أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى (1-4)















المزيد.....

اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى (1-4)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 18:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اسطورة آدم وحواء

في بدء الخليقة، خلق الله آدم ثم خلق حواء من ضلعه والذي بجوار قلبه .قال الله لهما قبل دخول الجنة:
وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ

فهم آدم وحواء أنهما ممنوعان من الأكل من هذه الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم. تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرة الخلد حقاً، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوماً أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم.
ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الشجرة المحرمة. لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى أحس أن صدره ينقبض. أحس الألم والحزن والخجل. اكتشف أنه عار، وأن زوجته عارية. اكتشف أنه رجل وأنها امرأة. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.وهبط آدم وحواء إلى الأرض. خرجا من الجنة. كان آدم حزينا وكانت حواء لا تكف عن البكاء. وكانت توبتهما صادقة فتقبل الله منهما التوبة.. وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيها، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث هنا في الأرض كان عليه أن يواجه شقاء وصراعا لا ينتهي أحدهما إلا ليبدأ الآخر، وكان عليه أن يشقى ليأكل، كان عليه أن يحمي نفسه بالملابس والأسلحة، ويحمي زوجته وأطفاله من الحيوانات والوحوش التي تعيش في الأرض. وكان عليه قبل هذا كله وبعده أن يستمر في صراعه مع روح الشر فهم آدم هذا كله مع الشقاء الذي بدأت به حياته على الأرض. الشيء الوحيد الذي كان يخفف حزنه. أنه قد جاء سلطانا عليها. وعليه أن يخضعها، ويستعمرها، ويزرعها ويبنيها ويعمرها، ينجب فيها نسلا يكبرون ويغيرون شكل الحياة ويجعلونها أفضل، ولكن ماذا حدث للآدم وكيف أصبحت اليوم حوا!!!!!!!!؟
ولماذا نسى آدم وأنزل سطوته على المرأة وأسقط ذكورته على المجتمع وتحول المجتمع إلى مجتمع ذكورى، المرأة فيه مجرد طيف؟
هل غابت هذه المرأة وتحولت إلى نمط جديد وأصبحت المرأة المسترجلة لكى تثبت مساوتها بالرجل ولكى تهرب من نظراته الدونية؟
ولماذا اصبحت النساء تشكو بمرارة كبيرة من نظرة الرجل السلبية إلى المرأة بصفتها جسد أنثوي فحسب وليس بصفتها إنسان كما ينظر إلى أبناء جنسه من الرجال وهذه النظرة والتى تعتبرها المرأة نظرة دونية لا تليق بها ولا تستحقها بفضل العطاء اللامحدود الذي تقدمه لنظيرها الرجل لما تحتله من موقع في قلبه وما تلعبه من دور في حياته وخاصة الأم والزوجة .
وهل يستقيم الكون بدون تواجدهما جنباً إلى جنب، وأن يعودا سكنى كل منهما للآخر؟؟

المفهوم والمدلول من قصة آدم وحواء:
يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا تصور ساذج لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهم إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة (شجرة المعرفة). ويهبطان إلى الأرض. كان الله تعالى يعلم أن الشيطان(مظهر العصيان) سيغتصب منهما البراءة. وكانت هذه المعرفة شيئا لازماً لحياتهما على الأرض. وكانت التجربة كلها(تدبير وخطة إلهية ليعلّم الخلق أن الطريق إلى جنته يمر بطاعة الله والعمل بأوامره وعداء الشيطان(مظهر العصيان). هل يقال لنا أن الإنسان مسيّر مجبور.. وأن آدم كان مجبوراً سلفاً على أن يخطئ ويخرج من الجنة ويهبط إلى الأرض. حقيقة إن هذا التصور لا يقل سذاجة عن التصور الأول. كان آدم حراً تمام الحرية. ولهذا تحمل تبعة عمله.عصى وأكل من الشجرة فأخرجه الله من الجنة.. معصيته لا تنافي حريته. بل إنها تستمد وجودها الأصلي من حريته. كل ما في الأمر أن الله كان يعلم سلفاً ما سيحدث، يعلم الله الأشياء قبل حدوثها، ولكنه لا يدفعها دفعاً أو يقهرها قهراً على الحدوث. إن الله يعطي الحرية لعباده ومخلوقاته.
ويرتب على ذلك حكمته العليا في تعمير الأرض لكى تكون الخليقة ثم يكون عرفان الله وعبادته عن طريق رسله ورسالاته وأوامره.

أصل تسمية آدم وحواء
آدم كلمة سامية قديمة تعني الإنسان سواء كان ذكراً أو أنثى (أي آدم تنطبق على الرجل و المرأة) ويعتقد اللغويون المختصون في اللغات الشرقية السامية أنها مشتقة من كلمة أدمة وهي التربة الطينية . أما حواء فهي تعني في اللغة العبرية "أم كل حي" وأصل هذه التسمية ورد في الإصحاح الثالث من سفر التكوين.

أصل قصة آدم وحواء وظروف تدوينها
لم ترد قصة آدم وحواء في أي من أثار الحضارات القديمة الشرقية (حضارات مصر و بلاد الرافدين وحضارات فارس و الهند والصين) أو أثار الحضارات الغربية (الإغريقية والرومانية و السلتية) و ماورد من قصص بدئ الخليقة وأصل البشرية لدى أهل الأمم العريقة متنوع تنوع المعتقدات الدينية واختلاف الظروف التاريخية. كما أن قصة آدم وحواء وطوفان نوح وغير ذلك من القصص التوراتية غير موجود لدى أهل الديانات الزردشتية والهندوسية والبوذية والكونفشيوسية التي يمثل معتنقوها معظم سكان العالم. قصة آدم وحواء وكل ما يتعلق بقصص بدئ الخليقة وسير الأنبياء السابقين لم ترد في الأصل على لسان موسى الكليم إذ أنه جعل الأولوية إقامة أساس متين للتوحيد والأخلاق العامة من خلال شريعته و وصياه العشر ولذلك فهو كغيره من الأنبياء في الأزمنة الغابرة لم يناقش أتباعه في كل ما درجوا عليه من المعتقدات والمفاهيم الأسطورية خصوصا وأن الوثنية كانت ما تزال غالبة عليهم. ولم يدون أي من أنبياء بني إسرائيل أو من سبقهم من الأنبياء سيرته الذاتية أو أيا من القصص التاريخية الواردة في العهد القديم من الكتاب المقدس فكل هذه القصص دونت في مرحلة متأخرة إبتداء من القرن السادس قبل الميلاد وذلك بعد انتهاء سبي بابل الذي استمر سبعين عاماً وكانت البداية مع عزرا الكاهن كاتب وصايا الرب(عزير في القرآن الكريم) الذي طلب منه اليهود العائدون من السبي تدوين تاريخهم منذ بداية الخليقة على وجه الأرض الذي كتب كل إصحاحات سفر التكوين ومن جملة ما كتب قصة خلق الأرض في ستت أيام وخلق آدم وطرده مع حواء من الجنة نتيجة عصيانهما وأكلهما من شجرة معرفة الخير والشر أما بقية قصص العهد القديم بما فيها مقاطع كاملة من سفر التكوين فقد دونها تلاميذ عزرا الكاهن ومن جاء بعدهم من الأحبار اليهود وبعضها كان تدوينا لروايات شفوية تنقلتها أجيال بني إسرائيل المتعاقبة ومن جملتها سير الأنبياء والمرسلين السابقين وأعمارهم و أسماؤهم إلى جانب سير قضاة و ملوك بني إسرائيل وحروبهم وأعمالهم وبعض هذه الروايات قد يكون صحيحا مستمدا من أصل واقعي وبعضها الآخر باطل من خيال وأساطير ومبالغات الرواة أو مقتبس من التراث الأسطوري والديني لحضارات الهلال الخصيب(العراق وسوريا الكبرى) ومصر.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكانة المرأة اليوم ومدى مساواتها بالرجل
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 5-6 ما هو الإسلام ؟
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 4-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 3-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 2-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 1-6
- البهائية واللاعنف ورؤية إنسانية موحّدة
- أمراض البشرية بحاجة إلى طبيب حاذق
- نظرة البهائيّة للجنس
- يا أيها الإنسان في كل مكان
- يا أهل العالم
- ليلة القدر-ليلة حارت فيها العقول والقلوب2-2
- ليلة حارت فيها العقول والقلوب 1-2
- التعصّبات هادمة لبنيان العالم الإنساني
- الحرية في الاعتقاد
- التعصُّب نار تحرق العالم
- العدل الإلهي
- الإسراء والمعراج من منطلق العقيدة البهائية
- السلام يا أهل الأديان
- إنقاذ العالم بالعرض الإلهي لا بالنهج السياسي


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى (1-4)