أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عيسى الصباغ - خلف ابن أمين والربيع العربي














المزيد.....

خلف ابن أمين والربيع العربي


عيسى الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3892 - 2012 / 10 / 26 - 16:43
المحور: كتابات ساخرة
    


خلف ابن آمين – لمن لم يتشرّف بمعرفته - شخصية بغدادية معروفة بكثرة ادعاءاتها الكاذبة ، إذ أنه ينسب لنفسه أفعالا ليست له البتة ، ولا يهمّه أن تورده ادعاءاته مورد التهلكة كالسجن والإعدام والضرب المبرّح ، ما دام في انتساب ذلك الفعل اليه (مرجلة) .فإذا سمع أن لصّا سطا على أحد المنازل في المحلة الفلانية ، شرب (ربع عرك أبو الكلبجه ) وأسرع الى هناك ليرمي (كيوته) على سطح ذلك المنزل موهما الآخرين أنه هو من قام بالسطو ، ذلك أنه يعدّ السطو من الجراءة والشجاعة ،يعني مرجلة أو مراجل . وأذا قيل له أن فلانا وُجِد مقتولا في البستان فإنه يغطّ في لحظة ويظهر جنب ذلك المقتول لـ(يلطّخ) قميصه بدمه أخْذا بالمثل العراقي ( يتمرغل بدم المجاتيل ) ، غير أن الجندرمة في بغداد يحفظون كذبه عن ظهر قلب ، فما أن يُلقى القبض عليه ، مع الأدلة التي فبركها على نفسه حتى يطلق الضابط سراحه لمعرفته أنه كذاب دعي لا علاقة له بهذه الجريمة أو تلك ، وحينما يخرج من القُلّغ بعد فاصل من النكات والضحك عليه ،يقف أمام بوّابته وينفض يشماغه واضعا إياه على كتفه ثمّ يسير مجنّحا وقد امال عرقجينه على رأسه كأنه عاد توّا من فتح القسطنطينية ، هذه الشخصية الموهومة تذكّرني بأمريكا ومواقفها من ثورات الربيع العربي . فمن المعروف للقاصي والداني أن الشعوب العربية بقيتْ ترزح تحت حكم الدكتاتوريات أكثر من نصف قرن ،يعني ما يقارب ستين سنة ، ومن المعروف أيضا أن هؤلاء تسلّقوا أسنمة السلطة بانقلابات عسكرية لم تُبقِ ولم تذرْ ، وعلى الرغم من أنهم كانوا يصرخون ليلا ونهارا وسرّا وجهارا أنْ لا حكم إلا للجماهير إلا أنهم سحقوا تلك الجماهير ببساطيلهم ،وفتحوا السجون لهم ، وحاسبوهم حتى على أحلامهم بل وعلى كوابيسهم أيضا ، ثمّ زادوا في الشعر بيتا حين جعلوا الجمهوريات وراثية ، فلن يبقَ أمام المغلوبين على أمرهم ، الذين صودر أبسط حقوقهم ألا أن يثوروا على أولئك الحكام الظلمة مسترشدين بمقولة ماركس، طيّب الله ثراه ، : اذا ثار العمال (أو المظلومون) فلم يخسروا سوى قيودهم . ونعود الى خلف بن أمين الامريكي ، فحينما سمع بالثورات العربية ، وخروج الجماهير الى الساحات ، وجد الفرصة سانحة لكي (يتمرغل بدم المجاتيل ) ، ويدّعي لنفسه ما لا ناقة له فيها ولا جمل ، وليُظهر نفسه على رؤوس الأشهاد أنه داعم لحقوق الفقراء والمساكين وأبناء السبيل ، والمسألة بسيطة لا تحتاج الى روحة للقاضي ، فقط شوية تصريحات ومطالبات مصحوبة بطنطنة إعلامية ، وأمريكا ربة الإعلام الكاذب مو؟ لو ... ؟ ولكن مما يحزّ في النفس ويهيج بلابلها ، أن هناك من صدّق ادعاءات خلف بن أمين الامريكي ، وأخذوا يلوّحون بقميصه المقدود من دُبُرٍ ومن قُبُل معتقدين أنهم أتوا بالبرهان الساطع ، وأشاروا الى الفجر اللامع ، ثمّ أعرضوا عن دماء الشعوب المقهورة ، والمدن المهدّمة ،ووضعوا أصابعهم في آذانهم لكي لا يسمعوا أنين الاطفال وصرخاتهم حين تبتر الراجمات أطرافهم ، ويبقر الطيران بطونهم ، يا لخيبة ضمائرهم ، وقتامة مشاعرهم ، ومن الطرافة أن من يصدّق ادعاءات أمريكا صنفان من الناس لا تجانس بينهما : أوّلهما ارتضى لنفسه أن يكون مطيّا للعربة الإيرانية ، فالمجوسية تلوب في جوفه ،بوعيه أو لاوعيه ، كالحمل السفاح ، لا تهدأ إلا برؤية أشلاء اللحم العربي ، أو بشميم حرائقه ، والآخر تُهيمن على عقله تقليدية الرؤية القومية التي انبثقت في خمسينيات القرن المنصرم ، وتسنمت عروشها بانقلابات عسكرية ، وأخفقت في تمثيل مشروعها ، فتراجعت مخلّفة وراءها أطلالا تنعب في خرائبها الغربان ، أليس من الغريب أن يلتقي الضدان ، ويجتمع النقيضان ؟ ألا يدلّ هذا على هشاشة الموقف ، وتداعي المشهد المعاند لربيع الثورات العربية ؟ أنا شخصيا اعتقد ذلك .



#عيسى_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباهج الذكورة وتكريس سلطة الرجل
- هل للديمقراطية صكوك غفران
- شكوى خروف في الهوى لخروف
- بغداد صارت جنّة
- تمرّد الروح على قفصها الطيني .. مواجهات كازانتزاكي
- من أدبيات الفيسبوك .. خطاب الأسماء المستعارة
- مسرح الملائكة..أقوى معلم للاخلاق وخير دافع للسلوك الطيب


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عيسى الصباغ - خلف ابن أمين والربيع العربي