد
شاكيةً لوعة الفراقِ المرّ
للملكِ المسكينِ وقاتله،
ثُمَّ للزعيمِ: مُنقذِ الفقراءِ وقاتله،
ثُمَّ للطاغيةِ: مشعلِ الحروبِ وقاتله.
هكذا بقيتْ تغنّي أغنيةً عذبةً
دونَ روح
حتّى فارقتْها الروح!
************************
عفيفة اسكندر (1924– 2012) مطربة بغدادية ذائعة الصيت. قدّمت عدداً كبيراً من الأغاني على امتداد عمرها الذي تجاوز التسعين عاماً، واشتهرت بأغنية (أريد الله يبيّن حوبتي بيهم.. أريد الله على الفرگة يجازيهم!).
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟