منجزات وزارة الكهرباء :البوم لصورالوزير

شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 09:53
المحور: المجتمع المدني
    

يبدو ان وزارة الفضائح الكبرى في العراق، وزارة الكهرباء تحديدا، لم تجد ما تقنع به العراقيين او توصل لهم منجزاتها المتواصلة والتي من اهمها انها جعلت من الكهرباء محنة متواصلة ولكنها مثيرة للسخرية، سوى ان تعطيهم كمية كثيفة من صور وزيرها الميمون. صورتشع نورا وإن عليهم ان يتقاسموها ويعلقوها على الجداران وان يخبئوها تحت وسائد النوم. لـِــمَ لا وهي صور وزير وزارة "النور" كما يقول المصريون عن الكهرباء. صورة ستجعل ايامهم منيرة وطرقهم سهلة واجهزتهم صالحة وعصية على الأعطال.

مشكلة هذه الوزارة ووزيرها انهم يعلمون بعدم وجود عراقي واحد يصدق المنجزات المعلنة التي تحققت خلال السنة الماضية، والاكيد ايضا انهم هم انفسهم ( الوزير ومكتبه الاعلامي ) لن يصدقوا كل هذا الذي يقدمونه في كراسهم حتى إن كان عبر صور الوزير الهمام "كريم عفتان الجميلي" والتي كانت بمعدل صورتين لكل صفحة من الكراس ذو الـ 64 صفحة الذي اصدره قبل عدة أيام المكتب الاعلامي في وزارة الكهرباء ويحتوي على 148 صورة للوزير فقط بمناسبة جلوسه على عرش وزارة الكهرباء في العراق.

احيانا تجد ان ثمة قطيعة تامة وصارخة وفصل تام ما بين الناس في العراق وبين الكثير من الوزارات التي تمارس الهذر وكثرة التصريحات واطلاق الوعود. قطيعة تترافق مع يقين بأن كل ما يقال كذب صارخ ولكن هناك من استمرأ الكذب فحوله الى خطاب رسمي. لقد أصبحنا على يقين بان الكثير من العراقيين حين يستمعون الى احاديث الـ "كي في " او "الميكا واط " و"اللود والحمل العالي " و"سد الاحتياجات من القدرة والطاقة والأكتفاء " و"تجهيز المولدات الأهلية بالوقود " فانهم يعلمون، سرا او علنا، ان ثمة فضيحة جديدة وسرقة كبيرة على وشك ان يتم الكشف عنها وبالتالي فان سيادة الوزير سيكون خارج منصبه وان ثمة شخصا آخر سيحل محله حتى تكتمل دورة الهذر واللعب والفساد كذلك.

لا احد يعلم لماذا لم تنشر وزارة الكهرباء صور "الجوزة الذكية"او "قاطع الدورة الصيني الجديد" الذي غزا الأسواق او اجهزة "أطلس لحماية الثلاجات " و"مراوح الشحن" و"مصابيح الشحن" و"العاكس "و "مولدات المنازل" او "مولدات المنطقة" او "محولات الرئيسية أوالوطنية " التي تشكل اضافات قيمة على المخزون اللغوي الذي يتداوله العراقيون واضافت شحنات على مفرداتها حد انها جعلتها لغة مشحونة و(تنتل ) لشدة ما فيها من "لود عال" و "فولتيه" لا تتحملها اسلاك الشبكة الذائبة، فكيف سيتحملها العقل؟ تلك الأضافات التي يمكن اعتبارها وبحق منجزا "معرفيا وثقافيا "عظيما لوزارة الكهرباء وطاقمها ومكتبها الاعلامي ومن سبقهم ومن سيلحق بهم وهم يضيفون لنا سنة جديدة لنحتفل بها، سنة وزارة الكهرباء ومنجزاتها خلال حقبة السيد كريم عفتان التي ثبتت بكراس صغير وبالكثير من الصور.

لا احد يعلم كذلك لماذا لم تنشر وزارة الكهرباء صور للاسواق العراقية التي تكتظ بالسلع والاجهزة الكهربائية المهولة ومن كل حجم ونوع؟ لماذا لم تنشر صور من داخل بيوت العراقيين وتبين عدد الاجهزة التي يستخدمونها من اجل توفير الكهرباء وتعتبر ذلك منجزا يدخل في جردة حساب ومنجزات سنتها الماضية، هل يمكن لوزارة الكهرباء ان تخبرنا بعدد اجهزة توليد الطاقة الكهربائية الموجودة في كل بيت وكل عائلة حتى ان عددها بات ينافس عدد افراد العائلة نفسها؟

الم تتمكن وزارة الكهرباء من فتح الاسواق وتنشط حركة التجارة وتشغل اعداد كبيرة من العراقيين في مجال الكهرباء؟ يقال ان المنجز الاهم للسيد عفتان والملمح الابرز لسنته الاولى انه "وظف" و"عين" و"شغل" العدد الاكبر من اقاربه وعشيرته وحزبه وقائمتة الانتخابية في دوائر وزارة الكهرباء حاله في ذلك حال أي وزير عراقي يتسلم منصب وزير في الدولة العراقية ؟ اليس هذا هو المنجز الأهم؟

يبدو ان الوزير وحاشيته يريدون التواصل والتماهي مع المنجز البشع الذي مارسته سلطة البعث وصدام حسين، منجز الصور والكتب والكراريس الممجدة، حين كانوا يكثرون من الصور، صور في كل مكان، في البيوت والشوارع والمدارس والحدائق ودوائر الدولة وعلى الطرقات العامة او حين كانوا يكثرون من كتيبات وكراريس تمجد قائدهم وحزبهم ومنجزاته. لكن ذلك لم يدم طويلا رغم كل الخسائر والانفاق والتشويه والتمجيد. لقد تلاشى كل شيء في لحظات من لحظات تاريخ العراق.

لسنا هنا في وارد المس بشخص الوزير وشخصنة موقفنا منه ولكن بحكم موقعه على رأس وزارة اذاقت العراقيين الويل وحولت حياتهم الى جحيم وظلمات ولذلك فاننا نقول لسيادة وزير الكهرباء ولغيره من الوزراء الذين نصبتهم المحاصصة والتقاسم الطائفي القبيح على العراقيين وجعلتهم يتحكمون بحياتهم وبراحتهم :الأعمال التي يصاحبها الضجيج والبهرجة تحمل في داخلها الكثير من الزيف والفشل والفساد واستغلال السلطة.

#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل